استشهاد شهيد الدعوة الحسينية مسلم بن عقيل عليه السلام 9 ذو الحجة
عـظـّم الله أجـورنـا وأجـوركــم بـمـصــــاب
أبـي عبـدالله الحسـين علـيه السـلام
:: كل يوم عاشوراء .. وكل أرض كربلاء ::
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على محمد وال محمد خاتم النبيين وتمام عدة المرسلين
وصل على عليٍ أمـــير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين وقائد الغر المحجلين
وصل على الصـــديقةالطاهرة فاطمةالزهراء سيدة نـــساء العالمين من الأولين والآخرين
وصل على الحسن والحسين سيدي شباب أهل الــجنة
وصل على التــــ 9 ـــــسعة المعصومين من ذرية الحسين الأطـــهار
صلوات الله وسلامه علـــيهم اجمعين
اللهم صلِّ •'´¯)¸. •'´ '•.¸(¯`'•.على محمد¸•'´¯)¸.•'´ ¯`'•.¸(¯`'•وآل محمد•'´¯)¸.•'´ (¯`'•.الطيبين¸•'´¯)¸.•'´ ¯`'•.¸(¯`'•الطاهرين•'¸.•'´¯)الله¸.•'´¯)محمد¸.•'´¯) علي¸.•'´¯) فاطمة¸.•'´¯)حسن¸.•'´¯)حسين¸.•'´¯)السجاد¸.•'´¯ ) ¸.•'´¯)الباقر¸.•'´¯)الصادق¸.•'´¯)الكاظم¸.•'´¯) الرضا¸.•'´¯)الجواد¸.•'´¯)الهادي¸.• ¸.•'´¯)العسكري¸.•'´ ¯) ¸.•'´¯)المهدي
ذكرى استشهاد سفير الحسين مسلم ابن عقيل
ذكرى استشهاد سفير الحسين مسلم ابن عقيل
فيا ابن عقيل فدتـك النفـوس لـعـظـم رزيـتــك الـفـادحـة
بكتك دما يا ابن عم الحسيـن مـدامـعُ شيعـتـك السافـحـة
لأنـك لــم تــرْوَ مــن شـربـةٍ ثنايـاك فيهـا غـدت طائحـة
رموك من القصر إذ أوثقوك فهل سلمت فيك من جارحة
و سحـبـا تُـجَــرُّ بأسـواقـهـم ألـســتَ أمـيـرهـم الـبـارحـة
عظم الله تعالى لكم الاجر
نرفع احر ايات الحزن والاسى الى الرسول الاعظم صلى الله عليه واله
والى ابن عمه ووصيه علي بن ابي طالب عليه السلام والى ابنت الرسول الاكرم ص وفلذة كبده فاطمة الزهراء عليها السلام والى الحسن والحسين عليهما السلام والى الائمة المعصومين من ذرية الامام الحسين عليهم السلام والى الانبياء والاولياء والصالحين والعلماء الاجلاء العاملين والامة الاسلامية جمعاء والى شيعة امير المؤمين علي بن ابي طالب عليه السلام بــ ذكرى استشهاد شهيد الدعوة الحسينية وسفيرها الأول مسلم بن عقيل عليه السلام
السلام عليــكــ يا اول قتيل ا لسلام عليكـــ يا أول عطشان
السلام عليك يا مسلم بن عقيل
قال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) عن مسلم بن عقيل (عليه السلام) :
( تدمع عليه عيون المؤمنين ، وتصلي عليه الملائكة المقربون )
فيا ابن عقيـل فدتـك النفـوس *** لـعـظـم رزيـتــك الـفـادحــة
بكتك دما يا ابن عم الحسيـن *** مـدامـعُ شيعـتـك السافـحـة
لأنــك لــم تــرْوَ مــن شـربــةٍ *** ثنايـاك فيهـا غـدت طائـحـة
رموك من القصر إذ أوثقـوك *** فهل سلمت فيك من جارحة و سـحـبـا تُـجَــرُّ بـأسـواقـهـم *** ألـســتَ أمـيـرهـم الـبـارحــة
لأنــك لــم تــرْوَ مــن شـربــةٍ *** ثنايـاك فيهـا غـدت طائـحـة
رموك من القصر إذ أوثقـوك *** فهل سلمت فيك من جارحة و سـحـبـا تُـجَــرُّ بـأسـواقـهـم *** ألـســتَ أمـيـرهـم الـبـارحــة
نرفع احر ايات الحزن والاسى الى الرسول الاعظم صلى الله عليه واله
