أحلام شهيد لم تتحق ...
رحمن الفياض..
هوليس ضليع بتفسير الرؤيا, ولكنه يعبر بعضا منها, فهم المقصد وأزدادت القناعة لديه, ان هناك أمرا كبير قادم لامحال, لازالت تلك الصورة الجميلة تداعب افكاره, ينتظر ,يفكر كثيرا, مقدمات الحدث موجوده, فتسارع وتيرة الأخبار, وأنباء توغل الوحوش وتهديدها للمقدسات تتسارع.
أرض خضراء واسعة, بحيرة زرقاء هادئة, كوخ مصنوع من قصب الجنوب, أرض مفروشة بسعف نخلها, مجموعة من الصبية يلعبون, يلجأون اليه في أختلافهم , ليحكم بينهم,وفجأة سرب من الغربان يعكر صفو ذلك المشهد,يفرق جمع الأطفال, ليجلس مرعوبا من شدة القلق.
قد تكون الأحلام والرؤيا من نسج الخيال, او أنعكاس لما يدور في أذهاننا في النهار, نتيجة التفكير, اوضغط العمل, يقص الرؤيا على ,والدته التي أخشوشنت يداها من كثرة العمل, فقد ضعف بصرها ,بعدما فنيت عمرها في تربية هو واخوته بعد أن أعدم النظام والده, فرجعت بذكرياتها الى ثمانينات القرن الماضي, وتذكرت ذلك الماضي الجميل عندما كان والد شهيد يضج مضاجع النظام بضربات موجعة هو ورفاقه, الى أن وشى به احد اركان النظام ولقي القبض عليه وتم أعدامه أمام زوجته وأطفاله.
في ذلك اليوم, أعلن في وسائل الإعلام عن فتوى الجهاد الكفائي, فشاهدت صورة الاب تتجلى بشهيد الأبن الأصغر لها, نفس ذلك الحماس, والحمية هي عينها, فنبرة الصوت واحدة, والملامح هي ذاتها, تيقنت بداخلها ان رؤيا شهيد هي الشهادة او النصر, فهذه العائلة لابد لها في كل جيل ان تخلد في التاريخ بتقديم قربان فكان الدور على شهيد.
يقبل تلك الايدي التي عملت وكافحت من أجل لقمة العيش, ويستأذنها للالتحاق بركب المجاهدين, شارك في جميع معارك التحرير,معركة بعد أخرى, كان ذلك المغوارالجنوبي يشحذ همم رفاقه بالأهازيج الجنوبية, الى ان حانت تلك الليلة, فقد كان الصمت يخيم على المحور الذي يقاتل فيه هو ورفاقه, لايعكره الا بضع اصوات من طلقات من هنا وهناك, كان شهيد يتأمل في منظر النجوم, يستذكر ايام طفولته الجميلة في اهوار الجنوب, مع لوعة حرمانه من أبيه الا أن الأم قد عوضت بحنانها بعض منه, يغفو على مخدة من رمل عملها لنفسه, برهة يسمع نداء قرب رأسه شهيد ,شهيد, حان وقت صلاة الفجر.
يصلي هو ورفاقه, ليبدء هجوم قوي على محورهم في أيمن الموصل, فتتعالى الأصوات بالنداء والدعاء والصلوات, لتنجلي الغبرة, عن صد التعرض, ومقتل جميع افراد العدو, وشهيد لازال شهيد, ضاحكا , مبتسم يتصل على والدته أمي كيف حالك, حبيبتي, لم يتحقق حلمي لازلت شهيد الحي لم أستشهد, ولكني سجلت أسمي في سجل المستشهدين.
رحمن الفياض..
هوليس ضليع بتفسير الرؤيا, ولكنه يعبر بعضا منها, فهم المقصد وأزدادت القناعة لديه, ان هناك أمرا كبير قادم لامحال, لازالت تلك الصورة الجميلة تداعب افكاره, ينتظر ,يفكر كثيرا, مقدمات الحدث موجوده, فتسارع وتيرة الأخبار, وأنباء توغل الوحوش وتهديدها للمقدسات تتسارع.
أرض خضراء واسعة, بحيرة زرقاء هادئة, كوخ مصنوع من قصب الجنوب, أرض مفروشة بسعف نخلها, مجموعة من الصبية يلعبون, يلجأون اليه في أختلافهم , ليحكم بينهم,وفجأة سرب من الغربان يعكر صفو ذلك المشهد,يفرق جمع الأطفال, ليجلس مرعوبا من شدة القلق.
قد تكون الأحلام والرؤيا من نسج الخيال, او أنعكاس لما يدور في أذهاننا في النهار, نتيجة التفكير, اوضغط العمل, يقص الرؤيا على ,والدته التي أخشوشنت يداها من كثرة العمل, فقد ضعف بصرها ,بعدما فنيت عمرها في تربية هو واخوته بعد أن أعدم النظام والده, فرجعت بذكرياتها الى ثمانينات القرن الماضي, وتذكرت ذلك الماضي الجميل عندما كان والد شهيد يضج مضاجع النظام بضربات موجعة هو ورفاقه, الى أن وشى به احد اركان النظام ولقي القبض عليه وتم أعدامه أمام زوجته وأطفاله.
في ذلك اليوم, أعلن في وسائل الإعلام عن فتوى الجهاد الكفائي, فشاهدت صورة الاب تتجلى بشهيد الأبن الأصغر لها, نفس ذلك الحماس, والحمية هي عينها, فنبرة الصوت واحدة, والملامح هي ذاتها, تيقنت بداخلها ان رؤيا شهيد هي الشهادة او النصر, فهذه العائلة لابد لها في كل جيل ان تخلد في التاريخ بتقديم قربان فكان الدور على شهيد.
يقبل تلك الايدي التي عملت وكافحت من أجل لقمة العيش, ويستأذنها للالتحاق بركب المجاهدين, شارك في جميع معارك التحرير,معركة بعد أخرى, كان ذلك المغوارالجنوبي يشحذ همم رفاقه بالأهازيج الجنوبية, الى ان حانت تلك الليلة, فقد كان الصمت يخيم على المحور الذي يقاتل فيه هو ورفاقه, لايعكره الا بضع اصوات من طلقات من هنا وهناك, كان شهيد يتأمل في منظر النجوم, يستذكر ايام طفولته الجميلة في اهوار الجنوب, مع لوعة حرمانه من أبيه الا أن الأم قد عوضت بحنانها بعض منه, يغفو على مخدة من رمل عملها لنفسه, برهة يسمع نداء قرب رأسه شهيد ,شهيد, حان وقت صلاة الفجر.
يصلي هو ورفاقه, ليبدء هجوم قوي على محورهم في أيمن الموصل, فتتعالى الأصوات بالنداء والدعاء والصلوات, لتنجلي الغبرة, عن صد التعرض, ومقتل جميع افراد العدو, وشهيد لازال شهيد, ضاحكا , مبتسم يتصل على والدته أمي كيف حالك, حبيبتي, لم يتحقق حلمي لازلت شهيد الحي لم أستشهد, ولكني سجلت أسمي في سجل المستشهدين.
تعليق