.. .. .. .. .. .. .. .. ..
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك اعدائهم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى في محكم كتابه العزيز
(( تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ * يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ * وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ * ))
عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: « ما من آية إلاّ ولها أربعة معان; ظاهر وباطن وحدّ ومطلع، فالظاهر التلاوة، والباطن الفهم، والحدّ هو حكام الحلال والحرام، والمطلع هو مراد الله من العبد بها»
وعن الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وآله)أنه قال « ظاهره أنيق وباطنه عميق لا تحصى عجائبُه ولا تبلى غرائبُه »
فالقرآن مليء بالعجائب والغرائب والكنوز والأسرار لذلك لا بد من الغوص في بحره الزاخر بالكنوز والأسرار لاستخراج اللآليء والكنوز
كما قال الإمام زين العابدين عليه السلام ( آيات القرآن خزائن فكلما فتحت خزانة ينبغي لك أن تنظر ما فيها )
الآيات الكريمة من سورة المطففين استوقفتني كثيرا ومازالت تستوقفني لما تحويه من معاني جميييلة جدا وبليغة وبعيدة في شرحها الباطني ولتسهيل الوصول الى باطنها سأقف على ظاهرها قليلا وذلك بشرح بعض كلماتها المتناسقة مع بعضها والمرتبطة ارتباط وثيق ورائع من التنقل بين النعيم والسقي والرحيق والختم والمسك والتنافس ..
"النعيم "
عندما نقول شخص منعم او في نعيم اي في رفاهية في سعة في سعادة او مغدق بالخيرات وبالأموال وغيرها من اللذائد والمتع الدنيوية ..
"يسقون"
السقي كلمة بالعادة تلحق بالساقي وهو الشخص الذي يقوم بوظيفة الأرواء او توزيع الماء واعطاؤه للأشخاص العطاشى او الشديدي العطش الواصلين الى درجة الأعياء والتعب بل ربما الموت لو تأخر وصول الماء فالسقي اذا هو العطاء وبث الحياة بواسطة الماء الذي جعل الله منه كل شيء حيا ..اي تختلف في معناها عن الشرب او شرب الماء فهي كلمة تأتي مع اي نوع من انواع الشرب اي ليس بالضرورة ماء فتستخدم مع العطش الخفيف او بدون عطش ...
"رحيق"..
يطلق على العسل الصافي والذي هو احد مصادر الغذاء الرئيسيه وتستعمل مصدر للطاقة لجميع انواع الحشرات المتنقله من زهرة الى اخرى واهمها النحل الذي يمتص هذا الرحيق فيصنع منه شفاء للناس لشتى أنواع الأمراض ..
" الختم "
كلمة ترادف التوقيع.. وهو بمثابة التعريف واعطاء القيمة لشي كان بدون فائدة اومبهم وغير معترف فيه وبلا اهمية فعندما يختم ويوقع بواسطة اليد والتي تمثل جارحة من اهم جوارح الأنسان التي ميزها الله بخطوط مرسومة بفن واتقان والاجمل فيها ان لكل شخص رسوما مختلفة تمام عن الاخر فلكل شخص بصمة لا تشبهها بصمة شخص آخر ؟؟؟؟
فعندما نقول هذا كيس مختوم أو علبة مختومة أي محكمة الإغلاق .
"المسك "
هو نوع فاخر من انواع العطور وله رائحة عطرية مميزة وقوية وجدابة وجميلة ومنعشة جدا ويستخرج المسك من الغزلان او نوع من انواع الغزلان ومن الأنثى بالخصوص وتسمى "غزال المسك" التي تتميز بخفتها وسرعتها مما يتعب الصيادين في الأمساك بها فيقومون بمراقبتها مراقبة تامة اذ ان المسك موجود بجزء من جسدها في غذة كيسية يبلغ حجمها حجم البرتقالة في البطن ..
