بسم الله الرحمن الرحيم
قد يسأل القارئ لقوله تعالى في سورة طه: (قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى)، كيف ساغ لنبي مثل موسى عليه السلام ان يخاف من سحر ساحر، او ليس الله تعالى يصف انبيائه بقوله في سورة الأحزاب: (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً)، فنفى عنهم مطلق الخشية والخوف؟
ونحن قبل ان نبين ما نرجحه في الجواب نذكر مقدمة في بيان الفرق بين الخوف والخشية، فقد ذكر السيد العلامة صاحب الميزان الفرق بينها بقوله:والظاهر أن الفرق بين الخشية والخوف أن الخشية تأثر القلب من إقبال الشر أو ما في حكمه، والخوف هو التأثر عملاً بمعنى الإقدام على تهيئة ما يتقى به المحذور و إن لم يتأثر القلب و لذا قال سبحانه في صفة أنبيائه: "ولا يخشون أحدا إلا الله": الأحزاب: 39.
فنفى عنهم الخشية عن غيره وقد أثبت الخوف لهم عن غيره في مواضع من كلامه كقوله: "فأوجس في نفسه خيفة موسى": طه: 67 و قوله: "و إما تخافن من قوم خيانة": الأنفال: 58.
و لعله إليه يرجع ما ذكره الراغب في الفرق بينهما أن الخشية خوف يشوبه تعظيم و أكثر ما يكون ذلك عن علم.
و لذا خص العلماء بها في قوله.
"إنما يخشى الله من عباده العلماء" و كذا قول بعضهم: إن الخشية أشد الخوف لأنها مأخوذة من قولهم: شجرة خشية أي يابسة.
وكذا قول بعضهم: إن الخوف يتعلق بالمكروه و بمنزله يقال: خفت المرض و خفت زيدا بخلاف الخشية فإنها تتعلق بالمنزل دون المكروه نفسه يقال: خشيت الله.
و لو لا رجوعها إلى ما قدمناه لكانت ظاهرة النقض و ذكر بعضهم أن الفرق أغلبي لا كلي، والآخرون أن لا فرق بينهما أصلا و هو مردود بما قدمناه من الآيات.
أقول: وبما تقدم يتضح ان معنى الخوف هو ان يأتي الشخص بفعل يحاول به دفع ما يخاف، والقرآن اثبت الخوف لموسى عليه السلام لما رآه من سحر وصفه الحق في كتابه بالعظيم حيث قال: (فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ)، أي انه أراد ان يأتي بفعل يتقي به سحرهم، ولم تثبت الآية له الخشية منهم قيقع التنافي بين الآيات، لأنه عليه السلام لم يخشى وكيف له ان يخشاهم وقد وعده الحق تبارك وتعالى قبل حادثة السحرة بقوله تعالى: (قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنْ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ).
قد يسأل القارئ لقوله تعالى في سورة طه: (قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى)، كيف ساغ لنبي مثل موسى عليه السلام ان يخاف من سحر ساحر، او ليس الله تعالى يصف انبيائه بقوله في سورة الأحزاب: (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً)، فنفى عنهم مطلق الخشية والخوف؟
ونحن قبل ان نبين ما نرجحه في الجواب نذكر مقدمة في بيان الفرق بين الخوف والخشية، فقد ذكر السيد العلامة صاحب الميزان الفرق بينها بقوله:والظاهر أن الفرق بين الخشية والخوف أن الخشية تأثر القلب من إقبال الشر أو ما في حكمه، والخوف هو التأثر عملاً بمعنى الإقدام على تهيئة ما يتقى به المحذور و إن لم يتأثر القلب و لذا قال سبحانه في صفة أنبيائه: "ولا يخشون أحدا إلا الله": الأحزاب: 39.
فنفى عنهم الخشية عن غيره وقد أثبت الخوف لهم عن غيره في مواضع من كلامه كقوله: "فأوجس في نفسه خيفة موسى": طه: 67 و قوله: "و إما تخافن من قوم خيانة": الأنفال: 58.
و لعله إليه يرجع ما ذكره الراغب في الفرق بينهما أن الخشية خوف يشوبه تعظيم و أكثر ما يكون ذلك عن علم.
و لذا خص العلماء بها في قوله.
"إنما يخشى الله من عباده العلماء" و كذا قول بعضهم: إن الخشية أشد الخوف لأنها مأخوذة من قولهم: شجرة خشية أي يابسة.
وكذا قول بعضهم: إن الخوف يتعلق بالمكروه و بمنزله يقال: خفت المرض و خفت زيدا بخلاف الخشية فإنها تتعلق بالمنزل دون المكروه نفسه يقال: خشيت الله.
و لو لا رجوعها إلى ما قدمناه لكانت ظاهرة النقض و ذكر بعضهم أن الفرق أغلبي لا كلي، والآخرون أن لا فرق بينهما أصلا و هو مردود بما قدمناه من الآيات.
أقول: وبما تقدم يتضح ان معنى الخوف هو ان يأتي الشخص بفعل يحاول به دفع ما يخاف، والقرآن اثبت الخوف لموسى عليه السلام لما رآه من سحر وصفه الحق في كتابه بالعظيم حيث قال: (فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ)، أي انه أراد ان يأتي بفعل يتقي به سحرهم، ولم تثبت الآية له الخشية منهم قيقع التنافي بين الآيات، لأنه عليه السلام لم يخشى وكيف له ان يخشاهم وقد وعده الحق تبارك وتعالى قبل حادثة السحرة بقوله تعالى: (قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنْ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ).