إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المَرجَعيَّةُ الدِّينيّةُ العُليَا: التنوعُ والاختلافُ قَدرٌ تعيشه المجتمعات البشرية:

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المَرجَعيَّةُ الدِّينيّةُ العُليَا: التنوعُ والاختلافُ قَدرٌ تعيشه المجتمعات البشرية:

    ::: المَرجَعيَّةُ الدِّينيّةُ العُليَا الشَريفَةُ :: تُؤكِّدُ أنَّ الاختلافَ والتنوعَ الديني والفكري والثقافي هو قَدَرٌ تَعيشه المُجتمعاتُ البشريّةُ إلى يومِ القيامةِ ,

    وأنَّ اللهَ تعالى هو الذي سَيَحكُمُ ويَفصلُ بين الناسِ جميعاً , وعلينا أنْ نتعايشَ وفقَ أسسٍ اجتماعيةٍ صحيحةٍ وسليمةٍ , حتى يَستقرَ المُجتمعُ ويَزدَهِرَ ::

    :: إنَّ وحدةَ الأصل الإنساني هي الجامعُ المُشتركُ بين الناسِ ,وقد أكّدَ القرآنُ الكريم ذلك في آياتِه الشريفةِ

    إقامةً للعدلِ والحَقّ والانصافِ
    في التعايش الاجتماعي ::

    :: إنَّ حُرمةَ الدِماءِ والأموالِ والأعراضِ مَصونةٌ لغيرِ المُسلمين ولا يَجوزُ هتكها بحجةِ الاختلافِ في الدّينِ ::.........:::::

    :::: أكّدَتْ المَرجَعيَّةُ الدِّينيّةُ العُليَا الشَريفَةُ فِي النَجَفِ الأشرَفِ ,اليَومَ , الجُمْعَةَ,الثامن عَشَر من ذِي القعدَة الحَرَام

    ,1438 هِجرِي, المُوافِقَ , الحادي عشَر
    مِن آب ,2017م ,وعَلَى لِسَانِ , وَكيلِهَا الشَرعي ,

    الشَيخ عَبد المَهدي الكَربَلائي , خَطيبِ , وإمَامِ الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ ,:

    على مَوردٍ آخرٍ واقعي ومُهمٍّ جداً في حياةِ المُجتمعِ العراقي القائمِ على أساسِ التنوعِ الديني والثقافي والفكري ,

    وخصوصاً في وقتنا الحَاضرِ ,
    وأنَّ الإسلامَ قد ضَمنَ لنا العيشَ بسلامٍ وأمانٍ إذا اتبعنا منظومته
    وأسسه
    في التعايشِ الاجتماعي , مِمّا يُبعدُنا عن العُنفِ والفتنِ.::::::

    :: ومِن المعلومِ أنَّ مسألةَ الاختلافِ في الأديانِ تعني الاختلاف في المنظومةِ العقديةِ والفكريةِ والنفسيةِ والاجتماعيةِ

    وقد تَفرِزُ مَجموعةً من التحدياتِ والمَشاكلِ والمخاطرِ إذا ما كان الأتباعُ يَعيشون في بلدٍ واحدٍ وحتى في المُجتمعاتِ الأخرى والتي لنا معها علاقاتٌ متعددةٌ :::

    :: إنَّ مخاطرَ التنوعِ الديني قد تنعكسُ على المَجالِ الثقافي إذا لم نُحسِن التعايشَ الاجتماعي الصحيحَ , بل ستتولّدُ منها أزماتٌ أمنيةٌ واجتماعيةٌ تهددُ استقرارَ المُجتمعِ الواحدِ :::

    :: إنَّ الإسلامَ العزيزَ والحكيمَ لم يَهمل أمرَ التنوعِ الديني ومَسألةَ الاختلافِ العقدي والثقافي , وقد نظرَ إلى ذلك

    على أنّه قَدَرٌ واقعي نَعيشه إلى يومِ القيامةِ ولا سبيلَ للخلاصِ منه , وأنَّ اللهَ تعالى هو الذي يَحكمُ بين العبادِ ويَفصِلُ بينهم::::

    :: إنَّ أمرَ الاختلافِ لا يُمكِنُ حَلّه أبدا , ولا بُدّ من التعاملِ معه كواقعٍ ,::

