بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على
أعداهم ،
ومخالفيهم ، ومعانديهم ، وظالميهم ، ومنكري فضائلهم ومناقبهم ،
ومدّعي مقامهم ومراتبهم ،
من الأولين والأخرين أجمعين إلى يوم الدين وبعد :
هذه مقارنة بين موقف المقداد وسعد وموقف ابا بكر وعمر
وانت الحكم
المقداد من المسلمين الاوائل بل قيل انه من السبعة الاوائل الذين اسلموا، ذكره ابن ابي شيبة فقال : حدثنا يحيى بن بكير حدثنا زائدة عن عاصم عن زر عن ابن مسعود قال: اول من اظهر الاسلام سبعة فذكر منهم المقداد . وهو من الفضلاء النجباء الكبار الخيار من اصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) فقد كان من المقربين من النبي (صلى الله وآله)والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على
أعداهم ،
ومخالفيهم ، ومعانديهم ، وظالميهم ، ومنكري فضائلهم ومناقبهم ،
ومدّعي مقامهم ومراتبهم ،
من الأولين والأخرين أجمعين إلى يوم الدين وبعد :
هذه مقارنة بين موقف المقداد وسعد وموقف ابا بكر وعمر
وانت الحكم
فاستشار النبي صلى الله عليه وآله الناس لانّه لم يكن قد خرج بهم للقتال وإنما لطلب العِير .
نظروا الى الجبناء بماذا يشرون الى النبي
قال : عمر وأبي بكر في بدر: فقام عُمَر فقال : يا رسول الله إنها قريش وعِزُّها والله ما ذَلَّت مذ عَزَّت ، ولا آمنت مذ كفرت ، والله لتقاتلَنَّك فاتَّهِب لذلك أُهْبَتَه وأَعِدّ لذلك عُدَّتَه . فأَعْرَض عنه رسولُ الله صلى الله عليه وآله ، ثم قام أبو بكر فقال فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وآله .
نظروا الى هذا الموقف
عند ذلك قام فقال :
المقداد : ثم قام المقداد بن عمرو الكندي فقال : يا رسول الله اِمْضِ لِما أراك الله فنحن معك والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى (إذهب أنت وربّك فقاتلا إنّا هاهنا قاعدون) ، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنّا معكما مُقاتلون ، والذي بعثك بالحق لو سِرْتَ بنا إلى بَرْك الغُماد لجالدنا معك من دونه حتى نبلغه فقال له رسول الله خيراً ودعا له به .
قال عبد الله (بن مسعود) : لقد شَهِدْتُ من المُقداد مشهداً لإنْ أكون صاحبَه أحبُّ إلىَّ مما عُدِلَ به ، أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يدعو على المشركين فقال : والله يا رسول الله لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى : إذهب أنت وربك فقاتلا إنّا هاهنا قاعدون ، ولكن نقاتل عن يمينك وعن يسارك ومن بين يديك ومن خلفك ، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله أشْرَق وجهه وَسَرَّه ذاك.
صحيح البخاري(للبخاري) ج3
3736 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا إسرائيل: عن مخارق، عن طارق بن شهاب قال: سمعت ابن مسعود يقول:
شهدت من المقداد الأسود مشهدا، لأن أكون صاحبه أحب إلي مما عدل به، أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو على المشركين ، فقال: لا نقول كما قال قوم موسى: اذهب أنت وربك فقاتلا، ولكنا نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك . فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم أشرق وجهه وسره. يعني: قوله.
[4333]
[ش (صاحبه) صاحب ذلك المشهد. (عدل به) من كل شيء يقابل به ويوزن من أمور الدنيا].
صحيح البخاري، (للبخاري) ج3
4333 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا إسرائيل، عن مخارق، عن طارق بن شهاب: سمعت ابن مسعود رضي الله عنه قال: شهدت من المقداد (ح). وحدثني حمدان بن عمر: حدثنا أبو النضر: حدثنا الأشجعي، عن سفيان، عن مخارق، عن طارق، عن عبد الله قال:
قال المقداد يوم بدر: يا رسول الله، إنا لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون}. ولكن امض ونحن معك. فكأنه سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ورواه وكيع، عن سفيان، عن مخارق، عن طارق: أن المقداد قال ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم.
[ر: 3736]
[ش (سري عنه) أي أزيل عنه ما يكره وما يسبب له الغم].
معجم الطبراني الكبير (للطبراني)ج10 ص213
حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كريب ثنا حسن بن عطية عن قيس بن الربيع عن عمران بن ظبيان عن أبي تحيا قال عبد الله لقد سمعت من المقداد بن الأسود منقبة لأن تكون لي أحب إلى مما طلعت عليه الشمس قام إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر فقال لا نقول لا نقول لك كما قال قوم موسى اذهب أنت وربك الآية لكن نقاتل عن يمينك وشمالك فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم انبسطت أساريره
مواقف تشرف التاريخ
استمع النبيّ (ص) لخطبة المقداد فاستبشر (ص) ودعا له بخير ثم قال: أشيروا عليَّ أيّها النّاس، وكان يريد بذلك الأنصار، لأنّه إنّما بايعهم أن يحموه في ديارهم، والبيعة لا تلزمهم بنصرته خارج ديارهم، فقال سعد بن معاذ: لعلك تريدنا يا رسول الله؟
قال: أجل، فقال سعد: إنّك عسى أن تكون خرجت لأمرٍ وأحدث الله لك غيره، فانظرْ الذي أحدث الله إليك، فامضِ له، فإنّا قد آمنّا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك عهودنا على السمع والطاعة، ولعلك يا رسول الله تخشى ألاّ تكون الأنصار ترى عليها ألا ينصروك إلاّ في ديارهم، وإني أقول عن الأنصار وأجيب عنهم، فاظعن يا رسول الله حيث شئت، وصلْ حبل مَن شئت، واقطع حبلَ مَنْ شئت وسالِمْ مَنْ شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، وما أخذتَ من أموالنا أحبّ إلينا ممّا تركت، وما أمرت فينا من أمر فأمرنا تبع لأمرك، فامضِ يا رسول الله لما أردت، فنحن معك، والذي بعثك بالحق، لو استعرضت بنا هذا البحر فخضتهُ لخضناه معك، ما تخلّف منا رجلٌ واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدوّنا غداً، إنّا لصبر في الحرب، صدق عند اللقاء، ولعلّ الله يريك منا ما تقرّ به عينك فسِر على بركة الله. فسُرَّ بذلك رسول الله (ص) وتهلّل وجهه وقال:
( سيروا على بركة الله، وأبشروا فإن الله وعدني إحدى الطائفتين، واللهِ لكأنّي أنظر إلى مصارع القوم ).
تعليق