بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
الله تعالى في كتابه المجيد اثبت حقيقة وهي ان ابليس باق مابقيت الحياة واثبت حقيقة اخرى وهي انه ليس له سلطان على عباد الله وانما سلطانه على غيرهم من الناس ومن طوائف ذكرها الله تعالى فقال
الله تعالى في محكم كتابه العزيز
) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ )
اذن الشيطان يعترف انه ليس له قوة ولا سلطان على عباد الله المخلصين بل سلطانه على غيرهم ..والله تعالى حسم هذه المسألة بانه لن يكون للشيطان سلطان على عباد الله ..بل السلطان على من اتبع الشيطان من الغاوين
واكد الله تعالى هذه الحقيقة مرة اخرى فيقول جل وعلا
فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ)
وفي هذه الآية اثبت تعالى ان لا سلطان للشيطان على الذين آمنوا بل سلطانه فقط على الذين يتولونه والذين هم مشركون
والنتيجة النهائية نجدها في الآية الثالثة حيث يقول تعالى
( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً )
أذن الآيات اعلاه تثبت انه ليس للشيطان سلطان على عباد الله المؤمنين ..
ولكن البخاري له قول آخر وله رأي آخر ..
فهو يثبت في كتابه ان للشيطان سلطان وسبيل على المؤمنين بل الادهى من ذلك ان له سلطان على سيد الخلائق اجمعين محمد صلوات الله تعالى عليه وعلى اهل بيته الطاهرين
فلا ادري كيف يريد ان يثبت ما نفاه الله تعالى وان ينفي ما اثبته الله تعالى
فالله تعالى ينفي ان يكون للشيطان سلطان على المؤمنين فضلا عن انبيائه ..والبخاري يثبت ان للشيطان سبيل على عباد الله المؤمنين بل على سيد الخلق اجمعين ..لا ادري هل يعتقد البخاري ان النبي ليس من المؤمنين ؟؟ام ان للشيطان سبيل عليه لان النبي من الغاوين او من الذين اتبعوا الشيطان والعياذ بالله ؟؟
لنرجع اذن الى البخاري ولنعرف التفاصيل
صحيح البخاري .. باب صفة ابليس و جنوده ..حديث رقم : 3028
حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا عيسى عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
سحر النبي صلى الله عليه وسلم
وقال الليث كتب إلي هشام أنه سمعه ووعاه عن أبيه عن عائشة قالت سحر النبي صلى الله عليهوسلم حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله حتى كان ذات يوم دعا ودعا ثم قال أشعرت أن الله أفتاني فيما فيه شفائي أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما للآخر ما وجع الرجل قال مطبوب قال ومن طبه قال لبيد بن الأعصم قال فيما ذا قال في مشط ومشاقة وجف طلعة ذكر قال فأين هو قال في بئر ذروان فخرج إليها النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع فقال لعائشة حين رجع نخلها كأنه رءوس الشياطين فقلت استخرجته فقال لا أما أنا فقد شفاني الله وخشيت أن يثير ذلك على الناس شرا ثم دفنت البئر
نلاحظ في الحادثة اعلاه ان البخاري وضع هذه الحادثة في باب اسماه ( باب صفة ابليس وجنوده ) معلوم ان ابليس والشيطان اما هما واحد بإختلاف الحالات او ان احدهما من جند الآخر كما هي اقوال علماء اهل السنة فمن اراد فليراجع اقوالهم
ولنذهب الآن الى شروحات البخاري وسوف نلاحظ ان السحر انما يتم بإستعانة الشيطان ..كما ان الشراح ذهبوا الى تعليل المسألة باقوال شتى لكنهم لم يذهبوا الى انكار الحادثة ..وما ذلك الا حفاظا على كرامة البخاري بل ان احدهم رفض انكار هذه الحادثة ةاعتبر ان من ينكرها لكونها تحط من منصب النبوة من المبتدعة ..ما ذلك الا حفاضا على كرامة البخاري اما كرامة النبي ومنصب النبوة فلا يهم .لذا اثبتوا الحادثة.وذهبوا الى تأويل سحر النبي وافعاله في تلك الفترة التي سحر فيها وانه كان يخيل اليه انه كان يطأ نسائه ولم يكن قد وطأهن ..ولا اعلم لماذا التركيز على هذه القضية بالذات ..وما اعلم الشراح بمسألة الوطأ هذه وكيف عرفوا تفاصيلها هل سألوا نساء النبي عنها ام أنهن شكون هذه الحالة اليهم ؟؟ ..ولماذا هي من دون بقية الامور ولماذا تطرح مثل هذه المسألة الحساسة ...
