السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
***********************
روي أنه عليه السلام قال: يا عبد الله لقد نصب إبليس حبائله في دار الغرور فما يقصد
فيها إلا أولياءنا ولقد حلت الآخرة في أعينهم حتى ما يريدون بها بدلا. ثم قال: آه آه
على قلوب حشيت نورا وإنما كانت الدنيا عندهم بمنزلة الشجاع الأرقم والعدو
الأعجم، أنسوا بالله واستوحشوا مما به استأنس المترفون أولئك أوليائي حقا وبهم
تكشف كل فتنة وترفع كل بلية.
يا ابن جندب حق على كل مسلم يعرفنا أن يعرض عمله في كل يوم وليلة على نفسه
فيكون محاسب نفسه فإن رأى حسنة استزاد منها. وإن رأى سيئة استغفر منها لئلا
يخزى يوم القيامة. طوبى لعبد لم يغبط الخاطئين على ما أوتوا من نعيم الدنيا وزهرتها
طوبى لعبد طلب الآخرة وسعى لها طوبى لمن لم تله الأماني الكاذبة. ثم قال عليه السلام:
رحم الله قوما كانوا سراجا ومنارا كانوا دعاة إلينا بأعمالهم ومجهود طاقتهم ليس كمن
يذيع أسرارنا.
يا ابن جندب إنما المؤمنون الذين يخافون الله ويشفقون أن يسلبوا ما أعطوا
من الهدى فإذا ذكروا الله ونعماءه وجلوا وأشفقوا. وإذا تليت عليهم آياته زادتهم
إيمانا مما أظهره من نفاذ قدرته. وعلى ربهم يتوكلون.
يا ابن جندب قديما عمر الجهل وقوي أساسه وذلك لاتخاذهم دين الله لعبا حتى
هو عبد الله بن جندب البجلي الكوفي ثقة جليل
القدر من أصحاب الصادق والكاظم والرضا عليهم السلام وانه من المخبتين وكان وكيلا لأبي إبراهيم وأبى
الحسن عليهما السلام. كان عابدا رفيع المنزلة لديهما على ما ورد في الاخبار. ولما مات رحمه الله قام
مقامه علي بن مهزيار.
حشيت أي ملأت والشجاع : الحية العظيمة التي تواثب الفارس وربما قلعت
رأس الفارس وتكون في الصحارى ويقوم على ذنبه. والأرقم: الحية التي فيها سواد وبياض وهو
أخبث الحيات ويحتمل أن يكون الشجاع الأقرع وهو حية قد تمعط شعر رأسها لكثرة سمها.
لقد كان المتقرب منهم إلى الله بعلمه يريد سواه أولئك هم الظالمون.
يا ابن جندب لو أن شيعتنا استقاموا لصافحتهم الملائكة ولأظلهم الغمام ولأشرقوا
نهارا ولأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ولما سألوا الله شيئا إلا أعطاهم.
يا ابن جندب لا تقل في المذنبين من أهل دعوتكم إلا خيرا. واستكينوا إلى الله في
توفيقهم وسلوا التوبة لهم. فكل من قصدنا ووالانا ولم يوال عدونا وقال ما يعلم وسكت
عما لا يعلم أو أشكل عليه فهو في الجنة.
يا ابن جندب يهلك المتكل على عمله. ولا ينجو المجترئ على الذنوب الواثق
برحمة الله. قلت: فمن ينجو؟ قال: الذين هم بين الرجاء والخوف، كأن قلوبهم في مخلب
طائر شوقا إلى الثواب وخوفا من العذاب.
يا ابن جندب من سره أن يزوجه الله الحور العين ويتوجه بالنور فليدخل على
أخيه المؤمن السرور.
يا ابن جندب أقل النوم بالليل، والكلام بالنهار. فما في الجسد شئ أقل
شكرا من العين واللسان، فإن أم سليمان قالت لسليمان عليه السلام: يا بني إياك والنوم،
فإنه يفقرك يوم يحتاج الناس إلى أعمالهم.
