بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله الذي تجلى للقلوب بالعظمة ، واحتجب عن الابصار بالعزة ، واقتدر على الاشياء بالقدرة ، فلا الابصار تثبت لرؤيته ، ولا الاوهام تبلغ كنه عظمته ، تجبر بالعظمة والكبرياء ، وتعطف بالعز والبر والجلال ، وتقدس بالحسن والجمال ، وتمجد بالفخر والبهاء ، وتهلل بالمجد والآلاء ، واستخلص بالنور والضياء . خالق لا نظير له ، وواحد لاند له ، وماجد لا ضد له ، وصمد لا كفو له ، وإله لاثاني معه ، وفاطر لا شريك له ، ورازق لا معين له ، الاول بلا زوال والدائم بلا فناء ، والقائم بلاعناء ، والباقي بلا نهاية ، والمبدئ بلا أمد ، والصانع بلا ظهير، والرب بلا شريك ، والفاطر بلا كلفة والفاعل بلا عجز . ليس له حد في مكان ولا غاية في زمان ، لم يزل ولا يزول ولن يزال ، كذلك أبدا هو الاله الحي القيوم ، الدائم القديم القادر .
والصلاة على أشرف أهل الاصطفاء محمد بن عبدالله سيد الانبياء ، وعلى آله الحافظين لما نقل عن رب السموات والأرضين , واللعنة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
يقول عبدالله بن محمد السلفي , في كتابة ( من عقائد الشيعة ) , تقديم عبدالعزيز بن عبدالله بن باز , الرئيس العام لإدارة البحوث العلمية والإفتاء ورئيس هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية .
يدعي الرافضة أن لوح فاطمة نزل به جبريل ( عليه السلام ) على فاطمة ( رضي الله عنها ) بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) , وأن علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) كان مختبئاً خلف الستار عند نزول جبريل على فاطمة وكان علي يدون ماقاله جبريل ( عليه السلام ) لفاطمة ( رضي الله عنها ) كما ذكر ذلك الكليني في كتابه الكافي . وهذا كذب وافتراء عظيم حيث إن الوحي قد إنقطع بعد وفاة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) , ومع ذلك فإن اللوح المكذوب هو عندهم بمثابة القرآن العظيم عند أهل السنة .
نقول ومن الله التوفيق
لقد اتهمنا بالكذب وهو الكذّاب الأشِرُ, فقد خلط مدعي العلم السلفي مابين لوح فاطمة ومصحف فاطمة , و إن دل ذلك على شيء فإنما يدل على نصبهِ وجهله وجهل الرئيس العام لإدارة البحوث العلمية والإفتاء ورئيس هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية الذي قام بتقديم الكتاب , بأصول ومعتقدات مذهب أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) , الذين أذهب الله الرجس عنهم وطهرهم تطهيرا بنص القرآن الكريم { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [الأحزاب: 33] فما بال من يأخذ عن السلفي ورئيسة كيف يكون علمه؟!!
لقد كذب السلفي بقوله [ يدعي الرافضة أن لوح فاطمة نزل به جبريل ( عليه السلام ) على فاطمة ( رضي الله عنها ) بعد وفاة النبي ] , كون اللوح المشار إليه قد نزل في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله , وهذا اللوح الذي نزل به الملك فيه أسماء المعصومين (عليهم السلام) كما جاء في نص حديث جابر بن عبدالله الأنصاري الوارد في الكافي .
( محمد بن يحيى ومحمد بن عبدالله ، عن عبدالله بن جعفر، عن الحسن بن ظريف وعلي بن محمد ، عن صالح بن أبي حماد ، عن بكر بن صالح ، عن عبدالرحمن بن سالم ، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال أبي لجابر بن عبدالله الانصاري إن لي إليك حاجة فمتى يخف عليك أن أخلو بك فأسألك عنها، فقال له جابر: أي الاوقات أحببته فخلا به في بعض الايام فقال له : يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وما أخبرتك به امي أنه في ذلك اللوح مكتوب ؟ فقال جابر : أشهد بالله أني دخلت على امك فاطمة عليها السلام في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله فهنيتها بولادة الحسين ورأيت في يديها لوحا أخضر , ظننت أنه من زمرد ورأيت فيه كتابا أبيض، شبه لون الشمس ، فقلت لها : بأبي وامي يا بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ما هذا اللوح ؟ فقالت : هذا لوح أهداه الله إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابني واسم الاوصياء من ولدي وأعطانيه أبي ليبشرني بذلك ، قال جابر فأعطتنيه امك فاطمة عليها السلام فقرأته واستنسخته ، فقال له أبي : فهل لك يا جابر : أن تعرضه علي قال : نعم ، فمشى معه أبي إلى منزل جابر فأخرج صحيفة من رق ، فقال : يا جابر انظر في كتابك لاقرأ [أنا] عليك ، فنظر جابر في نسخته فقرأه أبي فما خالف حرف حرفا ، فقال جابر: فأشهد بالله أني هكذا رأيته في اللوح مكتوبا .
