أهلا وسهلا بكم في منتدى الكـــفـيل
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة
التعليمات
كما يشرفنا أن تقوم
بالتسجيل ،
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
أخرج الصدوق في أماليه قال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله ، قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن ابن أبي نجران ، عن المثنى ، عن محمد بن مسلم ، قال : سألت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام عن خاتم الحسين بن علي عليهما السلام إلى من صار؟!. وذكرت له أنّي سمعت أنّه أخذ من إصبعه فيما أخذ!!.فقال عليه السلام : « ليس كما قالوا ، إنّ الحسين عليه السلام أوصى إلى ابنه علي بن الحسين عليهما السلام ، وجعل خاتمه في إصبعه ، وفوّض إليه أمره ، كما فعله رسول الله صلى الله عليه وآله بأمير المؤمنين عليه السلام ، وفعله أمير المؤمنين بالحسن عليهما السلام ، وفعله الحسن بالحسين عليهما السلام ، ثمّ صار ذلك الخاتم إلى أبي عليه السلام بعد أبيه ، ومنه صار إليّ ، فهو عندي ، وإنّي لألبسه كلّ جمعة وأصلّي فيه» .قال محمد بن مسلم 1 : فدخلت إليه يوم الجمعة وهو يصلّي ، فلمّا فرغ من الصلاة مدّ إليّ يده ، فرأيت في إصبعه خاتما نقشه : « لا إله إلاّ الله عدّةٌ للقاء الله» ، فقال 7: « هذا خاتم جدي أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام»([1]).أقول : رجاله ثقات ، إلاّ المثنى ، وهو مشترك على التحقيق بين أربعة رواة ، كلّهم ممدوح حسن الحال ، وكلّهم من أصحاب الكتب ، علاوة على رواية ابن أبي عمير عن بعضهم مباشرة ، ورواية البزنطي عن البعض الآخر كذلك ، وهما لا يرويان إلاّ عن ثقة كما لا يخفى . ولا يبعد القول باتّحاد بعضهم بل قد يتعيّن ؛ بشهادة الطبقة واتّحاد الطريق إلى كتبهم .والتحقيق أنّ مثنّى –في الخبر أعلاه- مشترك بين اثنين لا غير ؛ هما مثنّى بن عبد السلام ، ومثنّى بن الوليد ؛ آية ذلك أنّنا لم نجد رواية لابن أبي نجران عن غيرهما ، وكلّ منهما ممدوح حسن الحال بيقين ، وحسبنا أنّ الكشّي قال : قال أبو النضر بن مسعود ، قال عليّ بن الحسن : هما حنّاطان كوفيّان لا بأس بهما ([2]). وهو نصّ في المدح ، علاوة على أنّ ابن عبد السلام يروي عنه البزنطي مباشرة ، وابن الوليد يروي عنه ابن أبي عمير مباشرة ، وهما لا يرويان إلاّ عن ثقة ، وعليه فالطريق حسن بل صحيح .وعلى أيّ تقدير فالذي يلوح من هذا الحديث أنّ إرث العصمة الذي يتعلّق بالإمامة لا يصل إلاّ إلى وارثه من بقيّة الأئمّة المعصومين ؛ فكلّنا يعلم أنّ قَتَلَةَ الحسين وآل بيته قد سلبوا كلّ ما عندهم في كربلاء ، وهذا صحيح لا ريب فيه ، لكن لا ينبغي الشكّ أيضاً في استثناء كلّ ما يتعلّق بالإمامة ؛ إذ لا يمكن أن تصل إليه أيدي المجرمين ولا غيرهم من الخطّائين ، على منوال خاتم النبيّ وبقيّة مختصّات النبوّة لماّ استودعت عند أمير المؤمنين صلوات الله عليهم جميعاً .والسبب في هذا التشديد ، ما يحصل من الضلال والإنحراف والتيه ، لو قدّر ووقع شيء من هذه المقدّسات عند غير أهلها ، فما أسرع أن تُدَّعَي بها مناصب سماويّة كالإمامة والنبوّة والنيابة إدّعاءً باطلاً على ما شهد به التاريخ ؛ ولهذا السبب غيّبت متعلّقات العصمة عن أعين عامّة النّاس ؛ من قبيل ألواح موسى وعصاه ، وقميص يوسف ، وتابوت بني إسرائيل ، وخاتم سليمان ، وصحيفة أهل البيت الجامعة وصحف إبراهيم وسيف علي ذو الفقار وغيرها .أمّا كيف غُـيِّبت عن أعين النّاس ، وهي قد تكون بينهم وأمامهم ؛ فالجواب : كما غيّب الله سبحانه وتعالى ما عند موسى على فرعون ، وكما غيّب الله عيسى وهو في بطن السيّدة العذراء عن أعين اليهود ، وكما غيّب الله إبراهيم عن أعين النماردة بين الجبال والتلال ، وكما غيّب الله محمّداً 9 عن أعين جبابرة قريش لماّ كان في غار حرّاء ، وهو أمامهم مباشرة لا يبصرونه ، وممّا يناسب بحثه هنا . ([1]) الأمالي (الصدوق) : 207 .