بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
ويبقى سؤال مهم: ما هو دور التوكل في انهاض البشر، ودفعه الى السعي الدؤوب في تبني القيم التي امر الله تعالى بها؟
ان فكرة التوكل جاءت لتحارب هاجس الخوف الذي يشد البشر الى العبودية والاستسلام. فالتوكل على الله يعني نبذ الخوف من السلطان الجائر.. من العدو المتربص.. من الطبيعة المهيبة.. ومن كل شيء جديد.. من الجن والغول.. ومن سائر المشعوذين، ومن كيد المنافقين.. و.... ان القرآن وضع فكرة التوكل؛ لينسف الخوف، ويحرر الانسان من قيوده، ويدفعه قدما الى العمل. ففي موقف يتخاذل فيه الناس عن الرسالة ويخشى الرسول عليها فانه تعالى يوجهه الى التوكل فيقول: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِي اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيم}. (سورة التوبة/129)
وفي موقف نرى فيه ان النبي نوح انما يتحدى كفار قومه دون ان يخشى جبروتهم بفضل سلاح التوكل على الله اذ يقول تعالى:{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ}. (سورة يونس/71)
وعندما يأمر الاسلام بالسلم، ويخشى المسلمون من السلام ان يستغله اعداؤهم في الاعداد لهجوم غادر او لتحصين مواقعهم او وصول تعزيزات جديدة، فهنالك يكتنف الموقف خوف ظاهر، فتأتي فكرة التوكل لتبعدهم عن الخوف، وتساعد على اشاعة السلام، اذ قال تعالى: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}، (سورة الأنفال /61). وحين يأمر الاسلام بنبذ طاعة الكفار والمنافقين؛ فيخشى المؤمنون من مغبة التمرد، يقول تعالى: {وَلا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً}. (سورة الأحزاب/48)
فالتوكل اداة لنسف قواعد الخوف في الموقف المتأزم لكي لا يندفع الانسان في قرارات خاطئة او يستسلم للوضع الفاسد ؛خشية تغيره واصلاحه. والتوكل بالتالي سلاح للانسان يدافع به عن حريته في المواقف الصعبة. واذا ما يتحرر الانسان فانه يندفع للعمل وتتفجر طاقته البناءة.
ومن هنا يجدر بكل من يحمل راية العمل في سبيل الله ان يعتبر من ذلك كله، وألا تثبط عزيمته وسعيه الجهادي تلك التراجعات البسيطة، والتعثر المحدود في المسيرة.
وان حدث ذلك فيجب ألا يتحول الى تراجع نفسي خطير امام المشاكل والصعاب. وفي الوقت ذاته يجب الا يصيبنا الغرور عندما نجني بعض ثمار النصر؛ لان هذا النصر انما هو من الله تعالى وبقوته لا بقوة انفسنا وحولها.
ومادمنا واثقين من نصر الله وسلطانه اللامتناهي؛ فانه يجب ان لا ننهزم نفسيا عندما نتعرض لبعض النكسات، بل يجب ان نواصل العمل والجهاد؛ لأننا مؤمنون بالله ومتوكلون عليه. وهذا هو محك التوكل الحقيقي، وهو عدم الانهزام النفسي والروحي. وعلى هذا يجب ألا تموت هذه الروح فينا، وتغادر انفسنا حتى في أحلك الظروف، واقسى الحالات. فيجب ان يبقى أملنا بالله حيا وان كُبلنا بالأغلال، وقُطعنا بسيوف الحقد. فالذي يتوكل على الله حقا تهون امامه كل الصعاب ويعيش ويموت شجاعاً كريماً.
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
ويبقى سؤال مهم: ما هو دور التوكل في انهاض البشر، ودفعه الى السعي الدؤوب في تبني القيم التي امر الله تعالى بها؟
ان فكرة التوكل جاءت لتحارب هاجس الخوف الذي يشد البشر الى العبودية والاستسلام. فالتوكل على الله يعني نبذ الخوف من السلطان الجائر.. من العدو المتربص.. من الطبيعة المهيبة.. ومن كل شيء جديد.. من الجن والغول.. ومن سائر المشعوذين، ومن كيد المنافقين.. و.... ان القرآن وضع فكرة التوكل؛ لينسف الخوف، ويحرر الانسان من قيوده، ويدفعه قدما الى العمل. ففي موقف يتخاذل فيه الناس عن الرسالة ويخشى الرسول عليها فانه تعالى يوجهه الى التوكل فيقول: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِي اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيم}. (سورة التوبة/129)
وفي موقف نرى فيه ان النبي نوح انما يتحدى كفار قومه دون ان يخشى جبروتهم بفضل سلاح التوكل على الله اذ يقول تعالى:{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ}. (سورة يونس/71)
وعندما يأمر الاسلام بالسلم، ويخشى المسلمون من السلام ان يستغله اعداؤهم في الاعداد لهجوم غادر او لتحصين مواقعهم او وصول تعزيزات جديدة، فهنالك يكتنف الموقف خوف ظاهر، فتأتي فكرة التوكل لتبعدهم عن الخوف، وتساعد على اشاعة السلام، اذ قال تعالى: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}، (سورة الأنفال /61). وحين يأمر الاسلام بنبذ طاعة الكفار والمنافقين؛ فيخشى المؤمنون من مغبة التمرد، يقول تعالى: {وَلا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً}. (سورة الأحزاب/48)
فالتوكل اداة لنسف قواعد الخوف في الموقف المتأزم لكي لا يندفع الانسان في قرارات خاطئة او يستسلم للوضع الفاسد ؛خشية تغيره واصلاحه. والتوكل بالتالي سلاح للانسان يدافع به عن حريته في المواقف الصعبة. واذا ما يتحرر الانسان فانه يندفع للعمل وتتفجر طاقته البناءة.
ومن هنا يجدر بكل من يحمل راية العمل في سبيل الله ان يعتبر من ذلك كله، وألا تثبط عزيمته وسعيه الجهادي تلك التراجعات البسيطة، والتعثر المحدود في المسيرة.
وان حدث ذلك فيجب ألا يتحول الى تراجع نفسي خطير امام المشاكل والصعاب. وفي الوقت ذاته يجب الا يصيبنا الغرور عندما نجني بعض ثمار النصر؛ لان هذا النصر انما هو من الله تعالى وبقوته لا بقوة انفسنا وحولها.
ومادمنا واثقين من نصر الله وسلطانه اللامتناهي؛ فانه يجب ان لا ننهزم نفسيا عندما نتعرض لبعض النكسات، بل يجب ان نواصل العمل والجهاد؛ لأننا مؤمنون بالله ومتوكلون عليه. وهذا هو محك التوكل الحقيقي، وهو عدم الانهزام النفسي والروحي. وعلى هذا يجب ألا تموت هذه الروح فينا، وتغادر انفسنا حتى في أحلك الظروف، واقسى الحالات. فيجب ان يبقى أملنا بالله حيا وان كُبلنا بالأغلال، وقُطعنا بسيوف الحقد. فالذي يتوكل على الله حقا تهون امامه كل الصعاب ويعيش ويموت شجاعاً كريماً.