ومايميز المسك عندما يوضع بعلبة مثلا ويحكم إغلاقه لا تذهب رائحته ولو فتحته فيما بعد من جديد لشممت الرائحة طازجة لم تتغير .
"والتنافس"..
بمعنى التسابق للوصول الى هدف معين او الفوز بالتحدي..
" تسنيم " ..
من العلوا والارتفاع او الاعتلاء فكلمة سنام مثلا "سنام الجمل " يطلق عليه لارتفاعها وعلوها ..ويقال انه اسم لعين بالجنة شرابها لذييييذ جدا
هذه كلها معاني ظاهرية ذكرناها تسهيلا لنصل الى الهدف من ذكر هذه الايات الكريمة العظيمة وهو المعنى الباطني اللطيف الدقيق ..فالقران كما نعرف عبارات واشارات ولطائف وحقائق ..
قال النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)أن القرآن « له ظهر وبطن، فظاهره حُكم وباطنُه عِلمٌ » . قال الإمام الصادق(عليه السلام): « لقد تجلّى اللّه لخلقه في كلامه، ولكنّهم لا يُبصِرون »
فلنقف على عباراته او بعض اشاراته قليلا..
الايات تتحدث اوتشير الى فئة معينة من الناس وهم " الأبرار " ومايميز هؤلاء الأبرار ان وجوههم تعلوها نضرة النعيم ؟؟ فما هو النعيم الذي يعلو تلك الوجوه ؟؟
هناك العديد من الأيات في عدة سور عند الربط بينها والرجوع إلى أهل البيت عليهم السلام "الثقلين " نصل الى حقيقة النعيم منها " وقفوهم انهم مسؤولون " من هم الموقفون وعلى ماذا السؤال ؟؟
" ثم يأتي الجواب " لتسألن يومئذ عن النعيم " ولتأكيد السؤال يوجه الى شخصية عظيمة جدا " واذا الموءدة سئلت *بأي ذنب قتلت " ؟؟من هو المشار له والموجه له السؤال ؟؟ وماهو الذنب الذي قتلت من شأنه ؟؟
ايات تربط بعضها بعضا بشكل عجييييب ...
ولاية اهل البيت عليهم السلام أو ولاية أمير المؤمنين عليه السلام هي النعيم كما ورد على لسانهم ولسان جدهم المصطفى عليه واله افضل الصلاة والسلام هذا النعيم وهذا الحق سيتم ايقاف مجموعة من الناس سماهم الله في كتابه " المطففين" وهي السورة التي اخذت منها هذه الأيات لأنها فرطوا في الكيل والميزان بمعنى اخر ضيعوا وتجاهلوا امر الله بحفظ الحق والميثاق والوعد الالهي " الولاية" ولكي لاينكر احد المطففين المنافقين المرتدين هذا التضييع يوجه السؤال الى ملك ونور طاهر وبريء معصوم من اهل بيت طهرهم الله من كل دنس وهو الشهيد المظلوم " المحسن " عليه السلام ولد فاطمة الذي اسقطوه ظلما وعدوانا ياترى ماهو ذنبه ولما قتل ؟؟؟
نور على نور صغيرهم كبيرهم نهجهم واحد بأبي هم وامي ..قتل واسقط من اجل الامانة الالهية عهد الله وميثاقه في الأرض والسماء الذي عرض على جميع الاوصياء والانبياء والبشر وهو الثأر الألهي ولاية علي بن ابي طالب عليه السلام نعمة الله العظمى التي لاتعد ولاتحصى فمن تمسك بهذه النعمة وسار على الصراط المستقيم ادخله الله في جنات النعيم حصن الله المنيع الذي خص به الموالين
..( ولاية علي بن أبي طالب حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي ﴾
هذا التمسك وهذا الصبر وتحمل البلاء في السير على الصراط من شأنه ان يمنح المؤمنين الأبرار كما سمتهم الأيات سيماء خاصة حين النظر اليهم " سيماهم في وجوههم من اثر السجود" والأثر ليس المقصود به مانراه من بصمة السجود وترك لون خاص في الجباه بل هو نور واشعاع يعلو ووجوهم يغشي الأبصار ويلتصق بهم هذا النور ليزداد توهجا وامتدادا يوم القيامة فيعرفون بمجرد النظر اليهم وهذه من بعض اثار ولاية امير المؤمنين فمن يرى الطلعة البهية الا يأخذ من البهاء شيئا ؟؟
" تعرف في وجوههم نظرة النعيم "
نتيجة لسجودهم اي اذعانهم وطاعتهم لأمر المولى عز وجل الذي رفضه ابليس عليه اللعنة عندما امره الله بالسجود اي تمثل الخضوع والخشوع والطاعة لتلك الأنوار التي في صلب ادم فرفض ذلك فتبعه ابناءه والمطيعين له "المطففين" اما المؤمنين الابرار المخلصين فلم يرفضوا السجود لا في عالم الذر ولا في عالم الدنيا وايضا في عالم الاخرة لتلك الانوار المقدسة فظهر ذلك النور جليا عليهم ....
