بسم الله الرحمن الرحيم
بهذا يظهر فضل القدّيسة زينب صلوات الله عليها على الخلق كافّة ؛ فبعد أن فرغ المجرمون الكافرون من سيّد الشهداء جاؤوا ليستأصلوا السجّاد ، وهو آخر من بقي من نسله ، وقد كان عليلاً بمرض ثقيل لا يقوى على القيام ، فلمّا أرادوا ذلك ، ألقت الصدّيقة زينب بجسدها الشريف عليه تفتديه ، وهي ما زالت غارقة في بحر المصيبة ، فتركوه لأجلها في قصّة معروفة بل متواترة ..
لكن أيّ مصيبة كانت هي غارقة فيها ؛ فلقد رأت بأمّ عينها صلوات الله عليها كيف قطّع المجرمون أوصال أبي الفضل العبّاس وعلي الأكبر وفروا أوداج الرضيع ، وكيف فعلوا ذلك بولديها ، أولاد عبد الله بن جعفر الطيّار ؛ عونٍ ومحمّدٍ صلوات الله عليهم جميعاً ، وكيف فعلوا ذلك بعامّة آل بيت رسول الله ، ناهيك عن سيّد الشهداء الحسين ، وأكثر من ذلك مسؤوليّة ما تبقّى من الأطفال والنساء الملقاة على عاتقها ، هذا وجوفها المقدّس مشتعل كالشمس من العطش وكالبركان من المأساة.. العجيب أنّ هذه المصائب التي لا تستقرّ لها الجبال ، ولا تهدأ لها السماوات والأرضون ، تناستها زينب صلوات الله عليها كلّها وكأنّها لم تك شيئاً ، لماّ افتدت السجّاد 7، أو قل لماّ افتدت العصمة والإمامة وخلافة الله تعالى في الأرض.. أقول : وأنا الجاهل القاصر ، الأمر كلّه بيد الله سبحانه وتعالى ولا رادّ لأمره ، على أنّ الفضل كلّه لله ولرسوله ولأهل بيته المعصومين المطهّرين من الرجس على عامّة الخلق ، ولا فضل لأحد من الخلق عليهم أيّاً كان...، لكن ، مع ذلك ، وهذا ما لا يسعنا أن نتغافل عنه ، هو أنّه ما كان للإمامة أن تستمر من بعد الحسين لولا زينب ، وما كان للعصمة أن تحيا لولاها ، بل ما كان لنسل محمّد من نبض لولاها . بل أقول مخاطباً زينب ؛ اتّباعاً لسلفنا الصّالح ، علماء ومقدّسين : سيّدتي ، أيّتها الصدّيقة ، لك على أعناقنا فضل الإبقاء على ساداتنا أئمّة الهدى ومصابيح الدّجى إلى يوم الدّين ، ولك على رقابنا مِنّة الإبقاء على نبض محمّد 9 إلى يوم البعث ؛ فالسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعثين مقدّسةً عظيمةً في الأحياء.. ..السلام عليك يا مؤتمنة العصمة ، ومعتمدة الإمامة ، ومستودع الوصيّة ، وثقة السماء ، وحبيبة الرحمن ، السلام عليك يا ابنة محمّد المصطفى ، السلام عليك يا ابنة عليّ المرتضى ، السلام عليك يا ابنة خديجة الكبرى ، السلام عليك يا ابنة فاطمة الزهراء ، السلام عليك يا شقيقة الحسن المجتبى ، السلام عليك يا ركن الحسين في كربلاء ومعتمد سيّد الشهداء ، السلام على من افتدت العصمة بنفسها ، السلام على من كافحت عن خلافة الله في الأرض لماّ انقذت السجّاد من القتل . مولاتي وسيّدتي أنا بريء ممّن عاداك ، موال لمن والاك ، أشهد أنّك الراضية بقضاء الله المسلّمة لأمره ، بل أشهد أنّك رضيّة مرضيّة ، عالمة غير معلّمة ، فاهمة غير مفهّمة . السلام عليك أيّتها