بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
الإشكال
نسمع كثيراً من العوام أو من المشائخ، أن سبب عدم زواج النبي ص، على خديجة الكبرى ع، هو نفس سبب عدم زواج الأمير ع على فاطمة الزهراء ع، وهو:
حتى لا يؤذيها.
في ظاهر هذا السبب مدح للزوج، سواءاً النبي ص، أو الأمير ع، لكن في باطنه، اتهام لخديجة الكبرى ع، وفاطمة الزهراء ع، بأنهما يغاران، وإلا لما تأذيتا من الزواج عليهما.
العوام والمشائخ وقعوا في هذا الخطأ، لأنهم أرادوا الإجابة على سؤال: لماذا لم يتزوج النبي ص والامام ع، عليهما.
ولأنهم لم يعرفوا الاجابة الصحيحة، اختاروا اجابة، تضمنت تنقيصاً يطال أشرف نساء العالمين.
في قبال أم البنين
الغريب، أن أم البنين ع، ارتقت سماء الإيمان، وفي قلوب الناس، بسبب إلغاءها للوثة الغيرة، وتقديمها أبناء زوجة بعلها، على أبنائها.
فكيف يتم امتداحها بإنعدام صفة موجودة في فاطمة الزهراء وأمها؟
فإن كانت غيرة المرأة، صفة جيدة، فعليه ستكون فاطمة الزهراء وأمها ع، أشد نساء الكون غيرة على بعولهن من النساء، لأنهن أكمل النساء، والكمال، يقتضي، بلوغ منتهى الصفة الحسنة.
فهذا يقتضي، أن انعدام الغيرة من النساء، لدى أم البنين ع، صفة نقص لا صفة كمال، وبذلك، يجب أن تُذم أم البنين ع، لا تمتدح!
في قبال حلال الله سبحانه
كما أن تعدد الزوجات مما أحله الله سبحانه، فكيف يعقل، أن تتأذى من تعشق الله سبحانه أكثر بكثير من أبيها وبعلها، ستنزعج ولو في قلبها، مما أحله ربها.
النبي ص أولى بعدم الإيذاء
وأما في قضية أن الإمام علي عليه السلام لم يتزوج عليها، لكي لا يؤذيها، فمن باب أولى أن لا يتزوج أبوها، نساءاً، يؤذينها إيذاءاً لا يوصف.
الانشغال عن ذكر الله
كما أن غيرة المرأة، يشغل قلبها عن ذكر الله سبحانه، بل يحرقه بمكوناته، فهل يعقل أن ينشغل قلب فاطمة الزهراء عليها السلام، عن ربها، ولو طرفة عين.
وسواءاَ، تمت معرفة الإجابة أم لا، فلا يحق لنا، إلا تنزيه المعصومتان العظيمتان: فاطمة الزهراء، وأمها خديجة الكبرى عليهما السلام.
والتالي، مجموعة من الأحاديث، تذم في الغيرة، فكيف تتواجد صفة ذم، فيهما:
نهج البلاغة، الحكمة 124: غيرة المرأة كفر وغيرة الرجل ايمان
فعن الإمام الباقر عليه السلام : ( غيرة النساء الحسد والحسد هو أصل الكفر .. إن النساء إذا غرن غضبن وإذا غضبن كفرن إلا المسلمات منهن ) [3] .
ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : ( إن الله عز وجل لم يجعل الغَيْرة للنساء وإنما تغار المنكرات منهن ، فأما المؤمنات فلا ، إنما جعل الله الغيرة للرجال لأنه أحل للرجال أربعاً وما ملكت يمينه ولم يجعل للمرأة إلا زوجها فإذا أرادت معه غيرة كانت عند الله زانية ) [2]
إسحاق بن عمار قال : قلت لأبي عبدالله الصادق عليه السلام : ( المرأة تغار على الرجل تؤذيه . قال : ذلك من الحب ) [4] .
