بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
لقد أولى الإمام أبو عبد الله الحسين عليه السلام هذه الخطة اهتماماً بالغاً، ثم إنه اعتمدها في كلّ تفاصيل الثورة، لقد وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
مصداق ذلك مسلم بن عقيل بن أبي طالب عليهم السلام الرجل الكبير والعظيم، وقد حمّله الإمام عليه السلام مسؤولية إدارة الصراع في الكوفة، فنهض بها، وفاق التوقعات في انجازاته وأدائه، لأنّ مسلم بن عقيل امتاز بصفات عالية أهلته بجدارة لإدارة الصراع، ثم توجيه المعركة لصالح الثورة الحسينية، بالرغم من شدّة الضغوط وقساوة الصراع، فاستطاع أن يخرج بنتائج باهرة ظلّت لهذه الساعة تشغل أذهان العلماء والمفكرين وأصحاب النظريات.
مسلم بن عقيل
تقول الروايات أنه ولد في حياة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، وقال فيه رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم عندما سأله الإمام علي عليه السلام عن حبه لعقيل، قائلاً: ((يا رسول الله إنك لتحب عقيلاً؟)).
فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((إي والله! إني لأحبه حبين، حباً له، وحباً لحبِّ أبي طالب له، وإن ولده لمقتول في محبة ولدك، فتدمع عليه عيون المؤمنين، وتصلي عليه الملائكة المقربون)).
ثم بكى الحبيب محمّد صلى الله عليه وآله وسلم حتى جرت دموعه على صدره، ثم قال: ((إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي))[1].
يقول (البلاذري): ((وكان مسلم بن عقيل من أرجل ولد عقيل وأشجعهم))[2].
وقد اشترك في صفين، وكان أحد قادة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، وقد أبلى بلاءً حسناً[3].
ولا غرو في ذلك، وهو قد تخرّج من مدرسة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.
جاء في كتاب (مبعوث الحسين عليه السلام): ((الشجاعة الخارقة المشهودة لمسلم كسمة من أشهر سماته، لم تأتِ من التدريبات البدنية فحسب، وإنما جاءت أيضاً من تعاطيه العلم والعرفان في مدرسةٍ وفقت بنجاح بين دروسها السلاح، مدرسة أفلحت بمعلمين غير عاديين وحظيت بأساتذة غير ضعفاء ولا نظريين فمن هم هؤلاء الذين علّموه ودرّسوه؟! إنهم معلّمو الأمة وأساتذة الإنسانية الذين كان سيد الكائنات وأشرف البشرية قد خصّهم بعلمه وحكمته دون غيرهم من الناس، إنهم: أخو النبي وابن عمّه، وريحانتاه من الدنيا.
قد زاحم أقرانه والصحابة والتابعين في وقوفه عند باب مدينة العلم علي أمير المؤمنين عليه السلام، وريث خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم، فتشرّب من عمه التقوى واليقين، وارتوى من نمير علوم عليّ العظيم، مستلهماً منه الصفات والمزايا الحيدرية.
إنه شاطر الهاشميين الهيبة والشمائل، وسائر السمات كالعلم والحلم والأناة والسؤدد والإباء والشمم، يلتهب حماساً ليمتلئ وعياً وعرفاناً، وعلماً جماً))[4].
ومسلم كان قائداً عسكرياً في صفين جعله الإمام أمير المؤمنين عليه السلام على فيلق من الجيش على الميمنة التي ضمّت كبار القادة، مثل: سبطي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الإمام الحسن والإمام الحسين عليهما السلام، وعبد الله بن جعفر زوج العقيلة زينب عليها السلام»[5].
وجاء في كتاب (مبعوث الإمام الحسين عليه السلام) أيضاً:
قال البياسي في (الأعلام) بسنده: ((كان مسلم بن عقيل مثل الأسد، وقد كان من قوته أنه يأخذ الرجل بيده فيرمي به فوق البيت))[6].
يقول الزركلي عنه: ((إنه كان من ذوي الرأي والعلم والشجاعة))[7].
وتزوج الشهيد مسلم بن عقيل من رقية بنت الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، وكانت زوجته الفضلى التي أنجبت عبد الله بطل من أبطال كربلاء.
وتقول الروايات: إن مسلم صاهر الإمام عليه السلام ثانية عقب وفاة الأولى برقية الصغرى، وقيل بأم كلثوم.
كما اختلف المؤرخون حول أولاد مسلم، فقيل خمسة وبنت واحدة، وقيل أربعة وبنت واحدة، من رقية الأولى، أو أختها بعد وفاتها.
لكن المتفق عليه لدى سائر المحققين أنه لم يبق لمسلم عقب.
ولمسلم عشرة أو أحد عشر من إخوته الكرام، وقد استشهدوا في كربلاء الحسينعليه السلام، وهم يجودون بمهجهم من أجل القرآن والعقيدة))[8].
وقد أثبتت الوقائع في الكوفة أنّ مسلماً كان بطلاً شهماً، ورفيعاً في أخلاقه وعبادته، وقد سجل في تاريخ الإسلام صفحات بيضاء لا يمكن أن تنمحي من ذاكرة الزمن.
