بسم الله الرحمن الرحيم
أشكل جماعة من أهل السنّة ، بل قد تساءل بعض مثقّفي الشيعة ، عن مشروعيّة تصوير المصيبة في الصحراء أو في فضاء من الأرض ، وكذلك ما يفعلونه من حرق الخيام وغير ذلك ، وأنّه من الأمر المبغوض في الدّين ؛ لأنّه بدعة لم تؤثر عن سيرة المعصومين ، ولا أثر لها في أقوالهم الشريفة..
ويجاب عنه بورود النصّ الظاهر في مطلوبيّة التمثيل في الصحراء أو في أرض واسعة ؛ والمستند فيه ما ورد في صحيحة عبد الله بن سنان قال : قال الإمام أبو عبد الله الصادق في حديث مرّ سابقاً : «ثمّ تسلّم وتحوّل وجهَك نحو قبر الحسين عليه السلام ومضجعه ، فَـتـــُمَثـــّل لنفسك مصرعه ومن كان معه من ولده وأهله وتسلم وتصلّي عليه ، وتلعن قاتليه وتبرأ من أفعالهم ، يرفع الله عزوجل لك بذلك في الجنة من الدرجات ويحط عنك من السيئات...» ([1]).
أقول : وسند هذه الرواية صحيح ، وقد اعترف بصحّتها واعتبارها مشهور علماء الإماميّة الأعظم ، حتّى أنّ المتشدّدين منهم من أمثال العاملي صاحب المدارك وغيره قد جزموا باعتبار سندها وهو الحقّ . وإنصاف القول فهذه الصحيحة نص ظاهر في مشروعيّة التمثيل بل استحبابه بأيّ صيغة كانت ؛ لكفاية إطلاق قوله :« فَتُمَثّل لنفسك مصرعه ومن كان معه» لدخول كلّ مصاديق التمثيل والتشبيه في مثل المقام .
ولا يقال : بأنّ معنى التمثّل هنا ولك أن تقول التمثيل ، هو صرف التخيّل ومجرّد التصوّر ؛ فقد ورد في القرآن الكريم ما يدفع هذا ؛ ففي سورة مريم: (فتمثل لها رجلاً سوياً)([2])(. وهو نصّ صحيح في المطلوب ، وأنّ التمثيل ما يتناول التجسيد الخارجي لا صرف التخيّل ومحض التصوّر ، وهو واضح .
([1]) مصباح المتهجّد (الشيخ الطوسي) : 782.
([2]) سورة مريم : 17 .
أشكل جماعة من أهل السنّة ، بل قد تساءل بعض مثقّفي الشيعة ، عن مشروعيّة تصوير المصيبة في الصحراء أو في فضاء من الأرض ، وكذلك ما يفعلونه من حرق الخيام وغير ذلك ، وأنّه من الأمر المبغوض في الدّين ؛ لأنّه بدعة لم تؤثر عن سيرة المعصومين ، ولا أثر لها في أقوالهم الشريفة..
ويجاب عنه بورود النصّ الظاهر في مطلوبيّة التمثيل في الصحراء أو في أرض واسعة ؛ والمستند فيه ما ورد في صحيحة عبد الله بن سنان قال : قال الإمام أبو عبد الله الصادق في حديث مرّ سابقاً : «ثمّ تسلّم وتحوّل وجهَك نحو قبر الحسين عليه السلام ومضجعه ، فَـتـــُمَثـــّل لنفسك مصرعه ومن كان معه من ولده وأهله وتسلم وتصلّي عليه ، وتلعن قاتليه وتبرأ من أفعالهم ، يرفع الله عزوجل لك بذلك في الجنة من الدرجات ويحط عنك من السيئات...» ([1]).
أقول : وسند هذه الرواية صحيح ، وقد اعترف بصحّتها واعتبارها مشهور علماء الإماميّة الأعظم ، حتّى أنّ المتشدّدين منهم من أمثال العاملي صاحب المدارك وغيره قد جزموا باعتبار سندها وهو الحقّ . وإنصاف القول فهذه الصحيحة نص ظاهر في مشروعيّة التمثيل بل استحبابه بأيّ صيغة كانت ؛ لكفاية إطلاق قوله :« فَتُمَثّل لنفسك مصرعه ومن كان معه» لدخول كلّ مصاديق التمثيل والتشبيه في مثل المقام .
ولا يقال : بأنّ معنى التمثّل هنا ولك أن تقول التمثيل ، هو صرف التخيّل ومجرّد التصوّر ؛ فقد ورد في القرآن الكريم ما يدفع هذا ؛ ففي سورة مريم: (فتمثل لها رجلاً سوياً)([2])(. وهو نصّ صحيح في المطلوب ، وأنّ التمثيل ما يتناول التجسيد الخارجي لا صرف التخيّل ومحض التصوّر ، وهو واضح .
([1]) مصباح المتهجّد (الشيخ الطوسي) : 782.
([2]) سورة مريم : 17 .