ذو القعده ذكرى ميلاد الغريبه فاطمه المعصومه ...متباركين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جَعَلَ الْحَمْدَ مفْتَاحاً لذِكْرِهِ وَخَلَقَ الأشْيَاءَ نَاطِقَةً بحَمْدِه وَشُكرِهِ
وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّد الْمُشتَقِّ اسْمُهُ مِنْ اسْمِهِ الْمحْمُود
ِوَعَلى آلهِ الطَّاهِرينَ أُولِي الْمَكارِمِ وَالْجُوِد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات
مع
باقة من رياحين الجنة ومسكها الفردوسي لسيدنا ومولانا ومرتجانا بقية الله الأعظم وقطب دائرة الوجودالإمام المهدي المنتظر روحي وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء وإلى جميع الأئمة الأطهارعليهم السلام . .,وخاصه لضامن الجنان الامام الرؤؤف الامام الرضا عليه السلام ولجميع المراجع الكرام وللأمة الإسلامية جمعاء ولكم اخواني واخواتي أرق التهاني بهذه الذكرى الميمونة
بذكرى مولد السيدة فاطمة المعصومه بنت موسى الكاظم عليهما السلام
نبارك لكم مولد النور المحمدي مولد كريمة
آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم
السلام عليك وعلى ابائك السلام عليك وعلى اخوانك
السلام عليك وعلى اخيك الإمام
علي بن موسى الرضا ورحمة الله وبركاته
اللهم ارزقنا في الدنيا زيارتهم وفي الاخرة شفاعتهم
اللهم احشرنا مع محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم
ولادة السيدة فاطمة المعصومة بنت الامام الكاظم (ع) 1 ذوالقعدة
حادي ذي القعدة
حادي ذي القعدة إلى الكاظم سطع برض المدينة
نور بنته فاطمة المعصومة علقوا الليلة زينة
خيرة النسوان أخت الرضا عنوان الديانة
صاحبة عز وشرف عالي وأخلاق وأمانة
لما جت للدنيا ضوت كل أراضينا وسمانا
غنى طير الجو يطرب إبتغاريده و لحونه
جل قدرها ومنزلتها وشانها عالي ومعظم
مثل حواء ومثل آسية وأم عيسى بن مريم
طاهرة من ارجاس صفاها العلي من كل مأثم
بيها يقضي الله حاجات القوي فيها يقينه
عن أبوها لاتسايل موسى بن جعفر الكاظم
باب حاجات الموالي صاحب العز والمكارم
وأمها أكرم أمهات الخلق من دون العوالم
والأخو مولاي إللي يحبه للجنة ضمينه
فاطمة المعصومة قدوة في مواقفها وخلقها
خله بيها تقتدي البنت إلتحافظ إلشرفها
في الحجاب وفي العباية الزينبية وكل أمرها
لا تتابع للشرق والغرب وأفعاله المشينة
مرقد المعصومة في قم تنفرج عنده الشدائد
نسأل الله إنه يرزقنا الزيارة للمشاه
ويستجيب الدعوة منا بحق بنت موسى المجاهد
ويغفر لنا وإلى كل من يحيي ذكراها الثمينة
السيّدة فاطمة بنت الإمام الكاظم عليه السّلام
هي السيّدة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السّلام، سليلة الدوحة النبويّة المطهّرة، وغصن يافع من أغصان الشجرة العلوية المباركة، وحفيدة الصدّيقة الزهراء عليها السّلام، المحدِّثة، العالمة، العابدة. اختصّتها يد العناية الإلهيّة فمنّت عليها بأن جعلتها من ذريّة أهل البيت المطهّرين. حدّثت عن آبائها الطاهرين عليهم السّلام، وحدّث عنها جماعة من أرباب العلم والحديث، وقد ورد في بعض التواريخ أنّ الإمام الرضا عليه السّلام لقّبها بالمعصومة
أبوها
