بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
البقيع هو المقبرة الرئيسة لأهل المدينة المنورة منذ عهد الرسول ، ومن أقرب الأماكن التاريخية إلى مبنى المسجد النبوي حالياً، يقع في مواجهة القسم الجنوبي الشرقي من سوره، وقد ضمت إليه أراض مجاورة وبني حوله سور جديد مرتفع مكسو بالرخام. وتبلغ مساحته الحالية مائة وثمانين ألف متر مربع؛ ويضم البقيع أربعة من أئمة المسلمين من أهل بيت رسول الله وهم:
1- الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب .
2 ـ الإمام علي بن الحسين زين العابدين .
3 ـ الإمام محمد بن علي الباقر .
4 ـ الإمام جعفر بن محمد الصادق .
ويروى أن عشرة آلاف صحابي دفنوا فيه، منهم أمهات المؤمنين زوجات رسول الله عدا خديجة وميمونة، وابنه إبراهيم، وعمه العباس، وعمته صفية، وغيرهم كثير. كما يضم رفات الآلاف المؤلفة من أهل المدينة ومن توفي فيها من المجاورين والزائرين أو نقل جثمانهم على مدى العصور الماضية. وقد وردت أحاديث عدة في فضل البقيع، وزيارة رسول الله والدعاء لمن دفن فيه، منها: أن رسول الله كان يخرج من آخر الليل إلى البقيع، فيقول: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون، غداً مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد». لذا تستحب زيارة البقيع والدعاء لمن دفن فيه اتباعاً لسنة المصطفى .
إلا أنه في اليوم الثامن من شوال 1344هـ امتدت بعض الأيادي التكفيرية فهدمت قبور أبناء رسول الله وعترته الطاهرة في البقيع، وقبور شهداء أحُد وسيدهم حمزه سيد الشهداء وقبور غيرهم من الصحابة الكرام، بمرأى من المسلمين ومسمع منتهكين حرمة خيار المسلمين بانتهاك حرمة قبورهم وتدنيسها فقد قال رسول الله حُرمة المسلم ميتاً كحرمته حياً، ومنتهكين حقوق ملايين المسلمين بحقهم في الحفاظ على ما يعتبرونه أماكن دينية مقدسة عندهم وذلك بغلبة القهر والقوة في فترة تاريخية اعتقدت فئة محدودة من المسلمين أن الغلبة ستدوم لهم وإلى الأبد ضاربين بمشاعر من خالفهم من المذاهب الإسلامية الأخرى عرض الحائط متخندقين حول رؤية أحادية ضيقة ومتناسين أن هذه البقعة المباركة يفد إليها كل المسلمين بمختلف ألوانهم وطوائفهم. ومتناسين أن هذا المجتمع يتشكل من مجموع المذاهب الإسلامية التي لا يستطيع أي منها أن يدعي بأنه يشكل أغلبية السكان في هذه البلاد، وغير مدركين أن سر تميزه وما يضمن له الحيوية هو هذا التعدد المذهبي.
إن ذكرى تهديم قبور أئمة أهل البيت والصحابة في جنة البقيع وفي تجدد ذكراها السنوية تجدد طرح الأسئلة الحيوية المتعلقة بتعددية هذا المجتمع من جهة وبالحرية الدينية والمذهبية من جهة أخرى التي ظلت فئة من أبناء هذا المجتمع تعده حكراً عليها دون أن تعطي الآخرين الحق في ممارسة شعائرهم ودينهم وكل ما تعلق بذلك بحرية تامة دون إكراه أو ضغط أو تعرض لهم من الآخرين في جو تسود فيه المحبة والتسامح بين مختلف المذاهب والتوجهات، هذا التسامح الذي لا غنى لمجتمعنا عنه للنهوض مجدداً والوقوف بوجه التحديات الكبرى التي تتعرض لها المنطقة
لقد أصبح جلياً لكل ذي لب أن التزمت الديني وعدم السماحة وما تبع ذلك من ممارسات تكفيرية وتبديعية هي التي جرت الويل والخراب بل حتى على أولئك الذين مارسوا لعبة التكفير البغيضة. إنها نار تحرق كل من يحيط بها ثم تحرق مشعلها.
إن هذه الذكرى تدعونا اليوم لنجدد الدعوة لأهمية قيم حقوق الإنسان وبالذات المختلف معنا في الرؤية وضرورة الاعتراف بالآخر واحترام مشاعره وما يعتقد به وأن نقرر جميعاً بوضع حد لمثل هذه الممارسات في حاضرنا ومستقبلنا لكي نعيش بسلام إلى ذلك اليوم الذي نرقد فيه بسلام وقد تكون ساعتها جنة البقيع مثوى كريما لنا ولن يتحقق ذلك إلا باحترامنا لهذه القيم الدينية والإنسانية فحقوق الإنسان أولاً.