فلنراجع بعض هذه الشروح ولنرى :-
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
حديث عائشة قالت : " سحر النبي صلى الله عليه وسلم "
الحديث ,
صحيح البخاري ... باب الطب ... السحر ... رقم الحديث : 5321
حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا عيسى بن يونس عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت
سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي لكنه دعا ودعا ثم قال يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما لصاحبه ما وجع الرجل فقال مطبوب قال من طبه قال لبيد بن الأعصم قال في أي شيء قال في مشط ومشاطة وجف طلع نخلة ذكر قال وأين هو قال في بئر ذروان فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه فجاء فقال يا عائشة كأن ماءها نقاعة الحناء أو كأن رءوس نخلها رءوس الشياطين قلت يا رسول الله أفلا استخرجته قال قد عافاني الله فكرهت أن أثور على الناس فيه شرا فأمر بها فدفنت
تابعه أبو أسامة وأبو ضمرة وابن أبي الزناد عن هشام وقال الليث وابن عيينة عن هشام في مشط ومشاقة يقال المشاطة ما يخرج من الشعر إذا مشط والمشاقة
فتح الباري في شرح البخاري :
ابن الأعصم )
الحديبية في ذي الحجة ودخل المحرم من سنة سبع جاءت رؤساء اليهود إلى لبيد بن الأعصم - وكان حليفا في بني زريق وكان ساحرا - فقالوا له : يا أبا الأعصم , أنت أسحرنا , وقد سحرنا محمدا فلم نصنع شيئا , ونحن نجعل لك جعلا على أن تسحره لنا سحرا ينكؤه . فجعلوا له ثلاثة دنانير " ووقع في رواية أبي ضمرة عند الإسماعيلي " فبوزن أحمر بمهملتين , ووقع في رواية عبد الله بن نمير عن هشام بن عروة عند مسلم " سحر النبي صلى الله عليه وسلم يهودي من يهود بني زريق " ووقع في رواية ابن عيينة الآتية قريبا " رجل من بني زريق حليف اليهود وكان منافقا " ويجمع بينهما بأن من أطلق أنه يهودي نظر إلى ما في نفس الأمر , ومن أطلق عليه منافقا نظر إلى ظاهر أمره . وقال ابن الجوزي هذا يدل على أنه كان أسلم نفاقا وهو واضح , وقد حكى عياض في " الشفاء " أنه كان أسلم , ويحتمل أن يكون قيل له يهودي لكونه كان من حلفائهم لا أنه كان على دينهم . وبنو زريق بطن من الأنصار مشهور من الخزرج , وكان بين كثير من الأنصار وبين كثير من اليهود قبل الإسلام حلف وإخاء وود , فلما جاء الإسلام ودخل الأنصار فيه تبرءوا منهم , وقد بين الواقدي السنة التي وقع فيها السحر : أخرجه عنه ابن سعد بسند له إلى عمر بن الحكم مرسل قال " لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم منأقام أربعين ليلة " وفي رواية وهيب عن هشام عند أحمد " ستة أشهر " ويمكن الجمع بأن تكون الستة أشهر من ابتداء تغير مزاجه والأربعين يوما من استحكامه , وقال السهيلي : لم أقف في شيء من الأحاديث المشهورة على قدر المدة التي مكث النبي صلى الله عليه وسلم فيها في السحر حتى ظفرت به في " جامع معمر " عن الزهري أنه لبث ستة أشهر , كذا قال , وقد وجدناه موصولا بإسناد الصحيح فهو المعتمد .