أجلّ ولْد الإمام الصادق عليه السّلام قدراً، وأعظمهم محلاًّ وأبعدهم في الناس صيتاً؛ لم يُرَ في زمانه أسخى منه ولا أكرم نفساً وعِشرة؛ وكان أعبد أهل زمانه وأورعهم وأجلّهم وأفقههم
كنيته أبو الحسن، وهو أبو الحسن الأوّل، ويُعرف بالعبد الصالح ، والكاظم وقد نصّ على إمامته الإمام الصادق عليه السّلام في حياته، وأوصى شيعته به من بعده
ولد بالأبواء (موضع بين مكّة والمدينة) يوم الأحد السابع من شهر صفر سنة 124هـ، فأولَمَ الصادق عليه السّلام بعد ولادته وأطعم الناس ثلاثاً
وقبض ببغداد شهيداً بالسمّ في حبس الرشيد، على يد السِّندي بن شاهك يوم الجمعة لخمس بقين من رجب سنة 183هـ على المشهور، وعمره يومذاك 55 سنة. قام منها مع أبيه 20 سنة، وبعد أبيه 35 سنة، وهي مدّة خلافته وإمامته
عاصر الإمام الكاظم عليه السّلام قسماً من حكم المنصور، ثمّ ابنه محمّد المهديّ ـ وقد حكم عشر سنين وشهراً وأيّاماً، ثمّ مُلك موسى الهادي فحكم سنة و15 يوماً، ثمّ ملك هارون الرشيد بن محمّد المهديّ
واستشهد الكاظم عليه السّلام بعد مضيّ 15 سنة من مُلك هارون، ودُفن ببغداد في الجانب الغربيّ، في المقبرة المعروفة بمقابر قريش (مدينة الكاظميّة الحاليّاً)، فصار يُعرف بعد شهادته بـ «باب الحوائج
أمّها
أمّ ولد يُقال لها سَكَن النُّوبيّة، وقيل: نجمة؛ وكُنيتها أمّ البنين؛ سُمّيت بالطاهرة بعد ولادة الإمام الرضا عليه السّلام؛ فالسيّدة المعصومة أخت الرضا عليه السّلام لأمّه وأبيه
أخوها الإمام الرضا عليه السّلام
خلّف الإمام الكاظم عليه السّلام بعد استشهاده أولاداً كثيرين ذاعت فضائلهم ومناقبهم في الخافقين، وكان الإمام الرضا عليه السّلام مشهوراً بالتقدّم ونباهة القدر وعظم الشأن وجلالة المقام بين الخاصّ والعامّ
سُمّي عليه السّلام بالرضا لأنّه كان رضى لله عزّوجلّ في سمائه، ورضى لرسوله والأئمّة عليهم السّلام بعده في أرضه. وقيل: لأنّه رضي به المخالفون من أعدائه، كما رضي به الموافقون من أوليائه
ولادتها ونشأتها
وُلدت السيّدة المعصومة في المدينة المنورة، وترعرت في بيت الإمام الكاظم عليه السّلام، فورثت عنه من نور أهل البيت وهديهم وعلومهم في العقيدة والعبادة والعفّة والعلم، وعُرفت على ألسنة الخواصّ بأنّها كريمة أهل البيت عليهم السّلام
نشأت السيّدة فاطمة تحت رعاية أخيها الإمام الرضا عليه السّلام، لأنّ الرشيد العبّاسي أمر أبيها عام ولادتها، فأودعه سجونه الرهيبة الواحد تلو الآخر، إلى أن اغتاله بالسمّ عام 183هـ، فعاشت السيّدة المعصومة مع إخوتها وأخواتها في كنف الإمام الرضا عليه السّلام. وقد أجمع أصحاب السير والتراجم على أنّ أولاد الإمام الكاظم عليه السّلام كانوا أعلاماً لائحة في العبادة والتقوى والنُّسك
نسبها
هي أخت الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ). ولدت في مدينة جدها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عام 173 هـ ، وتوفيت في مدينة قم المقدسة بإيران عام 201 هجرية ودفنت فيها ومرقدها الآن يتوسط المدينة يزوره المؤمنون