هؤلاء الابرار المؤمنين الذين عشقوا امير المؤمنين عليه السلام وصانوا الولاية يعيشون حالة العطش دائما وابدا فمنذ ان ذاقوا طعم الغدير ومنذ ان رشفوا من كوثر محمد وال محمد وهم لايرتوون من هذا العشق المحمدي العلوي الفاطمي الا بتذوق اعينهم القليل من النظرات لذلك النور" واكحل نواظرنا بنظرة منا اليهم " لذلك خصهم الله تعالى بسقاية خاصة جدا بل ربما ساقي خاص وبما ان السقاية والارواء هي في جنة الكوثر جنة محمد وال محمد فطبيعي ان يكون الساقي هو من نور محمد واله ولقب الساقي خص بشخصية عظيمة جدا كان لها دورا فعالا وواضحا يوم انتصار الدم على السيف يوم عاشوراء " ساقي عطاشى كربلاء " جدا.. وعطاشى كربلاء باقين مابقي الدهر وبقي الليل والنهار لان هؤلاء العطاشى هم عطاشى الحق والحرية والاباء والشرف والكرامة هم عطاشى الحسين عطاشى لذلك المصباح الوهاج عطاشى الركوب في سفينة النجاة " ان الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة " والحسين له حرارة في قلوب المؤمنين لا ولن تطفأ ابدا الا اذا اشرقت ارض كربلاء ارض الثأر ارض هي جنة عرضها السموات والأرض بنور ربها وبرز هذا النور على الدين كله
" واشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لايظلمون "
....عندما تشرق تلك الأرض بسر الله الأعظم " فاطمة الزهراء " المتمثل بحفيدها الموعود المنتظر الاخذ بالثأر حاملة بيدها قران الله الناطق والصامت ويؤتى بكل النبيين والشهداء واولهم ساقي عطاشى كربلاء اذ اولى المواقف للزهراء "ياعدل ياحكيم احكم بيني وبين قاطع هذين الكفين " اي بيني وبين من قطع وقتل العطاء والوفاء والحماة والغيرة "والله لأن قطعتم يميني اني احامي ابدا عن ديني وعن امام صادق يقيني " فيقضى بينهم بالحق ..