قوله ( حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله )
قال المازري : أنكر المبتدعة هذا الحديث وزعموا أنه يحط منصب النبوة ويشكك فيها , قالوا وكل ما أدى إلى ذلك فهو باطل , وزعموا أن تجويز هذا يعدم الثقة بما شرعه من الشرائع إذ يحتمل على هذا أن يخيل إليه أنه يرى جبريل وليس هو ثم , وأنه يوحي إليه بشيء ولم يوح إليه بشيء , قال المازري : وهذا كله مردود , لأن الدليل قد قام على صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن الله تعالى وعلى عصمته في التبليغ , والمعجزات شاهدات بتصديقه , فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل . وأما ما يتعلق ببعض الأمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ولا كانت الرسالة من أجلها فهو في ذلك عرضة لما يعترض البشر كالأمراض , فغير بعيد أن يخيل إليه في أمر من أمور الدنيا ما لا حقيقة له مع عصمته عن مثل ذلك في أمور الدين , قال : وقد قال بعض الناس إن المراد بالحديث أنه كان صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه وطئ زوجاته ولم يكن وطأهن , وهذا كثيرا ما يقع تخيله للإنسان في المنام فلا يبعد أن يخيل إليه في اليقظة . قلت : وهذا قد ورد صريحا في رواية ابن عيينة في الباب الذي يلي هذا ولفظه " حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن " وفي رواية الحميدي " أنه يأتي أهله ولا يأتيهم " قال الداودي " يرى " بضم أوله أي يظن , وقال ابن التين ضبطت " يرى " بفتح أوله . قلت : وهو من الرأي لا من الرؤية , فيرجع إلى معنى الظن . وفي مرسل يحيى بن يعمر عند عبد الرزاق " سحر النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة حتى أنكر بصره " وعنده في مرسل سعيد بن المسيب " حتى كاد ينكر بصره " قال عياض : فظهر بهذا أن السحر إنما تسلط على جسده وظواهر جوارحه لا على تمييزه ومعتقده . قلت : ووقع في مرسل عبد الرحمن بن كعب عند ابن سعد " فقالت أخت لبيد بن الأعصم : إن يكن نبيا فسيخبر , وإلا فسيذهله هذا السحر حتى يذهب عقله " قلت : فوقع الشق الأول كما في هذا الحديث الصحيح . وقد قال بعض العلماء . لا يلزم من أنه كان يظن أنه فعل الشيء ولم يكن فعله أن يجزم بفعله ذلك . وإنما يكون من جنس الخاطر يخطر ولا يثبت , فلا يبقى على هذا للملحد حجة . وقال عياض : يحتمل أن يكون المراد بالتخييل المذكور أنه يظهر له من نشاطه ما ألفه من سابق عادته من الاقتدار على الوطء , فإذا دنا من المرأة فتر عن ذلك كما هو شأن المعقود , ويكون قوله في الرواية الأخرى " حتى كاد ينكر بصره " أي صار كالذي أنكر بصره بحيث إنه إذا رأى الشيء يخيل أنه على غير صفته , فإذا تأمله عرف حقيقته . ويؤيد جميع ما تقدم أنه لم ينقل عنه في خبر من الأخبار أنه قال قولا فكان بخلاف ما أخبر به . وقال المهلب : صون النبي صلى الله عليه وسلم من الشياطين لا يمنع إرادتهم كيده , فقد مضى في الصحيح أن شيطانا أراد أن يفسد عليه صلاته فأمكنه الله منه , فكذلك السحر ما ناله من ضرره ما يدخل نقصا على ما يتعلق بالتبليغ , بل هو من جنس ما كان يناله من ضرر سائر الأمراض من ضعف عن الكلام , أو عجز عن بعض الفعل , أو حدوث تخيل لا يستمر , بل يزول ويبطل الله كيد الشياطين . واستدل ابن القصار على أن الذي أصابه كان من جنس المرض بقوله في آخر الحديث " فأما أنا فقد شفاني الله " وفي الاستدلال بذلك نظر , لكن يؤيد المدعى أن في رواية عمرة عن عائشة عند البيهقي في الدلائل " فكان يدور ولا يدري ما وجعه " وفي حديث ابن عباس عند ابن سعد " مرض النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ عن النساء والطعام والشراب , فهبط عليه ملكان " الحديث .