التقيّة النقيّة ، السلام عليك أيّتها المقدّسة الزكيّة ، أشهد أنّك قد أقمتِ الصلاة ، وآتيتِ الزكاة ، وأمرتِ بالمعروف ونهيتِ عن المنكر ، وأطعتِ الله ورسوله حتّى أتاك اليقين . أشهد أنّك صبرتِ على الأذى ؛ أذىً لا تحتمله السماوات ، وأشهد أنّك تجرّعت المصائب ، مصائب لا تطيقها الأرضون . السلام على من اسودّ جلدها من السياط في الله ، السلام على من اضمحلّ جسدها من الحزن لله ، السلام عليك أيّتها المظلومة المقهورة ، الصابرة المشكورة ، أشهد أنّك تسمعين سلامي وتردّين جوابي ، مهما بعدت الشقّة بينك وبين مواليك وأتباعك ؛ فالسلام عليك يا شفيعة المحبّين المبصرين ، السلام عليك يا أمّ ، يا أمّ الموالين . أنبّه إلى أنّ ألفاظ زيارتها الشريفة بالصيغة أعلاه ، وإن ربما تناولتها العمومات الشرعيّة ، لكن ليست هي زيارة مأثورة ، ولا وردت بهيئتها الآنفة في أخبار أهل البيت : ، وإنّما هي على ركاكتها ، قد طفحت ، وأنا أكتب هذا المطلب ، عن قلبي ونفسي وشعوري ، فسردتها على ما هي عليه من دون إرادة ، من دون تزويق ولا تعديل ؛ فالقلب أصدق من غيره في هذه الموارد ؛ وليعذرني أئمّتي ومولاتي زينب صلوات الله عليهم جميعاً إذا ما تجاوزت ؛ فإنّه زلل من دون عمد ، وليغفروا لي خطيئتي إذا تعدّيت فإنّه سهو من دون قصد ، وليتصدّقوا عليّ بالقبول ؛ فإنّه فاز ونجى من قبلوه ، وخسر وهلك من أعرضوا عنه ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم .
بهذا يظهر فضل القدّيسة زينب صلوات الله عليها على الخلق كافّة ؛ فبعد أن فرغ المجرمون الكافرون من سيّد الشهداء جاؤوا ليستأصلوا السجّاد ، وهو آخر من بقي من نسله ، وقد كان عليلاً بمرض ثقيل لا يقوى على القيام ، فلمّا أرادوا ذلك ، ألقت الصدّيقة زينب بجسدها الشريف عليه تفتديه ، وهي ما زالت غارقة في بحر المصيبة ، فتركوه لأجلها في قصّة معروفة بل متواترة ..
لكن أيّ مصيبة كانت هي غارقة فيها ؛ فلقد رأت بأمّ عينها صلوات الله عليها كيف قطّع المجرمون أوصال أبي الفضل العبّاس وعلي الأكبر وفروا أوداج الرضيع ، وكيف فعلوا ذلك بولديها ، أولاد عبد الله بن جعفر الطيّار ؛ عونٍ ومحمّدٍ صلوات الله عليهم جميعاً ، وكيف فعلوا ذلك بعامّة آل بيت رسول الله ، ناهيك عن سيّد الشهداء الحسين ، وأكثر من ذلك مسؤوليّة ما تبقّى من الأطفال والنساء الملقاة على عاتقها ، هذا وجوفها المقدّس مشتعل كالشمس من العطش وكالبركان من المأساة.. العجيب أنّ هذه المصائب التي لا تستقرّ لها الجبال ، ولا تهدأ لها السماوات والأرضون ، تناستها زينب صلوات الله عليها كلّها وكأنّها لم تك شيئاً ، لماّ افتدت السجّاد 7، أو قل لماّ افتدت العصمة والإمامة وخلافة الله تعالى في الأرض.. أقول : وأنا الجاهل القاصر ، الأمر كلّه بيد الله سبحانه وتعالى ولا رادّ لأمره ، على أنّ الفضل كلّه لله ولرسوله ولأهل بيته المعصومين المطهّرين من الرجس على عامّة الخلق ، ولا فضل لأحد من الخلق عليهم أيّاً كان...