إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المرأة ومجالس الحسين

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المرأة ومجالس الحسين

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين




    مما ينبغي البحث فيه مناقشة الكيفية الخطابية للمرأة، ومن العجب أن الخطابة النسائية ما زالت تتوارث الأسلوب القديم للخطابة؛ إذ إن كل اهتمامها بجانب المصيبة فقط، وكأن مجالس الحسين حرم فيها الوعظ والإرشاد أو تتنافى معه.

    ولعلك تلاحظ معي هذا الجيل المتعلم ما زال كذلك أيضاً متصفاً بتقليده الأعمى في طريقة خطابته، فيا ترى ما هي الأسباب والدواعي التي حملتها على الديمومة بهذا الأسلوب؟

    لو استقصينا الدواعي الرئيسية التي الجأت المرأة على الاستمرار لوجدنا أن الأسباب الرئيسية هي:



    أولاً: جهل المرأة أهمية الخطابة


    إذ لو نظرنا باختصار إلأى مجلس الإمام الحسين (عليه السلام) وجدناه مدرسة إسلامية تفيض بالثقافة والمفاهيم الإسلامية، ولعل أكبر رافد رئيسي يغذي المجتمع هو منبر الإمام الحسين (عليه السلام)، وكل من يحظر مجالس الحسين يشعر بهذا الاحساس الملموس؛ لذلك فإن منبر الحسين (عليه السلام) هو لسان حق وصدق ووسيلة أمر بمعروف ونهي عن منكر؛ لذلك يتخرج من تحته الكثيرون من الشباب المؤمن الواعي، وما ذلك إلا بفضل جهود خدمة المنبر الحسيني؛ حيث يزداد اهتمامه بكل ما يملك من طاقة وجهد في سبيل الإرشاد والتعليم.

    ولما كان هذا الأثر الملموس من نتاج المنبر الحسيني حق لنا أن ندعو إلى ارتباط أكثر.

    هذا لو نظرنا إلى مجالس الحسين عند الرجال، أما النساء فماذا نجد وماذا نستفيد وما تدر علينا مجالسها من نفع؟ الجواب: لا شيء إلا اللطم والصراخ.

    لذلك لا نجد إلا الاهتمام بجانب المصيبة فقط، أما جوانب التوعية فليس لها أثر على الإطلاق، مما أدى بالمرأة إلى الاستمرار على جهلها والتخبط في دينها ودنياها.

    ألا تشعري أيتها الخطيبة بخطر هذا المقام؟ ألا تملكي الإحساس بالمسؤولية أمام الله؟ ألا تعيري شيئاً من الاهتمام بكيفية الخطاب والتوجيه؟



    ثانياً: توجه الأقلام إلى الجانب المأساوي


    وكأنما الحسين لم يكن هدفه إلا أن نبكي عليه فقط، مع العلم أنه القائل: ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا مفسداً وإنما خرجت للاصلاح في أمة جدي، فما أن وقع على الأرض إلا وقد ارتفع دين محمد، وشع نور الإسلام، وانتصر الحق على الباطل، وهذا هو هدى الحسين.

    إن لم يكن دين محمد لم يستقم *** إلا بقتلي فيا سيوف خذيني


    فنأسف أن ليس في ساحة المرأة إلا من يهتم بجانب المصيبة فقط، وإننا لا ننكر هذا الجانب، ولكن ليس إلى هذا الحد.

    فيا أخي الكاتب والمحاضر، يا من وضع النقاط على الحروف، إن لم يكن أمثالكم يهتم بتوعية المرأة فمن هو المسؤول؟ وما عسى أن يكون لو قدمت مع المصيبة شيء من التعليم والإرشاد؟ أليس هو من الأمور الواجبة؟ ألا يكفي تكريراً وإعادة للمصائب؟ أتكره أن تجمع النور مع النور؟


    ثالثاً: ابتعاد المربي والموجه

    وهذا أمر يشعر به الجميع، فإن وجود الفاصل بين الرجل والمرأة أثّر على رقيها ورفعة مستواها الخطابي.

    ومما يأسف أن بعض من عليه المسؤولية يبعد عن نفسه توجيه المرأة، وإن أعار اهتماماً فبالنقد فقط، مع العلم أن طريق الاتصال موجود وبدون إشكال شرعي عن طريق التسجيل في وسائل الإعلام، والكتابة هي أسهل الأمور … أن يهتم الشباب بانجاز مجالس حسينية مبسطة، وما على المرأة (الخطيبة) إلا التفضل بإلقائها شيئاً فشيئاً إلى أن ترفع من مستواها، ونتغلب على هذه المشكلة بل الكارثة التي أدت بالمرأة إلى المواصلة في طريق الجهل والظلام.

    وأخيراً، فأي جهل أعظم من أن نختصر على معرفة اسم الإمام وأنه مات مسموماً أو مقتولاً ولا نطّلع على حياته المليئة بالحكم والمواعظ والتعاليم.


    ولا ننكر أن العزاء له قيمته العظيمة التي أمرنا بإحيائها وتعظيمها، ولكن ألا ترى أن من السعادة كون مجالس الحسين (عليه السلام) مدرسة أخلاقية وعلمية جامعة للعزاء والمعرفة؟

    إن حياة الإمام، كل إمام من أئمة أهل البيت مليئة بالمعارف والعلوم، وإن لها من الأهمية ما لا نصل نحن العوام إلى إدراكه؛ لذلك يرصد الفقهاء حركة الإمام، سكونه، قوله، فعله، فيكون لهم حجة في استنباط الحكم الشرعي الذي يتوصل إليه بطريقته الخاصة. فالإمام نور أينما حل، وضياء أينما ارتحل، ومشعل للهدى يضيء لنا كي لا نتخبط في الظلام، وهذا ما حملنا أن ندعو إلى إحياء ذكره والإغداق من تعاليمه، وما أحوجنا إلى مثل هذا المشعل في مجلس الحسين الذي بذل كل غالٍ ونفيس ورمل نساءه وأيتم أطفاله لكي يرفع كلمة: (لا إله إلا الله)… (والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقر لكم إقرار العبيد، وإنما هو إلا الموت والقدوم على رب كريم).


    تركت الخلق طراً في هواك *** وأيتمت العيال لكي أراك

    فلو قطعتني في الحب إرباً *** لما مال الفؤاد إلى سواك

    فيا أختاه، إدأبي على أن تجدي ما ينفع وتغلبي على الظروف المحيطة، وأثبتي وجودك وبثي ما ينفع لمن ينتفع، وأعرضي عن كل جاهل أعمى، وقولي سلاماً لنتحدى هذه العوامل، ونتغلب عليها، ونأخذ العبرة من سيرة الإمام الحسين (عليه السلام) ونحقق أهدافه، ونسعى لنوجد تغييراً أو تجديداً في مجالس النساء لنحضى برضا الله (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر).

  • #2
    وفقك الله اختي الكريمة على هذا البحث القيم والنافع الذي اتمنى من الجميع الاطلاع عليه ولا يحتاج الى تعقيب لانه ملم للكليات والجزئيات المطلوبة جزاكم الله كل خير وجعله في ميزان الحسنات .

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X