بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
هاربٌ منك إليك
ينقل سماحة العلّامة الشيخ حسن الرمضاني عن سماحة آية الله العارف الشيخ حسن زاده الآملي، عند سفري في العطلة الصيفية إلى آمل، وضعتُ برنامجًا مكثفًا ومتعبًا من ناحية الدراسة والبحث العملي والخطابة، وكنت أصلُ متعبًا بعد الضهر، وبعد الغداء أشعر بحاجتي إلى النوم مباشرة، وخصوصًا أن الحرّ كان شديدًا.
وفي يومٍ عدت إلى منزلي، وتهيأت للنوم، لكن سرعان ما ارتفع صوت ضجيج الأطفال في حديقة المنزل، بصورة منعتني من النوم، الأمر الذي أفقدني القدرة على السيطرة على أعصابي، إلى درجة خرجت من الغرفة، وبدأت بالصراخ عليهم، ففرّ كبيرهم من بين يديّ، واستطعت أن ألحق بالأوسط وأضربه على ظهره، ثم لحقت أصغرهم إلى ساحة المنزل، وحاصرته في زاوية، لم يقدر بعدها على الفرار إلى أيّ جهة، فلما وجد أن الطرق كلها مسدودة، ولا مجال للفرار إلى أيّ مكان، فإذ به فجأة يلقي بنفسه عليّ، ويستعيذ بشرّي!!
أثّر عمله في داخلي، فرجعت إلى نفسي، وشعرت بالخجل الشديد من نفْسي ومن عملي، وحزنت بعمق، وضاق صدري، وسيطر عليّ شعور شديد بالحزن... لأنني عندها علمت حقيقة معنى "وَأَنَا يَا سَيِّدِي عَائِذٌ بِفَضْلِكَ، هَارِبٌ مِنْكَ إِلَيْكَ.."، فأفقدني ذلك الأمرُ القرارَ، وبقي الهمّ والغمّ والحزن يسيطر على قلبي، إلى أن ذهبت إلى أستاذي28.
---------------
28- الشيخ حسن الرمضاني، الخطوة الأولى نحو الأفاق، ص 55-56، بتصرّف.
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
هاربٌ منك إليك
ينقل سماحة العلّامة الشيخ حسن الرمضاني عن سماحة آية الله العارف الشيخ حسن زاده الآملي، عند سفري في العطلة الصيفية إلى آمل، وضعتُ برنامجًا مكثفًا ومتعبًا من ناحية الدراسة والبحث العملي والخطابة، وكنت أصلُ متعبًا بعد الضهر، وبعد الغداء أشعر بحاجتي إلى النوم مباشرة، وخصوصًا أن الحرّ كان شديدًا.
وفي يومٍ عدت إلى منزلي، وتهيأت للنوم، لكن سرعان ما ارتفع صوت ضجيج الأطفال في حديقة المنزل، بصورة منعتني من النوم، الأمر الذي أفقدني القدرة على السيطرة على أعصابي، إلى درجة خرجت من الغرفة، وبدأت بالصراخ عليهم، ففرّ كبيرهم من بين يديّ، واستطعت أن ألحق بالأوسط وأضربه على ظهره، ثم لحقت أصغرهم إلى ساحة المنزل، وحاصرته في زاوية، لم يقدر بعدها على الفرار إلى أيّ جهة، فلما وجد أن الطرق كلها مسدودة، ولا مجال للفرار إلى أيّ مكان، فإذ به فجأة يلقي بنفسه عليّ، ويستعيذ بشرّي!!
أثّر عمله في داخلي، فرجعت إلى نفسي، وشعرت بالخجل الشديد من نفْسي ومن عملي، وحزنت بعمق، وضاق صدري، وسيطر عليّ شعور شديد بالحزن... لأنني عندها علمت حقيقة معنى "وَأَنَا يَا سَيِّدِي عَائِذٌ بِفَضْلِكَ، هَارِبٌ مِنْكَ إِلَيْكَ.."، فأفقدني ذلك الأمرُ القرارَ، وبقي الهمّ والغمّ والحزن يسيطر على قلبي، إلى أن ذهبت إلى أستاذي28.
---------------
28- الشيخ حسن الرمضاني، الخطوة الأولى نحو الأفاق، ص 55-56، بتصرّف.
تعليق