والى ابن عمه ووصيه علي بن ابي طالب عليه السلام والى ابنت الرسول الاكرم ص وفلذة كبده فاطمة الزهراء عليها السلام والى الحسن والحسين عليهما السلام والى الائمة المعصومين من ذرية الامام الحسين عليهم السلام والى الانبياء والاولياء والصالحين والعلماء الاجلاء العاملين والامة الاسلامية جمعاء والى شيعة امير المؤمين علي بن ابي طالب عليه السلام بــ ذكرى استشهاد شهيد الدعوة الحسينية وسفيرها الأول مسلم بن عقيل عليه السلام
والى ابن عمه ووصيه علي بن ابي طالب عليه السلام والى ابنت الرسول الاكرم ص وفلذة كبده فاطمة الزهراء عليها السلام والى الحسن والحسين عليهما السلام والى الائمة المعصومين من ذرية الامام الحسين عليهم السلام والى الانبياء والاولياء والصالحين والعلماء الاجلاء العاملين والامة الاسلامية جمعاء والى شيعة امير المؤمين علي بن ابي طالب عليه السلام بــ ذكرى استشهاد شهيد الدعوة الحسينية وسفيرها الأول مسلم بن عقيل عليه السلام
مسلم وقف يم باب طوعة يدير الافكار ** خجلان راسه منكسه و الدمع نثار
و طوعة تقله شحاجتك من وقفتك هاي ** قلها و هو مغبون يخفي الصوت بهداي
عطشان انا بالله طلعي لي شوي ماي ** جابت الماي و شرب منه ووقف محتار
قالت شربت الماي لا توقف على الباب ** عيب على مثلك وقفته ببيوت الاجناب
جنك جليل و شوفتك يا شهم تنهاب ** لاهلك دروح القمر غرّب و النجم غاب
روح بعجل لاهلك قبل ما يظلم الليل ** واقف تفكر و الدمع بخدك تسيل
ما عندك بهالبلد عزوة و لا رجاجيل ** قلها غريب و لا اهل عندي و لا دار
قلها غريب بهالمدينة و لا لي اوطان ** و خانت بي الكوفة و انا مفرد بلا اعوان
و محد يودي لي خبر لاولاد عدنان ** يقلهم ترى مسلم بليا انصار محتار
قالت هلك في وين قلها في المدينة ** و عنها ارتحلنا و الدهر جاير علينا
عمي علي و مسلم انا اللي يذكرونه ** مخذول و امسيت ببلدكم مالي انصار
(( مـــآجوريــــــن ))
::: مسلم بن عقيل :::
سفير الحسين وأول الشهداء
صلوات الله وسلامه عليهما
::: الولادة المباركة :::
لقد أشرق الكون بهذا الميلاد المبارك ،
وتأرج فيه بنجره الشّذيّ يوم برز الى عالم الشهود بعد تقلب متطاول ،
بين أصلاب طاهرة ، وأرحام زاكية ، غير مدنسة بدرن الكفر ،
ولا موصومة بأدناس الجاهلية الأولى في نسب متصل
بنسب صاحب الرسالة ـ صلى الله عليه وآله ـ وحسب موروث من « شيخ الأبطح »
..... وبينهما حلقة الوصل مثل عقيل المعروفة منزلته من العظمة والإيمان والشرف
ولقد تلقى عقيل دروسا ضافية من صاحب الدعوة الالهية وأخيه الخليفة على الأمة
عند انقضاء أمد الوحي المبين ، وفيها ما يجب على الرجال من اختيار المحل الصالح
لحمل تلكم النطف الزاكية وفي جملتها التحذير من منابت السوء المفسر
على لسان المشرع الأعظم ـ صلى الله عليه وآله ـ بالمرأة الدنيئة الأصل (1)
لكون الوراثة حاكمة بطبعها الأوليّ على الفضائل المطلوبة من الولد
اللهم إلا مع مزاحمة الكسبيات لها وظهورها عليها كما هو المشاهد من الرجال
الذي اتصلوا بالذوات المقدسة فحصل لهم بواسطتها
اسمى الخصال الطيبة وفازوا بالرضوان الأكبر.
