عندما كنتُ صغيراً لم أكن أفقه تفسير تلك النظرات من أبي ..
وهو يحاور ( سيكارته ) وهي تحترق بين أنامله التي غيرتها شمس حياته المحرقة ..
لم أكن حتى ألتمس له العذر وهو يسايرني هروباً من طلباتي الطفلولية تارة
والمجنونة تارة أخرى ..
كنتُ اراها إبتسامة عادية تلك التي ترتسم على محياه عندما نخبره أننا
نجحنا في المدرسة ..
كنت لا أعي ذلك الغضب الصامت ، وتلك الاوجاع المتراكمة من رزايا الحياة الشاحبة ..
كنتُ لا أفهم لماذا لا يعلو صوته عندما يعاتب أمي او يلومها ..
ولماذا يُؤصد باب حجرته عليه في قمّة إنفعاله وغضبه ؟
وكنتُ لا أعي ولا ولا ولا ..
وعندما كبرتُ ...
وبانت ملامح السنين على قلبي ..
أيقنتُ تلك الاحداث التي مرت وفهمتُ ما لم استطع معه صبرا ..
وعلمتني حياة أبي :
( أنَّ المسؤولية شيءٌ عظيم )
فرحمك الله ايُّها الاب الحنون ..
ورحم حكمتك وصبرك ..
تعليق