بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
ولد (عليه السلام) في حادي عشر من ذي القعدة يوم الخميس او يوم الجمعة بالمدينة سنة 148 ثمان واربعين ومائة بعد وفاة جده الصادق (عليه السلام) بايام قليلة وكان الصادق (عليه السلام) يتمنى ادراكه، ففي الخبر عن موسى بن جعفر (عليه السلام) قال سمعت ابي جعفر بن محمد (عليه السلام) غير مرة يقول لي : ان عالم آل محمد (عليه السلام) لفي صلبك وليتني ادركته فانه سميّ امير المؤمنين (عليه السلام).
وروي عن يزيد بن سليط قال : لقينا ابا عبد اللّه (عليه السلام) في طريق مكة ونحن جماعة، فقلت له : بأبي انت وامي انتم الأئمة المطهرون والموت لا يعرى منه احد فاحدث اليّ شيئاً القيه الى من يخلفني فقال لي : نعم هؤلاء ولدي وهذا سيدهم واشار الى ابنه موسى (عليه السلام) وفيه علم الحكم والفهم والسخاء والمعرفة بما يحتاج الناس اليه فيما اختلفوا فيه من امر دينهم وفيه حسن الخلق وحسن الجوار وهو باب من ابواب اللّه عز وجل وفيه اخرى هي خير من ذلك كله، فقال له ابي : وما هي بابي انت وامي، قال :
يخرج اللّه تعالى منه غوث هذه الأمة وغياثها وعلمها ونورها وفهمها وحكمها خير مولود وخير ناشئ يحقن اللّه به الدماء ويصلح به ذات البين ويلم به الشعث ويشعب به الصدع ويكسو به العاري ويشبع به الجائع ويؤمن به الخائف وينزل به القطر ويأتمر له العباد، خير كهل وخير ناشئ يبشر به عشيرته قبل أوان حلمه قوله حكم وصمته علم يبين للناس ما يختلفون فيه الخ.
امه (عليه السلام) ام ولد يقال لها ام البنين، واسمها نجمة ويقال لها تكْتمُ ايضاً، اشترتها حميدة المصفاة ام موسى (عليه السلام) وكانت من افضل النساء في عقلها ودينها وإعظامها لمولاتها.
روي ان حميدة رأت في المنام رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول لها : يا حميدة هبي نجمة لابنك موسى (عليه السلام) فانه سيولد له منها خير اهل الأرض فوهبتها له فلما ولدت له الرضا (عليه السلام) سماها الطّاهرة.
وفي الدر النظيم لجمال الدين يوسف بن حاتم العاملي تلميذ المحقق (رحمهما اللّه) قال في ذكر الرضا (عليه السلام) : امه ام ولد يقال لها تكتم قال ابو الحسن موسى (عليه السلام): (لما ابتاع هذه الجارية) لجماعة من اصحابه: واللّه ما اشتريت هذه الجارية الا بأمر اللّه ووحيه، فسئل عن
ذلك فقال : بينا انا نائم اذ أتاني جدي وابي (عليهما السلام) ومعهما شقة حرير فنشراها فاذا قميص وفيه صورة هذه الجارية فقالا يا موسى : ليكونن لك من هذه الجارية خير اهل الأرض بعدك ثم أمراني اذا ولدته ان اسميه علياً، وقالا : ان اللّه عز وجل سيظهر به العدل والرأفة والرحمة طوبى لمن صدقه وويل لمن عاداه وجحده.
روى الشيخ الصدوق عن نجمة ام الرضا (عليه السلام) تقول :
لما حملتُ بابني عليّ لم اشعر بثقل الحمل وكنت اسمع في منامي تسبيحاً وتهليلاً وتمجيداً من بطني فيفزعني ذلك ويهوّلني، فاذا انتبهت لم اسمع شيئاً فلما وضعته وقع على الأرض واضعاً يده على الأرض رافعاً رأسه الى السماء يحرك شفتيه كأنه يتكلم فدخل الي ابوه موسى بن جعفر (عليهما السلام) فقال لي : هنيئاً لك يا نجمة كرامة ربك، فناولته اياه في خرقة بيضاء فأذن في أذنه الايمن واقام في الايسر ودعا بماء الفرات فحنكه ثم رده الي وقال : خذيه فانه بقية اللّه في ارضه، وروى عن البزنطي قال : قلت لأبي جعفر (عليه السلام) : ان قوماً من مخالفيكم يزعمون ان اباك انما سماه المأمون الرضا لما رضيه لولاية عهده، فقال كذبوا واللّه وفجروا بل اللّه تبارك وتعالى سماه الرضا لأنه كان رضيّ اللّه عز وجل في سمائه ورضي لرسوله والأئمة بعده (عليهم السلام) في ارضه، قال : فقلت له : الم يكن كل واحد من آبائك الماضين (عليهم السلام) رضي اللّه عز وجل ولرسوله والأئمة بعده (عليهم السلام) ؟ فقال بلى، فقلت: فلم سمِّي ابوك (عليه السلام) من بينهم الرضا ؟ قال لأنه رضي به المخالفون من اعدائه كما رضي به الموافقون من اوليائه ولم يكن ذلك لأحد من آبائه (عليهم السلام) فذلك سمّى من بينهم الرضا (عليه السلام).
وروي ان نقش خاتم الرضا (عليه السلام) كان : ما شاء اللّه لا قوة الا باللّه.
تعليق