    :: وقد وضعَ الإسلامُ لنا منظومةَ التعايشِ الاجتماعي السليمِ بين أتباعِ الدياناتِ المُختلفةِ بما يُحققُ المَصالحَ المشتركةَ , ويَدفعُ الضَررَ عن المُجتمعِ ::

    :: أهمُّ ملامحِ منظومةِ التعايشِ بين الأديانِ المُختلفةِ :::

    :1: القبولُ بالتنوعِ والاختلافِ , وعلى الأخرين أنْ يقبلوا بذلك أيضاً ,

    وأما الجبرُ والقسرُ والإكراهُ للآخرين على الاعتقادِ المُعينِ فلا يقودُ إلاَّ إلى العُنفِ والدَمارِ للجميعِ::
    :2: ضَرورةُ التعايشِ السِلمي الاجتماعي المَبني على ما أرادَ الشرعُ الحنيفُ بالتعاملِ العادلِ ووفقَ قاعدةِ

    ( لا تُظْلَمون ولا تَظْلِمون ) :

    :3: لا بُدَّ مِن أنْ يَبتني التعايشُ على مَجموعةٍ من الأسسِ و القواعدِ المُستقيمةِ والقويمةٍ , والتي يرتكزُ عليها استقرارُ المُجتمعِ : ومنها ::::::::::::::

    : الأساسُ الأوّلُ::::
    وحدةُ الأصلِ الإنساني :: إنَّ القرآنَ الكريمَ قد نظرَ في آياته الشريفةِ نظرةً قيِّمَةً تجاهَ أتباعِ الدياناتِ الأخرى على أساسٍ واحدٍ في أصلِ الخَلْقِ ,

    قال تعالى:

    ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1))),النساء,.

    فالمسلمُون وغير المسلمين يعودون إلى أبٍ واحدٍ , وكُلّهُم مُتماثلون في الإنسانية , وهم من عائلةٍ إنسانيةٍ واحدةٍ ,:

    : ولا بُدَّ من أنْ تكونَ نظرتنا للآخرين على أساسِ أنَّ الآخرَ المُختلفِ معنا في الدينِ هو إنسانٌ مثلنا في الخَلْقِ
    ومِن أصلٍ واحدٍ :

    :: إنَّ الاختلافَ في اللغةِ واللونِ والجنسِ والدينِ هي أمورٌ واقعيةٌ واجتماعيةٌ وتُمثّلُ جانباً من حِكمَةِ وقدرةِ اللهِ تعالى في خَلقِه :

    قَالَ تعَالى:

    ((وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22))) , الروم,.
    ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13))),الحجرات,.

    :: إنَّ اللهَ تعالى لا يُريدُ مّنا الصراعَ ولا التناحرَ بل يُريدنا أنْ نتعايشَ ونتعارفَ على أساسِ التقوى والعدالةِ والحَقِّ وعدمِ إجحافِ الآخرين , والعفو والإنصافِ :::

    وقد تجلّتْ ثقافةُ التعايشِ الإنساني القويم بصورةٍ عظيمةٍ على يَدِ أميرِ المؤمنين الإمامِ علي , عليه السلامُ , في عهده لمالك الأشتر النخعي , بقوله :

    (وأَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ - والْمَحَبَّةَ لَهُمْ واللُّطْفَ بِهِمْ - ولَا تَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعاً ضَارِياً تَغْتَنِمُ أَكْلَهُمْ - فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ - وإِمَّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْق)

    : نهج البلاغة, ت ,د, صبحي الصالح ,ص 427,:


    :: الأساسُ الثاني:: هو حُرمَةُ الدماءِ والأموالِ والأعراضِ ::

    : إنَّ الإسلامَ قد وضعَ ضوابطَ ومُحدداتٍ تنُظّمُ التعايشَ السليمَ مع غيرِ المُسلمين بحيث تَحفظُ دمائَهم وأموالَهم وأعراضَهم

    , قال تعالى:

    ((مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32))) المائدة,.

