إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفرق بين الترجمة والتفسير

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفرق بين الترجمة والتفسير

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ت ر ج م، هي جمع ترجمان، وهو المترجم المفسر للسان، يقال ترجم فلان كلامه: بينه وأوضحه، وترجم كلام غيره: عبّر عنه بلغة غير لغة المتكلم، واسم الفاعل: ترجمان.[1] من هنا غŒقال لما غŒ?تب في بيان حال الرجال كتب التراجم وما يدون حول الشخص ترجمة الراوي أو المؤلف أو....[2] أمّا الترجمة إصطلاحا فيراد منها: نقل الكلام من لغة إلى لغة أخرى.[3] كالنقل من الفارسية إلى العربية.
    ويشترط في الترجمة الصحيحة إتقان لغة المصدر والالتزام بالأمانة في النقل؛ بمعنى نقل المعنى المعبر عنه في المتن المترجم إلى اللغة الأخرى، بل مراعاة النكات الظريفة والقرائن الحافة بالنص المترجم. فعلى سبيل المثال لوكان النصّ يراد منه اظهار الحسرة والألم - لا بيان المعنى- فعلى المترجم مراعاة الحالة الحزنية والتألمية وعدم التعرّض لبيان معنى الجملة ونقل أصل المعنى لأن المتكلم ليس بصدد بيان المعنى حتى يقوم المترجم بنقله.[4]
    وبعبارة أخرى: ينبغي أن تكون الترجمة مرآة ناصعة لنقل تمام المعنى بكل حيثياته بلا أدنى خلل في نقل المعنى والمفاهيم المطروحة في المتن المترجم، خاصّة إذا كان المتن المترجم ينتمي إلى الكتب السماوية والمتون الدينية لما يفرضه هذا النص من أهمية خاصّة حيث يجب على المترجم هنا أن يبذل عناية خاصّة في الترجمة؛ ومن هنا تتطلب ترجمة القرآن الكريم - الذي يعد معجزة النبي الأكرم (ص)- إهتماماً خاصّاً وترجمة دقيقة للمتن.
    طرق الترجمة
    يمكن تصنيف الترجمة إلى ثلاثة انواع حسب الطريقة المعتمدة، وهي:
    1. الترجمة الحرفية: .
    الأول: أنْ يعمد المترجم إلى تبديل كلّ لفظة إلى مرادفتها من لغة أخرى، فيضعها بازائها، ثم ينتقل إلى لفظة ثانية بعدها وثالثة، وهكذا على الترتيب حتى نهاية الكلام. كما لو ترجم عبارة «بسم الله الرحمان الرحيم» إلى اللغة الفارسية بالطريقة التالية:
    بسم= به نام
    الله= خدا
    الرحمن= بخشاينده
    الرحيم= مهربان؛ فتكون النتيجة " به نام خداى بخشاينده مهربان". وهذه هي ((الترجمة الحرفية )) أو الترجمة تحت اللفظية وهذه أردأ أنحاء الترجمة، وفي الاغلب توجب تشويشا في فهم المراد او تشويها في وجه المعنى، وربما خيانة بأمانة الكلام، حيث المعهود من هكذا تراجم لفظية هو تغيير المعنى تماماً، لأن المترجم بهذا النمط إنما يحاول التحفظ على اسلوب الكلام الاصل في نظمه وميزاته البلاغية، ليأتي بكلام يماثله تماماً في النظم والاسلوب، الأمر الذي لا يمكن بتاتاً، بعد اختلاف اللغات في اساليب البلاغة والاداء، وكذا في النكات والدقائق الكلامية السائدة في كلّ لغة حسب عرفها الخاص فربّ كناية أو تعريض أو مثل سائر في لغة، لا تعرفه لغة أخرى ولا تأنس به، فلو عمد المترجم إلى ترجمة ذلك بعينه، لأصبح غير مفهوم المراد، وربّما استبشعوا مثل هذا التعبير الغريب عن متفاهمهم.[5] و[6]
    2. الترجمة الحرّة: الثاني من أنواع الترجمة أن يحاول افراغ المعنى في قالب آخر، من غير تقيد بنظم الاصل واسلوبه البياني، وإنما الملحوظ هو إيفاء تمام المعنى وكماله، بحيث يؤدي إفادة مقصود المتكلم بغير لغته، بشرط أن لا يزيد في البسط بما يخرجه عن اطار الترجمة، إلى التفسير المحض .
    نعم إنّ هكذا ((ترجمة معنوية )) قد تفوت بمزايا الكلام الاصل اللفظية، وهذا لا يضر مادام سلامة المعنى محفوظة. وهذا النمط من الترجمة هو النمط الأوفى والمنهج الصحيح الذي اعتمده أرباب الفن لا يتقيدون بنظم الأصل، فيقدمون ويؤخرون، وينظمون الترجمة حسب اساليب اللغة المترجم اليها، كما لا يزيدون بكثير على مثال الالفاظ والتعابير التي جاءت في الأصل فانْ حصلت زيادة مطردة فهو من الشرح والتفسير، وليس من الترجمة المصطلحة في شي.[7]
    3. الترجمة التفسيرية المبسطة: أنْ يبسط في الترجمة ويشرح مقصود الكلام شرحاً وافياً، فهذا من التفسير بلغة اخرى، وليست ترجمة محضة حسب المصطلح.[8]