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لمحمد نبيه ونوره وسفيره وحجابه ودليله نزل به الروح الامين من عند رب العالمين، عظم يا محمد أسمائي واشكر نعمائي ولا تجحد آلائي ، إني أنا الله لا إله إلا أنا قاصم الجبارين ومديل المظلومين وديان الدين ، إني أنا الله لا إله إلا أنا ، فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي ، عذبته عذابا لا اعذبه أحدا من العالمين فإياي فاعبد وعلي فتوكل ، إني لم أبعث نبيا فأكملت أيامه و انقضت مدته إلا جعلت له وصيا وإني فضلتك على الانبياء وفضلت وصيك على الاوصياء وأكرمتك بشبليك وسبطيك حسن وحسين ، فجعلت حسنا معدن علمي، بعد انقضاء مدة أبيه وجلعت حسينا خازن وحيي وأكرمته بالشهادة وختمت له بالسعادة، فهو أفضل من استشهد وأرفع الشهداء درجة، جعلت كلمتي التامة معه و حجتي البالغة عنده، بعترته اثيب واعاقب، أولهم علي سيد العابدين وزين أوليائي الماضين وابنه شبه جده المحمود محمد الباقر علمي والمعدن لحكمتي سيهلك المرتابون في جعفر، الراد عليه كالراد علي ، حق القول مني لاكرمن مثوى جعفر ولاسرنه في أشياعه وأنصاره وأوليائه ، اتيحت بعده موسى فتنة عمياء حندس لان خيط فرضي لا ينقطع وحجتي لا تخفى وأن أوليائي يسقون بالكأس الاوفى ، من جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي ومن غير آية من كتابي فقد افترى علي ، ويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة موسى عبدي وحبيبي وخيرتي في علي وليي وناصري و من أضع عليه أعباء النبوة وأمتحنه بالاضطلاع بها يقتله عفريت مستكبر يدفن في المدينة التي بناها العبد الصالح إلى جنب شر خلقي حق القول مني لأسرنه بمحمد ابنه وخليفته من بعده ووارث علمه ، فهو معدن علمي وموضع سري وحجتي على خلقي لا يؤمن عبد به إلا جعلت الجنة مثواه وشفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار وأختم بالسعادة لابنه علي وليي وناصري والشاهد في خلقي وأميني علي وحيي ، أخرج منه الداعي إلى سبيلي والخازن لعلمي الحسن واكمل ذلك بابنه " م ح م د " رحمة للعالمين ، عليه كمال موسى وبهاء عيسى وصبر أيوب فيذل أوليائي في زمانه وتتهادى رؤوسهم كما تتهادى رؤوس الترك والديلم فيقتلون ويحرقون و يكونون خائفين ، مرعوبين ، وجلين ، تصبغ الارض بدمائهم ويفشو الويل والرنا في نسائهم أولئك أوليائي حقا، بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس وبهم أكشف الزلازل وأدفع الآصار والاغلال اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون . قال عبدالرحمن بن سالم : قال أبوبصير: لو لم تسمع في دهرك ، إلا هذا الحديث لكفاك ، فصنه إلا عن أهله (1) .
هذا هو الحديث الذي استشهد به السلفي في كتابه ( من عقائد الشيعة ) إلا انه إقتطع الشطر الأول من الحديث وأبتدأ من هذا كتاب من الله العزيز الحكيم ..... وهذا هو ديدنهم في التدليس والتزوير .
