بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
«إلهي هل يرجع العبد الآبق إلا إلى مولاه أم هل يجيره من سخطه أحد سواه».
هنا يشير الإمام(عليه السلام) إلى حاكمية قدرته «تعالى» وحاكمية رحمته:
حاكمية قدرته: أنت يا ربي خالق هذا الوجود ومقتضى خالقيتك لهذاالوجود مالكيتك له، فأنت الخالق وأنت المالك، ومقتضى مالكيتك نفوذ قدرتك في هذاالوجود، لا يوجد شيء من أصغر ذرة إلى أعظم مجرة إلا وقدرتك نافذة فيه قال تعالى:﴿أَلَا إنهُ بكُل شَيْءٍ محيطٌ﴾ قدرتك نافذة في جميع الأشياء فلا مهرب منك إلا إليك، فهل أستطيع الفكاك من قدرتك؟ وهل أستطيع الهروب منها وهي نافذة في كل شيء؟ أين أذهب؟ وأين أمضي؟ وكيف أتحرر؟ ولو صنعت ماصنعت هل هناك أمامي ملجأ ومهرب أن أهرب منه أو أهرب به منك!!،
أبداً مقتضى نفوذقدرتك وسلطنتك أن لا مهرب منك إلا إليك ولا ملجأ منك إلا إليك «وهل يرجع العبدالآبق إلا إليك».
حاكمية الرحمة: أنت من سميت نفسك بالغفور الرحيم يا من يُسمى بالغفور الرحيم، رحمتك هي أجلى صفة تعاملت بها مع خلقك، تحيي برحمتك وتميت؛ وترزق وتعطي، وكل عمل لك وهو مظهر لرحمتك، كل فعل لك يا إلهي وهو مظهر لرحمتك... وأجلى صفة تعاملت بها مع عبدك المسكين المستكين هي رحمتك، فرحمتك حاكمة على صفاتك كلها وحاكمة على أفعالك كلها.
«فيامن سبقت رحمته غضبه» أنت لا تتعامل معنا بغضبك.. وأنت لا تتعامل معنا بعدلك
تعليق