، لكن ، مع ذلك ، وهذا ما لا يسعنا أن نتغافل عنه ، هو أنّه ما كان للإمامة أن تستمر من بعد الحسين لولا زينب ، وما كان للعصمة أن تحيا لولاها ، بل ما كان لنسل محمّد من نبض لولاها . بل أقول مخاطباً زينب ؛ اتّباعاً لسلفنا الصّالح ، علماء ومقدّسين : سيّدتي ، أيّتها الصدّيقة ، لك على أعناقنا فضل الإبقاء على ساداتنا أئمّة الهدى ومصابيح الدّجى إلى يوم الدّين ، ولك على رقابنا مِنّة الإبقاء على نبض محمّد 9 إلى يوم البعث ؛ فالسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعثين مقدّسةً عظيمةً في الأحياء.. ..السلام عليك يا مؤتمنة العصمة ، ومعتمدة الإمامة ، ومستودع الوصيّة ، وثقة السماء ، وحبيبة الرحمن ، السلام عليك يا ابنة محمّد المصطفى ، السلام عليك يا ابنة عليّ المرتضى ، السلام عليك يا ابنة خديجة الكبرى ، السلام عليك يا ابنة فاطمة الزهراء ، السلام عليك يا شقيقة الحسن المجتبى ، السلام عليك يا ركن الحسين في كربلاء ومعتمد سيّد الشهداء ، السلام على من افتدت العصمة بنفسها ، السلام على من كافحت عن خلافة الله في الأرض لماّ انقذت السجّاد من القتل . مولاتي وسيّدتي أنا بريء ممّن عاداك ، موال لمن والاك ، أشهد أنّك الراضية بقضاء الله المسلّمة لأمره ، بل أشهد أنّك رضيّة مرضيّة ، عالمة غير معلّمة ، فاهمة غير مفهّمة . السلام عليك أيّتها التقيّة النقيّة ، السلام عليك أيّتها المقدّسة الزكيّة ، أشهد أنّك قد أقمتِ الصلاة ، وآتيتِ الزكاة ، وأمرتِ بالمعروف ونهيتِ عن المنكر ، وأطعتِ الله ورسوله حتّى أتاك اليقين . أشهد أنّك صبرتِ على الأذى ؛ أذىً لا تحتمله السماوات ، وأشهد أنّك تجرّعت المصائب ، مصائب لا تطيقها الأرضون . السلام على من اسودّ جلدها من السياط في الله ، السلام على من اضمحلّ جسدها من الحزن لله ، السلام عليك أيّتها المظلومة المقهورة ، الصابرة المشكورة ، أشهد أنّك تسمعين سلامي وتردّين جوابي ، مهما بعدت الشقّة بينك وبين مواليك وأتباعك ؛ فالسلام عليك يا شفيعة المحبّين المبصرين ، السلام عليك يا أمّ ، يا أمّ الموالين . أنبّه إلى أنّ ألفاظ زيارتها الشريفة بالصيغة أعلاه ، وإن ربما تناولتها العمومات الشرعيّة ، لكن ليست هي زيارة مأثورة ، ولا وردت بهيئتها الآنفة في أخبار أهل البيت : ، وإنّما هي على ركاكتها ، قد طفحت ، وأنا أكتب هذا المطلب ، عن قلبي ونفسي وشعوري ، فسردتها على ما هي عليه من دون إرادة ، من دون تزويق ولا تعديل ؛ فالقلب أصدق من غيره في هذه الموارد ؛ وليعذرني أئمّتي ومولاتي زينب صلوات الله عليهم جميعاً إذا ما تجاوزت ؛ فإنّه زلل من دون عمد ، وليغفروا لي خطيئتي إذا تعدّيت فإنّه سهو من دون قصد ، وليتصدّقوا عليّ بالقبول ؛ فإنّه فاز ونجى من قبلوه ، وخسر وهلك من أعرضوا عنه ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم .