بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
الحج رحلة العودة إلى الله، رحلة الانقطاع التام إلى الرب الرحيم، رحلة إدراك الحقائق التي طالما جحدها الإنسان وإن استيقنتها نفسه الأمارة بالسوء.
ففي رحاب الحج يرى الإنسان المحشر رأي عين، ويستشعر واقعه الحتمي في كل منسك هو ناسكه، فحين يلبس إحرامه المكون من ثوبين إزار ورداء كهيئة الكفن، يتذكر ساعة خروجه من قبره، فإنه وإن كان عليه حال حجه ما يواري به عورته ففي ساعة خروجه من قبره لا يجد عندها ما يواري به سوأته إلاّ من رحم ربك.
وإن كان تدفق مئات الألوف بل الملايين من البشر نحو البيت الحرام لا يعطيه راحة في التقاط أنفاسه، فهذا يدفعه يميناً وذاك شمالاً والثالث قد وطأ على قدميه والرابع قد أصابه بيده في موضع خطير من صدره أو وجهه، فإنه في المحشر قد لا يجد له موطئ قدم يقف فيه فيحشر على هيئة الذر أو ربما أصغر من ذلك تطؤه الخلائق بأقدامها.
وكذلك إن كان في الحج يحتمل حرارة الشمس وشدة الظمأ لساعات هو مشغول فيها بطوافه أو بسعيه، فإنه في المحشر لا يملك إلاّ أن يحتمل حرارة الشمس ويتجرع حرقة الظمأ لألوف السنين،
﴿ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ﴾ اللهم إلاّ أن تسعفه رحمة الله وإن كان لا يُدرى في أي وقت من الأوقات تدركه تلك الرحمة.
فالحج هو الحشر الأصغر، وفي الحشر لا يبقى أحد إلاّ وهو متطلع إلى رحمة الله وعفوه، ولا يبقى أحد إلاّ وهو مقرٌّ بالتقصير والذنب، ولا يبقى أحد إلاّ وهو يظهر الخضوع والتذلل والتضرع والانقطاع بين يدي الغفور الرحيم، والذي عذابه هو العذاب الأليم، بين يدي من خلق الجنة لمن أطاعه ولو كان عبداً حبشياً، وخلق النار لمن عصاه ولو كان سيداً قرشياً
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
الحج رحلة العودة إلى الله، رحلة الانقطاع التام إلى الرب الرحيم، رحلة إدراك الحقائق التي طالما جحدها الإنسان وإن استيقنتها نفسه الأمارة بالسوء.
ففي رحاب الحج يرى الإنسان المحشر رأي عين، ويستشعر واقعه الحتمي في كل منسك هو ناسكه، فحين يلبس إحرامه المكون من ثوبين إزار ورداء كهيئة الكفن، يتذكر ساعة خروجه من قبره، فإنه وإن كان عليه حال حجه ما يواري به عورته ففي ساعة خروجه من قبره لا يجد عندها ما يواري به سوأته إلاّ من رحم ربك.
وإن كان تدفق مئات الألوف بل الملايين من البشر نحو البيت الحرام لا يعطيه راحة في التقاط أنفاسه، فهذا يدفعه يميناً وذاك شمالاً والثالث قد وطأ على قدميه والرابع قد أصابه بيده في موضع خطير من صدره أو وجهه، فإنه في المحشر قد لا يجد له موطئ قدم يقف فيه فيحشر على هيئة الذر أو ربما أصغر من ذلك تطؤه الخلائق بأقدامها.
وكذلك إن كان في الحج يحتمل حرارة الشمس وشدة الظمأ لساعات هو مشغول فيها بطوافه أو بسعيه، فإنه في المحشر لا يملك إلاّ أن يحتمل حرارة الشمس ويتجرع حرقة الظمأ لألوف السنين،
﴿ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ﴾ اللهم إلاّ أن تسعفه رحمة الله وإن كان لا يُدرى في أي وقت من الأوقات تدركه تلك الرحمة.
فالحج هو الحشر الأصغر، وفي الحشر لا يبقى أحد إلاّ وهو متطلع إلى رحمة الله وعفوه، ولا يبقى أحد إلاّ وهو مقرٌّ بالتقصير والذنب، ولا يبقى أحد إلاّ وهو يظهر الخضوع والتذلل والتضرع والانقطاع بين يدي الغفور الرحيم، والذي عذابه هو العذاب الأليم، بين يدي من خلق الجنة لمن أطاعه ولو كان عبداً حبشياً، وخلق النار لمن عصاه ولو كان سيداً قرشياً
تعليق