وكانت (عليها السلام) سيدة جليلة عالمة فاضلة تقية محدثة شأنها في ذلك شأن جميع بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار. وقد توفى أبوها الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) في عام 179 هجرية وعمرها ست سنوات بعد أمر هارون الرشيد بنقله إلى بغداد وسجنه هناك ومن ثم دس السم في طعامه . و قد تربت على يد أخيها الإمام الرضا (عليه السلام)
فضائلها
قال الإمام الصادق ( عليه السلام )
( إن للجنّة ثمانية أبواب، ثلاثة منها لأهل قم، تقبض فيها امرأة من ولدي، واسمها فاطمة بنت موسى، تدخل بشفاعتها شيعتنا الجنّة بأجمعهم )
و قال الإمام الرضا ( عليه السلام )
( من زارها عارفاً بحقها فله الجنة )
و قال الإمام الجواد ( عليه السلام )
(من زار قبر عمتي بقم فله الجنة)
و قال الإمام الصادق ( عليه السلام )
( إنّ لله حرماً وهو مكّة ، وإنّ للرسول ( صلى الله عليه وآله ) حرماً وهو المدينة ، وإنّ لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) حرماً وهو الكوفة ، وإنّ لنا حرماً وهو بلدة قم ، وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمّى فاطمة ، فمن زارها وجبت له الجنّة )
من كراماتها سلام الله عليها
قال أحد خطباء مدينة يزد
ذات مرة بلع أحد أطفالي دبّوساً فعلق في بلعومه فذهبنا به إلى المستشفى، لكن الأطباء طلبوا منّي أن أذهب به فوراً وعبر الطائرة إلى العاصمة طهران حيث قالوا أن وضع الطفل فيه خطورة نوعاً ما
يقول الخطيب
ركبت الطائرة مع طفلي متوجهاً نحو طهران، وعند عبور الطائرة من سماء مدينة قم المقدسة توجّهت بكلّ وجودي إلى مولاتي فاطمة المعصومة سلام الله عليها وتوسّلت بجاهها إلى الله تعالى لكي ينقذ طفلي مما أصابه
وقال وفي طهران قال لي الأطباء بعد أن فحصوا الطفل
لا يوجد شيء في بلعوم طفلك؟ ثم سألوني: هل تقيّأ طفلك؟ فقلت لهم نعم، لقد تقيّأ في الطائرة قبل وصولنا إلى طهران. فقالوا إذن فقد خرج الدبّوس من بلعومه خلال تقيّئه!
وأضاف الخطيب
لقد أجاب الله تعالى توسّلي إليه بفاطمة المعصومة سلام الله عليها، فأنقذ طفلي من موت محتمّ خلال لحظات، وليس هذا الأمر إلاّ من كرامات مولاتنا المعصومة سلام الله عليها
يا وجيهة عند الله ... اشفعي لنا عند الله
شفاء العين
نقل أحد أساتذة الأخلاق والوعاظ المشهورين في مدينة قم المقدسة الحكاية التالية: ظهرت قبل سنين في عين ابنتي الصغيرة بقعة بيضاء، فراجعنا طبيب العين المشهور في المدينة، وأوصى انه يحب إجراء عملية جراحية لعينها، وعيّن لها موعداً خاصاً بحسب النوبة
وكان علينا ان نخفف من تأثير الخبر على نفسية البنت ونعزّز عندها الثقة بالنفس، إلا انها وحالما سمعت بذلك بدأت بالبكاء و أحسّت بالخوف والاضطراب، الأمر الذي جعلنا نعيش الحالة نفسها
ولّما حان موعد العملية الجراحية توجهنا بالبنت نحو عيادة الطبيب المعالج، وأثناء مرورنا في الطريق حانت التفاتة من البنت نحو القبة المنورة والمرقد المطهر للسيدة المعصومة فقالت: ابتاه ! لنذهب إلى الحرم وسأنال الشفاء لعيني من هذه السيدة! ، فأحسست بشعور غريب آنذاك واخذتها الى داخل الحرم، وما إن دخلنا حتى توجهت البنت على عجل نحو الضريح المطهر وأخذت تمسح عينها به ، وكانت تقول ـ وهي باكية
يا سيدتي يا معصومة ! أنا خائفة، يريدون إجراء عملية جراحية لعيني وربما يصيبني العمى!
