بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
الحسد من نتايج الحقد كما أن الحقد من نتايج الغضب ، ثم للحسد من الفروع الذميمة ما لا يكاد يحصى قال اللّه تعالى في معرض الانكار.
{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النساء : 54] و قال عزّ و جل : {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ } [البقرة : 109] ، و قال : { إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا} [آل عمران : 120] ، و ذكر اللّه تعالى حسد اخوة يوسف و عبّر عما في قلوبهم و ما اداهم اليه من الرضا بقتله ثمّ ما أصابهم من ذلك.
و قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): «الحسد ياكل الحسنات كما تأكل النار الحطب»(1) قال (صلى الله عليه واله): «قال اللّه تعالى لموسى بن عمران : يابن عمران لا تحسدن النّاس على ما اتيتهم من فضلي و لا تمدّن عينيك الى ذلك و لا تتبعه نفسك فان الحسد ساخط لنعمي صادّ لقسمي الذي قسمت بين عبادي و من يك كذلك فلست منه و ليس مني»(2).
و قال (صلى الله عليه واله): «استعينوا على قضاء الحوائج بالكتمان ، فان كل ذي نعمة محسود»(3) ، قال (صلى الله عليه واله): «ثلاثة لا ينجو منهنّ أحد ، و في رواية قلما ينجو منهنّ أحد : الظن ، و الحسد ، و الطيرة و ساحدّثكم بالمخرج من ذلك إذا ظننت فلا تحقق و إذا تطيرت فامض فاذا حسدت فلا تبغ»(4) ، قال الصادق (عليه السلام): «آفة الدين الحسد و العجب و الفخر»(5).
و في مصباح الشريعة قال الصادق (عليه السلام) «الحاسد مضر بنفسه قبل أن يضر بالمحسود كابليس أورث بحسده لنفسه اللعنة و لادم (عليه السلام) الاجتباء و الهدى و الرفع إلى محل حقايق العهد و الاصطفاء فكن محسودا ولا تكن حاسدا فان ميزان الحاسد أبدا خفيف بثقل ميزان المحسود و الرزق مقسوم فماذا ينفع الحسد الحاسد و ما يضر المحسود الحسد ، و الحسد أصله من عمى القلب و جحود فضل اللّه و هما جناحان للكفر و بالحسد وقع ابن آدم في حسرة الأبد و هلك مهلكا لا ينجو منه ابدا و لا توبة للحاسد لأنّه مصرّ عليه معتقد به مطبوع فيه يبدو بلا معارضة به و لا سبب و الطبع لا يتغير عن الأصل و إن عولج»(6).
________________
1- تنبيه الخواطر: ج 1 ، ص 126 ، و ارشاد القلوب : ص 130 ، و الكافي : ج 2 ، ص 306 ، و كنز الفوائد : ج 1 ، ص 136.
2- الكافي : ج 2 ، ص 307.
3- تنبيه الخواطر : ج 1 ، ص 127 ، و احياء علوم الدين : ج 3 ، ص 177 ، و تحف العقول : ص 40.
4- احياء علوم الدين : ج 3 ، ص 177.
5- الكافي : ج 2 ، ص 307.
6- مصباح الشريعة : ص 104.
تعليق