ومن المقطوع به أن عقيلا مع حيطته بأنساب العرب ومواقع المآثر
والمحازي وايمانه بتلكم الدروس الراقية لم يختر لنطفته إلا محلا لائقا
تتعداه كل غميزة وتقترب منه الفضيلة ولم يستهسل أن ينبز عقبه
بما لا يلائم نسبه الوضاح وبيتهم المنيع كما كان يقال في كثيرين من أهل عصره وذرياتهم .
ويشهد له وقفة أولاده بمشهد الطف يوم التطمت أمواج الضلال
وتحزّبت عصب الشرك على سيد شباب أهل الجنة وقطعوا عنه خطوط المدد
وحالوا دون الوسائل الحيوية حتى الماء المباح لعامة الحيوانات ،
يريدون بذلك استئصال شأفة النبوة فكتبوا بدمائهم الزاكية اسطرا نورية
على جبهة الدهر تقرؤها الأجيال المتعاقبة ،
ويتعرفون منها مناهج موتة العز وأن الحياة مع الظالمين ذميمة .
فظهر مسلم ـ عليه السلام ـ بين هذه وتلك ألقا وضاءا للحق
وشخصية بارزة للدين والهدى متأهلا لحمل أعباء النيابة الخاصة عن حجة الوقت
ولذلك اختاره لها سيد الشهداء ـ عليه السلام ـ من بين ذويه وحشده الأطايب .
(( مـــآجوريــــــن))(( مـــآجوريــــــن))
::: أُمّه وزوجته :::
أُمّه السيّدة عليّة ، وزوجته السيّدة رقية بنت الإمام علي (عليه السلام) .
::: نشأته عليه السلام :::
لقد عرفت فيما قدمناه من صفة بيت أبي طالب ومبلغ رجالاته
من العلم والمعارف الإلهية وأنهم على الأوضاع والغرر اللائحة في أنسابهم واحسابهم
لا تعدوهم الفضائل العصامية من علم وحكمة وأخلاق وبلاغة وأدب وشجاعة وفروسية
إلى مآثر جمة ازدانت بسروات المجد من بني هشام ، وأن كلام منهم أمة واحدة في المكارم جمعاء
وإن من قضاء الطبيعة وناموس البيئة أنهم يمرنون وليدهم
ويربون الناشئ منهم على ما تدفقت به أوعيتهم ، فلا يدرج الطفل إلا والحنكة ملء إهابه ،
ولا يشب الصغير إلا وهو محتو لفضيلة المشايخ ،
واذا التقيت بالرجل هكذا بين فواضل وفضائل ، ومآثر ومفاخر ،
ولا سيما ان من جبلة رجالات البيت تغذية ناشئهم
بما عندهم من آلاء وتحنيكه بنمير مكارمهم وإروائه بزلال من حكمهم البالغة ،
وعظاتهم الشافية ، وتعاليمهم الراقية ، فقضية قانون التربية الصحيحة أن يكون الولد إنسانا كاملا .
نعم ، هكذا أرباب الفضائل من آل أبي طالب
لا يروقهم في صغيرهم إلا ما يروقهم في الأكابر ،
ولا يرضيهم ممن يمت بهم إلا أن يزدان به منتدى العلم ودست الإمارة ،
ويبتلج به صهوة الخيل ومنبر الخطابة ، وأن يسير مع الركب ذكره
ومع الريح نشره لكي يقتدى به في المآثر ، ويقتص أثره في الأخلاق .
وهذا الذي ذكرناه إنما هو مرحلة الإقتضاء التربوي ،
ويختص بما اذا صادق قابلية المحلّ ،
وعدم المزاحمة بموانع خارجية تسلب الأثر من كل هاتيك الموجبات
من بيئة وبيئة أو مجالس سوء أو شره ثابت ،
فإن هذه الأمور تستوجب التخلف عن ذلك الإقتضاء كما نسب إلى شذاذ من العلويين ،
فإنه على فرض صحة النقل لا يصار إليها
إلا في الموارد المفيدة للعلم بخروج الناشئ عن ذلك الناموس .