وتعرفون ماذا يعني مثل هذا الموقف من بنت أمام أبيها، وعلى كل حال فبعد الزيارة احتضنتها وهي باكية واخذتها الى الصحن الكبير بجانب قبر القطب الراوندي ( رضي الله عنه ) ، و وضعتها على الأرض لألبسها حذائها وبينما كنت امسح دموعها وإذا بي لا أرى تلك البقعة البيضاء فيها أخذتها على عجل إلى الطبيب، فنظر إليها وصدّق ماحصل وقال لا حاجة لإجراء العملية الجراحية فقد شفيت عينها والحمد لله
توسل الخادم بالسيدة وعنايتها به
يقول الأخ يوسف إسرافيلي أحد الخدّام العاملين في الحرم المطهر
«كنت جالساً عند مدخل إيوان الذهب في الصحن القديم فجاءني عالم دين وسلّم عليّ وقال
«ما زلت منذ عدّة سنوات آتي من طهران لزيارة السيدة المعصومة ( عليها السلام ) طالباً منها حل مشكلتي، أرجو منك أن تكون واسطة بيني وبين السيدة وتتوسّل بها لقضاء حاجتي»
فقلت له
أنا خادم في صحن السيدة وأنت عالم دين فالأفضل أن تدعو أنت بذلك
فقال
مضى عدّة ساعات أبحث عن خادم من خدام الحرم فلم أجد أحداً منهم يواسيني
فأخذت بيده وجئت به إلى جانب الضريح وخاطبت السيدة قائلاً: «أيتها السيدة الجليلة! هذا الرجل عنده مشكلة وقد رجع إليّ وأنا «وجهي أسود» أمامك إلاّ أنني أطلب منكِ أن تحلّي مشكلته
وبعد أسبوعين من هذه الحادثة جاء العالم المذكور واتّجه نحوي من بين عدد من خدّام الحرم و احتضنني قائلاً:
إن مشكلتي التي جئت إليك بسببها في ذلك اليوم قد حُلّت بحمد الله
فسألته ما هي قضيتك؟
فقال
إن بنتي الوحيدة كانت مصابة بالشلل وقد يئس جميع الأطباء من شفائها حتى أنالها الله الشفاء بلطف السيدة المعصومة (عليها السلام) وها هي قد جاءت مع قافلة من الزوار لزيارة السيدة المعصومة (عليها السلام)
فقام خدّام السيدة المعصومة (عليها السلام) باستقبال البنت وكانت بأتمّ الصحة والعافية
وأخيرا نسأل الله أن يرزقنا زيارتها ( عليها السلام ) و شقاعتها يوم القيامة و يثبتنا على و لاية أمير المؤمنين ( عليه السلام )
اللهم ارزقنا في الدنيا زيارتهم وفي الاخرة شفاعتهم
اللهم احشرنا مع محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم
مهضوم حقها عليها السلام في حياتها وبعد مماتها
فـ القليل من يذكرها أو يحتفل بولادتها الطاهر .. أو يعزي بـ ذكرى إستشهادها عليها السلام
في إحدى الرويات يقول شاب
منذ 8 سنوات في الحرب .. هجم الجنود العراقيون فجرحت بهذا الهجوم .. وأصيب جسمي بالشلل فلم أعد قادرا على المشي .. جاءت أمي الى منزلي ليلا وتحدثت معي .. لم يعجبني الكلام فضجرت منه وشعرت بالأنكسار .. فتوسلت بالإمام المهدي عليه السلام وقلت : ياسيدي ومولاي أطلب شفائي من الله ثم غفوت رأيت الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف يقول لي: أنا بنيت مسجداً بيدي .. اذا تريد الشفاء فعليك أن تذهب الى هذا