إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

صباح الكفيل لفقرة (طب الأخلاق)الطمع

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صباح الكفيل لفقرة (طب الأخلاق)الطمع

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صل على محمد وال محمد
    ***************************
    صحيح أن السعي لطلب الرزق من المستحبات ولكن لابد أن يكون بالمعقول وضمن المقبول فلا يصح أن يدفع الانسان طمعه الى ترك الكثير من الأعمال لا بل وارتكاب أعمال غير مناسبة ولا تليق به بسبب الطمع وقد تصل بعض الأحيان الى ترك الواجبات أو فعل المحرمات كترك الصلاة لأجل الحصول على شيء ما أو الكذب لكي يكسب مكسباً معيناً وغيرها من الأمور .
    اضافة الى أن صاحب الطمع ممقوت عند الناس وهذه هي الخسارة الكبرى والافتقار الأكيد .
    والطمع على نوعين:
    أـ الطمع الممدوح:
    وهو الطمع الذي يكون متعلقه ـ اي الأمر الذي يطمع اليه ـ أمراً خيرياً كطلب العلم، وأعمال الخير من قبيل قضاء حوائج الآخرين والصدقة، والطمع في غفران الذنوب وغيرها. قال تعالى(ومالنا لا نؤمن بالله وما جاءَنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين)وقوله تعالى: (إنّا نطمع أن يغفر لنا ربًّنا خطئنا أن كنّا أوّل المؤمنين). وقال الامام زين العابدين عليه السلام ـ في دعائه -إذا رأيت مولاي ذنوبي فَزِعتُ، وإذا رأيت عفوك طَمِعتُ.
    ب ـ الطمع المذموم:
    وهو الطمع الذي يكون متعلقه ـ الأمر الذي يطمع اليه ـ أمراً شرورياً محظوراً، أو دنيويا ً أو ينتهي الى أمرٍ محظور. وهذا القسم (المذموم)
    الطّمع سجيّة أخلاقية دنيئة ومرض سلوكي خطير مفسدٌ لقلب الانسان ولبّه، يردي صاحبه في أنواع المهالك، ويتسبّب عنه أنواع المفاسد، وآثاره وخيمة على الفرد والمجتمع، وموقع هذه الرذيلة الخلقية من مساوِئ الاخلاق موقع الأصل من الفروع، فعنها (رذيلة الطّمع) تتسبّب الكثير من الذنوب الكبيرة والصغيرة، فكم من سفكِ دماءٍ وهتك أعراضٍ وبهتِ مؤمنين واغتيابهم، وارتكاب كذبٍ الى غير ذلك من الموبقات حصلت بسبب المطامع، لذا فالطمع هو أحد موادّ بحر الذنوب وروافده، وعليه فهو من أشدّ القبائح لدى العقل والشرع، وهذا ما أكدّته مصادر الشريعة وبالأخص منها الروايات المستفيضة في ذلك، التي أشارت بالتفصيل الى عظم خطره، وحذّرت من هيمنته وتغلبه على النفس، وأبانت عن الحياة التعيسة التي يعيشها الطامع، وسوء العاقبة والمنقلب السيء الذي ينتظره يوم الحساب واليك جملة من هذه الروايات:
    قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)إيّاك واستشعار الطّمع، فانه يشوب القلب شدَّة الحرص، ويختم على القلوب بطبائع حبّ الدنيا، وهو مفتاحُ كلِّ سيئةٍ، ورأس كلِّ خطيئةٍ وسبب إحباط كلِّ حسنة.
    وقال (صلى الله عليه وآله)إيّاكم والطمع، فإنّه الفقرُ الحاضرُ، وايّاكم وما يُعتذرُ منه.
    وقال (صلى الله عليه وآله)الصفا الزّلال الذي لا تثبتُ عليه أقدام العلماء الطمع.