ثم كذب حينما قال [ وأن علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) كان مختبئاً خلف الستار عند نزول جبريل على فاطمة وكان علي يدون ماقاله جبريل] . ونص الحديث كما جاء في الكافي :
[ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبدالعزيز، عن حماد بن عثمان قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : تظهر الزنادقة في سنة ثمان وعشرين ومائة وذلك أني نظرت في مصحف فاطمة عليها السلام ، قال : قلت : وما مصحف فاطمة ؟ قال : إن الله تعالى لما قبض نبيه صلى الله عليه وآله دخل على فاطمة عليها السلام من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عزوجل فأرسل الله إليها ملكا يسلي غمها ويحدثها ، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال : إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي فأعلمته بذلك فجعل أمير المؤمنين عليه السلام يكتب كلما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفا قال : ثم قال : أما إنه ليس فيه شئ من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون ] (2) .
وهنا الكلام عن مصحف فاطمة وليس لوح فاطمة كما خلط السلفي ما بين الاثنين .
وادعى السلفي إن الوحي قد إنقطع بعد وفاة الرسول وهذه الدعوى تحتاج إلى دليل , فنحن نعتقد إن تحدث الملائكة مع ( فاطمة الزهراء ) ( عليها السلام ) أمرٌ طبيعي وغير مستغرب كونها سيدة نساء العالمين وقد أخبرنا القرآن الكريم تحديث جبريل والملائكة ( مريم بنت عمران ) والتكلم معها وكلامها معهم مع أنها ليست نبية بالإجماع .
وقد جاء في البخاري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لقد كان فيما كان قبلكم من الأمم ناس محدثون )(3) .
وعن أبي هريرة أيضا قال قال النبي صلى الله عليه و سلم ( لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء)(4).
وهذا يدل على جواز تحدث الملائكة لأناس من دون أن يكونوا أنبياء فلا عجب بعد ذلك أن يقع هذا لأهل البيت (عليهم السلام) , بالأخص بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وبضعته المعصومة الطاهرة الصديقة سيدة نساء العالمين (عليها السلام ) .
ثم أردف السلفي كذبة أخرى بقولة : ومع ذلك فإن اللوح المكذوب هو عندهم بمثابة القرآن العظيم عند أهل السنة . وهذه الكذبة اشنع من سابقاتها ولا نعلم من اين استقى هذا الحكم فلم يدعِ أحد من الشيعة إن لوح فاطمة أو مصحف فاطمة بمثابة القرآن .
إنّ هذا الكتاب كان ولا يزال عند الأئمة ألاثني عشر ( عليهم السلام ) يستفيدون منه حيث يشاءون .
وبذلك يتضّح بأن لا علاقة لهذا المصحف بالقرآن , كما افترى البعض على الشيعة , بل إنّهما متمايزان كمّاً وكيفاً , كما عليه صريح روايات الشيعة , ففي بعضها : ( ما هو بالقرآن ) . وفي غيرها : ( مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرّات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ) (5) .
ولا علاقة لهذا المصحف بالقرآن ، لأن في القرآن تشريع بينما في المصحف أخبار و آثار عمّا كان وما يكون إلى يوم القيامة وهذا المصحف هو من مواريث أهل البيت (عليهم السلام) ، وليس موجود الآن ، ولم يطّلع عليه إلا الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) أو من أذنوا له ، وعليه فهو الآن عند الإمام المهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) .
وان كان إشكال المخالفين على كلمة ( مصحف ) فكلمة مصحف هو مجموعة الصحف أو الأوراق , بخلاف الكتاب الذي قد يطلق على الورقة الواحدة (6) .
وليس هنالك في الأسواق كتاب باسم مصحف فاطمة ، والشيعة لا يعتقدون بأن مصحف فاطمة هو قرآن فاطمة ، كما يتبادر إلى أذهان البعض من أمثال السلفي ، فليس لنا إلاّ قرآن واحد وهو كتاب الله المنزل على رسوله محمد ( صلى الله عليه وآله )
وهو ما بين الدفتين ، ونحن لا نؤمن بأي قرآن بديل . وخير ما يقال للسلفي هو قول الله عز وجل { إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا } [الفرقان: 44]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
(1) الكافي الكليني (ج 1 / ص 769)
(2) الكافي الكليني (1/ 353) بترقيم الشاملة آلياً
(3) صحيح البخاري (3/ 1349) بترقيم الشاملة آلياً
(4) صحيح البخاري (3/ 1349) بترقيم الشاملة آلياً
(5) بصائر الدرجات: 3/151، و الكافي: 1/238.
(6) الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري ص 447 .
