إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مَنهَجُ أهلِ البَيتِ المَعصومين في التَعَاملِ الاجتِمَاعِي والأخلاقي مع أهلِّ السنّةِ

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مَنهَجُ أهلِ البَيتِ المَعصومين في التَعَاملِ الاجتِمَاعِي والأخلاقي مع أهلِّ السنّةِ

    ,, مَنهَجُ أهلِ البَيتِ المَعصومين, عَليهُم السَلامُ, في التَعَاملِ الاجتِمَاعِي والأخلاقِي مع أهلِّ السُنّةِ والمُكَوّناتِ الأخرَى - ,,, :.
    _________________________________________________

    لَقَد وضعَ الأئمةُ المَعصومون , عَليهُم السلامُ, مَنهجَاً بيّنّاً وقويماً في أنماطِ التعاطي والتعايشِ الاجتماعي والأخلاقي السليمِ

    والصحيحِ مع ظاهرةِ التعددِيّةِ المَذهبيّة والديّنيّةِ ضِمن البلدِ الواحدِ والمُجتمعِ الواحدِ ,.

    :: الواقعَ الاجتماعي فيه مواطنون مُتعددو الانتماءاتِ المَذهبيةِ , وأبرزها – الشيعة – السنّة – وغيرهم مِن المُكوناتِ ,

    فكيف يُمكنُنا أنْ نتعاملَ معهم , ووفقَ أيِّ مَبادئٍ لنتجنّبَ مَفاسدَ الاختلافِ ؟

    :: إنَّ ظاهرةَ التنوعِ المَذهبي والديني في الواقعِ الاجتماعي إنّمَا تكوّنتْ بفعلِ اختلافِ المَنهجِ العقائدي والاجتماعي والسياسي ,

    وفي نفسِ الوقتِ هناك مُشتركاتٌ كثيرةٌ في هذا التنوعِ ينبغي أنْ نضعَ لها مُقوّمَاتٍ في التعاطي معها ,

    وذلك لأنّه إذا لم نَضَع لها منَهجاً فسوف نُواجه مَخاطرَ كبيرةً ,

    :: والأئمةُ المعصومون , عليهم السلامُ , قد نظروا إلى الواقعِ الاجتماعي , الذي لا مَحيصَ منه , وأدركوا وبيّنوا مخاطرَ

    هذه الظاهرةِ الدينيةِ , دَفعَاً منهم لتوهم البعضِ , والذين يتصورن أنَّ هذا الاختلافَ هو مَدعاةٌ للعزلةِ والانفصالِ الاجتماعي عن الآخرِ

    , ومَدعاةٌ للفتنةِ المذهبيّةِ والصراعاتِ والعداواتِ :


    وهنا نَذكرُ أهمَّ الرواياتِ المُعتبرةِ في هذا الصَددِ والتي بمضمونها تؤسسُ للمنهجِ القويمِ في التعايشِ الاجتماعي مع الآخرِ ::

    :: الروايةُ الأولى::

    (عن معاوية بن وهب قالَ : قُلتُ لأبي عبد الله , الإمامِ جَعفر الصادق, عليه السلامُ, : كيف ينبغي لنا أنْ نصنعَ فيما بيننا وبين قومنا وبين خُلطائنا مِن الناسِ ,مِمّن ليسوا على أمرِنا ؟ قال : تنظرون إلى أئمتِكم الذين تَقتدون بهم ,
    فتصنعون ما يصنعون , فو اللهِ إنَّهم ليعودون مَرضاهم ويَشهدون جنائزَهم ويَقيمونَ الشهادةَ لهم وعليهم , ويؤدون الأمانةَ إليهم ..)

    : الكافي , الكُليني,ج2 , ص 636.

    :: إنَّ معاوية بن وهب هو أحدُ أصحابِ الإمامِ الصادق, عليه السلامُ , يَسأله عن هذه الظاهرةِ الدينيةِ المُتعددةِ في التنوعِ

    في الواقعِ الاجتماعي آنذاكِ ,
    وفي واقعِنا الحاضرِ وبأسلوبٍ قيّمٍ لا يَستفزُّ الآخرَ ,أو يثيرُ حَفيظته ,.
    فيأتيه الجوابُ من الإمامِ , عليه السلامُ ,:

    ( تنظرون إلى أئمتكم الذين تَقتدون بهم , فتصنعون ما يصنعون ,

    فو اللهِ إنَّهم ليعودون مَرضاهم ويَشهدون جنائزَهم ويَقيمون الشهادةَ لَهم وعليهم ,ويؤدونَ الأمانةَ إليهم ,)

    :: وما يُثيرُ الانتباهُ هنا هو قَسمُ الإمامِ المَعصوم, عليه السلامُ, ....فو اللهِ.....