وبعد ان رأينا ان البخاري يثبت الحادثة وكذلك الامر بالسبة الة الشراح ..لكن في نفس الوقت نرى ان كتب القوم تقول ان الشيطان ليس له سلطان على عمر بن الخطاب ...يصوروا الشيطان له سلطان على النبي الكريم ولكن ليس له سلطان على عمر بن الخطاب ولا اعلم هل ان عمر بن الخطاب اكثر عبودية لله من رسوله المريم ان عمر من المؤمنين ورسول الله من الغاوين لذا كان للشيطان عليه سلطان ام ماذا ...لنراجع احاديثهم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اولا:-
روى الترمذي :
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه فلما انصرف جاءت جارية سوداء فقالت يا رسول الله إني كنت نذرت إن ردك الله سالما أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنت نذرت فاضربي وإلا فلا فجعلت تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب ثم دخل علي وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب ثم دخل عمر فألقت الدف تحت استها ثم قعدت عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشيطان ليخاف منك يا عمر إني كنت جالسا وهي تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب ثم دخل علي وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب فلما دخلت أنت يا عمر ألقت الدف
ثانيا :-
وفي حديث عمر عند الشيخين قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن عمر بن الخطاب : " والذي نفسي بيده ما لقيت الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك "
ثالثا:-
الهيثمي - مجمع الزوائد - الجزء : ( 9 ) - رقم الصفحة : ( 68 )
باب خوف الشيطان من عمر
14442- عن سديسة مولاة حفصة قالت قال رسول الله (ص) إن الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم إلا خر لوجهه .رواه الطبراني في الكبير في ترجمة سديسة من طريق الأوزاعي عنها ولا نعلم الأوزاعي سمع أحدا من الصحابة . ورواه في الأوسط عن الأوزاعي عن سالم عن سديسة وهو الصواب ، وإسناده حسن إلا أن عبد الرحمن بن الفضل بن موفق لم أعرفه ، وبقية رجاله وثقوا .
الله تعالى في كتابه المجيد اثبت حقيقة وهي ان ابليس باق مابقيت الحياة واثبت حقيقة اخرى وهي انه ليس له سلطان على عباد الله وانما سلطانه على غيرهم من الناس ومن طوائف ذكرها الله تعالى فقال
الله تعالى في محكم كتابه العزيز
) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ )
اذن الشيطان يعترف انه ليس له قوة ولا سلطان على عباد الله المخلصين بل سلطانه على غيرهم ..والله تعالى حسم هذه المسألة بانه لن يكون للشيطان سلطان على عباد الله ..بل السلطان على من اتبع الشيطان من الغاوين
واكد الله تعالى هذه الحقيقة مرة اخرى فيقول جل وعلا
فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ)
وفي هذه الآية اثبت تعالى ان لا سلطان للشيطان على الذين آمنوا بل سلطانه فقط على الذين يتولونه والذين هم مشركون
والنتيجة النهائية نجدها في الآية الثالثة حيث يقول تعالى
( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً )
أذن الآيات اعلاه تثبت انه ليس للشيطان سلطان على عباد الله المؤمنين ..
ولكن البخاري له قول آخر وله رأي آخر ..
