إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

🌄 صباح كفيل (( طب واخلاق )) التكبر وعلاجها 🌿🌹

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 🌄 صباح كفيل (( طب واخلاق )) التكبر وعلاجها 🌿🌹

    السلام عليكم و رحمه الله و بركاته 💕
    اللهم صل على محمد وال محمد 💚
    🌠🌠🌠🌠🌠🌠🌠
    الكبر ، التكبر ، الغطرسة ، التعاظم كلها تحمل نفس المعنى وهو آثر من آثار العجب والافتراء من قلب قد أمتلأ بالجهلوالظلم ترحلت منه العبودية ، ونزل عليه المقت فنظره إلى الناس شذر ومشيه بينهم تبختر ومعاملته لهم معاملة الاستئثار لا الإيثار ولا الإنصاف ولا يرى لأحد عليه حقا ويرى حقوقه على الناس ولا يرى فضلهم عليه
    علاج التكبّر


    لقد بحث علماء الأخلاق علاج التكبّر في دراسات مفصلة تدور أغلبها حول محور العلاج بطريقين : العلم والعمل.
    أمّا الطريق (العلمي) فيمكن تصويره بأن يتفكر الأشخاص المتكبّرين في أنفسهم أنّهم مَن هم وأين كانوا وإلى أين يذهبون وما هو مصيرهم في النهاية ؟
    ويتفكّرون كذلك في عظمة الله ويشاهدون أنفسهم أمام قدرة الله المطلقة ورحمته الواسعة.
    إن التاريخ مليء بالعِبر والحوادث المثيرة عن مصير الفراعنة والنمروديين والجبابرة من الأكاسرة والقياصرة وأمثالهم بحيث لو أنّ الإنسان قرأ قليلاً من هذه الحوادث والوقائع التاريخية لعلم أنّ الانتصارات والملذات الدنيوية لا تعدّ شيئاً يمكن الاعتماد عليه على مستوى بيان عظمة الإنسان. عندما يكون الإنسان في أوّله نطفة مهينة وفي آخره جيفة نتنة ويعيش بين هذين عدّة أيّام فلا يعدّ ذلك شيئاً يستحق الفخر والتكبّر والغرور.
    إنّ الإنسان في بداية تولده ليس سوى طفل ضعيف جدّاً وعاجز عن كلّ شيء وحتّى انه لا يتمكن من حفظ الماء الملقّى في فمه بشفاهه، وكذلك عندما يبلغ سن الشيخوخة يكون ضعيفاً إلى درجة أنّه إذا أراد المسير عدّة خطوات وكان يتمتع بأقدام سالمة فإنه لا يتمكن من ذلك إلاّ بأن يستريح كُلما قَطّعَ كلّ عدّة خطوات ويجدد طاقته ثمّ ينهض ليكمل مسيره متوكأً على عصاه وقد احنى الدهر قامته، ولو لم يكن ذا أقدام سليمة فإمّا أن يكون قد ابتلي ببعض عوارض الشيخوخة الّتي يبتلي بها أكثر الأشخاص فيجب أن يُنقل من جهة إلى اُخرى بواسطة الكرسي المتحرك.
    ونقرأ في حديث عن الإمام الباقر أنّه قال «عَجَباً لِلْمُخْتَالِ الْفَخُورِ وَاِنَّمَا خُلِقَ مِنْ نُطْفَة ثُمَّ يَعُودُ جِيفَةً وَهُوَ فِيَما بَيْنَ ذَلِكَ لاَ يَدْرِي مَا يُصْنَعُ بِهِ»(1).
    إذا ذهبنا يوماً إلى المستشفيات ورأينا الكثير من الأقوياء والأصحّاء يرقدون على أسرّة المستشفى بسبب حادثة اصطدام أو مرض معيّن حيث لا قدرة لهم على الحراك، فندرك حينئذاك مقدار قوّة الإنسان وقدرته البدنية الّتي يفخر بها.
    ولو نظرنا إلى الأثرياء المعروفين الّذين قد استولى عليهم حالة الإنهيار الاقتصادي والإفلاس المادي بتغير بسيط فتحوّل حالهم من أعلى المقامات إلى أسفل السافلين وحينئذ نعلم أنّ الثروة الطائلة ليست شيئاً يعتمد عليه الإنسان ويفتخر به.
    ولو نظرنا إلى أصحاب القدرة والسلطة في العالم وكيف أنّهم مع حدوث التغير في الوضع السياسي يسقطون من كراسيهم وعروشهم ويفقدون قدرتهم أو يقبعون خلف قضبان السجن أو يحكم عليهم بالأعدام لرأينا القدرة الظاهرية ليست قابلة للاعتماد والفخر.
    إذاً فبأي شيء يفخر الإنسان ؟ وكيف يستولي عليه الغرور ويباهي الآخرين ويفتخر عليهم.

    1. بحار الأنوار، ج 70، ص 229.

    لقد ورد في الحديث الشريف عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) انه عندما وقع نزاع بين سلمان الفارسي وبين شخص مغرور ومتكبّر، فقال ذلك الشخص لسلمان : مَنْ أنت ؟ فقال له سلمان : أما اُولاي واُولاك فنطفة قذرة، وأما اُخراي واُخراك فجيفة منتنة، فإذا كان يوم القيامة، ووضعت الموازين، فمن ثقل ميزانه فهو كريم، ومن خف ميزانه فهو اللئيم»(1).
    والخلاصة أنّ الإنسان كلّما تفكر وتأمل في هذه الاُمور أكثر هبط من مركب الغرور والكبر ووجد نفسه من موقع الحقيقة الشاخصة وبعيداً عن الأوهام النفسانية والحالات الشيطانية.
    وأما علاج التكبّر على المستوى (العملي) فهو أن يسعى الإنسان في دراسة سلوكيات المتواضعين ويتحرّك مثلهم في تعامله الاجتماعي حتّى تترسخ هذه الفضيلة في أعماق وجوده وتتجذر في واقعه النفساني فيكون متواضعاً أمام الله والناس فيسجد على التراب قائلاً : «لاَ اِلَهَ إلاَّ اللهُ حَقّاً حَقّاً سَجَدْتُ لَكَ تَعَبُّداً وَرِقّاً لاَ مُسْتَنْكِفاً وَلاَ مُسْتَكْبِراً». وأمثال هذه العبارات.
    وكذلك يلبس الملابس البسيطة ويأكل الأطمعة غير الممنوعة ويجلس مع عماله أو خدامه على مائدة واحدة ويتقدّم بالسلام على الآخرين ولا يجلس صدر المجلس ولا يتقدم على الغير في مشيه.
    أن يتعامل في علاقاته مع الصغير والكبير من موقع العاطفة الجياشة والمحبّة الصميمية ويجتنب مجالسة المتكبّرين والمغرورين ولا يرى لنفسه أي امتياز على الآخرين، والخلاصة أن يتحرّك في سلوكه بعلامات التواضع أو يسعى للتظاهر بمظاهر التواضع في البداية في عمله وكلامه وحالاته الاُخرى حتّى تصير لديه عادة ثمّ ملكة التواضع.
    وجاء في حالات نبي الإسلام أنّه كان يجلس على الأرض ويأكل الطعام ويقول : «إنَّمَا

    1. بحار الأنوار، ج 70 ص 231، ح 24.

    أَنَا عَبْدٌ آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ»(1).
    وقد سمعنا الحديث المعروف عن الإمام علي أنّه كان لديه يوماً قميصان اشترى أحدهما بأربعة دراهم والآخر بثلاث دراهم ثمّ قال لغلامه قنبر : اختر أحدهما، فاختار قنبر القميص الّذي قيمته أربعة دراهم وأختار الإمام ما كان بثلاث دراهم(2).

    وجاء في خطبة 160 من نهج البلاغة أنّ الإمام كان يتحدّث عن نبي الإسلام ويقول : «وَلَقَدْ كَانَ يَأْكُلُ عَلَى الاَْرْضِ وَيَجْلِسُ جَلْسَةَ الْعَبْدِ وَيَخْصِفُ بِيَدِهِ نَعْلَهُ، وَيَرْقَعُ بِيَدِهِ ثَوْبَهُ وَيَرْكَبُ الْحِمارَ الْعَارِيَ وَيُرْدِفُ خَلْفَهُ»


  • #2
    موفقة غاليتي " خادمة ام ابيها "

    موضوع مهم يستحق الوقوف عليه اجدت وافدت فيما نشرت من معلومات مفيدة .

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X