وأما داعية الحسين ـ عليه السلام ـ وسفيره الى العراق فكانت لياقته الذاتية ،
وتأهله للفضائل ، وتأثره بتلك التربية الصحيحة ، ونشوؤه في ذلك البيت الممنع ،
وتخرجه من كلية الخلافة الإلهية قاضية بسيره مع ضوء التعاليم المقدسة ،
فأينما يتوجه إلى ناحية من نواحي هذا البيت لا يقع نظره
إلا إلى أستاذ في العلم أو مقتدى في الأخلاق أو زعيم في الدين
أو بطل في الشجاعة أو إمام في البلاغة أو مقنن في السياسة الآلهية .
فكانت نفس مسلم بن عقيل ـ عليه السلام ـ تهش الى نيل مداهم منذ نعومة الأظفار
كما هو طبع المتربى بهذا البيت ، ففي كل حين له نزوع الى مشاكلة كبرائهم ،
وهذه قاعدة مطردة ، فإنك تجد ابن العالم يأنف عن أن يعد في أبناء العامة ،
وابن الملك يكبر نفسه إلا عن خلائق والده ، وولد الزعيم يترفّع عن مشاكلة رعاياه ،
فكل منهم يرمي الى ما يرفعه عن غرائز الطبقات الواطئة .
إذا فما ظنك بمسلم بن عقيل ـ عليه السلام ـ
الذي هو أول من وقع بصره عليه عمه أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ
وابناه الإمامان إن قاما وإن قعدا (1) ـ صلوات الله عليهما ـ ،
ورجالات السؤدد والخطر من آل عبد المطلب
وسمع أخبار الغابرين من أهل بيته في المفاخر والمآثر ،
فهل يمكن أن يكون له هوى إلا مع الفضيلة أو نزوعا إلا الى المحامد ؟
نعم نشأ مسلم مع العلم ، والتقوى والبطولة ، والهدى ، والحزم ، والحجى ، والرشد
كما شاء الله سبحانه حتى أحب لقاءه يوم سعادته بشهادته .
ولقد كان من أهم ما يتلقاه مسلم ـ عليه السلام ـ
من أكابر قومه مناوأة البيت الأموي أضداد الفضيلة ، وأعداء الدين ،
وحضنة الجاهلية الأولي ، وناشري ألوية الوثنية ، والدعاة الى كل رذيلة بأعمالهم ،
وأقوالهم ، ولهذه كانت تعد تلك المباينة من الهاشميين لهم من أسمى مناقبهم الحال كان
« داعية السبط الشهيد ـ عليه السلام ـ » وارثا لهذه الظاهرة بأتم ما لها من المعنى .
ومما لا يستسهل العقل قبوله أن يكون ابن عقيل ـ عليه السلام ـ
متزلفا الى واحد ممن ناوأ آباءه الأطائب أو مجاملا له فيجر الرذيلة الى قومه
وتفوته الشهامة الهاشمية والإباء الموروث له والشمم المتأصل كيف وانه :
درة تـاج الفضـل والكرامـة *** قـرة عيـن المجـد والشهامة
أول رافع لرايــة الهــدى *** خص بفضل السبق بين الشهداء
كفاه فضلا شـرف الرسالــة *** عن معدن العـزة والجلالة (2)
::: مكانته (عليه السلام) :::
كان مسلم (عليه السلام) من أجلّة بني هاشم ،
وكان عاقلاً عالماً شجاعاً ، وكان الإمام الحسين (عليه السلام) يلقّبه بثقتي ،
وهو ما أشار إليه في رسالته إلى أهل الكوفة .
ولشجاعته اختاره عمُّه أمير المؤمنين (عليه السلام) في حرب صفّين ،
ووضعه على ميمنة العسكر مع الحسن والحسين (عليهما السلام) .
(( مـــآجوريــــــن))(( مـــآجوريــــــن))
::: إخبار النبي (صلى الله عليه وآله) بقتله :::
قال الإمام علي ( عليه السلام ) لرسول الله ( صلى الله عليه وآله )
: « يا رسول الله إنّك لتحبّ عقيلاً » ؟
قال : « أي والله إنّي لأحبّه حُبّين ، حبّاً له وحبّاً لحبّ أبي طالب له ،
وإن ولده مقتول – ويقصد بذلك مسلم – في محبّة ولدك ،
فتدمع عليه عيون المؤمنين، وتصلّي عليه الملائكة المقرّبون » .