بولاية امير المؤمنين عليه السلام ,,لانه الدين الذي حامى عنه العباس عليه السلام ...اذا فقضية ساقي عطاشى كربلاء قضية اكبر من مجرد شخصية او يوم او حادثة والا لما ارتبطت بالنور والحق .. قضية ساقي عطاشى كربلاء قضية عفة وشرف وكرامة تعود لالاف السنين منذ احراق ذلك الباب حتى احراق الخيام ..فالمتعطشون لهذا الساقي والسائرون على نهجه في ظمأ دائم لايهدؤون ولايروون ولو قتلوا 70 مرة لتمنوا القتل مجددا في سبيل الحق تعالى ..لذلك جازى الله الابرار يوم القيامة بالخلود في جنة الولاية والفوز بالنعيم وهو القرب من امير المؤمنين عليه السلام وقربهم من شبله ابا الفضل العباس فهو ساقي الكوثر ..فالماء مازال خجلا منه ولايهدأ من التلبية والطواف حول ضريحه وكأنه يحكي مظلوميته وشجاعته ..ولانه مازال مطروحا امام الشريعة متحسرا عدم وصول الماء لعطاشى الطف فيجازيه الله بل يجازيه ابيه بأن يجعله يسقي محبيه ومحبي اخيه الحسين ومحبي ابيه اميرالمؤمنين عليه السلام برحيق خاص رحيق كالعسل الصافي اللذيييذ له مذاق خاص جدا وهذا ليس بالكثير على شخصية عظيمة كأبي الفضل عليه السلام كما قال الامام الصادق عليه السلام " ان لعمي العباس مكانة في الجنة يغبطها عليه جميع الشهداء والصديقين " ..
و هذا الرحيق هو حب فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها هو حب أمير المؤمنين عليه السلام ورضاه عنهم ويمثل هذا الحب بصك النجاة او تذكرة المرور مختوم بختم الولاية بأمضاء من علي عليه السلام وهذا الامضاء هو " رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه ... " فكان جزاءهم هو أن (ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ )
وصك البراءة من النار
قول ( علي ) لحارث عجب كـــم ثــم أعجــوبــة لـه حــمـلا ؟
يا حار همدان من يمت يرني مــن مــؤمــــن أو مـنــافــق قــبـــلا
يـعـرفـنـي طرفــه وأعرفــه بــنـعــتـه واسـمــه و مــا فــعــلا
وأنت عند الصراط تعرفني فـلا تـخـــف عـثرة ولا زلـلا
أسقيك من بارد على ظمأ تخالـه في الحـــلاوة العـســلا
أقول للنار حين تعرض للعرض دعـيه لا تـقــبـلي الـرجــلا
دعــيـه لا تــقــربــيــه إن لـــه حبلا بحبل الوصي متـصـلا
ويتسلمون هذه الصكوك من يد ابي الفضل العباس " المسك " فكما المسك يستخرج من انثى الغزال الفريدة من نوعها ويحتاج الى صيادين ماهرين مدربين جيدا فأبو الفضل اختير من ام ربتها الفحولة والشجاعة وهي أم البنين عليها السلام فخرج منها هذا الفارس الملهم الطود الشامخ الذي خرج منه مسك الولاية ورائحة هذا المسك نفاذة قوية شمها يسكر المحبين والموالين عند قربهم وطوافهم حول ذلك الضريح الطاهر سلام الله عليه ولكنها هناك تكون اقوى وازكى واطيب ..لانها تهدى الى قلوب طهرت وطابت قلوب مؤمنة صادقة جاهدت ليل نهار وحاربت في سبيل الوصول وتنافست الى درجة اليقين الى الموت والحياة وتحملت مالم تتحمله الجبال والسموات والأرض وهو حب علي عليه السلام ومنه هاموا في حب الله تعالى واخلصوا له فالذين امنوا بعلي عليه السلام وصدقوا به هم اشد الناس حبا لله "والذين امنوا اشد حبا لله "وهذا هو التنافس الحقيقي الذي فيه فليتنافس المتنافسون ..وهذا التنافس له ميزة ومزاج خاص حيث يوصل هؤلاء العطاشى بعد ان يسقوا من رحيق الولاية يتدرجوا الى قاب قوسين بل مقام أو أدنى من القرب الى " وادخلي جنتي "....