فهو يثبت في كتابه ان للشيطان سلطان وسبيل على المؤمنين بل الادهى من ذلك ان له سلطان على سيد الخلائق اجمعين محمد صلوات الله تعالى عليه وعلى اهل بيته الطاهرين
فلا ادري كيف يريد ان يثبت ما نفاه الله تعالى وان ينفي ما اثبته الله تعالى
فالله تعالى ينفي ان يكون للشيطان سلطان على المؤمنين فضلا عن انبيائه ..والبخاري يثبت ان للشيطان سبيل على عباد الله المؤمنين بل على سيد الخلق اجمعين ..لا ادري هل يعتقد البخاري ان النبي ليس من المؤمنين ؟؟ام ان للشيطان سبيل عليه لان النبي من الغاوين او من الذين اتبعوا الشيطان والعياذ بالله ؟؟
لنرجع اذن الى البخاري ولنعرف التفاصيل
صحيح البخاري .. باب صفة ابليس و جنوده ..حديث رقم : 3028
حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا عيسى عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
سحر النبي صلى الله عليه وسلم
وقال الليث كتب إلي هشام أنه سمعه ووعاه عن أبيه عن عائشة قالت سحر النبي صلى الله عليهوسلم حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله حتى كان ذات يوم دعا ودعا ثم قال أشعرت أن الله أفتاني فيما فيه شفائي أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما للآخر ما وجع الرجل قال مطبوب قال ومن طبه قال لبيد بن الأعصم قال فيما ذا قال في مشط ومشاقة وجف طلعة ذكر قال فأين هو قال في بئر ذروان فخرج إليها النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع فقال لعائشة حين رجع نخلها كأنه رءوس الشياطين فقلت استخرجته فقال لا أما أنا فقد شفاني الله وخشيت أن يثير ذلك على الناس شرا ثم دفنت البئر
نلاحظ في الحادثة اعلاه ان البخاري وضع هذه الحادثة في باب اسماه ( باب صفة ابليس وجنوده ) معلوم ان ابليس والشيطان اما هما واحد بإختلاف الحالات او ان احدهما من جند الآخر كما هي اقوال علماء اهل السنة فمن اراد فليراجع اقوالهم
ولنذهب الآن الى شروحات البخاري وسوف نلاحظ ان السحر انما يتم بإستعانة الشيطان ..كما ان الشراح ذهبوا الى تعليل المسألة باقوال شتى لكنهم لم يذهبوا الى انكار الحادثة ..وما ذلك الا حفاظا على كرامة البخاري بل ان احدهم رفض انكار هذه الحادثة ةاعتبر ان من ينكرها لكونها تحط من منصب النبوة من المبتدعة ..ما ذلك الا حفاضا على كرامة البخاري اما كرامة النبي ومنصب النبوة فلا يهم .لذا اثبتوا الحادثة.وذهبوا الى تأويل سحر النبي وافعاله في تلك الفترة التي سحر فيها وانه كان يخيل اليه انه كان يطأ نسائه ولم يكن قد وطأهن ..ولا اعلم لماذا التركيز على هذه القضية بالذات ..وما اعلم الشراح بمسألة الوطأ هذه وكيف عرفوا تفاصيلها هل سألوا نساء النبي عنها ام أنهن شكون هذه الحالة اليهم ؟؟ ..ولماذا هي من دون بقية الامور ولماذا تطرح مثل هذه المسألة الحساسة ...
فلنراجع بعض هذه الشروح ولنرى :-
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
حديث عائشة قالت : " سحر النبي صلى الله عليه وسلم "
الحديث ,
صحيح البخاري ... باب الطب ... السحر ... رقم الحديث : 5321
حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا عيسى بن يونس عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت
سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي لكنه دعا ودعا ثم قال يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما لصاحبه ما وجع الرجل فقال مطبوب قال من طبه قال لبيد بن الأعصم قال في أي شيء قال في مشط ومشاطة وجف طلع نخلة ذكر قال وأين هو قال في بئر ذروان فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه فجاء فقال يا عائشة كأن ماءها نقاعة الحناء أو كأن رءوس نخلها رءوس الشياطين قلت يا رسول الله أفلا استخرجته قال قد عافاني الله فكرهت أن أثور على الناس فيه شرا فأمر بها فدفنت