يا ابن جندب إن للشيطان مصائد يصطاد بها فتحاموا شباكه ومصائده.
قلت: يا ابن رسول الله وما هي؟ قال: أما مصائده فصد عن بر الاخوان. وأما شباكه
فنوم عن قضاء الصلوات التي فرضها الله. أما إنه ما يعبد الله بمثل نقل الاقدام إلى
بر الاخوان وزيارتهم. ويل للساهين عن الصلوات النائمين في الخلوات
المستهزئين بالله وآياته في الفترات أولئك الذين لا خلاق لهم في الآخرة
ولا يكلمهم الله... يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم.
يا ابن جندب من أصبح مهموما لسوى فكاك رقبته فقد هون عليه الجليل ورغب
من ربه في الربح الحقير. ومن غش أخاه وحقره وناواه جعل الله النار
مأواه. ومن حسد مؤمنا انماث الايمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء.
يا ابن جندب الماشي في حاجة أخيه كالساعي بين الصفا والمروة، وقاضي حاجته
كالمتشحط بدمه في سبيل الله يوم بدر وأحد. وما عذب الله أمة إلا عند استهانتهم
بحقوق فقراء إخوانهم.
يا ابن جندب بلغ معاشر شيعتنا وقل لهم: لا تذهبن بكم المذاهب فوالله لا تنال
ولايتنا إلا بالورع والاجتهاد في الدنيا ومواساة الاخوان في الله. وليس من شيعتنا
من يظلم الناس.
يا ابن جندب إنما شيعتنا يعرفون بخصال شتى: بالسخاء والبذل للاخوان
وبأن يصلوا الخمسين ليلا ونهارا. شيعتنا لا يهرون هرير الكلب ولا يطمعون طمع
الغراب ولا يجاورون لنا عدوا ولا يسألون لنا مبغضا ولو ماتوا جوعا. شيعتنا لا يأكلون
الجري ولا يمسحون على الخفين ويحافظون على الزوال ولا يشربون مسكرا.
قلت: جعلت فداك فأين أطلب
أهل ديننا فإذا رفعه ونظر إليه الناس أمره الشيطان فيكذب علينا وكلما ذهب
واحد جاء آخر.
يا ابن النعمان من سئل عن علم فقال: لا أدري فقد ناصف العلم. والمؤمن
يحقد ما دام في مجلسه فإذا قام ذهب عنه الحقد.
يا ابن النعمان إن العالم لا يقدر أن يخبرك بكل ما يعلم. لأنه سر الله الذي
أسره إلى جبرئيل عليه السلام وأسره جبرئيل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وآله وأسره محمد صلى الله عليه وآله إلى
علي عليه السلام وأسره علي عليه السلام إلى الحسن عليه السلام وأسره الحسن عليه السلام إلى الحسين
عليه السلام وأسره الحسين عليه السلام إلى علي عليه السلام وأسره علي عليه السلام إلى محمد عليه السلام وأسره
محمد عليه السلام إلى من أسره، فلا تعجلوا فوالله لقد قرب هذا الامر ثلاث مرات
فأذعتموه فأخره الله. والله ما لكم سر إلا وعدوكم أعلم به منكم.
يا ابن النعمان ابق على نفسك فقد عصيتني. لا تذع سري فإن المغيرة بن
سعيد كذب على أبي وأذاع سره فأذاقه الله حر الحديد. وإن أبا الخطاب كذب
علي وأذاع سري فأذاقه الله حر الحديد. ومن كتم أمرنا زينه الله به في الدنيا والآخرة
وأعطاه حظه ووقاه حر الحديد وضيق المحابس. إن بني إسرائيل قحطوا حتى هلكت
المواشي والنسل فدعا الله موسى بن عمران عليه السلام فقال: يا موسى إنهم أظهروا الزنا
والربا وعمروا الكنائس وأضاعوا الزكاة. فقال: إلهي تحنن برحمتك عليهم فإنهم
لا يعقلون. فأوحى الله إليه أني مرسل قطر السماء ومختبرهم بعد أربعين يوما. فأذاعوا
ذلك وأفشوه. فحبس عنهم القطر أربعين سنة وأنتم قد قرب أمركم فأذعتموه
في مجالسكم.
