بسم الله الرحمن الرحيم
ولصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
اليكم قصة الامام السجاد عليه السلام مع طاوس الفقيه لنتخذ منها أعظم العبر:-
((يقول طاووس الفقيه: رأيته يطوف من العشاء إلى السحر ويتعبّد، فلمَّا لم يرَ أحداً رمق السماء بطرفه وقال: إلهي غارت نجوم سماواتك، وهجعت عيون أنامك، وأبوابك مفتّحات للسائلين، جئتك لتغفر لي وترحمني وتريني وجه جدّي محمّد صلى الله عليه وآله في عرصات القيامة، ثم بكى وقال: وعزّتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك، وما عصيتك إذ عصيتك وأنا بك شاك، ولا بنكالك جاهل، ولا لعقوبتك متعرّض، ولكن سوّلت لي نفسي وأعانني على ذلك سترك المرخى به عليَّ...
ثم بكى وقال: سبحانك تُعصى كأنَّك لا ترى، وتحلم كأنَّك لم تعصَ، تتودَّد إلى خلقك بحسن الصنيع كأنَّ بك الحاجة إليهم، وأنت يا سيدي الغني عنهم ثم خرَّ إلى الأرض ساجداً.
قال: فدنوت منه وشلت برأسه ووضعته على ركبتي وبكيت حتى جرت دموعي على خدّه، فاستوى جالساً وقال: «من الذي أشغلني عن ذكر ربّي»؟
فقلت: أنا طاووس يا ابن رسول الله، ما هذا الجزع والفزع؟ ونحن يلزمنا أن نفعل مثل هذا، ونحن عاصون جانون، أبوك الحسين بن علي واُمك فاطمة الزهراء، وجدّك رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: فالتفت إليَّ وقال: «هيهات هيهات يا طاووس دع عني حديث أبي واُمّي وجدّي، خلق الله الجنّة لمن أطاعه وأحسن، ولو كان عبداً حبشياً، وخلق النار لمن عصاه ولو كان ولداً قرشياً، أما سمعت قوله تعالى: (فَإذَا نُفِخَ في الصُّورِ فَلا أنسَابَ بَيْنَهُمْ يَومَئِذ وَلاَ يَتَساءَلُونَ) والله لا ينفعك غداً إلاَّ تقدمة تقدّمها من عمل صالح))...
تعليق