تابعه أبو أسامة وأبو ضمرة وابن أبي الزناد عن هشام وقال الليث وابن عيينة عن هشام في مشط ومشاقة يقال المشاطة ما يخرج من الشعر إذا مشط والمشاقة
فتح الباري في شرح البخاري :
ابن الأعصم )
الحديبية في ذي الحجة ودخل المحرم من سنة سبع جاءت رؤساء اليهود إلى لبيد بن الأعصم - وكان حليفا في بني زريق وكان ساحرا - فقالوا له : يا أبا الأعصم , أنت أسحرنا , وقد سحرنا محمدا فلم نصنع شيئا , ونحن نجعل لك جعلا على أن تسحره لنا سحرا ينكؤه . فجعلوا له ثلاثة دنانير " ووقع في رواية أبي ضمرة عند الإسماعيلي " فبوزن أحمر بمهملتين , ووقع في رواية عبد الله بن نمير عن هشام بن عروة عند مسلم " سحر النبي صلى الله عليه وسلم يهودي من يهود بني زريق " ووقع في رواية ابن عيينة الآتية قريبا " رجل من بني زريق حليف اليهود وكان منافقا " ويجمع بينهما بأن من أطلق أنه يهودي نظر إلى ما في نفس الأمر , ومن أطلق عليه منافقا نظر إلى ظاهر أمره . وقال ابن الجوزي هذا يدل على أنه كان أسلم نفاقا وهو واضح , وقد حكى عياض في " الشفاء " أنه كان أسلم , ويحتمل أن يكون قيل له يهودي لكونه كان من حلفائهم لا أنه كان على دينهم . وبنو زريق بطن من الأنصار مشهور من الخزرج , وكان بين كثير من الأنصار وبين كثير من اليهود قبل الإسلام حلف وإخاء وود , فلما جاء الإسلام ودخل الأنصار فيه تبرءوا منهم , وقد بين الواقدي السنة التي وقع فيها السحر : أخرجه عنه ابن سعد بسند له إلى عمر بن الحكم مرسل قال " لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم منأقام أربعين ليلة " وفي رواية وهيب عن هشام عند أحمد " ستة أشهر " ويمكن الجمع بأن تكون الستة أشهر من ابتداء تغير مزاجه والأربعين يوما من استحكامه , وقال السهيلي : لم أقف في شيء من الأحاديث المشهورة على قدر المدة التي مكث النبي صلى الله عليه وسلم فيها في السحر حتى ظفرت به في " جامع معمر " عن الزهري أنه لبث ستة أشهر , كذا قال , وقد وجدناه موصولا بإسناد الصحيح فهو المعتمد .
قوله ( حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله )
قال المازري : أنكر المبتدعة هذا الحديث وزعموا أنه يحط منصب النبوة ويشكك فيها , قالوا وكل ما أدى إلى ذلك فهو باطل , وزعموا أن تجويز هذا يعدم الثقة بما شرعه من الشرائع إذ يحتمل على هذا أن يخيل إليه أنه يرى جبريل وليس هو ثم , وأنه يوحي إليه بشيء ولم يوح إليه بشيء , قال المازري : وهذا كله مردود , لأن الدليل قد قام على صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن الله تعالى وعلى عصمته في التبليغ , والمعجزات شاهدات بتصديقه , فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل . وأما ما يتعلق ببعض الأمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ولا كانت الرسالة من أجلها فهو في ذلك عرضة لما يعترض البشر كالأمراض , فغير بعيد أن يخيل إليه في أمر من أمور الدنيا ما لا حقيقة له مع عصمته عن مثل ذلك في أمور الدين , قال : وقد قال بعض الناس إن المراد بالحديث أنه كان صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه وطئ زوجاته ولم يكن وطأهن , وهذا كثيرا ما يقع تخيله للإنسان في المنام فلا يبعد أن يخيل إليه في اليقظة . قلت : وهذا قد ورد صريحا في رواية ابن عيينة في الباب الذي يلي هذا ولفظه " حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن " وفي رواية الحميدي " أنه يأتي أهله ولا يأتيهم " قال الداودي " يرى " بضم أوله أي يظن , وقال ابن التين ضبطت " يرى " بفتح أوله . قلت : وهو من الرأي لا من الرؤية , فيرجع إلى معنى الظن . وفي مرسل يحيى بن يعمر عند عبد الرزاق " سحر النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة حتى أنكر بصره " وعنده في مرسل سعيد بن المسيب " حتى كاد ينكر بصره " قال عياض : فظهر بهذا أن السحر إنما تسلط على جسده وظواهر جوارحه لا على تمييزه ومعتقده . قلت : ووقع في