إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لبرنامج أمسيات النور فقرة المحور عن(( الحرص))

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لبرنامج أمسيات النور فقرة المحور عن(( الحرص))

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صل على محمد وال محمد
    ********************
    يقول الامام علي عليه السلام :
    دَع ِ الحِرْصَ عَلَى الدُّنْيَا وَفي العَيْشِ فَلاَ تَطْمَع .
    وَلاَ تَجْمَعْ مِنَ المَالِ فلا تدري لمن تجمع ...
    وَلاَ تَدْرِيِ أَفِي أَرْضِكَ أم في غيرها تصرع .
    فإنَّ الرزقَ مقسومٌ , وَسُوءُ الظَّنِّ لا يَنْفَعْ .
    فَقِيْرٌ كُلُّ مَنْ يَطْمَعْ , غَنِيٌّ كُلُّ مَنْ يَقْنَع.
    ***********************

    (مفهوم الحِرص)
    الحِرص صفةٌ من الصفات النَّفسانية تدفع الإنسان إلى جمع ما هو أكثر من حاجته وهو شعبةٌ من حبّ الدُّنيا ومن الصفات المهلكة والأخلاق الفاسدة.
    ونستطيع أن نشبّه الحريص بالشخص المبتلى بداء الاستسقاء (العطاش)فإن عطشه لا ينطفئ مهما شرب من الماء وكذا الشخص الحريص فإنّ نهمه وعطشه وولعه في جمع الأموال والثروات لا يقف عند حد فتراه يلهث وراء الدُّنيا حتَّى آخر لحظة من عمره بل إنّ بعضهم يزداد حرصاً وطمعاً كلما ازداد عمره وأوغل في الشيخوخة.
    روي عن رسول الله صلى الله عليه واله:يشيب ابن آدم ويشبّ فيه خصلتان: الحِرص وطول الأمل وروي عنه صلى الله عليه واله: منهومان لا يشبعان: طالب دنيا وطالب علم فمن اقتصر من الدُّنيا على ما أحلّ الله له سلِم ومن تناولها من غير حِلّها هَلَك إلا أن يتوب أو يراجع ومن أخذ العلم من أهله وعمل بعلمه نجا ومن أراد الدُّنيا فهي حظّه.
    يُفهم من هذه الرواية أنّ طالب الدُّنيا لا يشبع أبداً بل يبقى في حالة ازديادٍ دائمٍ لا ينقطع لأنّ من طلب بشكل يفوق الحد المعقول كان ذلك لشدّة حِرصه على جمع زخارفها وطول أمله في تحصيل ما يتصوّر منها وكمال محبته لها بنفسها فهو لا يشبع بتناول مرتبة من مراتبها بل كلّما حصلت له مرتبة اقتضى الحِرص وطول الأمل تناول مرتبة أخرى فوقها وهكذا دائماً إلى أن يموت جوعاً
    (جذور الحِرص وأنواعه)
    من أهمّ أسباب الحِرص هو حبّ الدُّنيا والتعلّق بزخارفها وزبرجها وزينتها. فما تناله النَّفس من حظٍّ في هذه الدُّنيا سوف يترك أثراً في القلب وسوف يكون سبباً لتعلّق القلب بها والحِرص عليها. وكلّما ازداد التلذّذ بالدُّنيا اشتدّ تأثّر القلب بها وحبّه لها والحِرص عليها كما في الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال:ما فتح الله على عبد باباً من أمر الدُّنيا إلا فتح الله عليه من الحِرص مثله.
    والحِرص الذي يعني شدّة العلاقة والرغبة بشيء معيّن بحيث يسعى جاهداً لتحصيله هو على نحوين:
    حِرص ممدوح وآخر مذموم وذلك بحسب متعلّقه. فإذا وقع الحِرص في طريق الدُّنيا وتحصيل المال والثروة والملذّات فإنه يكون مذموماً أمّا إذا وقع في طريق الخير كالحِرص على العلم أو الجهاد في سبيل الله فإنّه يكون ممدوحاً.