والحمد لله الذي تجلى للقلوب بالعظمة ، واحتجب عن الابصار بالعزة ، واقتدر على الاشياء بالقدرة ، فلا الابصار تثبت لرؤيته ، ولا الاوهام تبلغ كنه عظمته ، تجبر بالعظمة والكبرياء ، وتعطف بالعز والبر والجلال ، وتقدس بالحسن والجمال ، وتمجد بالفخر والبهاء ، وتهلل بالمجد والآلاء ، واستخلص بالنور والضياء . خالق لا نظير له ، وواحد لاند له ، وماجد لا ضد له ، وصمد لا كفو له ، وإله لاثاني معه ، وفاطر لا شريك له ، ورازق لا معين له ، الاول بلا زوال والدائم بلا فناء ، والقائم بلاعناء ، والباقي بلا نهاية ، والمبدئ بلا أمد ، والصانع بلا ظهير، والرب بلا شريك ، والفاطر بلا كلفة والفاعل بلا عجز . ليس له حد في مكان ولا غاية في زمان ، لم يزل ولا يزول ولن يزال ، كذلك أبدا هو الاله الحي القيوم ، الدائم القديم القادر .
والصلاة على أشرف أهل الاصطفاء محمد بن عبدالله سيد الانبياء ، وعلى آله الحافظين لما نقل عن رب السموات والأرضين , واللعنة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
يقول عبدالله بن محمد السلفي , في كتابة ( من عقائد الشيعة ) , تقديم عبدالعزيز بن عبدالله بن باز , الرئيس العام لإدارة البحوث العلمية والإفتاء ورئيس هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية .
يدعي الرافضة أن لوح فاطمة نزل به جبريل ( عليه السلام ) على فاطمة ( رضي الله عنها ) بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) , وأن علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) كان مختبئاً خلف الستار عند نزول جبريل على فاطمة وكان علي يدون ماقاله جبريل ( عليه السلام ) لفاطمة ( رضي الله عنها ) كما ذكر ذلك الكليني في كتابه الكافي . وهذا كذب وافتراء عظيم حيث إن الوحي قد إنقطع بعد وفاة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) , ومع ذلك فإن اللوح المكذوب هو عندهم بمثابة القرآن العظيم عند أهل السنة .
نقول ومن الله التوفيق
لقد اتهمنا بالكذب وهو الكذّاب الأشِرُ, فقد خلط مدعي العلم السلفي مابين لوح فاطمة ومصحف فاطمة , و إن دل ذلك على شيء فإنما يدل على نصبهِ وجهله وجهل الرئيس العام لإدارة البحوث العلمية والإفتاء ورئيس هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية الذي قام بتقديم الكتاب , بأصول ومعتقدات مذهب أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) , الذين أذهب الله الرجس عنهم وطهرهم تطهيرا بنص القرآن الكريم { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [الأحزاب: 33] فما بال من يأخذ عن السلفي ورئيسة كيف يكون علمه؟!!
لقد كذب السلفي بقوله [ يدعي الرافضة أن لوح فاطمة نزل به جبريل ( عليه السلام ) على فاطمة ( رضي الله عنها ) بعد وفاة النبي ] , كون اللوح المشار إليه قد نزل في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله , وهذا اللوح الذي نزل به الملك فيه أسماء المعصومين (عليهم السلام) كما جاء في نص حديث جابر بن عبدالله الأنصاري الوارد في الكافي .
( محمد بن يحيى ومحمد بن عبدالله ، عن عبدالله بن جعفر، عن الحسن بن ظريف وعلي بن محمد ، عن صالح بن أبي حماد ، عن بكر بن صالح ، عن عبدالرحمن بن سالم ، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال أبي لجابر بن عبدالله الانصاري إن لي إليك حاجة فمتى يخف عليك أن أخلو بك فأسألك عنها، فقال له جابر: أي الاوقات أحببته فخلا به في بعض الايام فقال له : يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وما أخبرتك به امي أنه في ذلك اللوح مكتوب ؟ فقال جابر : أشهد بالله أني دخلت على امك فاطمة عليها السلام في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله فهنيتها بولادة الحسين ورأيت في يديها لوحا أخضر , ظننت أنه من زمرد ورأيت فيه كتابا أبيض، شبه لون الشمس ، فقلت لها : بأبي وامي يا بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ما هذا اللوح ؟ فقالت : هذا لوح أهداه الله إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابني واسم الاوصياء من ولدي وأعطانيه أبي ليبشرني بذلك ، قال جابر فأعطتنيه امك فاطمة عليها السلام فقرأته واستنسخته ، فقال له أبي : فهل لك يا جابر : أن تعرضه علي قال : نعم ، فمشى معه أبي إلى منزل جابر فأخرج صحيفة من رق ، فقال : يا جابر انظر في كتابك لاقرأ [أنا] عليك ، فنظر جابر في نسخته فقرأه أبي فما خالف حرف حرفا ، فقال جابر: فأشهد بالله أني هكذا رأيته في اللوح مكتوبا .