سقانا الله وإياكم من الرحيق المختوم بحب محمد وال محمد صلوات الله عليهم أجمعين وبكف يد أبي الفضل العباس عليه السلام
منقول
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك اعدائهم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى في محكم كتابه العزيز
(( تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ * يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ * وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ * ))
عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: « ما من آية إلاّ ولها أربعة معان; ظاهر وباطن وحدّ ومطلع، فالظاهر التلاوة، والباطن الفهم، والحدّ هو حكام الحلال والحرام، والمطلع هو مراد الله من العبد بها»
وعن الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وآله)أنه قال « ظاهره أنيق وباطنه عميق لا تحصى عجائبُه ولا تبلى غرائبُه »
فالقرآن مليء بالعجائب والغرائب والكنوز والأسرار لذلك لا بد من الغوص في بحره الزاخر بالكنوز والأسرار لاستخراج اللآليء والكنوز
كما قال الإمام زين العابدين عليه السلام ( آيات القرآن خزائن فكلما فتحت خزانة ينبغي لك أن تنظر ما فيها )
الآيات الكريمة من سورة المطففين استوقفتني كثيرا ومازالت تستوقفني لما تحويه من معاني جميييلة جدا وبليغة وبعيدة في شرحها الباطني ولتسهيل الوصول الى باطنها سأقف على ظاهرها قليلا وذلك بشرح بعض كلماتها المتناسقة مع بعضها والمرتبطة ارتباط وثيق ورائع من التنقل بين النعيم والسقي والرحيق والختم والمسك والتنافس ..
"النعيم "
عندما نقول شخص منعم او في نعيم اي في رفاهية في سعة في سعادة او مغدق بالخيرات وبالأموال وغيرها من اللذائد والمتع الدنيوية ..
"يسقون"
السقي كلمة بالعادة تلحق بالساقي وهو الشخص الذي يقوم بوظيفة الأرواء او توزيع الماء واعطاؤه للأشخاص العطاشى او الشديدي العطش الواصلين الى درجة الأعياء والتعب بل ربما الموت لو تأخر وصول الماء فالسقي اذا هو العطاء وبث الحياة بواسطة الماء الذي جعل الله منه كل شيء حيا ..اي تختلف في معناها عن الشرب او شرب الماء فهي كلمة تأتي مع اي نوع من انواع الشرب اي ليس بالضرورة ماء فتستخدم مع العطش الخفيف او بدون عطش ...
"رحيق"..
يطلق على العسل الصافي والذي هو احد مصادر الغذاء الرئيسيه وتستعمل مصدر للطاقة لجميع انواع الحشرات المتنقله من زهرة الى اخرى واهمها النحل الذي يمتص هذا الرحيق فيصنع منه شفاء للناس لشتى أنواع الأمراض ..
" الختم "
كلمة ترادف التوقيع.. وهو بمثابة التعريف واعطاء القيمة لشي كان بدون فائدة اومبهم وغير معترف فيه وبلا اهمية فعندما يختم ويوقع بواسطة اليد والتي تمثل جارحة من اهم جوارح الأنسان التي ميزها الله بخطوط مرسومة بفن واتقان والاجمل فيها ان لكل شخص رسوما مختلفة تمام عن الاخر فلكل شخص بصمة لا تشبهها بصمة شخص آخر ؟؟؟؟
فعندما نقول هذا كيس مختوم أو علبة مختومة أي محكمة الإغلاق .
"المسك "
هو نوع فاخر من انواع العطور وله رائحة عطرية مميزة وقوية وجدابة وجميلة ومنعشة جدا ويستخرج المسك من الغزلان او نوع من انواع الغزلان ومن الأنثى بالخصوص وتسمى "غزال المسك" التي تتميز بخفتها وسرعتها مما يتعب الصيادين في الأمساك بها فيقومون بمراقبتها مراقبة تامة اذ ان المسك موجود بجزء من جسدها في غذة كيسية يبلغ حجمها حجم البرتقالة في البطن ..