    روي عن الإمام علي (عليه السلام) في الحِرص الإيجابي عند بيانه لصفات المتقين أنّه قال:فمِن علامة أحدهم أنّك ترى له قوةً في دين وحِرصاً في علم وعن الإمام الباقر (عليه السلام):لا حِرص كالمنافسة في الدرجات.
    يقول العلامة الطباطبائي في شرح قوله تعالىï´؟إنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاًï´¾الهلوع صفةٌ مشتقةٌ من الهَلَع وهو شدّة الحِرص. وذلك أنّ الحِرص الشَّديد الذي جُبل عليه الإنسان ليس حِرصاً منه على كل شي‏ء خيراً كان أو شراً نافعاً كان أو ضاراً بل حِرصاً منه على ما يراه خيراً لنفسه أو نافعاً. وليس الهلع وشدّة الحِرص المجبول عليه الإنسان وهو من فروع حبّ الذات في حدّ نفسه من الرذائل المذمومة كيف؟ وهي الوسيلة الوحيدة التي تدعو الإنسان إلى بلوغ سعادته وكمال وجوده وإنّما تكون رذيلةً مذمومةً إذا أساء الإنسان في تدبيرها فاستعملها فيما ينبغي وفيما لا ينبغي وبالحقّ وبغير حقّ كسائر الصفات النَّفسانية التي هي كريمة ما لزمت حدّ الاعتدال وإذا انحرفت إلى جانب الإفراط أو التفريط عادت رذيلةً ذميمة.
    (الآثار السَّلبيّة للحِرص)
    بالرجوع إلى الروايات الشريفة نجد أنّ للحِرص آثاراً سلبيةً وسيئةً عديدة نذكر منها:
    1. سوء الظن: فالحِرص يؤدّي إلى سوء الظن بالله تعالى كما ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه واله أنّه قال:اعلم يا علي إنّ الجُبن والحِرص والبخل غريزةٌ واحدةٌ يجمعها سوء الظن.
    2. المشقّة والنَصَب: الحِرص على ملذات الدُّنيا يورث الإنسان التعب ويوَّرطه في السعي الدائب لتأمين رغباته الموهمة وملذّاته الفانية فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:الحِرص مطيّة التعب.
    3. الفقر والهلاك: الحريص لا يشبع لأنه دائماً يسعى إلى جمع المال وإكثار الثروات عن الإمام علي (عليه السلام):الحريص فقير ولو ملك الدُّنيا بحذافيرها. ومن الآثار السَّلبيّة للحِرص أنّه سبب لوقوع صاحبه في المزالق والمهالك روي عن رسول الله صلى الله عليه واله أنّه قال:إنّ الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم وهما مهلكاكم.
    4. الهمّ والغمّ: الحريص يُكبِّل نفسه بالقيود يوماً بعد آخر إلى أن توصد أمامه شيئاً فشيئاً طرق النجاة والفلاح بالكامل روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال:مَثَل الحريص على الدُّنيا كمَثَل دودة القز كلّما ازدادت من القزّ على نفسها لفّاً كان أبعد لها من الخروج حتَّى تموت غمّاً.
    5. الوقوع في الحرام: الحِرص يؤدّي إلى الكثير من الذنوب والخطايا والقبائح ومنها عدم مراعاة الحلال والحرام وترك احترام الآخرين والتلوّث بأنواع الظلم والجور والعدوان فيما أوصى به أمير المؤمنين (عليه السلام) مالك الأشتر في عهده:ولا تُدخلَّن في مشورتك... ولا حريصاً يزيّن لك الشره بالجور.
    إلى غيرها من العواقب والآثار السيئة التي تورث الإنسان البعد عن الله تعالى وتبعده عن الكمال يوماً بعد آخر.
    (علاج الحِرص)
    الحِرص سلوك مكتسب يمكن علاجه كالكِبْر ولا بدّ أن يمرّ بمراحل العلاج وهي: مرحلة التشخيص ثمّ مرحلة القرار ثمّ مرحلة التنفيذ ثمّ مرحلة الثواب والعقاب الذاتي فمرحلة المراقبة وهذه المراحل يمكن أن تنفع في كلّ الأمراض الأخلاقية.