ثمّ بكى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتّى جرت دموعه على صدره ،
وقال : «إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي » .
::: خروجه (عليه السلام) إلى الكوفة :::
ارتأى الإمام الحسين (عليه السلام) أن يُرسل مندوباً عنه إلى الكوفة
يهيّئ له الأجواء ، وينقل له واقع الأحداث ؛ ليستطيع أن يقرّر الموقف المناسب ،
ولابدّ لهذا السفير من صفات تؤهّله لهذه السفارة ،
فوقع الاختيار على مسلم بن عقيل (عليه السلام) ؛
لما كان يتّصف به من الحكمة والشجاعة والإخلاص .
خرج مسلم (عليه السلام) من المدينة المنوّرة متوجّهاً إلى الكوفة
في 15 شهر رمضان 60 ﻫ ، ويصحبه قيس بن مسهر مع دليلان يدلّانه الطريق .
::: حمله لرسالة الإمام الحسين ع لأهل الكوفة :::
خرج مسلم (عليه السلام) من المدينة
حاملاً رسالة الإمام الحسين (عليه السلام) إلى أهل الكوفة ، جاء فيها :
« بسم الله الرحمن الرحيم ، من الحسين بن علي إلى الملأ من المؤمنين ، أمّا بعد :
فإنّ فلاناً وفلاناً قدما عليَّ بكتبكم ، وكانا آخر رسلكم ،
وفهمت مقالة جلّكم أنّه ليس علينا إمام فأقبل لعلّ الله يجمعنا بك على الحقّ ،
وإنّي باعث إليكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهلي مسلم بن عقيل ،
فإن كتب إليَّ أنّه قد اجتمع رأي ملئكم وذوي الحجا والفضل منكم
على مثل ما قدمت به رسلكم وقرأته في كتبكم ،
أقدم عليكم وشيكاً إن شاء الله تعالى » (3) .
::: وصوله (عليه السلام) إلى الكوفة :::
وصل مسلم (عليه السلام) الكوفة في 5 شوال 60 ﻫ ،
فنزل في دار المختار بن أبي عبيدة الثقفي ، وأقبلت الناس تختلف إليه ،
فكلّما اجتمع إليه منهم جماعة ، قرأ عليهم كتاب الإمام الحسين (عليه السلام) وهم يبكون ،
وبايعه الناس ، حتّى بايعه منهم ثمانية عشر ألف رجلٍ .
::: كتابه إلى الإمام الحسين (عليه السلام) :::
كتب مسلم (عليه السلام) كتاباً من الكوفة إلى الإمام الحسين (عليه السلام) ،
جاء فيه : « أمّا بعد ، فإنّ الرائد لا يكذب أهله ، وأنّ جميع أهل الكوفة معك ،
وقد بايعني منهم ثمانية عشر ألفاً ، فعجّل الإقبال حين تقرأ كتابي هذا، والسلام » (4) .
و طوعة تقله شحاجتك من وقفتك هاي ** قلها و هو مغبون يخفي الصوت بهداي
عطشان انا بالله طلعي لي شوي ماي ** جابت الماي و شرب منه ووقف محتار
قالت شربت الماي لا توقف على الباب ** عيب على مثلك وقفته ببيوت الاجناب
جنك جليل و شوفتك يا شهم تنهاب ** لاهلك دروح القمر غرّب و النجم غاب
روح بعجل لاهلك قبل ما يظلم الليل ** واقف تفكر و الدمع بخدك تسيل
ما عندك بهالبلد عزوة و لا رجاجيل ** قلها غريب و لا اهل عندي و لا دار
قلها غريب بهالمدينة و لا لي اوطان ** و خانت بي الكوفة و انا مفرد بلا اعوان
و محد يودي لي خبر لاولاد عدنان ** يقلهم ترى مسلم بليا انصار محتار
قالت هلك في وين قلها في المدينة ** و عنها ارتحلنا و الدهر جاير علينا
عمي علي و مسلم انا اللي يذكرونه ** مخذول و امسيت ببلدكم مالي انصار
(( مـــآجوريــــــن ))
::: مسلم بن عقيل :::
سفير الحسين وأول الشهداء
صلوات الله وسلامه عليهما
::: الولادة المباركة :::