المسجد فتوسل الينا عنده .. وعندما قمت من النوم صممت على الذهاب الى عيادة صديقي .. المريض في السنه القادمه سأذهب الى مسجد جمكران أن شاء الله ثم مشيت الى المستشفى لعيادة صديقي .. لما رجعت الى منزلي .. وجدته قد احترق ومعه كل الأثاث .. فزع قلبي كثيراً .. صباحا مشيت الى مسجد جمكران بقيت 29 يوما في المسجد .. في ليلة الأربعين من مدة الأعتكاف في المسجد( كان يصادف ليلة التاسع عشر من شهر رمضان ) حين الخدمه في المسجد شعرت بالتعب كثرا فنمت..وفي الساعه الواحده رأيت بمنامي : أنني كنت انظف ساحة المسجد المبارك فقدم سيد جليل وقال لي: هل تنظف المسجد ؟ قلت أجل قال اذهب معب الى المسجد لنتحدث قليلا ودخلنا الى المسجد قرأيت 4 اشخاص جالسين في المسجد جلست قربهم قال لي السيد : ياسيد كأنك مريض ؟ قلت : أجل..جرحت في الحرب وشل جسدي .. فوضع السيد يده على رأسي وقال لي ستشفى ان شاء الله .. ثم وضع يده على ظهري ورجلي .. بنفس اللحظه شعرت بالراحه..ثم نظرت الى الجماعه فوجدت انهم كانوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم والإمام علي عليه السلام وفاطمة الزهراء سلام الله عليها بضلعها المكسور والمعصومه الكبرى سلام الله عليها أخت الإمام الرضا عليهم السلام وهم في حالة بكاء .. الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف قال : المعصومه الكبرى غير راضيه لأن الناس لا يحترمون حقها .. ثم أعطاني رطبا وقليلا من الماء وقال لي يجب أن تأكل شيئا لأنك ستصوم يوم غد .. فقمت من النوم فلم اجد أثرا من الألم والجروح فشكرت الله كثيرا
جعلنا الله وإياكم ممن يقدرون حقها حق تقدير
ورزقنا زيارتها والتبرك بمرقدها الشريف
يا بنتَ موسى
يا بنتَ موسى وابـنةَ الأطهـارِ
أختَ الـرضـا وحبيبةَ الجبّارِ
يـا دُرّةً مِن بحـر عِلمٍ قد بَدَتْ
للهِ دَرُّكِ والـعـلوّ السـاري
أنتِ الـوديعةُ للإمام على الورى
فخر الكريم وصاحب الأسرارِ
لا زلتِ يا بنت الهدى معصومةً
مِن كلّ ما لا يَرتـضيه الباري
السيّدة المعصومة ترحل طلباً لأخيها عليهما السّلام
اكتنفت السيّدةَ المعصومة عليها السّلام ـ ومعها آل أبي طالب ـ حالةٌ من القلق الشديد على مصير الإمام الرضا عليه السّلام منذ أن استقدمه المأمون إلى خراسان. لقد كانوا في خوف بعدما أخبرهم أخوها أبو الحسن الرضا عليه السّلام أنّه سيُستشهد في سفره هذا إلى طوس خاصّة وأنّ القلوب الكليمة ما تزال تَدمى لمصابهم بالكاظم عليه السّلام الذي استُقدم إلى عاصمة الحكم بغداد، فلم يخرج من سجونها وطواميرها إلاّ قتيلاً مسموماً. كلّ هذا يدلّنا على طرف ممّا كان يعتمل في قلب السيّدة المعصومة عليها السّلام، ممّا حدا بها ـ حسب رواية الحسن بن محمّد القمّي في تاريخ قم ـ إلى شدّ الرحال، لتتحسّس عن أخيها الإمام
