قال المولى عزوجل { :"إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ }
العلماء هم الخيمة التي يأوي اليها المؤمنين من فتن الزمان في غيبة أمامهم عجل الله تعالى فرجه الشريف, وفي هذا اليوم احببت ان اشارككم قصة لأحد علمائنا الأجلاء الذين يقول في حقهم الباقر (ع) : “عالم يُنتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد”. ومن ضمن العلماء عالم تروي قصة مولده اروع ملاحم العفة و الطهر و التقى. الا وهو المحقق الأردبيلي المشهور بالمقدس الأردبيلي، تبدأ قصة مولد الشيخ و سبب تسميته بالمقدس عندما جاء والده إلى قناة يملأ قربته ماءً فرأى تفاحة تجري على الماء،فأخذها و أكلها،ولكنه وقف فجأة يفكر،كيف أكل التفاحة ،ولم يستأذن من صاحبها ، فأخذ يعاتب نفسه على هذا التصرف الذي لا ينبغي صدوره منه ، و لذا فكر في أن يمشي باتجاه معاكس لجريان الماء ، لعله يصل إلى صاحب التفاحة ، فيسترضيه على أكله لها ، مشى مسافة حتى وصل إلى مزرعة التفاح ، فلقي صاحب المزرعة ، و كان عليه سيماء الصالحين فقال له: إن تفاحة كانت تجري على الماء في القناة ، فأخذتها ، و أكلتها أرجوك أرض عني!
أجابه الرجل: كلا لن أرضى عنك. قال: أعطيك ثمنها. قال: لا و بعد الإصرار و الإلحاح الشديدين وافق صاحب المزرعة، أن يرضَ عنه ولكن بشرط واحد!
قال الشاب: فما هو الشرط؟
أجاب الرجل: عندي ابنة عمياء، صماء، خرساء، مشلولة الأرجل، إذا وافقت أن تتزوجها أرضَ عنك وإلا فلا!
فلما رأى الشاب أنه لا سبيل إلى جلب رضاه إلا بالموافقة على هذا الشرط الصعب، دعاه إيمانه إلى الموافقة. و هو يندب حظه، و يسترجع ( يسترجع: أي يقول إنا لله و إنا إليه راجعون ) على هذا البلاء العظيم جراء تفاحة. مضت الأمور كما يريد أبو البنت ، و قرأ العقد ، و تزوج الشاب ، و عند دخوله على عروسه فوجئ بعروس ذات قامة ممشوقة ، و هي في غاية الجمال ، أنها مواصفات نقيضة للمواصفات التي ذكرها له أبوها . فخرج الشاب مسرعا ( خشية حدوث خطأ في الزواج فتحدث له مشكلة أخرى ) و إذا بالرجل ينتظره مبتسماً قال : خيراً إلى أين ؟
قال الشاب: إن البنت التي ذكرت لي وصفها ليست هي العروس التي دخلت عليها ؟
أجابه الرجل: إنها هي. لأني حينما وجدتك جاداً في جلب رضاي لأكلك تفاحة خرجت عن حيازتي ، و سقطت في الماء و أخذها الماء مسافة بعيدة و جئت تطلب الحل ، علمت إنك الشاب الذي كنت انتظره منذ أمد لأزوجه ابنتي الصالحة هذه. و لقد قلت لك : إنها عمياء خرساء ، فلأنها لم تنظر ، ولم تكلم رجلا أجنبيا قط.
وقلت لك: إنها مشلولة، فلأنها لم تخرج من المنزل لتدور في الطرق، و إنها صماء، فلأنها لم تستمع إلى غيبة أو غناء، أليست هذه فتاة مؤمنة يستحقها شاب مثلك؟
يا لها من قصة اثلجت الصدور و كيف لا يكون الشيخ مقدسا وله ما اعطاه الله من الكرامات. و في الختام فقد سألت ام المقدس عن سبب وصول الشيخ الى هذا المقما السامي فأجابت " أني لم آكل في حياتي لقمة مشبوهة، و قبل إرضاع طفلي كنت مداومة على إسباغ الوضوء، ولم انظر إلى رجل أجنبي بريبة قط، و سعيت في تربية طفلي أن أراعي النظافة و الطهارة، و أن يصاحب الأولاد الصالحين " رحم الله الشيخ و والديه و شكرا لهم على تقديم نموذج للعائلة المثالية المطيعة لله و الدوام في خدمته .
( منقول)
تعليق