بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
البكاء على الحسين عليه السلام ,من السنن النبوية و كان أول من بكى على الحسين عليه السلام جده رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم , و لم يرد عنه صلى الله عليه و آله و سلم أي نهي بخصوص البكاء على سبطه الحسين عليه السلام , بل المطالع للروايات الواردة في هذا المجال من مصادر السنة و الشيعة سيحتمل ورود هذه الرواية في أكثر من موضع مما يعني بكاؤه صلى الله عليه و آله و سلم أكثر من مرة , و على الأمة إتباع سنته صلى الله عليه و آله و سلم بالبكاء على الحسين عليه السلام حين ذكر إستشهاده :
منها ما رواه الطبراني في كتابه مقتل الحسين عليه السلام , و في معجمه تحت ((ذكر مولده وصفته وهيأته رضي الله تعالى عنه وكرم الله وجهه وعن أبيه وأمه)) و ما رواه الهيتمي في مجمعه في باب مناقب الحسين بن علي عليهما السلام , و ننقل هنا توثيق الهيتمي للرواية :
مجمع الزوائد. الإصدار 2.05 - للحافظ الهيثمي
المجلد التاسع. >> 37. كتاب المناقب >> 16. باب مناقب الحسين بن علي عليهما السلام
- عن نجي الحضرمي أنه سار مع علي رضي الله عنه وكان صاحب مطهرته فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى علي: اصبر أبا عبد الله اصبر أبا عبد الله بشط الفرات. قلت: وما ذاك؟ قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وإذا عيناه تذرفان، قلت: يا نبي الله أغضبك أحد؟ ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: "بل قام من عندي جبريل عليه السلام قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات". قال: فقال: "هل لك أن أشمك من تربته؟". قلت: نعم، قال: فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عينيي أن فاضتنا.
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني ورجاله ثقات ولم ينفرد نجي بهذا.
و منها ما رواه الطبراني في معجمه بنفس الباب , و في مقتله , و ما رواه الهيتمي في مجمعه في باب مناقب الإمام الحسين بن علي عليهما السلام:
معجم الطبراني الكبير، الإصدار 1.05 - للإمام الطبراني
باب الحاء >> الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه يكنى أبا عبد الله >> ذكر مولده وصفته وهيأته رضي الله تعالى عنه وكرم الله وجهه وعن أبيه وأمه
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني عباد بن زياد الأسدي ثنا عمرو بن ثابت عن الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن أم سلمة
قالت كان الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما يلعبان بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي فنزل جبريل عليه السلام فقال يا محمد إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك فأوما بيده إلى الحسين فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وضمه إلى صدره ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وديعة عندك هذه التربة فشمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ويح كرب وبلاء قالت وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أم سلمة إذا تحولت هذه التربة دما فاعلمي أن ابني قد قتل قال فجعلتها أم سلمة في قارورة ثم جعلت تنظر إليها كل يوم وتقول إن يوما تحولين دما ليوم عظيم.
و قد روى الطبراني في مقتله بكاء الجن على أبي عبد الله الحسين عليه السلام و ما رواه كذلك في معجمه في نفس الباب المذكور سابقا:
معجم الطبراني الكبير، الإصدار 1.05 - للإمام الطبراني
باب الحاء >> الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه يكنى أبا عبد الله >> ذكر مولده وصفته وهيأته رضي الله تعالى عنه وكرم الله وجهه وعن أبيه وأمه
حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا سريج بن يونس ثنا عمر بن عبد الرحمن أبو حفص الأبار عن إسماعيل بن عبد الرحمن الأزدي عن أبي جناب قال
سمع من الجن يبكون على الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه
مسح الرسول جبينه * فله بريق في الخدود
أبواه من عليا قريش * جده خير الجدود (3/ 122)
و في نفس المصدر معجم الطبراني و مقتل الإمام الحسين عليه السلام , و مجمع الزوائد للهيتمي:
مجمع الزوائد. الإصدار 2.05 - للحافظ الهيثمي
المجلد التاسع. >> 37. كتاب المناقب >> 16. باب مناقب الحسين بن علي عليهما السلام.
15179- عن أم سلمة قالت: سمعت الجن تنوح على الحسين بن علي.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
فها هي الجن تبكي و ترثي و تنوح على الحسين عليه السلام , و قد بكى قبلهم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حينما أخبره جبرئيل عليه السلام بأن أمة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم " الأمة الوسط " كما تفتخر و تدعي , هي التي ستقتل سبطه الحسين عليه السلام , ما يفرض هذا التساؤل حينما يقول بعض السطحيين من المخالفين أن مقتل الحسين عليه السلام مدعاة للفرح و السرور لنيله الشهادة , فنسألهم لم لم يفرح رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بذلك حينما أخبره جبرئيل بالأمر كما تفرحون ؟ وهذا سؤال لن نر جوابه إلى يوم يبعثون !
تعليق