    لتأكيدِ مَبدأٍ أخلاقي واجتماعي ضروري في التعايشِ مع المَذاهبِ الأخرى المُختلِفَةِ معنا ,:

    وهذا المَبدأ الأخلاقي المَكينُ يَدعوننا نحن الشيعة إلى لزومِ اتباعِ مَنهجِ أئمتنا المعصومين , عليهم السلامُ ,

    وذلك بالنظرِ والأخذِ من أخلاقِهم وسُلوكِهم
    في التعاملِ مع الآخرين ,.

    بمعنى أنْ تكون أخلاقنا وثقافتنا وفقَ مِعيارِ وميزانِ سلوكِهم وأخلاقِهم وتعاطيهم مع الآخرين.

    :: إنَّ إعمالَ منهجِ الأئمةِ المعصومين ,في التعاطي الاجتماعي والأخلاقي مع ظاهرةِ التنوعِ الديني والمَذهبي فيها مَصلحةٌ عُليَا
    وكَبيرةٌ ::

    :: أنتمُ يا شيعةَ أهلِ البيتِ لكم الدورُ الإيجابي الكبيرِ والفاعلِ والبنّاءِ في تقويةِ مُواصفاتِ المُواطنة الصالحةِ في أعلى مَراتبها السلوكيّةِ ::

    :: الروايةُ الثانيةُ::
    (عن أبي أسامة زيد الشَحّام قال : قال لي أبو عبد الله , الإمامِ الصادق, عليه السلام ,: اقرأ على مَن تَرى أنّه يطيعني منهم
    ,ويأخذُ بقولي السَلامَ,
    و أوصيكم بتقوى اللهِ, عّز وجّل والورعِ في دينكم , والاجتهادِ للهِ ,
    وصدقِ الحديثِ , وأداءِ الأمانةِ , وطول السجودِ , وحُسنِ الجوارِ ,

    فبهذا جاءَ مُحَمّدٌ , صلى الله عليه وآله ، أدوا الأمانة إلى مَن ائتمنكم عليها براً أو فاجرا ، فإنَّ رسولَ الله ,

    كان يأمر بأداءِ الخيطِ والمَخيطِ ,صِلوا عشائرَكم واشهدوا جنائزَهم , وعودوا مَرضاهم , وأدوا حقوقهم

    فإنَّ الرجلَ منكم إذا ورعَ في دينهِ وصَدقَ الحَديثِ وأدّى الأمانةَ وحَسنُ خُلقه مع الناسِ ,
    قيل :هذا جعفري فَيسرني ذلك

    ويدخلُ علي منه السرورُ ,
    وقيل : هذا أدبُ جعفر , وإذا كان على غير ذلك دخلَ علي بلاؤه وعَارُه ,

    وقيل : هذا أدبُ جعفر ، فو اللهِ لحدثني أبي , عليه السلام , أنَّ الرجلَ كان يكون في القبيلةِ مِن شيعةِ علي , عليه السلام ,

    فيكون زينها آداهم للأمانةِ ,
    و أقضاهم للحقوقِ وأصدقهم للحديثِ ، إليه وصاياهم وودائعهم ،

    تسألُ العشيرةَ عنه فتقولُ : مَن مِثلُ فُلانٍ إنّه لآدّانا للأمانةِ وأصدقنا للحديثِ )

    : الكافي , الكُليني,ج2 , ص 637.

    :: في هذه الروايةِ القيّمةِ مَجموعةُ وصايا أخلاقيّة رفيعة , وأنّها تَنسبُ ما جاءَ فيها على لسانِ الإمامِ الصادقِ , عليه السلامُ ,

    إلى جدّه النبي الأكرم ,صلى اللهُ عليه وآله وسلّم ,-
    فبهذا جاءَ مُحَمّدٌ , صلى الله عليه وآله - في بيانٍ منه لكيفيةِ التعاملِ

    مع أتباعِ المَذاهبِ الإسلاميّةِ الأخرى , وأنَّ هذا ليس من عندي إنّما هو ما جاءه به الرسولُ الأكرمُ , وهو من عندِ اللهِ تعالى::