وهكذا رحلت تقتفي أثر أخيها الرضا عليه السّلام، والأمل يحدوها في لقائه حيّاً، لكنّ وعثاء السفر ومتاعبه اللذينِ لم تعهدهما كريمة أهل البيت أقعداها عن السير، فلزمت فراشها مريضة مُدنَفة، ثمّ سألت عن المسافة التي تفصلها عن قم ـ وكانت آنذاك قد نزلت في مدينة ساوة ـ فقيل لها إنّها تبعد عشرة فراسخ، فأمرت بإيصالها إلى مدينة قم، فحمُلت إليها على حالتها تلك، وحطّت رحالها في منزل موسى بن خزرج بن سعد الأشعريّ، حتّى توفيّت سلام الله عليها بعد سبعة عشر يوماً
وفي أصحّ الروايات أن خبرها لمّا وصل إلى مدينة قم، استقبلها أشراف قم، وتقدّمهم موسى بن خزرج، فلمّا وصل إليها أخذ بزمام ناقتها وقادها إلى منزله، وكانت في داره حتّى تُوفيّت... فأمرهم بتغسيلها وتكفينها، وصلّى عليها، ودفنها في أرض كانت له، وهي الآن روضتها، وبنى عليها سقيفة من البَواري، إلى أن بَنَت زينب بنت محمّد الجواد عليه السّلام عليها قبّة
هل استشهدت المعصومة بالسمّ ؟
ذكر بعض المصادر أنّ المأمون لمّا بلغته أخبار القافلة التي تحرّكت من المدينة إلى خراسان، وفيها اثنان وعشرون علَويّاً، وعلى رأسها السيّدة فاطمة بنت موسى عليها السّلام، وأنّ عدد أفراد القافلة يتعاظم كلّما تقدّمت في مسيرها، أوعز بالتصدّي لها، فتصدّى لها جماعة من جلاوزة النظام، وقتلوا وشرّدوا كلّ من كان فيها. وقيل إنّ السمّ دُسّ بعد ذلك إلى السيّدة المعصومة في مدينة ساوة، فلم تلبث إلاّ أيّاماً قليلة حتّى فارقت الحياة
دفن السيّدة المعصومة
روى الحسن بن عليّ القمّي أنّ فاطمة (المعصومة) رضي الله عنها لمّا توفيّت وغُسلّت وكُفّنت، حُملت إلى مقبرة (بابلان) ووضعت على حافّة سرداب حُفر لها، فاختلف آل سعد في مَن يُنزلها إلى السرداب، ثمّ اتّفقوا على أن يتولّى ذلك خادم لهم صالح كبير السنّ، فلمّا بعثوا إليه رأوا راكبَين مُقبلَين من جانب الرملة وعليهما لِثام، فلمّا قَرُبا من الجنازة نزلا وصَلّيا عليها، ثمّ نزلا السرداب وأنزلا الجنازة ودفناها فيه، ثمّ خرجا ولم يُكلّما أحداً، وركبا وذهبا ولم يدرِ أحد مَن هما
فاطمة بنت الإمام الكاظم عليهما السلام
الروضة الفيحاء والمعصومة العذراء
نقل العديد من كبار العلماء زيارة خاصة من الإمام الرضا عليه السلام لأخته المعصومة فاطمة بنت الإمام الكاظم عليه السلام في قم، بعبارات تدل على عظم مقامه وسمو جلالها
فلنرحل بأرواحنا إليها ونردد مع الرضا عليه السلام في روضتها، ونستمر بالسلام على
آبائها أئمة الحق واحدا تلو الآخر ثم نقول:
أسأل الله ان يرينا فيكم السرور والفرج وان يجمعنا وإياكم في زمرة جدكم محمد صلى الله عليه و آله وان لا يسلبنا معرفتكم انه ولي قدير، اتقرب إلى الله بحبكم والبراءة من أعدائكم والتسليم إلى الله، راضيا به غير منكر ولا مستكبر، وعلى يقين ما أتى به محمد صلى الله عليه و آله وبه راض، نطلب بذلك وجهك يا سيدي، اللهم ورضاك والدار الآخرة، يا فاطمة اشفعي لي في الجنة، فإن لك عند الله شانا من الشأن