    التفسير لغة واصطلاحا
    تشتق مفردة التفسير لغة من "فسر" اومن "سفر" وذهب اكثر اللغويين إلى القول بان التفسير من فسر، بمعنى أبان وكشف.[9] قال الراغب: الفسر والسفر متقاربا المعنى كتقارب لفظيهما، لكن جعل الفسر لاظهار المعنى المعقول، والسفر لإبراز الأعيان للإبصار يقال: سفرت المرأة عن وجهها وأسفرت وأسفر الصبح، وقال تعالى: (ولا ياتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً) (الفرقان: 33) أي بيانا وتفصيلا.
    واصطلحوا على أنّ التفسير، هو: ازاحة الإبهام عن اللفظ المشكل، أي المشكل في افادة المعنى المقصود.
    فالتفسير ليس مجرد كشف القناع عن اللفظ المشكل، بل هو محاولة إزالة الخفاء في دلالة الكلام، فلا بد أنْ يكون هناك إبهام في وجه اللفظ، بحيث ستر وجه المعنى، ويحتاج إلى محاولة وإجتهاد بالغ حتى يزول الخفاء ويرتفع الاشكال.[10]
    وللتفسير في العلوم العقلية والتجريبية مضافاً إلى النقلية معناه الخاص؛ فالتفسير في العلوم العقلية والتجريبية يعني شرح وبيان محتوى الكتب العلمية والفلسفية والطبية، وينحصر استعمال مفردة التفسير في العلوم النقلية بشرح وبيان معنى مفردات القرآن الكريم خاصّة وبيان معاني كلماته وآياته.[11]


    الفروق بين الترجمة والتفسير
    ومهما تكن الترجمة حرفية أوتفسيرية فإنها غير التفسير مطلقا سواء أكان تفسيراً بلغة الأصل أم تفسيراً بغير لغة الأصل، ولكن كثيرا من الكاتبين اشتبه عليهم الأمر فحسبوا أن الترجمة التفسيرية هي التفسير بغير لغة الأصل أوهي ترجمة تفسير الأصل. ونشير هنا إلى طائفة من الفروق بين هذين المشتبهين، هي:
    الفارق الأول: إنّ صيغة الترجمة صيغة استقلالية يراعى فيها الاستغناء بها عن أصلها وحلولها محله ولا كذلك التفسير فإنه قائم أبدا على الارتباط بأصله بأن يؤتى مثلا بالمفرد أوالمركب ثم يشرح هذا المفرد أوالمركب شرحا متصلا به اتصالاً يشبه اتصال المبتدأ بخبره إنْ لم يكن إيّاه ثم ينتقل إلى جزء آخر مفرد أوجمله وهكذا من بداية التفسير إلى نهايته بحيث لا يمكن تجريد التفسير وقطع وشائج اتصاله بأصله مطلقا ولوجرّد لتفكك الكلام وصار لغواً أوأشبه باللغوفلا يؤدي معنى سليماً فضلا عن أنْ يحل في جملته وتفصيله محلّ أصله.
    الفارق الثاني: إنّ الترجمة لا يجوز فيها الاستطراد والانتقال من موضوع إلى آخر- أما التفسير فيجوز بل قد يجب فيه الاستطراد، وذلك لأن الترجمة مفروض فيها أنها صورة مطابقة لأصلها حاكية له، فمن الأمانة أن تساويه بدقة من زيادة ولا نقص حتى لوكان في الأصل خطأ لوجب أن يكون الخطأ عينه في الترجمة، بخلاف التفسير فإن المفروض فيه أنه بيان لأصله وتوضيح له وقد يقتضي هذا البيان والإيضاح أنْ يذهب المفسِّر مذاهب شتّى في الاستطراد توجيها لشرحه أوتنويراً لمن يفسَّر لهم على مقدار حاجتهم إلى استطراده، ويظهر ذلك في شرح الألفاظ اللغوية خصوصا إذا أريد بها غير ما وضعت له، وفي المواضع التي يتوقف فهمها أوالاقتناع بها على ذكر مصطلحات أوسوق أدلة أوبيان حكمة.
    وهذا هوالسر في أنّ أكثر تفاسير القرآن الكريم تشتمل على استطرادات متنوعة في علوم اللغة وفي العقائد وفي الفقه وأصوله وفي أسباب النزول وفي الناسخ والمنسوخ وفي العلوم الكونية والاجتماعية وغير ذلك.
    ومن ألوان هذا الاستطراد تنبيهه على خطأ الأصل إذا أخطأ كما نلاحظ ذلك في شروح الكتب العلمية ويستحيل أن تجد مثل هذا في الترجمة وإلا كان خروجاً عن واجب الأمانة والدقة فيها.
    الفارق الثالث: إن الترجمة تتضمن عرفا دعوى الوفاء بجميع معاني الأصل ومقاصده ولا كذلك التفسير فإنه قائم على كمال الإيضاح كما قلنا سواء أكان هذا الإيضاح بطريق إجمالي أوتفصيلي متناولا كافة المعاني والمقاصد أومقتصراً على بعضها دون بعض طوعا للظروف التي يخضع لها المفسر ومن يفسر لهم.
    الفارق الرابع: إن الترجمة تتضمن عرفا دعوى الاطمئنان إلى أن جميع المعاني والمقاصد التي نقلها المترجم هي مدلول كلام الأصل وأنها مرادة لصاحب الأصل منه، ولا كذلك التفسير، بل المفسِّر تارة يدعي الاطمئنان وذلك إذا توافرت لديه أدلته وتارة لا يدعيه وذلك عندما تعوزه تلك الأدلة، ثم هوطورا يصرّح بالاحتمال ويذكر وجوها محتملة مرجحا بعضها على بعض وطوراً يسكت عن التصريح أوعن الترجيح، وقد يبلغ به الأمر أن يعلن عجزه عن فهم كلمة أوجملة ويقول: ربُّ الكلام أعلم بمراده على نحوما نحفظه لكثير من المفسرين إذا عرضوا لمتشابهات القرآن ولفواتح السور المعروفة.[12]