لقد أشرق الكون بهذا الميلاد المبارك ،
وتأرج فيه بنجره الشّذيّ يوم برز الى عالم الشهود بعد تقلب متطاول ،
بين أصلاب طاهرة ، وأرحام زاكية ، غير مدنسة بدرن الكفر ،
ولا موصومة بأدناس الجاهلية الأولى في نسب متصل
بنسب صاحب الرسالة ـ صلى الله عليه وآله ـ وحسب موروث من « شيخ الأبطح »
..... وبينهما حلقة الوصل مثل عقيل المعروفة منزلته من العظمة والإيمان والشرف
ولقد تلقى عقيل دروسا ضافية من صاحب الدعوة الالهية وأخيه الخليفة على الأمة
عند انقضاء أمد الوحي المبين ، وفيها ما يجب على الرجال من اختيار المحل الصالح
لحمل تلكم النطف الزاكية وفي جملتها التحذير من منابت السوء المفسر
على لسان المشرع الأعظم ـ صلى الله عليه وآله ـ بالمرأة الدنيئة الأصل (1)
لكون الوراثة حاكمة بطبعها الأوليّ على الفضائل المطلوبة من الولد
اللهم إلا مع مزاحمة الكسبيات لها وظهورها عليها كما هو المشاهد من الرجال
الذي اتصلوا بالذوات المقدسة فحصل لهم بواسطتها
اسمى الخصال الطيبة وفازوا بالرضوان الأكبر.
ومن المقطوع به أن عقيلا مع حيطته بأنساب العرب ومواقع المآثر
والمحازي وايمانه بتلكم الدروس الراقية لم يختر لنطفته إلا محلا لائقا
تتعداه كل غميزة وتقترب منه الفضيلة ولم يستهسل أن ينبز عقبه
بما لا يلائم نسبه الوضاح وبيتهم المنيع كما كان يقال في كثيرين من أهل عصره وذرياتهم .
ويشهد له وقفة أولاده بمشهد الطف يوم التطمت أمواج الضلال
وتحزّبت عصب الشرك على سيد شباب أهل الجنة وقطعوا عنه خطوط المدد
وحالوا دون الوسائل الحيوية حتى الماء المباح لعامة الحيوانات ،
يريدون بذلك استئصال شأفة النبوة فكتبوا بدمائهم الزاكية اسطرا نورية
على جبهة الدهر تقرؤها الأجيال المتعاقبة ،
ويتعرفون منها مناهج موتة العز وأن الحياة مع الظالمين ذميمة .
فظهر مسلم ـ عليه السلام ـ بين هذه وتلك ألقا وضاءا للحق
وشخصية بارزة للدين والهدى متأهلا لحمل أعباء النيابة الخاصة عن حجة الوقت
ولذلك اختاره لها سيد الشهداء ـ عليه السلام ـ من بين ذويه وحشده الأطايب .
(( مـــآجوريــــــن))(( مـــآجوريــــــن))
::: أُمّه وزوجته :::
أُمّه السيّدة عليّة ، وزوجته السيّدة رقية بنت الإمام علي (عليه السلام) .
::: نشأته عليه السلام :::
لقد عرفت فيما قدمناه من صفة بيت أبي طالب ومبلغ رجالاته
من العلم والمعارف الإلهية وأنهم على الأوضاع والغرر اللائحة في أنسابهم واحسابهم
لا تعدوهم الفضائل العصامية من علم وحكمة وأخلاق وبلاغة وأدب وشجاعة وفروسية
إلى مآثر جمة ازدانت بسروات المجد من بني هشام ، وأن كلام منهم أمة واحدة في المكارم جمعاء
وإن من قضاء الطبيعة وناموس البيئة أنهم يمرنون وليدهم
ويربون الناشئ منهم على ما تدفقت به أوعيتهم ، فلا يدرج الطفل إلا والحنكة ملء إهابه ،
ولا يشب الصغير إلا وهو محتو لفضيلة المشايخ ،
واذا التقيت بالرجل هكذا بين فواضل وفضائل ، ومآثر ومفاخر ،
ولا سيما ان من جبلة رجالات البيت تغذية ناشئهم
بما عندهم من آلاء وتحنيكه بنمير مكارمهم وإروائه بزلال من حكمهم البالغة ،
وعظاتهم الشافية ، وتعاليمهم الراقية ، فقضية قانون التربية الصحيحة أن يكون الولد إنسانا كاملا .