روي عن الإمام الصادق(عليه السلام) في حق السيدة المعصومة
[ من زارها عارفاً بحقها فله الجنة ]
- اسمها
فاطمة ، وأشهر ألقابها « المعصومة »
- أبوها
سابع أئمة الشيعة موسى بن جعفر(عليه السلام)
- أمها
السيدة " نجمة " وهي أمّ الإمام الرضا أيضاً
- ولادتها
في المدينة المنورة في الأول من ذي القعدة سنة 173هـ
فقدت والدها
وهي في سن الطفولة حيث استشهد في سجن هارون ببغداد، فأصبحت تحت رعاية أخيها علي بن موسى الرضا(عليه السلام)، وفي سنة 200هـ اُبعد الإمام الرضا(عليه السلام) من المدينة إلى « مرو » بأمر المأمون العباسي ولم يرافقه أحد من عائلته إلى خراسان، وبعد مرور سنة على هجرة أخيها اشتاقت لرؤيته فتوجهت نحو خراسان بصحبة جمع من أخوتها وأبناء أخوتها، وكان الناس يستقبلونها ويكرمونها أينما حلّت
وكانت في الطريق تبيّن للناس مظلومية أخيها وغربته، ومعارضته للحكم العباسي، وفي أثناء ذلك وحينما وصلت القافلة مدينة « ساوة » توجّه بعض أعداء أهل البيت بصحبة بعض جنود الحكومة، واعترضوا طريق القافلة، وحصلت بينهم معركة استشهد على أثرها جميع رجال القافلة تقريباً، وطبقا لرواية فإن السيدة معصومة أيضاً سُقيت السم
وعلى كل حال فقد مرضت السيدة فاطمة، إما بسبب حزنها الشديد أو بسبب تناولها السم، ولم يمكنها مواصلة السير، فتوجهت نحو مدينة قم ـ بعد أن سألت عن المسافة بين « ساوة » وقم ـ وقالت: سمعت أبي يقول:« إن قم مأوى شيعتنا ». فخرج أهل قم لاستقبالها وأخذ « موسى بن خزرج » زعيم الأشعريين زمام ناقتها ودخلت قم في 23 ربيع الأول سنة 201هـ.
ثم أناخت الناقة في محل يسمى اليوم « ميدان مير » أمام منزل « موسى بن خزرج ». بقيت السيدة فاطمة في قم 17 يوماً كانت مشغولة فيها بالعبادة والدعاء في محل يسمى « بيت النور » ويقع الآن في مدرسة « ستيه »
وأخيراً حانت منيّتها في العاشر من ربيع الثاني « أو الثاني عشر منه على قول » قبل أن تحظى برؤية أخيها، فصار الناس في عزاء لفقدها وحملوها إلى محل يسمى « باغ بابلان » وهو موضع قبرها حالياً
وقبل أن ينزلوها في قبرها ظهر فارسان منقّبان من جهة القبلة واقتربا من الجنازة، وبعد الصلاة عليها حملها أحدهما وأدخلها القبر وتناولها الآخر الذي كان داخل القبر
وبعد إتمام دفنها ركبا فرسيهما وابتعدا من غير أن يتفوّها بكلمة. ولعلّ هذين الفارسين هما الإمام الرضا(عليه السلام) والإمام الجواد(عليه السلام)
وبعد دفنها وضع " موسى بن خزرج " مظلة من الحصير على قبرها الشريف حتى حلّت سنة 256 فبنت السيدة زينب بنت الإمام الجواد(عليه السلام) أول قبة على قبر عمتها، وصار ذلك المكان مقصداً للزائرين ومحبّي أهل البيت عليهم السلام
تعليق