بسمه تعالى
السلام عليكم
وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ ۖ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ*(31)*قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا ۚ قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا ۖ لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ*( 32 ) / العنكبوت
-------------------------
ضرب الولايات المتحدة الامريكية قبل ايام قليلة اعصار ( هارفي ) شديد القوة من الدرجة الرابعة ، ولقد سبب الاعصار موت وجرح عدد من الناس وكذلك اضرار مادية كبيرة في بعض المدن الامريكية قدرت لحد الان 40 - 60 مليار دولار وانقطعت الكهرباء عن مدن كبيرة ونزح الآلاف من الناس هربا من خطر ودمار الاعصار .
ولقد تباينت ردود الافعال بخصوص هذه الظاهرة الطبيعية باختلاف الجهات والحيثيات فهناك دول وقنوات اعلامية تناقلت الخبر وتفاصيل الحادثة وهناك تعاطف من جهات مختلفة .
الا انه مما لفت النظر " عندي " هو ردود افعال وان كانت فردية هنا وهناك ولكن تستحق الوقوف عندها للتامل او النقاش فيها ، حيث عبر البعض بما يفهم او يبدوا ظاهره من تعبيره ان الله انزل بهذا الاعصار عقابا عليهم وانه فرح بما حل بهذه الدولة المتجبرة الظالمة وخاصة ممن عانى ويعاني من آثار سياستها العدائية .
ولكن ! يرجى الانتباه لكل ذي رأي ، بان ما حصل في امريكا تحت اثر هذا الاعصار او غيره من كوارث طبيعية وغيرها انه ليس بالضرورة وكذلك غير قابل لليقين والقطع انه عذاب وعقاب إلهي ، ولعله اصابت دول ومدن اسلامية كوارث مثلها بل ومناطق يسكن فيها اتباع ومحبين آل البيت ع . فالغيب لله وعلينا الاعتبار والاستجارة بالله ، وليس اخلاقنا المحمدية هي الشماته وخلط الصالح بالطالح سواء ،،، فالعاقل الرشيد متزن ودقيق في ردود فعله ، وهكذا هم المؤمنون حقا .
ومن جهة اخرى وحتى مع حقيقة كون امريكا او حكومة الولايات المتحدة الامريكية هي الشيطان الاكبر كما وصّفها الامام الراحل الخميني رحمه الله
ولكن ! يجب ايضا التفريق بين الحكومات وبين الشعوب ، او الدول ومن يسكن فيها . فليس جميع اهل هذه البلد او ذاك راضٍ عن حكومته وليس جميعهم على دين واحد وموقف واحد ، ولعل فيهم المسلمين والصالحين ولعل فيهم من اتباع ومحبين وشيعة ال البيت ع .
فما ظنّك بشعور وموقف هؤلاء وهم يسمعون او يقرأون خطابات الشماته والفرحة بما حل بامريكا والصور تنقل دمار وموت وتشريد لهم على اثر غضب الطبيعة وكل ذنبهم ان حكومة البلد هي حكومة فاسدة منحرفة وظالمة كامريكا او غيرها . ولم يصيب الظالمين من الحكومة وجيشها ضرر مباشر سوى الخسائر المادية المترتبة على الحكومة وكبريات شركات التأمين، بل وقع الضرر المباشر على الضعفاء وعلى من كان تحديدا في محل الكارثة .
الموقف الاسلامي الاخلاقي لمثل هكذا حالة لعله ينقلها القرآن ويصورها في مشهد عملي لطيف لرسول الله وخليله ابراهيم ع لمّا جائته الملائكة بالبشرى والابلاغ باهلاك قوم لوط لمّا استحقوا عذاب الإستأصال .
فما كان منه عليه السلام وهو الأوّاه الحليم الرشيد الرحيم الا ان استدرك بلاغ الملائكة ليقول لهم ( ان فيها لوطا ) وما ذلك الا رحمتا واخلاقا عالية من جانب الخليل نقلها وثبتها القرآن ليتعلم منه من يقرأ القران لاحقا ،
ولقد قابلته الملائكة العظام بانها رسل ربها وهي اعلم بكل من كان فيها من المؤمنين وانهم بعين الله وانهم ناجين باذن الله .
وهكذا نحن يجب ان نتعلم من اخلاق القرآن وعِبره اذا ما وصل الينا خبر عن قرب حلول كارثة او حلول كارثة في بلد ما مهما كان وحتى مع " فرض " يقيننا بظلم حكومتهم بل وكثير اهلها بان تكون رسالتنا لهم وموقفنا مما يحصل بهم بان نطلب وندعوا من الله الرحمن الرحيم اللطف بالابرياء والضعفاء فضلا عن المؤمنين بل وحتى الدواب والطيور وما يسكن في البحر ، فرحمة الله واسعة ونبينا نبي الرحمة ، وأئمتنا على نفس الصراط ونحن خلفهم ويجب ان نكون مثلهم باخلاقنا العالية .
اللهم لا نسألك رد قضائك وقد نزل ولكن نسألك اللطف فيه
اللهم اوسع برحمتك الابرياء والضعفاء والمسلمين وشيعة ال البيت في امريكا ممن يسكن في المكان الذي حلّ فيه الاعصار وفرّج عنهم اجمعين .
وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين ، والصلاة على محمد واله الطاهرين
الباحث الطائي
السلام عليكم
وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ ۖ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ*(31)*قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا ۚ قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا ۖ لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ*( 32 ) / العنكبوت
-------------------------
ضرب الولايات المتحدة الامريكية قبل ايام قليلة اعصار ( هارفي ) شديد القوة من الدرجة الرابعة ، ولقد سبب الاعصار موت وجرح عدد من الناس وكذلك اضرار مادية كبيرة في بعض المدن الامريكية قدرت لحد الان 40 - 60 مليار دولار وانقطعت الكهرباء عن مدن كبيرة ونزح الآلاف من الناس هربا من خطر ودمار الاعصار .
ولقد تباينت ردود الافعال بخصوص هذه الظاهرة الطبيعية باختلاف الجهات والحيثيات فهناك دول وقنوات اعلامية تناقلت الخبر وتفاصيل الحادثة وهناك تعاطف من جهات مختلفة .
الا انه مما لفت النظر " عندي " هو ردود افعال وان كانت فردية هنا وهناك ولكن تستحق الوقوف عندها للتامل او النقاش فيها ، حيث عبر البعض بما يفهم او يبدوا ظاهره من تعبيره ان الله انزل بهذا الاعصار عقابا عليهم وانه فرح بما حل بهذه الدولة المتجبرة الظالمة وخاصة ممن عانى ويعاني من آثار سياستها العدائية .
ولكن ! يرجى الانتباه لكل ذي رأي ، بان ما حصل في امريكا تحت اثر هذا الاعصار او غيره من كوارث طبيعية وغيرها انه ليس بالضرورة وكذلك غير قابل لليقين والقطع انه عذاب وعقاب إلهي ، ولعله اصابت دول ومدن اسلامية كوارث مثلها بل ومناطق يسكن فيها اتباع ومحبين آل البيت ع . فالغيب لله وعلينا الاعتبار والاستجارة بالله ، وليس اخلاقنا المحمدية هي الشماته وخلط الصالح بالطالح سواء ،،، فالعاقل الرشيد متزن ودقيق في ردود فعله ، وهكذا هم المؤمنون حقا .
ومن جهة اخرى وحتى مع حقيقة كون امريكا او حكومة الولايات المتحدة الامريكية هي الشيطان الاكبر كما وصّفها الامام الراحل الخميني رحمه الله
ولكن ! يجب ايضا التفريق بين الحكومات وبين الشعوب ، او الدول ومن يسكن فيها . فليس جميع اهل هذه البلد او ذاك راضٍ عن حكومته وليس جميعهم على دين واحد وموقف واحد ، ولعل فيهم المسلمين والصالحين ولعل فيهم من اتباع ومحبين وشيعة ال البيت ع .
فما ظنّك بشعور وموقف هؤلاء وهم يسمعون او يقرأون خطابات الشماته والفرحة بما حل بامريكا والصور تنقل دمار وموت وتشريد لهم على اثر غضب الطبيعة وكل ذنبهم ان حكومة البلد هي حكومة فاسدة منحرفة وظالمة كامريكا او غيرها . ولم يصيب الظالمين من الحكومة وجيشها ضرر مباشر سوى الخسائر المادية المترتبة على الحكومة وكبريات شركات التأمين، بل وقع الضرر المباشر على الضعفاء وعلى من كان تحديدا في محل الكارثة .
الموقف الاسلامي الاخلاقي لمثل هكذا حالة لعله ينقلها القرآن ويصورها في مشهد عملي لطيف لرسول الله وخليله ابراهيم ع لمّا جائته الملائكة بالبشرى والابلاغ باهلاك قوم لوط لمّا استحقوا عذاب الإستأصال .
فما كان منه عليه السلام وهو الأوّاه الحليم الرشيد الرحيم الا ان استدرك بلاغ الملائكة ليقول لهم ( ان فيها لوطا ) وما ذلك الا رحمتا واخلاقا عالية من جانب الخليل نقلها وثبتها القرآن ليتعلم منه من يقرأ القران لاحقا ،
ولقد قابلته الملائكة العظام بانها رسل ربها وهي اعلم بكل من كان فيها من المؤمنين وانهم بعين الله وانهم ناجين باذن الله .
وهكذا نحن يجب ان نتعلم من اخلاق القرآن وعِبره اذا ما وصل الينا خبر عن قرب حلول كارثة او حلول كارثة في بلد ما مهما كان وحتى مع " فرض " يقيننا بظلم حكومتهم بل وكثير اهلها بان تكون رسالتنا لهم وموقفنا مما يحصل بهم بان نطلب وندعوا من الله الرحمن الرحيم اللطف بالابرياء والضعفاء فضلا عن المؤمنين بل وحتى الدواب والطيور وما يسكن في البحر ، فرحمة الله واسعة ونبينا نبي الرحمة ، وأئمتنا على نفس الصراط ونحن خلفهم ويجب ان نكون مثلهم باخلاقنا العالية .
اللهم لا نسألك رد قضائك وقد نزل ولكن نسألك اللطف فيه
اللهم اوسع برحمتك الابرياء والضعفاء والمسلمين وشيعة ال البيت في امريكا ممن يسكن في المكان الذي حلّ فيه الاعصار وفرّج عنهم اجمعين .
وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين ، والصلاة على محمد واله الطاهرين
الباحث الطائي
تعليق