نعم ، هكذا أرباب الفضائل من آل أبي طالب
لا يروقهم في صغيرهم إلا ما يروقهم في الأكابر ،
ولا يرضيهم ممن يمت بهم إلا أن يزدان به منتدى العلم ودست الإمارة ،
ويبتلج به صهوة الخيل ومنبر الخطابة ، وأن يسير مع الركب ذكره
ومع الريح نشره لكي يقتدى به في المآثر ، ويقتص أثره في الأخلاق .
وهذا الذي ذكرناه إنما هو مرحلة الإقتضاء التربوي ،
ويختص بما اذا صادق قابلية المحلّ ،
وعدم المزاحمة بموانع خارجية تسلب الأثر من كل هاتيك الموجبات
من بيئة وبيئة أو مجالس سوء أو شره ثابت ،
فإن هذه الأمور تستوجب التخلف عن ذلك الإقتضاء كما نسب إلى شذاذ من العلويين ،
فإنه على فرض صحة النقل لا يصار إليها
إلا في الموارد المفيدة للعلم بخروج الناشئ عن ذلك الناموس .
وأما داعية الحسين ـ عليه السلام ـ وسفيره الى العراق فكانت لياقته الذاتية ،
وتأهله للفضائل ، وتأثره بتلك التربية الصحيحة ، ونشوؤه في ذلك البيت الممنع ،
وتخرجه من كلية الخلافة الإلهية قاضية بسيره مع ضوء التعاليم المقدسة ،
فأينما يتوجه إلى ناحية من نواحي هذا البيت لا يقع نظره
إلا إلى أستاذ في العلم أو مقتدى في الأخلاق أو زعيم في الدين
أو بطل في الشجاعة أو إمام في البلاغة أو مقنن في السياسة الآلهية .
فكانت نفس مسلم بن عقيل ـ عليه السلام ـ تهش الى نيل مداهم منذ نعومة الأظفار
كما هو طبع المتربى بهذا البيت ، ففي كل حين له نزوع الى مشاكلة كبرائهم ،
وهذه قاعدة مطردة ، فإنك تجد ابن العالم يأنف عن أن يعد في أبناء العامة ،
وابن الملك يكبر نفسه إلا عن خلائق والده ، وولد الزعيم يترفّع عن مشاكلة رعاياه ،
فكل منهم يرمي الى ما يرفعه عن غرائز الطبقات الواطئة .
إذا فما ظنك بمسلم بن عقيل ـ عليه السلام ـ
الذي هو أول من وقع بصره عليه عمه أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ
وابناه الإمامان إن قاما وإن قعدا (1) ـ صلوات الله عليهما ـ ،
ورجالات السؤدد والخطر من آل عبد المطلب
وسمع أخبار الغابرين من أهل بيته في المفاخر والمآثر ،
فهل يمكن أن يكون له هوى إلا مع الفضيلة أو نزوعا إلا الى المحامد ؟
نعم نشأ مسلم مع العلم ، والتقوى والبطولة ، والهدى ، والحزم ، والحجى ، والرشد
كما شاء الله سبحانه حتى أحب لقاءه يوم سعادته بشهادته .
ولقد كان من أهم ما يتلقاه مسلم ـ عليه السلام ـ
من أكابر قومه مناوأة البيت الأموي أضداد الفضيلة ، وأعداء الدين ،
وحضنة الجاهلية الأولي ، وناشري ألوية الوثنية ، والدعاة الى كل رذيلة بأعمالهم ،
وأقوالهم ، ولهذه كانت تعد تلك المباينة من الهاشميين لهم من أسمى مناقبهم الحال كان
« داعية السبط الشهيد ـ عليه السلام ـ » وارثا لهذه الظاهرة بأتم ما لها من المعنى .