يا أبا جعفر ما لكم وللناس كفوا عن الناس ولا تدعوا أحدا إلى هذا الامر
فوالله لو أن أهل السماوات [والأرض] اجتمعوا على أن يضلوا عبدا يريد الله هداه
ما استطاعوا أن يضلوه. كفوا عن الناس ولا يقل أحدكم: أخي وعمي وجاري. فإن
الله جل وعز إذا أراد بعبد خيرا طيب روحه فلا يسمع معروفا إلا عرفه ولا منكرا إلا
أنكره ثم قذف الله في قلبه كلمة يجمع بها أمره.
يا ابن النعمان إن أردت أن يصفو لك ود أخيك فلا تمازحنه ولا تمارينه ولا
تباهينه ولا تشارنه ولا تطلع صديقك من سرك إلا على ما لو اطلع عليه عدوك
لم يضرك. فإن الصديق قد يكون عدوك يوما.
يا ابن النعمان لا يكون العبد مؤمنا حتى يكون فيه ثلاث سنن: سنة من الله
وسنة من رسوله وسنة من الامام، فأما السنة من الله جل وعز فهو أن يكون
كتوما للاسرار يقول الله جل ذكره:عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا وأما
التي من رسول الله صلى الله عليه وآله فهو أن يداري الناس ويعاملهم بالأخلاق الحنيفية وأما
التي من الامام فالصبر في البأساء والضراء حتى يأتيه الله بالفرج.
يا ابن النعمان ليست البلاغة بحدة اللسان ولا بكثرة الهذيان ولكنها إصابة
المعنى وقصد الحجة
المصدر:تحف العقول / ص 301
اللهم صل على محمد وال محمد
***********************
روي أنه عليه السلام قال: يا عبد الله لقد نصب إبليس حبائله في دار الغرور فما يقصد
فيها إلا أولياءنا ولقد حلت الآخرة في أعينهم حتى ما يريدون بها بدلا. ثم قال: آه آه
على قلوب حشيت نورا وإنما كانت الدنيا عندهم بمنزلة الشجاع الأرقم والعدو
الأعجم، أنسوا بالله واستوحشوا مما به استأنس المترفون أولئك أوليائي حقا وبهم
تكشف كل فتنة وترفع كل بلية.
يا ابن جندب حق على كل مسلم يعرفنا أن يعرض عمله في كل يوم وليلة على نفسه
فيكون محاسب نفسه فإن رأى حسنة استزاد منها. وإن رأى سيئة استغفر منها لئلا
يخزى يوم القيامة. طوبى لعبد لم يغبط الخاطئين على ما أوتوا من نعيم الدنيا وزهرتها
طوبى لعبد طلب الآخرة وسعى لها طوبى لمن لم تله الأماني الكاذبة. ثم قال عليه السلام:
رحم الله قوما كانوا سراجا ومنارا كانوا دعاة إلينا بأعمالهم ومجهود طاقتهم ليس كمن
يذيع أسرارنا.
يا ابن جندب إنما المؤمنون الذين يخافون الله ويشفقون أن يسلبوا ما أعطوا
من الهدى فإذا ذكروا الله ونعماءه وجلوا وأشفقوا. وإذا تليت عليهم آياته زادتهم
إيمانا مما أظهره من نفاذ قدرته. وعلى ربهم يتوكلون.
يا ابن جندب قديما عمر الجهل وقوي أساسه وذلك لاتخاذهم دين الله لعبا حتى
هو عبد الله بن جندب البجلي الكوفي ثقة جليل
القدر من أصحاب الصادق والكاظم والرضا عليهم السلام وانه من المخبتين وكان وكيلا لأبي إبراهيم وأبى
الحسن عليهما السلام. كان عابدا رفيع المنزلة لديهما على ما ورد في الاخبار. ولما مات رحمه الله قام
مقامه علي بن مهزيار.