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لمحمد نبيه ونوره وسفيره وحجابه ودليله نزل به الروح الامين من عند رب العالمين، عظم يا محمد أسمائي واشكر نعمائي ولا تجحد آلائي ، إني أنا الله لا إله إلا أنا قاصم الجبارين ومديل المظلومين وديان الدين ، إني أنا الله لا إله إلا أنا ، فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي ، عذبته عذابا لا اعذبه أحدا من العالمين فإياي فاعبد وعلي فتوكل ، إني لم أبعث نبيا فأكملت أيامه و انقضت مدته إلا جعلت له وصيا وإني فضلتك على الانبياء وفضلت وصيك على الاوصياء وأكرمتك بشبليك وسبطيك حسن وحسين ، فجعلت حسنا معدن علمي، بعد انقضاء مدة أبيه وجلعت حسينا خازن وحيي وأكرمته بالشهادة وختمت له بالسعادة، فهو أفضل من استشهد وأرفع الشهداء درجة، جعلت كلمتي التامة معه و حجتي البالغة عنده، بعترته اثيب واعاقب، أولهم علي سيد العابدين وزين أوليائي الماضين وابنه شبه جده المحمود محمد الباقر علمي والمعدن لحكمتي سيهلك المرتابون في جعفر، الراد عليه كالراد علي ، حق القول مني لاكرمن مثوى جعفر ولاسرنه في أشياعه وأنصاره وأوليائه ، اتيحت بعده موسى فتنة عمياء حندس لان خيط فرضي لا ينقطع وحجتي لا تخفى وأن أوليائي يسقون بالكأس الاوفى ، من جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي ومن غير آية من كتابي فقد افترى علي ، ويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة موسى عبدي وحبيبي وخيرتي في علي وليي وناصري و من أضع عليه أعباء النبوة وأمتحنه بالاضطلاع بها يقتله عفريت مستكبر يدفن في المدينة التي بناها العبد الصالح إلى جنب شر خلقي حق القول مني لأسرنه بمحمد ابنه وخليفته من بعده ووارث علمه ، فهو معدن علمي وموضع سري وحجتي على خلقي لا يؤمن عبد به إلا جعلت الجنة مثواه وشفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار وأختم بالسعادة لابنه علي وليي وناصري والشاهد في خلقي وأميني علي وحيي ، أخرج منه الداعي إلى سبيلي والخازن لعلمي الحسن واكمل ذلك بابنه " م ح م د " رحمة للعالمين ، عليه كمال موسى وبهاء عيسى وصبر أيوب فيذل أوليائي في زمانه وتتهادى رؤوسهم كما تتهادى رؤوس الترك والديلم فيقتلون ويحرقون و يكونون خائفين ، مرعوبين ، وجلين ، تصبغ الارض بدمائهم ويفشو الويل والرنا في نسائهم أولئك أوليائي حقا، بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس وبهم أكشف الزلازل وأدفع الآصار والاغلال اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون . قال عبدالرحمن بن سالم : قال أبوبصير: لو لم تسمع في دهرك ، إلا هذا الحديث لكفاك ، فصنه إلا عن أهله (1) .
هذا هو الحديث الذي استشهد به السلفي في كتابه ( من عقائد الشيعة ) إلا انه إقتطع الشطر الأول من الحديث وأبتدأ من هذا كتاب من الله العزيز الحكيم ..... وهذا هو ديدنهم في التدليس والتزوير .