    [1]. الطريحي، فخر الدين، مجمع البحرغŒن، تحقيق: الحسغŒنغŒ‏، السيد أحمد، ج 6، ص 21، المكتبة المرتضوية، طهران، الطبعة الثالثة، 1375ش؛ الفيومي، أحمد بن محمد، المصباح المنغŒر، ج 2، ص 74، مؤسسه دار الهجرة، قم، الطبعة الثانية.
    [2]. الحيدري، محمد، معجم الأفعال المتداولة، ص 79 – 80، المركز العالمي للدراسات الاسلامية، قم، الطبعة الأوّلى، 1381ش.
    [3]. ابن منظور، محمد بن م?رم، لسان العرب، دار صادر، ج 12، ص 66، بيروت، الطبعة الثالثة، 1414ق؛ البستاني، فؤاد افرام، مهيار، رضا، فرهنگ ابجدي عربي- فارسي، ص 222، نشر الاسلامية، طهران، الطبعة الثانية، 1375ش.
    [4]. آية الله الشيخ معرفة، محمد هادي، تاريخ قرآن، ص 183، سمت، طهران، الطبعة الخامسة، 1382ش.
    [5]. نفس المصدر، 184.
    [6] نفس المصدر.
    [7]. نفس المصدر، ص 185.
    [8]. نفس المصدر.
    [9]. انظر: الفراهيدي، الخليل بن أحمد، ?تاب العين، تحقق وتصحيح: المخزومي، مهدي، السامرائي، إبراهيم، ج ‌7، ص 247، هجرة، قم، الطبعة الثانية، 1410ق؛ الواسطي الزبيدي، محب الدين سيد محمد مرتضغŒ، تاج العروس من جواهر القاموس، تحقيق وتصحيح: شيري، علي، ج ‌7، ص 349، دار الف?ر للطباعة والنشر والتوزغŒع، بيروت، الطبعة الأولى، 1414ق.‌
    [10] التفسير والمفسرون، المقدمة.
    [11]. مروتي، سهراب، پژوهشى پيرامون تاريخ تفسير قرآن = دراسة حول تاريخ تفسير القرآن، ص 18، نشر رمز، طهران، الطبعة الأولى، 1381ش.

    [12]. الزرقاني‏، محمد عبد العظيم، مناهل العرفان في علوم القرآن‏، ج 2، ص 10 11، دار إحياء التراث العربي.
    التعديل الأخير تم بواسطة محب الامام علي; الساعة 26-07-2017, 11:59 AM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X