اسألوا غدير

[عطر الولايه]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

التقى “زمانٌ” بـ “مكان”… فاصبحت ذكرى لقائهما عيداً أكبر، واتفقا على تجديد الذكرى عبر الزمان، ومنذ ذلك اللقاء صارا من المشاهير، تكفّل “زمانٌ” بتخليد زمان اللقاء، وتكفّل “مكانٌ” بتخليد مكان اللقاء، وجرى تفاصيل اللقاء على كل لسان.
اسألوا غدير… فعند غدير الخبر اليقين.

تخلدّت الذكرى… في قولِ عظيم، وقلبِ محب،
وكُتبت عنها الكتب والمقالات، وأُلفت الأبحاث والدراسات،
وتوارثتها الأجيال … ذكرى سعيدة، يُحتفى بها بشكر مُنعمُها، والدعاء ونيل المطالب.
اسألوا غدير… ففي غدير خيرٌ وفير.

تتجدد ذكرى اللقاء سنوياً، هذه مهمةُ “زمان”، بهذا كان الإتفاق،
المؤمنون يهنؤن بعضهم البعض، وتقام الإحتفالات بهذه المناسبة، فتلقى القصائد والكلمات، وتسعد الأرواح احتفالاً بالعيد الأكبر.
عندها يقوم “مكان” بمهمته، يذكر تفاصيل اللقاء، وما جرى وما كان،
الفخر… كلّ الفخر حازه “مكان”، فالذكرى صارت تحمل اسمه.

الثامن عشر من ذي الحجة… زمانٌ كأي زمان.
غدير خم… مكانٌ كأي مكان.
لا شيء مختلف، ولا شيء يُذكر، يومٌ من دقائق وساعات، ومكان فيه ماءٌ ورمال.

كان ذلك قبل اللقاء،
ولكن بعد اللقاء الذي كان بينهما، اختلف الحال وتغيرت الأمور،
ارتدى “زمانٌ” وهو (الثامن عشر من ذي الحجة) ثوب القدسيّة.
وارتدى “مكانٌ” وهو (غدير خم) حُلة القداسة، فصارا ليْسا كأي زمان، ولا كأي مكان.
فحين ترسم الأناملُ حروفهما ، أو تنطق الشفاه بإسمهما ،
تدبُّ الحياة، وتخضرّ الرُّبى، وتتفتح الأزهار، وينتشر الأريج،
وتسمع في اسمهما نغماً… يُطرب حباً،
ويشعّ منهما نوراً…يُقرُّ عيناً.

حروفٌ… حين تُكتب، وتتشكل الكلمات، تصير عنواناً، تزهو فخراً، تسعدُ حظاً، تصفُ كمال الدين وتمام النعمة.
ننصتُ خاشعين، بالحب والهين،
لصوت الغدير، غدير الحياة،
عبر الزمان، من ذاك المكان، وأيُّ مكان،
نال الشرف… كلّ الشرف،
مكانٌ وطأته قدم، هي أشرف الأقدام،
وقدم أخرى… هي نفس تلك الأقدام.
هناك…علىظ° صوتٌ، هو صوت السماء،
أمرٌ للنبيّ العدنان أتاه من الرحمظ°ن:
بلّغ، وإلاّ… فكلُّ شيءٍ كان منك كأنّه (ما كان).
هناك… كان الإعلان، لسيد الأنام في أفصح بيان.

سألهم: ( أيها المؤمنون ألست أولى بكم من أنفسكم؟ )
فَهِموا السؤال، وبان لهم المطلب، جلياّ كالشمس في رابعة النهار.

قالوا: اللهم بلى.

الله أكبر، تمت الحجّة على من كان، ومن يكون إلى آخر الزمان،
بعدها كان الإعلان، وتشرّف الزمان وافتخر المكان.
يدُ النبوية رفعت يد الإمامة ، وقال سيد الخلق وخاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله:
( فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم والي من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله)

حقٌ لزمانٍ تمت فيه النعمة أن يصبح عيدُ الله الأكبر.
وحقٌ لمكانٍ فيه كَمُلَ الدين أن يفخر.
حين نَصّب رسول الله صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب وصيّاً له وإماماً للأمة من بعده.

اسألوا غدير خمٍّ تُنبكم بما كان في ذلك الزمان.

( اَلْحَمْدُ للهِ الّذى جَعَلَنا مِنَ الْمُتَمَسِّكينَ بِوِلايَةِ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَالاَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ )

( اَلْحَمْدُ للهِ الّذى جَعَلَ كَمالَ دينِهِ وَتَمامَ نِعْمَتِهِ بِوِلايَةِ اَميرِ الْمُؤمِنينَ عَلىِّ بْنِ اَبى طالِب عَلَيْهِ السَّلامُ ).
————-

(رُوي عن الإمام الرضا سلام الله عليه أنه قال:
«لو عرفَ الناسُ فضل هذا اليومِ بحقيقتهِ لصافحَتْهُمُ الملائكةُ في كلِّ يومٍ عشْرَ مرّاتٍ») – إقبال الأعمال لابن طاووس: ص468، فضل يوم عيد الغدير.

(رُوي عن الإمام الرضا سلام الله عليه بشأن يوم الغدير، حيث قال:
«ويُعتَقُ في يومِ الغديرِ منَ النارِ ضِعْفَ ما أُعتِقَ في شهرِ رمضانَ وليلةِ القدرِ وليلةِ الفطر») تهذيب الأحكام، ج6، ص24، ح9، باب7 ـ فضل زيارته سلام الله عليه.

(وروى الشيخ الطوسي في التهذيب، عن الإمام الرضا سلام الله عليه، عن آبائه سلام الله عليهم عن أمير المؤمنين سلام الله عليه قال:
«الدِّرْهَمُ فيهِ ـ أي في عيد الغدير ـ بِألفِ ألفِ دِرْهَم») تهذيب الأحكام، ج3، ص143، باب7 ـ صلاة الغدير، ح1.

[اختكم في الله]

الحمد لله الذي جعلنا من شيعة علي وبارك الله فيكم وكل عام وانتم موالين