حشيت أي ملأت والشجاع : الحية العظيمة التي تواثب الفارس وربما قلعت
رأس الفارس وتكون في الصحارى ويقوم على ذنبه. والأرقم: الحية التي فيها سواد وبياض وهو
أخبث الحيات ويحتمل أن يكون الشجاع الأقرع وهو حية قد تمعط شعر رأسها لكثرة سمها.
لقد كان المتقرب منهم إلى الله بعلمه يريد سواه أولئك هم الظالمون.
يا ابن جندب لو أن شيعتنا استقاموا لصافحتهم الملائكة ولأظلهم الغمام ولأشرقوا
نهارا ولأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ولما سألوا الله شيئا إلا أعطاهم.
يا ابن جندب لا تقل في المذنبين من أهل دعوتكم إلا خيرا. واستكينوا إلى الله في
توفيقهم وسلوا التوبة لهم. فكل من قصدنا ووالانا ولم يوال عدونا وقال ما يعلم وسكت
عما لا يعلم أو أشكل عليه فهو في الجنة.
يا ابن جندب يهلك المتكل على عمله. ولا ينجو المجترئ على الذنوب الواثق
برحمة الله. قلت: فمن ينجو؟ قال: الذين هم بين الرجاء والخوف، كأن قلوبهم في مخلب
طائر شوقا إلى الثواب وخوفا من العذاب.
يا ابن جندب من سره أن يزوجه الله الحور العين ويتوجه بالنور فليدخل على
أخيه المؤمن السرور.
يا ابن جندب أقل النوم بالليل، والكلام بالنهار. فما في الجسد شئ أقل
شكرا من العين واللسان، فإن أم سليمان قالت لسليمان عليه السلام: يا بني إياك والنوم،
فإنه يفقرك يوم يحتاج الناس إلى أعمالهم.
يا ابن جندب إن للشيطان مصائد يصطاد بها فتحاموا شباكه ومصائده.
قلت: يا ابن رسول الله وما هي؟ قال: أما مصائده فصد عن بر الاخوان. وأما شباكه
فنوم عن قضاء الصلوات التي فرضها الله. أما إنه ما يعبد الله بمثل نقل الاقدام إلى
بر الاخوان وزيارتهم. ويل للساهين عن الصلوات النائمين في الخلوات
المستهزئين بالله وآياته في الفترات أولئك الذين لا خلاق لهم في الآخرة
ولا يكلمهم الله... يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم.
يا ابن جندب من أصبح مهموما لسوى فكاك رقبته فقد هون عليه الجليل ورغب
من ربه في الربح الحقير. ومن غش أخاه وحقره وناواه جعل الله النار
مأواه. ومن حسد مؤمنا انماث الايمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء.
يا ابن جندب الماشي في حاجة أخيه كالساعي بين الصفا والمروة، وقاضي حاجته
كالمتشحط بدمه في سبيل الله يوم بدر وأحد. وما عذب الله أمة إلا عند استهانتهم
بحقوق فقراء إخوانهم.
يا ابن جندب بلغ معاشر شيعتنا وقل لهم: لا تذهبن بكم المذاهب فوالله لا تنال
ولايتنا إلا بالورع والاجتهاد في الدنيا ومواساة الاخوان في الله. وليس من شيعتنا
من يظلم الناس.
يا ابن جندب إنما شيعتنا يعرفون بخصال شتى: بالسخاء والبذل للاخوان
وبأن يصلوا الخمسين ليلا ونهارا. شيعتنا لا يهرون هرير الكلب ولا يطمعون طمع
الغراب ولا يجاورون لنا عدوا ولا يسألون لنا مبغضا ولو ماتوا جوعا. شيعتنا لا يأكلون
الجري ولا يمسحون على الخفين ويحافظون على الزوال ولا يشربون مسكرا.