إنّ التاريخ المشرق يشكّل أحد الروافد في استنهاض الأمة، وعندما تجد الأمة تاريخاً مشرقاً ومفعماً بالمواقف الكبيرة فإنّ بإمكانها أن تكتب المواقف بقوة وبروح عالية
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
لقد أولى الإمام أبو عبد الله الحسين عليه السلام هذه الخطة اهتماماً بالغاً، ثم إنه اعتمدها في كلّ تفاصيل الثورة، لقد وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
مصداق ذلك مسلم بن عقيل بن أبي طالب عليهم السلام الرجل الكبير والعظيم، وقد حمّله الإمام عليه السلام مسؤولية إدارة الصراع في الكوفة، فنهض بها، وفاق التوقعات في انجازاته وأدائه، لأنّ مسلم بن عقيل امتاز بصفات عالية أهلته بجدارة لإدارة الصراع، ثم توجيه المعركة لصالح الثورة الحسينية، بالرغم من شدّة الضغوط وقساوة الصراع، فاستطاع أن يخرج بنتائج باهرة ظلّت لهذه الساعة تشغل أذهان العلماء والمفكرين وأصحاب النظريات.
مسلم بن عقيل
تقول الروايات أنه ولد في حياة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، وقال فيه رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم عندما سأله الإمام علي عليه السلام عن حبه لعقيل، قائلاً: ((يا رسول الله إنك لتحب عقيلاً؟)).
فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((إي والله! إني لأحبه حبين، حباً له، وحباً لحبِّ أبي طالب له، وإن ولده لمقتول في محبة ولدك، فتدمع عليه عيون المؤمنين، وتصلي عليه الملائكة المقربون)).
ثم بكى الحبيب محمّد صلى الله عليه وآله وسلم حتى جرت دموعه على صدره، ثم قال: ((إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي))[1].
يقول (البلاذري): ((وكان مسلم بن عقيل من أرجل ولد عقيل وأشجعهم))[2].
وقد اشترك في صفين، وكان أحد قادة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، وقد أبلى بلاءً حسناً[3].
ولا غرو في ذلك، وهو قد تخرّج من مدرسة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.
جاء في كتاب (مبعوث الحسين عليه السلام): ((الشجاعة الخارقة المشهودة لمسلم كسمة من أشهر سماته، لم تأتِ من التدريبات البدنية فحسب، وإنما جاءت أيضاً من تعاطيه العلم والعرفان في مدرسةٍ وفقت بنجاح بين دروسها السلاح، مدرسة أفلحت بمعلمين غير عاديين وحظيت بأساتذة غير ضعفاء ولا نظريين فمن هم هؤلاء الذين علّموه ودرّسوه؟! إنهم معلّمو الأمة وأساتذة الإنسانية الذين كان سيد الكائنات وأشرف البشرية قد خصّهم بعلمه وحكمته دون غيرهم من الناس، إنهم: أخو النبي وابن عمّه، وريحانتاه من الدنيا.
قد زاحم أقرانه والصحابة والتابعين في وقوفه عند باب مدينة العلم علي أمير المؤمنين عليه السلام، وريث خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم، فتشرّب من عمه التقوى واليقين، وارتوى من نمير علوم عليّ العظيم، مستلهماً منه الصفات والمزايا الحيدرية.
إنه شاطر الهاشميين الهيبة والشمائل، وسائر السمات كالعلم والحلم والأناة والسؤدد والإباء والشمم، يلتهب حماساً ليمتلئ وعياً وعرفاناً، وعلماً جماً))[4].
ومسلم كان قائداً عسكرياً في صفين جعله الإمام أمير المؤمنين عليه السلام على فيلق من الجيش على الميمنة التي ضمّت كبار القادة، مثل: سبطي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الإمام الحسن والإمام الحسين عليهما السلام، وعبد الله بن جعفر زوج العقيلة زينب عليها السلام»[5].
وجاء في كتاب (مبعوث الإمام الحسين عليه السلام) أيضاً:
قال البياسي في (الأعلام) بسنده: ((كان مسلم بن عقيل مثل الأسد، وقد كان من قوته أنه يأخذ الرجل بيده فيرمي به فوق البيت))[6].
يقول الزركلي عنه: ((إنه كان من ذوي الرأي والعلم والشجاعة))[7].
وتزوج الشهيد مسلم بن عقيل من رقية بنت الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، وكانت زوجته الفضلى التي أنجبت عبد الله بطل من أبطال كربلاء.
وتقول الروايات: إن مسلم صاهر الإمام عليه السلام ثانية عقب وفاة الأولى برقية الصغرى، وقيل بأم كلثوم.
كما اختلف المؤرخون حول أولاد مسلم، فقيل خمسة وبنت واحدة، وقيل أربعة وبنت واحدة، من رقية الأولى، أو أختها بعد وفاتها.
لكن المتفق عليه لدى سائر المحققين أنه لم يبق لمسلم عقب.
ولمسلم عشرة أو أحد عشر من إخوته الكرام، وقد استشهدوا في كربلاء الحسينعليه السلام، وهم يجودون بمهجهم من أجل القرآن والعقيدة))[8].
وقد أثبتت الوقائع في الكوفة أنّ مسلماً كان بطلاً شهماً، ورفيعاً في أخلاقه وعبادته، وقد سجل في تاريخ الإسلام صفحات بيضاء لا يمكن أن تنمحي من ذاكرة الزمن.
إنّ التاريخ المشرق يشكّل أحد الروافد في استنهاض الأمة، وعندما تجد الأمة تاريخاً مشرقاً ومفعماً بالمواقف الكبيرة فإنّ بإمكانها أن تكتب المواقف بقوة وبروح عالية
تعليق