ومايميز المسك عندما يوضع بعلبة مثلا ويحكم إغلاقه لا تذهب رائحته ولو فتحته فيما بعد من جديد لشممت الرائحة طازجة لم تتغير .
"والتنافس"..
بمعنى التسابق للوصول الى هدف معين او الفوز بالتحدي..
" تسنيم " ..
من العلوا والارتفاع او الاعتلاء فكلمة سنام مثلا "سنام الجمل " يطلق عليه لارتفاعها وعلوها ..ويقال انه اسم لعين بالجنة شرابها لذييييذ جدا
هذه كلها معاني ظاهرية ذكرناها تسهيلا لنصل الى الهدف من ذكر هذه الايات الكريمة العظيمة وهو المعنى الباطني اللطيف الدقيق ..فالقران كما نعرف عبارات واشارات ولطائف وحقائق ..
قال النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)أن القرآن « له ظهر وبطن، فظاهره حُكم وباطنُه عِلمٌ » . قال الإمام الصادق(عليه السلام): « لقد تجلّى اللّه لخلقه في كلامه، ولكنّهم لا يُبصِرون »
فلنقف على عباراته او بعض اشاراته قليلا..
الايات تتحدث اوتشير الى فئة معينة من الناس وهم " الأبرار " ومايميز هؤلاء الأبرار ان وجوههم تعلوها نضرة النعيم ؟؟ فما هو النعيم الذي يعلو تلك الوجوه ؟؟
هناك العديد من الأيات في عدة سور عند الربط بينها والرجوع إلى أهل البيت عليهم السلام "الثقلين " نصل الى حقيقة النعيم منها " وقفوهم انهم مسؤولون " من هم الموقفون وعلى ماذا السؤال ؟؟
" ثم يأتي الجواب " لتسألن يومئذ عن النعيم " ولتأكيد السؤال يوجه الى شخصية عظيمة جدا " واذا الموءدة سئلت *بأي ذنب قتلت " ؟؟من هو المشار له والموجه له السؤال ؟؟ وماهو الذنب الذي قتلت من شأنه ؟؟
ايات تربط بعضها بعضا بشكل عجييييب ...
ولاية اهل البيت عليهم السلام أو ولاية أمير المؤمنين عليه السلام هي النعيم كما ورد على لسانهم ولسان جدهم المصطفى عليه واله افضل الصلاة والسلام هذا النعيم وهذا الحق سيتم ايقاف مجموعة من الناس سماهم الله في كتابه " المطففين" وهي السورة التي اخذت منها هذه الأيات لأنها فرطوا في الكيل والميزان بمعنى اخر ضيعوا وتجاهلوا امر الله بحفظ الحق والميثاق والوعد الالهي " الولاية" ولكي لاينكر احد المطففين المنافقين المرتدين هذا التضييع يوجه السؤال الى ملك ونور طاهر وبريء معصوم من اهل بيت طهرهم الله من كل دنس وهو الشهيد المظلوم " المحسن " عليه السلام ولد فاطمة الذي اسقطوه ظلما وعدوانا ياترى ماهو ذنبه ولما قتل ؟؟؟
نور على نور صغيرهم كبيرهم نهجهم واحد بأبي هم وامي ..قتل واسقط من اجل الامانة الالهية عهد الله وميثاقه في الأرض والسماء الذي عرض على جميع الاوصياء والانبياء والبشر وهو الثأر الألهي ولاية علي بن ابي طالب عليه السلام نعمة الله العظمى التي لاتعد ولاتحصى فمن تمسك بهذه النعمة وسار على الصراط المستقيم ادخله الله في جنات النعيم حصن الله المنيع الذي خص به الموالين
..( ولاية علي بن أبي طالب حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي ﴾
هذا التمسك وهذا الصبر وتحمل البلاء في السير على الصراط من شأنه ان يمنح المؤمنين الأبرار كما سمتهم الأيات سيماء خاصة حين النظر اليهم " سيماهم في وجوههم من اثر السجود" والأثر ليس المقصود به مانراه من بصمة السجود وترك لون خاص في الجباه بل هو نور واشعاع يعلو ووجوهم يغشي الأبصار ويلتصق بهم هذا النور ليزداد توهجا وامتدادا يوم القيامة فيعرفون بمجرد النظر اليهم وهذه من بعض اثار ولاية امير المؤمنين فمن يرى الطلعة البهية الا يأخذ من البهاء شيئا ؟؟
" تعرف في وجوههم نظرة النعيم "
نتيجة لسجودهم اي اذعانهم وطاعتهم لأمر المولى عز وجل الذي رفضه ابليس عليه اللعنة عندما امره الله بالسجود اي تمثل الخضوع والخشوع والطاعة لتلك الأنوار التي في صلب ادم فرفض ذلك فتبعه ابناءه والمطيعين له "المطففين" اما المؤمنين الابرار المخلصين فلم يرفضوا السجود لا في عالم الذر ولا في عالم الدنيا وايضا في عالم الاخرة لتلك الانوار المقدسة فظهر ذلك النور جليا عليهم ....