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
البقيع هو المقبرة الرئيسة لأهل المدينة المنورة منذ عهد الرسول ، ومن أقرب الأماكن التاريخية إلى مبنى المسجد النبوي حالياً، يقع في مواجهة القسم الجنوبي الشرقي من سوره، وقد ضمت إليه أراض مجاورة وبني حوله سور جديد مرتفع مكسو بالرخام. وتبلغ مساحته الحالية مائة وثمانين ألف متر مربع؛ ويضم البقيع أربعة من أئمة المسلمين من أهل بيت رسول الله وهم:
1- الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب .
2 ـ الإمام علي بن الحسين زين العابدين .
3 ـ الإمام محمد بن علي الباقر .
4 ـ الإمام جعفر بن محمد الصادق .
ويروى أن عشرة آلاف صحابي دفنوا فيه، منهم أمهات المؤمنين زوجات رسول الله عدا خديجة وميمونة، وابنه إبراهيم، وعمه العباس، وعمته صفية، وغيرهم كثير. كما يضم رفات الآلاف المؤلفة من أهل المدينة ومن توفي فيها من المجاورين والزائرين أو نقل جثمانهم على مدى العصور الماضية. وقد وردت أحاديث عدة في فضل البقيع، وزيارة رسول الله والدعاء لمن دفن فيه، منها: أن رسول الله كان يخرج من آخر الليل إلى البقيع، فيقول: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون، غداً مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد». لذا تستحب زيارة البقيع والدعاء لمن دفن فيه اتباعاً لسنة المصطفى .
إلا أنه في اليوم الثامن من شوال 1344هـ امتدت بعض الأيادي التكفيرية فهدمت قبور أبناء رسول الله وعترته الطاهرة في البقيع، وقبور شهداء أحُد وسيدهم حمزه سيد الشهداء وقبور غيرهم من الصحابة الكرام، بمرأى من المسلمين ومسمع منتهكين حرمة خيار المسلمين بانتهاك حرمة قبورهم وتدنيسها فقد قال رسول الله حُرمة المسلم ميتاً كحرمته حياً، ومنتهكين حقوق ملايين المسلمين بحقهم في الحفاظ على ما يعتبرونه أماكن دينية مقدسة عندهم وذلك بغلبة القهر والقوة في فترة تاريخية اعتقدت فئة محدودة من المسلمين أن الغلبة ستدوم لهم وإلى الأبد ضاربين بمشاعر من خالفهم من المذاهب الإسلامية الأخرى عرض الحائط متخندقين حول رؤية أحادية ضيقة ومتناسين أن هذه البقعة المباركة يفد إليها كل المسلمين بمختلف ألوانهم وطوائفهم. ومتناسين أن هذا المجتمع يتشكل من مجموع المذاهب الإسلامية التي لا يستطيع أي منها أن يدعي بأنه يشكل أغلبية السكان في هذه البلاد، وغير مدركين أن سر تميزه وما يضمن له الحيوية هو هذا التعدد المذهبي.
إن ذكرى تهديم قبور أئمة أهل البيت والصحابة في جنة البقيع وفي تجدد ذكراها السنوية تجدد طرح الأسئلة الحيوية المتعلقة بتعددية هذا المجتمع من جهة وبالحرية الدينية والمذهبية من جهة أخرى التي ظلت فئة من أبناء هذا المجتمع تعده حكراً عليها دون أن تعطي الآخرين الحق في ممارسة شعائرهم ودينهم وكل ما تعلق بذلك بحرية تامة دون إكراه أو ضغط أو تعرض لهم من الآخرين في جو تسود فيه المحبة والتسامح بين مختلف المذاهب والتوجهات، هذا التسامح الذي لا غنى لمجتمعنا عنه للنهوض مجدداً والوقوف بوجه التحديات الكبرى التي تتعرض لها المنطقة
لقد أصبح جلياً لكل ذي لب أن التزمت الديني وعدم السماحة وما تبع ذلك من ممارسات تكفيرية وتبديعية هي التي جرت الويل والخراب بل حتى على أولئك الذين مارسوا لعبة التكفير البغيضة. إنها نار تحرق كل من يحيط بها ثم تحرق مشعلها.
إن هذه الذكرى تدعونا اليوم لنجدد الدعوة لأهمية قيم حقوق الإنسان وبالذات المختلف معنا في الرؤية وضرورة الاعتراف بالآخر واحترام مشاعره وما يعتقد به وأن نقرر جميعاً بوضع حد لمثل هذه الممارسات في حاضرنا ومستقبلنا لكي نعيش بسلام إلى ذلك اليوم الذي نرقد فيه بسلام وقد تكون ساعتها جنة البقيع مثوى كريما لنا ولن يتحقق ذلك إلا باحترامنا لهذه القيم الدينية والإنسانية فحقوق الإنسان أولاً.
تعليق