بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
وهي واحدة من أبرز"خصال النبل" والخلق القويم التي دعت إليها الشريعة السمحاء بشدة، وأكدت الأحاديث والروايات على وثيق صلتها بالهوية "الفكرية والنفسية" للإنسان.
وقد نُقل أنه اجتمع رجُلين، فقال أحدهما لصاحبه: كم وجدت في ابن آدم من "العيوب"؟ فقال: هي أكثر من أن تحصر، "وقد وجدت خصلة إن استعملها الإنسان سترت العيوب كلها". قال: ما هي؟ قال: "حفظ اللسان".
فهي مفتاح نسج العلاقات الإنسانية السليمة والوطيدة، حيث قال الإمام علي بن الحسين عليهما السلام: "القول الحسن يثري المال، وينمّي الرزق، وينسئ في الأجل، ويحبب إلى الأهل، ويدخل الجنة"، وسائل الشيعة/ج12 .
"والحذار"من سوء استخدامها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "من لم يحاسب كلامه من عمله كثرت خطاياه وحضر عذابه"، وسائل الشيعة/ج12.
ولها أهمية بالغة ظهرت جلية في الكلام الإلهي: قال تعالى: (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا﴾(الاسراء:53).
وقال سبحانه: ﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً﴾ (البقرة :83).
وقال عز وجل: ﴿لَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ (فصلت:34).
وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ (الأحزاب:70-71).
فلنحرص إخوتي أخواتي على ضبط ألسنتنا وتهذيبها، ويحضرنا هنا حديث رسول الله حينما جاءه رجل فقال: يا رسول اللّه "أوصني". قال: "احفظ لسانك. قال: يا رسول اللّه أوصني. قال: "احفظ لسانك". قال: يا رسول اللّه أوصني. قال: احفظ لسانك، "ويحك وهل يكبّ الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم!"، الكافي/ج2