رغم إنَ ملامحه لا تُوحي ( للناظر ) انه يفقه ما يُتقنه أهل الحكمة ..
إلاَّ انَّه - في نظري - متمرسٌ جدااااا ، ويعي ما يقول جدااااا ..
فبساطة منطقه وفطرة قلبه ونقاء سريرته ..
تحكي قصّةَ إنسانٍ عَرفَ كيف يتعامل مع الحياة ويُحكيها دروساً لمن حوله ..
وذات يوم وانا جالسٌ بقربه ..
رأيته وهو يقلّب مسبحته بهدوء ..
وكأنَّ أنامله تعزف لحناً لا يفقه تأويله إلاّ هو والراسخون في الحكمة ..
فسألته :
بماذا تُخبرك مِسبحتك وأنتَ تُقلّبها ذات اليمين وذات الشمال ؟؟
فقال وقد إرتسمتْ على مُحياه إبتسامة رضٍ :
هي الحياة ..
تشابهت فصولها ، وإرتبطت أحداثها بخيط واحد ..
فكما تبدأ بأولها ستنتهي بآخرها ..
إنْ أردتَ ان تلهو بها كانت لك ..
وإنْ أردتَ ان تنتفع بها كانت لك ..
تُعلّمك انَّ الوصول للهدف يحتاج الى بذل جهدٍ وإستمرارِ سعي ..
مسبحتي انا من يُحركها :
وحاضري ومستقبلي انا من يصنعه ويكتب فصوله ..
لا تنتظر من أحدٍ ان يصنعه لك ..
ولا ترهن مصيرك بالحظ او القدر ..
وكنْ انت ولا تكن غيرك ..
ولا يكن همك ان تكون أحسن من غيرك ..
بل إجعل همّك وسعيك ان تكون أحسن من نفسك سابقاً ..
فإنتصارك على نفسك اولى من التسابق مع غيرك ..
ثم سكت ..
ليتابع عزف لحنه على مسبحته من جديد ..
تعليق