    : الأساسُ الثالثُ::

    إقامةُ العدلِ والقِسطِ في الحُكمِ بين الناس جميعاً , حتى مع الذي يختلفُ معنا في الدّينِ , فلا ينبغي أنْ يكونَ الاختلافُ دافعاً للظلمِ وسلبِ الحقوقِ مِمّن يُخالفنا في الاعتقادِ ,
    قال تعالى:

    ((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58))) النساء,.

    ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) )),المائدة,.

    : الأساسُ الرابعُ :: التعاملُ الأخلاقي والاجتماعي والجدالُ بالتي هي أحسن
    مع غيرِ المسلمِ , واستعمالُ الأسلوبِ الحكيمِ , والابتعادُ عن الأسلوب الذي يَهدرُ كرامةَ الآخرين , ويَجرحُ مشاعرَهم,.:

    قال تعالى:

    (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125))) النحل,.

    :: إنَّ ثمةَ أمورٍ مشتركةٍ تجمعنا مع الآخرين , مع الأمورِ المختلفةِ وهي تستدعي الاحترامَ المُتبادلَ , وصلةَ الأرحامِ , ومشايعةَ صاحبِ الطريقِ حتى مع غير المُسلمين , ولنا في أميرِ المؤمنين , عليه السلامُ , أسوةٌ حسنَةٌ ,::

    (عن أبي عبد الله , الإمام الصادق, عن آبائه, عليهم السلام, أنَّ أميرَ المؤمنين ,عليه السلامُ , صَاحبَ رَجُلاً ذِميّاً ,

    فقال له الذمي : أين تريدُ يا عبدَ اللهِ قال : أريدُ الكوفةَ فلمّا ، عَدلَ الطريقَ بالذمي عَدلَ معه أميرُ المؤمنين ,عليه السلامُ , فقال له الذمي : ألستَ زَعمتَ أنّك تُريدُ الكوفةَ ؟ قال بلى ,فقال له الذمي فقد تَركتَ الطريقَ , فقال له قد عَلِمْتُ ,

    قالَ – الذمي- فَلِم عَدلَتَ معي وقد عَلِمْتَ ذلك ؟ فقال له أميرُ المؤمنين ,عليه السَلامُ , هذا من تمامِ الصحبةِ أنْ يُشيّعَ الرجلُ صاحِبَه هُنيئةً إذا فارقه , وكذلك أمرنا نبينا ,صلى اللهُ عليه وآله وسلّم , فقال له الذمي هكذا ؟

    قال : فقال : نعم ، قال الذمي لا جَرمَ إنّما تبعه مَن تبعه لأفعاله الكريمة , فأنا أشهدُكَ إنِّي على دِينِكَ ورجعَ الذمي

    مع أميرِ المُؤمنين ,عليه السلامُ , فَلمَا عرفه أسلمَ , ,

    فتأمل في أنّه إذا كان للصاحبِ حَقٌّ إذا كان ذميا , فكيف يكونُ إذا كان مُؤمنا صالحا .)

    : روضةُ المتقين في شرحِ من لا يَحضرَه الفقيه, محمد تقي المجلسي, الأول,ج4,ص227,:

    :: إنَّ الاعترافَ والإقرارَ بوجودِ الآخرِ يَفرضُ علينا أن نُميّزَ بين مَن هو عَلى حقٍّ مِن غيره ,

    فالإنسانُ المُخالفُ لي في الاعتقادِ له الحَقُّ في أنْ يعيشَ بسلامٍ معي وفقَ مبدأ العدلِ وأداءِ الحقوقِ والواجباتِ ,:

    وهذا هو قَدرُ المُجتمعاتِ إلى يومِ القيامةِ , واللهُ تعالى هو الذي سيَفصِلُ بينهم.

    قال تعالى:

    ((إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (25))) السجدة,.

    :: ونحنُ في العراق في ظلّ أسبابٍ عديدةٍ نعيشُ التنوعَ والاختلافَ فنكونُ بأمسّ الحاجةِ للتعايشِ وفقَ مبادئ وثوابتِ الإسلامِ العزيزِ لتحقيقِ الاستقرارِ والتَقدمِ ::

    ________________________________________________

    - تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ – :

    _______________________________________________
    التعديل الأخير تم بواسطة مرتضى علي الحلي 12; الساعة 11-08-2017, 03:06 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X