بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
أداء حق وليّ العصر (أرواحنا لتراب مقدمه الفداء): فالحريّ بنا أن نفتش في كيفية أداء حقه1 (صلوات الله عليه). وللاحتفاء به طريقان، الطريق الأول ظاهري شكلي، لا بدّ منه، طبقًا لما أمرَنا به أهلُ البيت عليهم السلام من إحياء أمرهم، وهو يتميز بحالة الجماعية.
والطريق الثاني، ولعله هو المطلوب، لأنه داخلي باطني فردي تغييري، بحيث ينظر الموالي إلى أبرز خصال المعصوم عليه السلام، ويحاول أن يطبقها على نفسه، ولو ساعةً ولو يومًا. ومن قدر على يوم، يقدر على أعظم منه، وهو ما مرّ في ذكر أمير المؤمنين عليه السلام: "أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَأمُوم إِمَاماً يَقْتَدِي بِهِ، وَيَسْتَضِيءُ بِنُورِ عِلْمِهِ" 2 فيكف تكون علاقة الاهتداء والاقتداء إن لم نتمثل بسلوكياته وخصاله؟ وهذا من أهم الطرق للانتساب إليه، وادعاء موالته، وإدخال السرور إلى قلبه. في هذا المجال نورد قصة لها معانٍ جميلة، يوردها بعض طلاب أحد العلماء، أنه في ليلة القدر ذهبوا لإحيائها في مسجد، وكان الخطيب يقول صياد عشق ابنة الملك، وشاع الأمر في البلاد، وكانت ابنة الملك ذكية جدًّا، فقالت يومًا لحرّاسها، اذهبوا وأتوا به، ولا تدعوا له فرصة لتبديل ثيابه، وهي ذهبت وتزينت بكامل زينتها، ولبست أبهى حللها، ووضعت مرآة كبيرة أمامهما، وأوقفته إلى جانبها، وقالت له: يا هذا، انظر، ما الفرق بيني وبينك؟
لما سمع العالم هذه الكلمات أغمي عليه، فأخذه الطلاب إلى المدرسة، ولما أفاق قالوا له: أخبرنا ما الأمر؟ قال: لو أن إمام العصر ظهر، ودعاني للوقوف إلى جانبه، وقال لي: يا فلان، انظر ما الفرق بيني وبينك؟ سبعون سنة وأنت تقول عَجِّل يا بن رسول الله، ماذا أصنع؟3.
وليكن الحال دومًا أننا لو نُعينا لإمام زماننا عليه السلام، هل يترحم علينا؟! هل نحن في عداد من يدعو لهم؟! هل يبكي لفراقنا؟! أم قد يصدر منه عليه السلام خلاف ذلك؟!
وتأمل في حال أحد أصحاب الأئمة عندما نُعي إلى الإمام الصادق عليه السلام فقال في حقّه: "رحمه الله، أما والله لقد أوجع قلبي موتُ أبان"4. والتأمل في هذا الطريق يفتح لك الكثير من الآفاق، في إعادة النظر بكيفية الارتباط بهم، عبر النظر إلى الخصال التي أنتسب بها إليهم، لا الاكتفاء بعدّ العلامات أو الانشغال بها، دون الالتفات إلى العلامة الأصلية، وهي في داخلك.
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
أداء حق وليّ العصر (أرواحنا لتراب مقدمه الفداء): فالحريّ بنا أن نفتش في كيفية أداء حقه1 (صلوات الله عليه). وللاحتفاء به طريقان، الطريق الأول ظاهري شكلي، لا بدّ منه، طبقًا لما أمرَنا به أهلُ البيت عليهم السلام من إحياء أمرهم، وهو يتميز بحالة الجماعية.
والطريق الثاني، ولعله هو المطلوب، لأنه داخلي باطني فردي تغييري، بحيث ينظر الموالي إلى أبرز خصال المعصوم عليه السلام، ويحاول أن يطبقها على نفسه، ولو ساعةً ولو يومًا. ومن قدر على يوم، يقدر على أعظم منه، وهو ما مرّ في ذكر أمير المؤمنين عليه السلام: "أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَأمُوم إِمَاماً يَقْتَدِي بِهِ، وَيَسْتَضِيءُ بِنُورِ عِلْمِهِ" 2 فيكف تكون علاقة الاهتداء والاقتداء إن لم نتمثل بسلوكياته وخصاله؟ وهذا من أهم الطرق للانتساب إليه، وادعاء موالته، وإدخال السرور إلى قلبه. في هذا المجال نورد قصة لها معانٍ جميلة، يوردها بعض طلاب أحد العلماء، أنه في ليلة القدر ذهبوا لإحيائها في مسجد، وكان الخطيب يقول صياد عشق ابنة الملك، وشاع الأمر في البلاد، وكانت ابنة الملك ذكية جدًّا، فقالت يومًا لحرّاسها، اذهبوا وأتوا به، ولا تدعوا له فرصة لتبديل ثيابه، وهي ذهبت وتزينت بكامل زينتها، ولبست أبهى حللها، ووضعت مرآة كبيرة أمامهما، وأوقفته إلى جانبها، وقالت له: يا هذا، انظر، ما الفرق بيني وبينك؟
لما سمع العالم هذه الكلمات أغمي عليه، فأخذه الطلاب إلى المدرسة، ولما أفاق قالوا له: أخبرنا ما الأمر؟ قال: لو أن إمام العصر ظهر، ودعاني للوقوف إلى جانبه، وقال لي: يا فلان، انظر ما الفرق بيني وبينك؟ سبعون سنة وأنت تقول عَجِّل يا بن رسول الله، ماذا أصنع؟3.
وليكن الحال دومًا أننا لو نُعينا لإمام زماننا عليه السلام، هل يترحم علينا؟! هل نحن في عداد من يدعو لهم؟! هل يبكي لفراقنا؟! أم قد يصدر منه عليه السلام خلاف ذلك؟!
وتأمل في حال أحد أصحاب الأئمة عندما نُعي إلى الإمام الصادق عليه السلام فقال في حقّه: "رحمه الله، أما والله لقد أوجع قلبي موتُ أبان"4. والتأمل في هذا الطريق يفتح لك الكثير من الآفاق، في إعادة النظر بكيفية الارتباط بهم، عبر النظر إلى الخصال التي أنتسب بها إليهم، لا الاكتفاء بعدّ العلامات أو الانشغال بها، دون الالتفات إلى العلامة الأصلية، وهي في داخلك.
----------
1- ذكر في أداء حقّه عددٌ من الأمور منها: معرفة صفات الإمام عليه السلام، محبته، تحبيبه إلى الناس، انتظار الفرج، إظهار الشوق إليه، ذكر فضائله، الحزن لفراقه، الحضور في مجالسه، وغيرها.
2- نهج البلاغة، ص417.
3- بتصرف، عن كتاب كرامات العلماء، لهبة الله الطبري، ص 143.
4- الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج30، ص23. مغرورين. من كلام الإمام الخميني قدس سره
1- ذكر في أداء حقّه عددٌ من الأمور منها: معرفة صفات الإمام عليه السلام، محبته، تحبيبه إلى الناس، انتظار الفرج، إظهار الشوق إليه، ذكر فضائله، الحزن لفراقه، الحضور في مجالسه، وغيرها.
2- نهج البلاغة، ص417.
3- بتصرف، عن كتاب كرامات العلماء، لهبة الله الطبري، ص 143.
4- الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج30، ص23. مغرورين. من كلام الإمام الخميني قدس سره