    وقد ذكر علماء الأخلاق عدّة طرق وأساليب لمعالجة مرض الحِرص أهمّها الرجوع إلى الجذور الأساسية لهذا المرض والذي يعتبر حب الدُّنيا وسوء الظن بالله تعالى من أهم ركائزه وأسبابه ويكشف عن وجود خللٍ في البنية العقائدية للإنسان وبالتحديد خلل في التوحيد الأفعالي لدى المعتقد.
    فالذي لا يعتقد بأنّ الله تعالى قادرٌ ورازق وأنّ كلّ شيء بيده وأن مفاتيح الخير كلّها عنده فإنّ هذا سوف يؤثّر في إيمانه وسلوكه وسوف يكون دافعاً له لجمع الأموال والثروات دون رادعٍ ولا حسيب. أمّا الشَّخص الذي يؤمن إيماناً حقيقياً بقوله تعالىï´؟مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقï´¾14 فإنّه وبدلاً من الحِرص على جمع الأموال سوف يتركز جلّ همّه على كيفية إنفاق هذا المال في سبيل الله ويسعى في عمل الخير وخدمة الناس شكراً لله تعالى على نعمه.
    والعمدة في علاج هذه الآفة أمران أساسيان:
    العلاج النظري:
    وهو أن يتفكّر الإنسان في الآثار السَّلبيّة لهذه الآفة المهلكة وفي عواقبها الوخيمة على الصعيدين الفردي والاجتماعي وما يترتّب عليها من المهانة والمذمَّة.
    وفي المقابل أن يتفكّر في فضيلة القناعة، وما تحويه من المدح والشَّرف وعزّة النَّفس والاستغناء عن الآخرين وغيرها من الخصال الحميدة فقد روي عمرو بن هلال أنّه قال: قال أبو جعفر عليه السلام:إيّاك أن تطمح بصرك إلى من
    هو فوقك فكفى بما قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه واله: ï´؟فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ...ï´¾16وقال: ï´؟وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا...ï´¾17 فإن دخلك من ذلك شيء فاذكر عيش رسول الله صلى الله عليه واله فإنما كان قوته الشعير وحلواه التمر ووقوده السعف إذا وجده.
    إنّ هذا التفكّر بالنسبة للإنسان مقدّمةً نظريةً وفكريةً تساعده في عدم الوقوع في شِراك هذه الآفة الخطيرة. كما إنّ للتأمّل في سيرة الأنبياء والصالحين عظيم فائدة في هذا المجال أيضاً؛ لكونهم الأسوة والقدوة الحسنة التي يُحتذى بها على الدوام.
    - العلاج العملي:
    أولاً: الاقتصاد في أمر المعيشة حتَّى لا يقع في وهم الخوف من الفقد والخسران فمن كثر إنفاقه يصعب عليه أن يتحلّى بخُلق القناعة بعد ذلك، عن رسول الله صلى الله عليه واله أنّه قال:ما عال من اقتصد وعنه صلى الله عليه واله:ثلاث منجيات: خشية الله في السر والعلانية، والقصد في الغنى والفقر والعدل في الرضا والغضب وعنه صلى الله عليه واله أيضاً قال:التدبير نصف العيش وعن الإمام الصادق عليه السلام:ضمنت لمن اقتصد ألا يفتقر.
    ثانياً: الاهتمام بأمر الحال ولا ينبغي أن يكون مضطرباً لأجل المستقبل وأن يقوّي اعتقاده واعتماده على فضل الله تعالى ووعده بأنّ الرزق الذي قُدّر له سوف يأتيه حتماً وإن لم يكن حريصاً ولا مضطرباً لأجله ولا يعلم لنفسه مدخلاً يأتي منه رزقه قال رسول الله صلى الله عليه واله:أبى الله أن يرزق عبده المؤمن إلا من حيث لا يعلم فإنّ العبد إذا لم يعلم وجه رزقه كثر دعاؤه.
    التعديل الأخير تم بواسطة خادمة الحوراء زينب 1; الساعة 07-08-2017, 12:29 AM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X