هؤلاء الابرار المؤمنين الذين عشقوا امير المؤمنين عليه السلام وصانوا الولاية يعيشون حالة العطش دائما وابدا فمنذ ان ذاقوا طعم الغدير ومنذ ان رشفوا من كوثر محمد وال محمد وهم لايرتوون من هذا العشق المحمدي العلوي الفاطمي الا بتذوق اعينهم القليل من النظرات لذلك النور" واكحل نواظرنا بنظرة منا اليهم " لذلك خصهم الله تعالى بسقاية خاصة جدا بل ربما ساقي خاص وبما ان السقاية والارواء هي في جنة الكوثر جنة محمد وال محمد فطبيعي ان يكون الساقي هو من نور محمد واله ولقب الساقي خص بشخصية عظيمة جدا كان لها دورا فعالا وواضحا يوم انتصار الدم على السيف يوم عاشوراء " ساقي عطاشى كربلاء " جدا.. وعطاشى كربلاء باقين مابقي الدهر وبقي الليل والنهار لان هؤلاء العطاشى هم عطاشى الحق والحرية والاباء والشرف والكرامة هم عطاشى الحسين عطاشى لذلك المصباح الوهاج عطاشى الركوب في سفينة النجاة " ان الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة " والحسين له حرارة في قلوب المؤمنين لا ولن تطفأ ابدا الا اذا اشرقت ارض كربلاء ارض الثأر ارض هي جنة عرضها السموات والأرض بنور ربها وبرز هذا النور على الدين كله
" واشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لايظلمون "
....عندما تشرق تلك الأرض بسر الله الأعظم " فاطمة الزهراء " المتمثل بحفيدها الموعود المنتظر الاخذ بالثأر حاملة بيدها قران الله الناطق والصامت ويؤتى بكل النبيين والشهداء واولهم ساقي عطاشى كربلاء اذ اولى المواقف للزهراء "ياعدل ياحكيم احكم بيني وبين قاطع هذين الكفين " اي بيني وبين من قطع وقتل العطاء والوفاء والحماة والغيرة "والله لأن قطعتم يميني اني احامي ابدا عن ديني وعن امام صادق يقيني " فيقضى بينهم بالحق ..
