بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ﴾
قيل إن اسم القرية التي خرجوا منها هرباً من وبائها داوردان قبلُ واسط قال الكلبي والضحاك مقاتل أن ملكاً من ملوك بني إسرائيل أمرهم أن يخرجوا إلى قتال عدوهم فخرجوا فعسكروا ثم جنبوا وكرهوا الموت فاعتلوا وقالوا إن الأرض التي نأتيها بها الوباء فلا نأتيها حتى ينقطع منها الوباء فأرسل الله عليهم الموت فلما رأوا أن الموت كثر فيهم خرجوا من ديارهم فراراً من الموت، فلما رأى الملك ذلك قال اللهم رب يعقوب وإله موسى قد ترى معصية عبادك فأرهم آية في نفسهم حتى يعلموا إنهم لا يستطيعون الفرار منك فماتهم اأماتهم الله جميعاً وأمات دوابهم وأتى عليهم ثمانية أيام حتى انتفخت واروحت أجسادهم فخرج إليهم الناس فعجزوا عن دفنهم فحظروا عليهم حظيرة دون السباع وتركوهم فيها قالوا وأتى على ذلك مدة حتى بليت أجسادهم وعريت عظامهم وتقطعت أوصالهم فمر عليهم حزقيل وجعل يتفكر فيهم متعجباً منهم فأوحى الله إليه يا حزقيل تريد أن أريك آية وأريك كيف أحيى الموتى قال نعم فأحياهم الله، وقيل إنهم كانوا قوم حزقيل فأحياهم الله بعد ثمانية أيام وذلك أنه لما أصابهم ذلك خرج حزقيل في طلبهم فوجدهم موتى فبكى ثم قال يا رب كنت في قوم يحمدونك ويسبحونك ويقدسونك فبقيت وحيداً لأقوم لي فأوحى الله إليه قد جعلت حياتهم إليك فقال حزقيل أحيوا بإذن الله فعاشوا، وسأل حمران بن أعين أبا جعفر الباقر ع عن هؤلاء القوم الذين قال لهم الله موتوا ثم أحياهم فقال احياهم حتى نظر الناس إليهم ثم أماتهم أم ردهم إلى الدنيا حتى سكنوا الدور وأكلوا الطعام قائل لا بل ردهم الله حتى سكنوا الدور وأكلوا الطعام ونكحوا النساء ومكثوا بذلك ما شاء الله ثم ماتوا بآجالهم.
تعليق