قلت: جعلت فداك فأين أطلب
أهل ديننا فإذا رفعه ونظر إليه الناس أمره الشيطان فيكذب علينا وكلما ذهب
واحد جاء آخر.
يا ابن النعمان من سئل عن علم فقال: لا أدري فقد ناصف العلم. والمؤمن
يحقد ما دام في مجلسه فإذا قام ذهب عنه الحقد.
يا ابن النعمان إن العالم لا يقدر أن يخبرك بكل ما يعلم. لأنه سر الله الذي
أسره إلى جبرئيل عليه السلام وأسره جبرئيل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وآله وأسره محمد صلى الله عليه وآله إلى
علي عليه السلام وأسره علي عليه السلام إلى الحسن عليه السلام وأسره الحسن عليه السلام إلى الحسين
عليه السلام وأسره الحسين عليه السلام إلى علي عليه السلام وأسره علي عليه السلام إلى محمد عليه السلام وأسره
محمد عليه السلام إلى من أسره، فلا تعجلوا فوالله لقد قرب هذا الامر ثلاث مرات
فأذعتموه فأخره الله. والله ما لكم سر إلا وعدوكم أعلم به منكم.
يا ابن النعمان ابق على نفسك فقد عصيتني. لا تذع سري فإن المغيرة بن
سعيد كذب على أبي وأذاع سره فأذاقه الله حر الحديد. وإن أبا الخطاب كذب
علي وأذاع سري فأذاقه الله حر الحديد. ومن كتم أمرنا زينه الله به في الدنيا والآخرة
وأعطاه حظه ووقاه حر الحديد وضيق المحابس. إن بني إسرائيل قحطوا حتى هلكت
المواشي والنسل فدعا الله موسى بن عمران عليه السلام فقال: يا موسى إنهم أظهروا الزنا
والربا وعمروا الكنائس وأضاعوا الزكاة. فقال: إلهي تحنن برحمتك عليهم فإنهم
لا يعقلون. فأوحى الله إليه أني مرسل قطر السماء ومختبرهم بعد أربعين يوما. فأذاعوا
ذلك وأفشوه. فحبس عنهم القطر أربعين سنة وأنتم قد قرب أمركم فأذعتموه
في مجالسكم.
يا أبا جعفر ما لكم وللناس كفوا عن الناس ولا تدعوا أحدا إلى هذا الامر
فوالله لو أن أهل السماوات [والأرض] اجتمعوا على أن يضلوا عبدا يريد الله هداه
ما استطاعوا أن يضلوه. كفوا عن الناس ولا يقل أحدكم: أخي وعمي وجاري. فإن
الله جل وعز إذا أراد بعبد خيرا طيب روحه فلا يسمع معروفا إلا عرفه ولا منكرا إلا
أنكره ثم قذف الله في قلبه كلمة يجمع بها أمره.
يا ابن النعمان إن أردت أن يصفو لك ود أخيك فلا تمازحنه ولا تمارينه ولا
تباهينه ولا تشارنه ولا تطلع صديقك من سرك إلا على ما لو اطلع عليه عدوك
لم يضرك. فإن الصديق قد يكون عدوك يوما.
يا ابن النعمان لا يكون العبد مؤمنا حتى يكون فيه ثلاث سنن: سنة من الله
وسنة من رسوله وسنة من الامام، فأما السنة من الله جل وعز فهو أن يكون
كتوما للاسرار يقول الله جل ذكره:عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا وأما
التي من رسول الله صلى الله عليه وآله فهو أن يداري الناس ويعاملهم بالأخلاق الحنيفية وأما
التي من الامام فالصبر في البأساء والضراء حتى يأتيه الله بالفرج.
يا ابن النعمان ليست البلاغة بحدة اللسان ولا بكثرة الهذيان ولكنها إصابة
المعنى وقصد الحجة
المصدر:تحف العقول / ص 301
تعليق