بولاية امير المؤمنين عليه السلام ,,لانه الدين الذي حامى عنه العباس عليه السلام ...اذا فقضية ساقي عطاشى كربلاء قضية اكبر من مجرد شخصية او يوم او حادثة والا لما ارتبطت بالنور والحق .. قضية ساقي عطاشى كربلاء قضية عفة وشرف وكرامة تعود لالاف السنين منذ احراق ذلك الباب حتى احراق الخيام ..فالمتعطشون لهذا الساقي والسائرون على نهجه في ظمأ دائم لايهدؤون ولايروون ولو قتلوا 70 مرة لتمنوا القتل مجددا في سبيل الحق تعالى ..لذلك جازى الله الابرار يوم القيامة بالخلود في جنة الولاية والفوز بالنعيم وهو القرب من امير المؤمنين عليه السلام وقربهم من شبله ابا الفضل العباس فهو ساقي الكوثر ..فالماء مازال خجلا منه ولايهدأ من التلبية والطواف حول ضريحه وكأنه يحكي مظلوميته وشجاعته ..ولانه مازال مطروحا امام الشريعة متحسرا عدم وصول الماء لعطاشى الطف فيجازيه الله بل يجازيه ابيه بأن يجعله يسقي محبيه ومحبي اخيه الحسين ومحبي ابيه اميرالمؤمنين عليه السلام برحيق خاص رحيق كالعسل الصافي اللذيييذ له مذاق خاص جدا وهذا ليس بالكثير على شخصية عظيمة كأبي الفضل عليه السلام كما قال الامام الصادق عليه السلام " ان لعمي العباس مكانة في الجنة يغبطها عليه جميع الشهداء والصديقين " ..
و هذا الرحيق هو حب فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها هو حب أمير المؤمنين عليه السلام ورضاه عنهم ويمثل هذا الحب بصك النجاة او تذكرة المرور مختوم بختم الولاية بأمضاء من علي عليه السلام وهذا الامضاء هو " رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه ... " فكان جزاءهم هو أن (ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ )
وصك البراءة من النار
قول ( علي ) لحارث عجب كـــم ثــم أعجــوبــة لـه حــمـلا ؟
يا حار همدان من يمت يرني مــن مــؤمــــن أو مـنــافــق قــبـــلا
يـعـرفـنـي طرفــه وأعرفــه بــنـعــتـه واسـمــه و مــا فــعــلا
وأنت عند الصراط تعرفني فـلا تـخـــف عـثرة ولا زلـلا
أسقيك من بارد على ظمأ تخالـه في الحـــلاوة العـســلا
أقول للنار حين تعرض للعرض دعـيه لا تـقــبـلي الـرجــلا
دعــيـه لا تــقــربــيــه إن لـــه حبلا بحبل الوصي متـصـلا
ويتسلمون هذه الصكوك من يد ابي الفضل العباس " المسك " فكما المسك يستخرج من انثى الغزال الفريدة من نوعها ويحتاج الى صيادين ماهرين مدربين جيدا فأبو الفضل اختير من ام ربتها الفحولة والشجاعة وهي أم البنين عليها السلام فخرج منها هذا الفارس الملهم الطود الشامخ الذي خرج منه مسك الولاية ورائحة هذا المسك نفاذة قوية شمها يسكر المحبين والموالين عند قربهم وطوافهم حول ذلك الضريح الطاهر سلام الله عليه ولكنها هناك تكون اقوى وازكى واطيب ..لانها تهدى الى قلوب طهرت وطابت قلوب مؤمنة صادقة جاهدت ليل نهار وحاربت في سبيل الوصول وتنافست الى درجة اليقين الى الموت والحياة وتحملت مالم تتحمله الجبال والسموات والأرض وهو حب علي عليه السلام ومنه هاموا في حب الله تعالى واخلصوا له فالذين امنوا بعلي عليه السلام وصدقوا به هم اشد الناس حبا لله "والذين امنوا اشد حبا لله "وهذا هو التنافس الحقيقي الذي فيه فليتنافس المتنافسون ..وهذا التنافس له ميزة ومزاج خاص حيث يوصل هؤلاء العطاشى بعد ان يسقوا من رحيق الولاية يتدرجوا الى قاب قوسين بل مقام أو أدنى من القرب الى " وادخلي جنتي "....
سقانا الله وإياكم من الرحيق المختوم بحب محمد وال محمد صلوات الله عليهم أجمعين وبكف يد أبي الفضل العباس عليه السلام
منقول