إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الزهد مفتاح باب الآخرة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الزهد مفتاح باب الآخرة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله الذي أزهر القلوب بدعائه ، وأينع براعم الايمان بندائه ، وأوسق ثمار العقيدة بمناجاته ، وهدانا بما أنزل من صحفه ورسالاته .
    وصلِ اللهم على محمد وآله ، وارزقنا مصاحبته في دار النعيم ، واعصمنا من سوء مفارقته بارتكاب جريرة ، او اقتراف صغيرة أو كبيرة وأجزل لنا من الحسنات ، وأخلنا من السيئات ، واملا لنا حمدا وشكرا وأجرا وذخرا وفضلا وإحسانا .
    من الابتلاءات التي ابتلينا بها حب الدنيا ومن الأمور المُسَلّم بها إن في الدنيا محورين ( الفرح والحزن ) , الفرح بما يحصل عليه الإنسان من ملذات الدنيا , والحزن على ما فاته من ملذاتها ولما أصابه من ابتلاءها .
    أما الزهد فيقف بالجهة المقابله لهذين المحورين أي الفرح والحزن , كون الزهد في حقيقة الأمر تحررآ من الفرح بما يناله الإنسان من مغريات الدنيا الفانية , والتحرر من الحزن عما فاته من الدنيا .
    يقول الله تباركت اسماءه { لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ } [آل عمران/153] .
    وفي آية ثانية { لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ } [الحديد/23] .
    وقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام ) (( الزهد كله في كلمتين من القرآن قال الله تعالى (لكيلا تأسوا على ما فاتكم ) فمن لم يأس على الماضي ولم يفرح بالآتي فهو الزاهد ))(1).
    وعن أمير المؤمنين (عليه السلام ) (( من أصبح على الدنيا حزينا فقد أصبح لقضاء الله ساخطا. ومن أصبح من المؤمنين يشكو مصيبة نزلت به إلى من يخالفه على دينه فإنما يشكو ربه إلى عدوه . ومن تواضع لغني طلبا لما عنده ذهب ثلثا دينه)) (2).
    وفي هذا ايجاز للتحرر من الحزن والفرح , لان الحزن على الدنيا من عدم الرضا بقضاء الله , ولا يفوت الإنسان شيء من الدنيا إلا بقضاء من الله وقدره , وحب الدنيا يضع على كاهل الإنسان ثلاث حالات { همآ , وحرصآ , وأملا } وكذلك فهو يرهق الإنسان ويعذبه ويقلقه . وفي قول آخر لأمير المؤمنين (عليه السلام ) (( أيها الناس إنما الناس ثلاثة: زاهد ، وراغب ، وصابر، فأما الزاهد فلا يفرح بشئ من الدنيا أتاه ولا يحزن على شئ منها فاته ، وأما الصابر فيتمناها بقلبه فإن أدرك منها شيئا صرف عنها نفسه لما يعلم من سوء عاقبتها، وأما الراغب فلا يبالي من حل أصابها أم من حرام )) (3).
    وهذا الوصف من أروع ما قيل في الزهد فأما الزاهد فهو المتحرر من ربق عبودية الدنيا وأفراحها وأحزانها .
    والصابر لم يتحرر بعد ولكنه يكافح ليتحرر من عبودية الدنيا .
    والراغب هو المستسلم للدنيا المنقاد لها .
    و بما ان حب الدنيا مصدر كل شر فأن الزهد مصدر كل خير وقد ورد عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) جُعِلَ الخير كله في بيت وجعل مفتاحه الزهد في الدنيا (4) .
    قال الصادق (عليه السلام) : ((الزهد مفتاح باب الآخرة ، والبراءة من النار، وهو تركك كل شئ يشغلك عن الله ، عن غير تأسف على فوتها ، ولا إعجاب في تركها ، ولا انتظار فرج منها ، ولا طلب محمدة عليها ، ولا عوض منها ، بل ترى فوتها راحة ، وكونها آفة ، وتكون أبدا هاربا من الآفة ، معتصما بالراحة والزاهد الذي يختار الآخرة على الدنيا ، والذل على العز، والجهد على الراحة والجوع على الشبع ، وعاقبة الآجل على محبة العاجل ، والذكر على الغفلة ويكون نفسه في الدنيا وقلبه في الآخرة )) (5).

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1)بحار الأنوار - العلامة المجلسي (75/ 70، بترقيم الشاملة آليا)
    (2)تحف العقول (ج 43 / ص 8 )
    (3) بحار الأنوار - العلامة المجلسي (10/ 120، بترقيم الشاملة آليا)
    (4) بحار الأنوار - العلامة المجلسي (70/ 49، بترقيم الشاملة آليا)
    (5) بحار الأنوار - العلامة المجلسي (67/ 315، بترقيم الشاملة آليا)
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X