ذكر رجل لأبي عبدالله الصادق عليه السلام امرأته فأحسن عليها الثناء فقال له أبو عبدالله عليه السلام : ( أغرتها قال : لا ، قال : فأغرها . فأغارها فثبتت ، فقال لأبي عبدالله عليه السلام : إني أغرتها فثبتت ، فقال : هي كما تقول ) [5] .
عن الإمام الصادق عليه السلام : ( ليس الغيرة إلا للرجال وأما النساء فإنما ذلك منهن حسد والغيرة للرجال ولذلك حرم الله على النساء إلا زوجها وأحل للرجال أربعاً وإن الله أكرم أن يبتليهن بالغيرة ويحل للرجال معها ثلاثاً ) [6] .
فعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : يا أهل العراق نبئت أن نساءكم يدافعن الرجال في الطريق أما تستحيون ؟ وفي حديث آخر أن أمير المؤمنين عليه السلام قال : ( أما تستحيون ولا تغارون نساءكم يخرجن إلى الأسواق ويزاحمن العلوج ) [9] .
فعن أمير المؤمنين عليه السلام في رسالته إلى الإمام الحسن عليه السلام انه قال : ( إياك والتغاير في غير موضع الغيرة فإن ذلك يدعو الصحيحة منهن إلى السقم ولكن احكم أمرهن فإن رأيت عيباً فعجل النكير على الصغير والكبير ، فإن تعينت منهن الريب فيعظم الذنب ويهون العتب ) [10] .
وفي الحديث عن عيسى عليه السلام : ( لا تكثر الغيرة على أهلك فترمي بالسوء أجلك ) [11]
وفي الحديث النبوي : ( من الغيرة ما يحب الله ومنها ما يكره الله : فأما ما يحب الله فالغيرة في الريبة ، وأما ما يكره فالغيرة في غير الريبة ) [12] .
– 2 – عنه، عن محمد بن علي، عن محمد بن الفضيل، عن سعد الجلاب، عن أبي عبدالله (ع) قال: إن الله عزوجل لم يجعل الغيرة للنساء وإنما تغار المنكرات منهن، فأما المؤمنات فلا، إنما جعل الله الغيرة للرجال لانه أحل للرجال أربعا وما ملكت يمينه ولم يجعل للمرأة إلا زوجها فإذا أرادت معه غيره كانت عند الله زانية، قال: ورواه القاسم ابن يحيى، عن جده الحسسن بن راشد، عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبدالله (ع) إلا أنه قال: فإن بغت معه غيره.
– 3 – علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن عبدالرحمن بن الحجاج رفعه قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله قاعد إذ جاءت امرأة عريانه حتى قامت بين يديه، فقالت: يارسول الله إني فجرت فطهرني قال: وجاء رجل يعد وفي أثرها وألقى عليها ثوبا، فقال: ماهي منك؟ فقال: صاحبتي يارسول الله خلوت بجاريتي فصنعت ماترى، فقال: ضمها إليك، ثم قال: إن الغيراء(1) لا تبصر أعلى الوادي من أسفله.
– 4 – عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن محمد بن الحسن، عن يوسف بن حماد، عمن ذكره، عن جابر قال: قال أبوجعفر (ع): غيرة النساء الحسد والحسد هو أصل الكفر إن النساء إذا غرن غضبن وأذا غضبن كفرن إلا المسلمات منهن.
– 5 – عنه، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن خالد القلانسي قال: ذكر رجل لابي عبدالله (ع) امرأته فأحسن عليها الثناء فقال له أبوعبدالله (ع): أغرتها؟ قال: لا، قال: فأغرها فأغارها فثبتت، فقال لابي عبدالله (ع): إني قد أغرتها فثبتت، فقال: هي كماتقول. – أغرتها اى تزوجت عليها او تسريت.
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
الإشكال
نسمع كثيراً من العوام أو من المشائخ، أن سبب عدم زواج النبي ص، على خديجة الكبرى ع، هو نفس سبب عدم زواج الأمير ع على فاطمة الزهراء ع، وهو:
حتى لا يؤذيها.