مرسل عبد الرحمن بن كعب عند ابن سعد " فقالت أخت لبيد بن الأعصم : إن يكن نبيا فسيخبر , وإلا فسيذهله هذا السحر حتى يذهب عقله " قلت : فوقع الشق الأول كما في هذا الحديث الصحيح . وقد قال بعض العلماء . لا يلزم من أنه كان يظن أنه فعل الشيء ولم يكن فعله أن يجزم بفعله ذلك . وإنما يكون من جنس الخاطر يخطر ولا يثبت , فلا يبقى على هذا للملحد حجة . وقال عياض : يحتمل أن يكون المراد بالتخييل المذكور أنه يظهر له من نشاطه ما ألفه من سابق عادته من الاقتدار على الوطء , فإذا دنا من المرأة فتر عن ذلك كما هو شأن المعقود , ويكون قوله في الرواية الأخرى " حتى كاد ينكر بصره " أي صار كالذي أنكر بصره بحيث إنه إذا رأى الشيء يخيل أنه على غير صفته , فإذا تأمله عرف حقيقته . ويؤيد جميع ما تقدم أنه لم ينقل عنه في خبر من الأخبار أنه قال قولا فكان بخلاف ما أخبر به . وقال المهلب : صون النبي صلى الله عليه وسلم من الشياطين لا يمنع إرادتهم كيده , فقد مضى في الصحيح أن شيطانا أراد أن يفسد عليه صلاته فأمكنه الله منه , فكذلك السحر ما ناله من ضرره ما يدخل نقصا على ما يتعلق بالتبليغ , بل هو من جنس ما كان يناله من ضرر سائر الأمراض من ضعف عن الكلام , أو عجز عن بعض الفعل , أو حدوث تخيل لا يستمر , بل يزول ويبطل الله كيد الشياطين . واستدل ابن القصار على أن الذي أصابه كان من جنس المرض بقوله في آخر الحديث " فأما أنا فقد شفاني الله " وفي الاستدلال بذلك نظر , لكن يؤيد المدعى أن في رواية عمرة عن عائشة عند البيهقي في الدلائل " فكان يدور ولا يدري ما وجعه " وفي حديث ابن عباس عند ابن سعد " مرض النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ عن النساء والطعام والشراب , فهبط عليه ملكان " الحديث .
وبعد ان رأينا ان البخاري يثبت الحادثة وكذلك الامر بالسبة الة الشراح ..لكن في نفس الوقت نرى ان كتب القوم تقول ان الشيطان ليس له سلطان على عمر بن الخطاب ...يصوروا الشيطان له سلطان على النبي الكريم ولكن ليس له سلطان على عمر بن الخطاب ولا اعلم هل ان عمر بن الخطاب اكثر عبودية لله من رسوله المريم ان عمر من المؤمنين ورسول الله من الغاوين لذا كان للشيطان عليه سلطان ام ماذا ...لنراجع احاديثهم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اولا:-
روى الترمذي :
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه فلما انصرف جاءت جارية سوداء فقالت يا رسول الله إني كنت نذرت إن ردك الله سالما أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنت نذرت فاضربي وإلا فلا فجعلت تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب ثم دخل علي وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب ثم دخل عمر فألقت الدف تحت استها ثم قعدت عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشيطان ليخاف منك يا عمر إني كنت جالسا وهي تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب ثم دخل علي وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب فلما دخلت أنت يا عمر ألقت الدف
ثانيا :-
وفي حديث عمر عند الشيخين قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن عمر بن الخطاب : " والذي نفسي بيده ما لقيت الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك "
ثالثا:-
الهيثمي - مجمع الزوائد - الجزء : ( 9 ) - رقم الصفحة : ( 68 )
باب خوف الشيطان من عمر
14442- عن سديسة مولاة حفصة قالت قال رسول الله (ص) إن الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم إلا خر لوجهه .رواه الطبراني في الكبير في ترجمة سديسة من طريق الأوزاعي عنها ولا نعلم الأوزاعي سمع أحدا من الصحابة . ورواه في الأوسط عن الأوزاعي عن سالم عن سديسة وهو الصواب ، وإسناده حسن إلا أن عبد الرحمن بن الفضل بن موفق لم أعرفه ، وبقية رجاله وثقوا .
تعليق