ثم كذب حينما قال [ وأن علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) كان مختبئاً خلف الستار عند نزول جبريل على فاطمة وكان علي يدون ماقاله جبريل] . ونص الحديث كما جاء في الكافي :
[ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبدالعزيز، عن حماد بن عثمان قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : تظهر الزنادقة في سنة ثمان وعشرين ومائة وذلك أني نظرت في مصحف فاطمة عليها السلام ، قال : قلت : وما مصحف فاطمة ؟ قال : إن الله تعالى لما قبض نبيه صلى الله عليه وآله دخل على فاطمة عليها السلام من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عزوجل فأرسل الله إليها ملكا يسلي غمها ويحدثها ، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال : إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي فأعلمته بذلك فجعل أمير المؤمنين عليه السلام يكتب كلما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفا قال : ثم قال : أما إنه ليس فيه شئ من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون ] (2) .
وهنا الكلام عن مصحف فاطمة وليس لوح فاطمة كما خلط السلفي ما بين الاثنين .
وادعى السلفي إن الوحي قد إنقطع بعد وفاة الرسول وهذه الدعوى تحتاج إلى دليل , فنحن نعتقد إن تحدث الملائكة مع ( فاطمة الزهراء ) ( عليها السلام ) أمرٌ طبيعي وغير مستغرب كونها سيدة نساء العالمين وقد أخبرنا القرآن الكريم تحديث جبريل والملائكة ( مريم بنت عمران ) والتكلم معها وكلامها معهم مع أنها ليست نبية بالإجماع .
وقد جاء في البخاري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لقد كان فيما كان قبلكم من الأمم ناس محدثون )(3) .
وعن أبي هريرة أيضا قال قال النبي صلى الله عليه و سلم ( لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء)(4).
وهذا يدل على جواز تحدث الملائكة لأناس من دون أن يكونوا أنبياء فلا عجب بعد ذلك أن يقع هذا لأهل البيت (عليهم السلام) , بالأخص بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وبضعته المعصومة الطاهرة الصديقة سيدة نساء العالمين (عليها السلام ) .
ثم أردف السلفي كذبة أخرى بقولة : ومع ذلك فإن اللوح المكذوب هو عندهم بمثابة القرآن العظيم عند أهل السنة . وهذه الكذبة اشنع من سابقاتها ولا نعلم من اين استقى هذا الحكم فلم يدعِ أحد من الشيعة إن لوح فاطمة أو مصحف فاطمة بمثابة القرآن .
إنّ هذا الكتاب كان ولا يزال عند الأئمة ألاثني عشر ( عليهم السلام ) يستفيدون منه حيث يشاءون .
وبذلك يتضّح بأن لا علاقة لهذا المصحف بالقرآن , كما افترى البعض على الشيعة , بل إنّهما متمايزان كمّاً وكيفاً , كما عليه صريح روايات الشيعة , ففي بعضها : ( ما هو بالقرآن ) . وفي غيرها : ( مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرّات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ) (5) .
ولا علاقة لهذا المصحف بالقرآن ، لأن في القرآن تشريع بينما في المصحف أخبار و آثار عمّا كان وما يكون إلى يوم القيامة وهذا المصحف هو من مواريث أهل البيت (عليهم السلام) ، وليس موجود الآن ، ولم يطّلع عليه إلا الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) أو من أذنوا له ، وعليه فهو الآن عند الإمام المهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) .
وان كان إشكال المخالفين على كلمة ( مصحف ) فكلمة مصحف هو مجموعة الصحف أو الأوراق , بخلاف الكتاب الذي قد يطلق على الورقة الواحدة (6) .
وليس هنالك في الأسواق كتاب باسم مصحف فاطمة ، والشيعة لا يعتقدون بأن مصحف فاطمة هو قرآن فاطمة ، كما يتبادر إلى أذهان البعض من أمثال السلفي ، فليس لنا إلاّ قرآن واحد وهو كتاب الله المنزل على رسوله محمد ( صلى الله عليه وآله )
وهو ما بين الدفتين ، ونحن لا نؤمن بأي قرآن بديل . وخير ما يقال للسلفي هو قول الله عز وجل { إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا } [الفرقان: 44]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
(1) الكافي الكليني (ج 1 / ص 769)
(2) الكافي الكليني (1/ 353) بترقيم الشاملة آلياً
(3) صحيح البخاري (3/ 1349) بترقيم الشاملة آلياً
(4) صحيح البخاري (3/ 1349) بترقيم الشاملة آلياً
(5) بصائر الدرجات: 3/151، و الكافي: 1/238.
(6) الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري ص 447 .