    دفعاً لتوهمِ بعضِ الناسِ بأنَّ التنوعَ مَدعاةٌ لخيارِ العزلةِ والانفصالِ عن الآخرِ المُختَلِفِ معنا:

    :وهنا تظهرُ الآثارُ الاجتماعيةُ المُهمةُ في هذه الوصيّةِ ومَضامينها , وخاصةُ قولُ الإمامِ الصادقِ , لِمَن يتصفُ بها (هذا جعفري)

    حيث يكون التوصيفُ وفقَ التطبيقِ لها فِعلاً وهو مَا يسرُّ الإمامُ , عليه السلامُ ,باعتبارِ أنَّ سلوكنا وأخلاقنا هي مَن تعكسُ

    وجهَ اتباعنا لمنهجِ المعصومين , عليهم السلامُ ,أمامَ نَظَرِ المَذاهبِ الأخرى ,:

    : إنَّ رعايةَ وتطبيقَ هذه المبادئ الأخلاقيةِ من قبلِ أتباعِ أهل البيتِ الطاهرين ,عليهم السلامُ, يُقدّمُ للآخرين صوراً مُشرقةً

    عن منهجهم القويمِ ,
    وأئمتنا في الواقع يحرصون على سمعةِ الانتماءِ إليهمِ اعتقاداً وسلوكا ومنهجا ,

    وكذا المرجعيةُ الدينية الشريفةُ تحرصُ على سمعتها في منهجِ أتباعها ,

    لأننا محسوبون على مَذهبِ أهلِ البيتِ , وبالتالي ينظرُ إلينا الآخرُ في تعاطينا معه نظرةً ترابطيةً في الحُكمِ علينا إيجاباً أو سلبا::

    ومن هنا وردَ التأكيدُ على هذا الترابط المنهجي والسلوكي والأخلاقي في الانتماءِ عقيدةً وخياراً ,

    وقد وردَ عن الإمامِ الصادق , عليه السلامُ , أنّه قالَ:

    (مَعاشرَ الشيعةِ ، كونوا لنا زينا ، ولا تكونوا علينا شينا ،قولوا للناس حسنا ، واحفظوا ألسنتكم وكفوها عن الفضول وقبيح القول)

    : الأمالي , الشيخُ الصدوق ,ص 484.

    وقد حَذّرَ , عليه السلامُ , مِن عَدمِ الالتزامِ بمنهجه ووصاياه حيث قالَ :

    (وإذا كان على غيرِ ذلك دَخلَ عَليَّ بلاؤه وعَارُه ,وقيل : هذا أدبُ جَعفرٍ ،)

    _________________________________________________

    :: مَضمونُ خطبةِ الجُمعَةِ الأولى , والتي ألقاهَا سَماحةُ الشَيخ عَبد المَهدي الكَربلائي, دَامَ عِزّه, الوكيل الشرعي
    للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليومَ , الرابع مِن ذي القعدةِ الحَرَام ,1438 هجري,

    الثامن والعشرين من تموز,2017م.:::
    ________________________________________________

    - تَقريرُ وتَخريجُ – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ – بتَصَرفٍ مني :

    _______________________________________________


  • #2
    اللهم صل على محمد وآل محمد


    عن مولانا امير المؤمنين (عليه السلام) :


    (( خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ وإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ ))


    الاخ والاستاذ الفاضل مرتضى علي الحلي


    زادكم الله من فضله وحباكم الخير والعلم والبركات .




    عن ابي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) أنه قال :
    {{ إنما شيعة جعفر من عف بطنه و فرجه و اشتد جهاده و عمل لخالقه و رجا ثوابه و خاف عقابه فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر
    }} >>
    >>

    تعليق


    • #3
      تقديري لكم أخي العزيز و وفقكم اللهُ تعالى.

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
        احسنتم واجدتم أستاذنا الفاضل وشكرا لكم لمشاركتكم القيمة وهذه العبر والدروس من كلمات أئمة الهدى صلوات الله تعالى عليهم اجمعين ..وكذلك العبر والدروس المستوحاة من خطب المرجعية الرشيدة حفظها الله تعالى نائبة المعصوم قولا وعملا .
        شكرا لكم ثانيا وتقبل مروري
        مَوالِىَّ لا اُحْصى ثَنائَكُمْ وَلا اَبْلُغُ مِنَ الْمَدْحِ كُنْهَكُمْ وَمِنَ الْوَصْفِ قَدْرَكُمْ

        تعليق


        • #5
          وأحسنَ اللهُ إليكم أخي الكريم واللهُ يحفظكم.

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X