ولانَّه لا يُصادق اي أحد ، ولانَّه يعرف كيف يختار ..
لذا فانَّه لا يشكو صديقاً ، ولا يندم لصحبته..
فسألناه :
ما هي الصفات التي في صديقك :
فقال :
(( كان يعظّمه في عيني صغر الدنيا في عينه..
وكان خارجاً من سلطان بطنه ، فلا يشتهي ما لا يجد، ولا يكثر إذا وجد..
وكان أكثر دهره صامتاً، فإن قال بذ القائلين، ونقع غليل السائلين..
وكان ضعيفاً مستضعفاً، فإن جاء الجد فهو ليث عاد، وصل وادلا يدلي بحجة حتى يأتي قاضياً..
وكان لا يلوم أحدا على ما لا يجد العذر في مثله ، حتى يسمع اعتذاره..
وكان لا يشكو وجعاً ، إلا عند برئه..
وكان يفعل ما يقول، ولا يقول ما يفعل..
وكان إن غلب على الكلام ، لم يغلب على السكوت..
وكان على أن يسمع ، أحرص منه على أن يتكلم..
وكان إذا بدهه أمران :
نظر أيهما أقرب إلى الهوى فخالفه .. ))
قلنا له :
إن كان بهذه الصفات كان لنا أخٌ وليس مجرد صديق ..
قال :
هو كذلك ، فهو أخي في الله ، وصديقي الذي لا غنى عنه ..
قلنا :
السلام عليك يا سيدي ومولاي يا امير المؤمنين وعلى من تختاره لك اخاً وصديقاً ..
تعليق