في ظاهر هذا السبب مدح للزوج، سواءاً النبي ص، أو الأمير ع، لكن في باطنه، اتهام لخديجة الكبرى ع، وفاطمة الزهراء ع، بأنهما يغاران، وإلا لما تأذيتا من الزواج عليهما.
العوام والمشائخ وقعوا في هذا الخطأ، لأنهم أرادوا الإجابة على سؤال: لماذا لم يتزوج النبي ص والامام ع، عليهما.
ولأنهم لم يعرفوا الاجابة الصحيحة، اختاروا اجابة، تضمنت تنقيصاً يطال أشرف نساء العالمين.
في قبال أم البنين
الغريب، أن أم البنين ع، ارتقت سماء الإيمان، وفي قلوب الناس، بسبب إلغاءها للوثة الغيرة، وتقديمها أبناء زوجة بعلها، على أبنائها.
فكيف يتم امتداحها بإنعدام صفة موجودة في فاطمة الزهراء وأمها؟
فإن كانت غيرة المرأة، صفة جيدة، فعليه ستكون فاطمة الزهراء وأمها ع، أشد نساء الكون غيرة على بعولهن من النساء، لأنهن أكمل النساء، والكمال، يقتضي، بلوغ منتهى الصفة الحسنة.
فهذا يقتضي، أن انعدام الغيرة من النساء، لدى أم البنين ع، صفة نقص لا صفة كمال، وبذلك، يجب أن تُذم أم البنين ع، لا تمتدح!
في قبال حلال الله سبحانه
كما أن تعدد الزوجات مما أحله الله سبحانه، فكيف يعقل، أن تتأذى من تعشق الله سبحانه أكثر بكثير من أبيها وبعلها، ستنزعج ولو في قلبها، مما أحله ربها.
النبي ص أولى بعدم الإيذاء
وأما في قضية أن الإمام علي عليه السلام لم يتزوج عليها، لكي لا يؤذيها، فمن باب أولى أن لا يتزوج أبوها، نساءاً، يؤذينها إيذاءاً لا يوصف.
الانشغال عن ذكر الله
كما أن غيرة المرأة، يشغل قلبها عن ذكر الله سبحانه، بل يحرقه بمكوناته، فهل يعقل أن ينشغل قلب فاطمة الزهراء عليها السلام، عن ربها، ولو طرفة عين.
وسواءاَ، تمت معرفة الإجابة أم لا، فلا يحق لنا، إلا تنزيه المعصومتان العظيمتان: فاطمة الزهراء، وأمها خديجة الكبرى عليهما السلام.
والتالي، مجموعة من الأحاديث، تذم في الغيرة، فكيف تتواجد صفة ذم، فيهما:
نهج البلاغة، الحكمة 124: غيرة المرأة كفر وغيرة الرجل ايمان
فعن الإمام الباقر عليه السلام : ( غيرة النساء الحسد والحسد هو أصل الكفر .. إن النساء إذا غرن غضبن وإذا غضبن كفرن إلا المسلمات منهن ) [3] .
ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : ( إن الله عز وجل لم يجعل الغَيْرة للنساء وإنما تغار المنكرات منهن ، فأما المؤمنات فلا ، إنما جعل الله الغيرة للرجال لأنه أحل للرجال أربعاً وما ملكت يمينه ولم يجعل للمرأة إلا زوجها فإذا أرادت معه غيرة كانت عند الله زانية ) [2]
إسحاق بن عمار قال : قلت لأبي عبدالله الصادق عليه السلام : ( المرأة تغار على الرجل تؤذيه . قال : ذلك من الحب ) [4] .
ذكر رجل لأبي عبدالله الصادق عليه السلام امرأته فأحسن عليها الثناء فقال له أبو عبدالله عليه السلام : ( أغرتها قال : لا ، قال : فأغرها . فأغارها فثبتت ، فقال لأبي عبدالله عليه السلام : إني أغرتها فثبتت ، فقال : هي كما تقول ) [5] .
عن الإمام الصادق عليه السلام : ( ليس الغيرة إلا للرجال وأما النساء فإنما ذلك منهن حسد والغيرة للرجال ولذلك حرم الله على النساء إلا زوجها وأحل للرجال أربعاً وإن الله أكرم أن يبتليهن بالغيرة ويحل للرجال معها ثلاثاً ) [6] .
فعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : يا أهل العراق نبئت أن نساءكم يدافعن الرجال في الطريق أما تستحيون ؟ وفي حديث آخر أن أمير المؤمنين عليه السلام قال : ( أما تستحيون ولا تغارون نساءكم يخرجن إلى الأسواق ويزاحمن العلوج ) [9] .
فعن أمير المؤمنين عليه السلام في رسالته إلى الإمام الحسن عليه السلام انه قال : ( إياك والتغاير في غير موضع الغيرة فإن ذلك يدعو الصحيحة منهن إلى السقم ولكن احكم أمرهن فإن رأيت عيباً فعجل النكير على الصغير والكبير ، فإن تعينت منهن الريب فيعظم الذنب ويهون العتب ) [10] .
وفي الحديث عن عيسى عليه السلام : ( لا تكثر الغيرة على أهلك فترمي بالسوء أجلك ) [11]
وفي الحديث النبوي : ( من الغيرة ما يحب الله ومنها ما يكره الله : فأما ما يحب الله فالغيرة في الريبة ، وأما ما يكره فالغيرة في غير الريبة ) [12] .
– 2 – عنه، عن محمد بن علي، عن محمد بن الفضيل، عن سعد الجلاب، عن أبي عبدالله (ع) قال: إن الله عزوجل لم يجعل الغيرة للنساء وإنما تغار المنكرات منهن، فأما المؤمنات فلا، إنما جعل الله الغيرة للرجال لانه أحل للرجال أربعا وما ملكت يمينه ولم يجعل للمرأة إلا زوجها فإذا أرادت معه غيره كانت عند الله زانية، قال: ورواه القاسم ابن يحيى، عن جده الحسسن بن راشد، عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبدالله (ع) إلا أنه قال: فإن بغت معه غيره.
– 3 – علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن عبدالرحمن بن الحجاج رفعه قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله قاعد إذ جاءت امرأة عريانه حتى قامت بين يديه، فقالت: يارسول الله إني فجرت فطهرني قال: وجاء رجل يعد وفي أثرها وألقى عليها ثوبا، فقال: ماهي منك؟ فقال: صاحبتي يارسول الله خلوت بجاريتي فصنعت ماترى، فقال: ضمها إليك، ثم قال: إن الغيراء(1) لا تبصر أعلى الوادي من أسفله.
– 4 – عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن محمد بن الحسن، عن يوسف بن حماد، عمن ذكره، عن جابر قال: قال أبوجعفر (ع): غيرة النساء الحسد والحسد هو أصل الكفر إن النساء إذا غرن غضبن وأذا غضبن كفرن إلا المسلمات منهن.
– 5 – عنه، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن خالد القلانسي قال: ذكر رجل لابي عبدالله (ع) امرأته فأحسن عليها الثناء فقال له أبوعبدالله (ع): أغرتها؟ قال: لا، قال: فأغرها فأغارها فثبتت، فقال لابي عبدالله (ع): إني قد أغرتها فثبتت، فقال: هي كماتقول. – أغرتها اى تزوجت عليها او تسريت.
المصادر:
[2] الكافي ج5 ص505 .
[3] نفس المصدر .
[4] الكافي ج5 ص505 .
[5] نفس المصدر .
[6] الكافي ج5 ص505 .
[9] الكافي ج5 ص537 .
[10] الكافي ج5 ص537 .
[11] التحفة السنية للسيد عبدالله الجزائري ص281 مخطوط .
[12] كنز العمال ح 7067 .
[2] الكافي ج5 ص505 .
[3] نفس المصدر .
[4] الكافي ج5 ص505 .
[5] نفس المصدر .
[6] الكافي ج5 ص505 .
[9] الكافي ج5 ص537 .
[10] الكافي ج5 ص537 .
[11] التحفة السنية للسيد عبدالله الجزائري ص281 مخطوط .
[12] كنز العمال ح 7067 .