ومما لا يستسهل العقل قبوله أن يكون ابن عقيل ـ عليه السلام ـ
متزلفا الى واحد ممن ناوأ آباءه الأطائب أو مجاملا له فيجر الرذيلة الى قومه
وتفوته الشهامة الهاشمية والإباء الموروث له والشمم المتأصل كيف وانه :
درة تـاج الفضـل والكرامـة *** قـرة عيـن المجـد والشهامة
أول رافع لرايــة الهــدى *** خص بفضل السبق بين الشهداء
كفاه فضلا شـرف الرسالــة *** عن معدن العـزة والجلالة (2)
::: مكانته (عليه السلام) :::
كان مسلم (عليه السلام) من أجلّة بني هاشم ،
وكان عاقلاً عالماً شجاعاً ، وكان الإمام الحسين (عليه السلام) يلقّبه بثقتي ،
وهو ما أشار إليه في رسالته إلى أهل الكوفة .
ولشجاعته اختاره عمُّه أمير المؤمنين (عليه السلام) في حرب صفّين ،
ووضعه على ميمنة العسكر مع الحسن والحسين (عليهما السلام) .
(( مـــآجوريــــــن))(( مـــآجوريــــــن))
::: إخبار النبي (صلى الله عليه وآله) بقتله :::
قال الإمام علي ( عليه السلام ) لرسول الله ( صلى الله عليه وآله )
: « يا رسول الله إنّك لتحبّ عقيلاً » ؟
قال : « أي والله إنّي لأحبّه حُبّين ، حبّاً له وحبّاً لحبّ أبي طالب له ،
وإن ولده مقتول – ويقصد بذلك مسلم – في محبّة ولدك ،
فتدمع عليه عيون المؤمنين، وتصلّي عليه الملائكة المقرّبون » .
ثمّ بكى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتّى جرت دموعه على صدره ،
وقال : «إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي » .
::: خروجه (عليه السلام) إلى الكوفة :::
ارتأى الإمام الحسين (عليه السلام) أن يُرسل مندوباً عنه إلى الكوفة
يهيّئ له الأجواء ، وينقل له واقع الأحداث ؛ ليستطيع أن يقرّر الموقف المناسب ،
ولابدّ لهذا السفير من صفات تؤهّله لهذه السفارة ،
فوقع الاختيار على مسلم بن عقيل (عليه السلام) ؛
لما كان يتّصف به من الحكمة والشجاعة والإخلاص .
خرج مسلم (عليه السلام) من المدينة المنوّرة متوجّهاً إلى الكوفة
في 15 شهر رمضان 60 ﻫ ، ويصحبه قيس بن مسهر مع دليلان يدلّانه الطريق .
::: حمله لرسالة الإمام الحسين ع لأهل الكوفة :::
خرج مسلم (عليه السلام) من المدينة
حاملاً رسالة الإمام الحسين (عليه السلام) إلى أهل الكوفة ، جاء فيها :
« بسم الله الرحمن الرحيم ، من الحسين بن علي إلى الملأ من المؤمنين ، أمّا بعد :
فإنّ فلاناً وفلاناً قدما عليَّ بكتبكم ، وكانا آخر رسلكم ،
وفهمت مقالة جلّكم أنّه ليس علينا إمام فأقبل لعلّ الله يجمعنا بك على الحقّ ،
وإنّي باعث إليكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهلي مسلم بن عقيل ،
فإن كتب إليَّ أنّه قد اجتمع رأي ملئكم وذوي الحجا والفضل منكم
على مثل ما قدمت به رسلكم وقرأته في كتبكم ،
أقدم عليكم وشيكاً إن شاء الله تعالى » (3) .
::: وصوله (عليه السلام) إلى الكوفة :::
وصل مسلم (عليه السلام) الكوفة في 5 شوال 60 ﻫ ،
فنزل في دار المختار بن أبي عبيدة الثقفي ، وأقبلت الناس تختلف إليه ،
فكلّما اجتمع إليه منهم جماعة ، قرأ عليهم كتاب الإمام الحسين (عليه السلام) وهم يبكون ،
وبايعه الناس ، حتّى بايعه منهم ثمانية عشر ألف رجلٍ .
::: كتابه إلى الإمام الحسين (عليه السلام) :::
كتب مسلم (عليه السلام) كتاباً من الكوفة إلى الإمام الحسين (عليه السلام) ،
جاء فيه : « أمّا بعد ، فإنّ الرائد لا يكذب أهله ، وأنّ جميع أهل الكوفة معك ،
وقد بايعني منهم ثمانية عشر ألفاً ، فعجّل الإقبال حين تقرأ كتابي هذا، والسلام » (4) .
تعليق