    وقال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)إيّاك أن توجِفَ بك مطايا الطمع، فتوردك مناهل الهلكة.
    وقال (عليه السلام)من أراد أن يعيش حرّاً أيام حياته فلا يُسكن الطمع قلبهُ.
    وقال (عليه السلام)غَش نفسهُ من شربها الطمع.
    وقال (عليه السلام)جمالُ الشرّ الطمع.
    قال الامام الصادق (عليه السلام)ان أردت أن تقر عينك وتنال خير الدنيا والآخرة، فاقطع الطمع عما في أيدي الناس، وعدّ نفسك في الموتى، ولا تحدّثن نفسك أنّك فوق أحد من الناس، واخزن لسانك كما تخزن مالك.
    وقال الامام الهادي (عليه السلام)الطمعُ سجيّةٌ سيئةٌ.
    وهكذا تلاحظ من خلال هذه الروايات الشريفة كيف أن الطمع سجيةٌ وخصلةٌ سيئة ملوثةٌ لنفس الانسان ممرضةٌ لقلبه ومفسدة للبّه،
    (قصة وعبرة):
    صحب رجل عيسى بن مريم (عليه السلام) فقال: أكون معك وأصحبك، فانطلقا حتى أتيا الى شاطئ نهر فجلسا يتغديان ومعهما ثلاثة أرغفة فأكلا رغيفاً وبقي رغيف فقام عيسى (عليه السلام) الى النهر فشربه ثم رجع فلم يجد الرغيف فقال للرجل: من أخذ الرغيف؟ فقال: لا أدري، فانطلق ومعه صاحبه فرأى ظبية ومعها خشفان لها، فدعا أحدهما فأتاه فذبح فاشتوى منه فأكل هو وذلك الرجل، ثم قال للخشف: قم باذن الله، فقام فذهب، فقال للرجل: أسألك بالذي أراك هذه الآية من أخذ الرغيف؟ قال: لا أدري، قال: ثم انتهيا الى وادي ماء فاخذ عيسى (عليه السلام) بيد الرجل فمشيا على الماء فلما جاوزا قال (عليه السلام): أسألك بالذي أراك هذه الآية من أخذ الرغيف؟ قال: لا أدري، قال: فانتهيا الى مفازة فجلسا فاخذ عيسى صلوات الله عليه يجمع تراباً أو كثيباً ثم قال: كن ذهباً باذن الله فصار ذهباً فقسمه ثلاثة أثلاث فقال: ثلث لي وثلث لك وثلث لمن أخذ الرغيف قال: فأنا أخذت الرغيف، قال (عليه السلام): فكله لك وفارقه عيسى (عليه السلام) فانتهى اليه رجلان في المفازة ومعه المال، فأرادا أن يأخذاه منه ويقتلاه فقال: هو بيننا أثلاثاً، فابعثوا أحدكم الى القرية حتى يشتري لنا طعاماً قال: فبعثوا أحدهم، فقال الذي بعث : لأي شيء أقاسم هؤلاء في هذا المال، لكني أضع في هذا الطعام سماً فأقتلهما فأخذ هذا المال وحدي، قال: ففعل، وقال ذانك الرجلان: لأي شيء نجعل لهذا ثلثاً ولكن اذا رجع قتلناه واقتسمنا المال بيننا، قال: فلما رجع اليهما قتلاه وأكلا الطعام فماتا فبقي ذلك المال في المفازة واولئك الثلاثة قتلا عنده، فمر بهم عيسى (عليه السلام) على تلك الحال فقال لأصحابه: هذه الدنيا فاحذروها.

    رزقنا الله تعالى وإياكم وجميع المؤمنين القناعة في الدنيا
    وقطع نفوسنا عن الطمع الا بما عنده سبحانه
    التعديل الأخير تم بواسطة خادمة الحوراء زينب 1; الساعة 13-07-2017, 10:58 PM.

  • #2
    احسنتِ على نشرك المفيد والمعلومات الرائعة
    الاخت الغالية " خادمة الحوراء زينب "

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X