بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وفرجنا بفرجهم وفرج عنا بهم يالله .
كربلاء الكبرى ويوم الظهور الموعود ، من اعظم الايام والاحداث في تاررخ البشرية والانسانية
وارتبط الحدثين باصالة الهدف الذي اراده الله من خلق البشرية ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾
قضية حادثة كربلاء الكبرى التي استشهد فيها سيد شباب اهل الجة الامام الحسين ع وآل بيته الابرار واصحابه المنتجبين الاخيار . ليست حادثة عابرة وان كانت عظيمة بل هي اصبحت منهاج حياة اسسه الامام الحسين ع للمشروع الاسلامي في حياة الامة المؤمنة التي تاتي بعده في عصور كل الأئمة من احفاده ، وفي عصر الغيبة الكبرى لحفيده الامام الغائب المهدي ع .
هذا المشروع الحسيني في حياة الامة المنتظرة هو باقي متفاعل مع يوم كربلاء واهدافه السامية ، ومتفعّل في حياة كل جيل ومستمر ينهل روحه ومبادئه من كربلاء ويستعد ليوم الظهور المبارك الذي ينتظره كل الكربلائيون بالاخص وكل البشرية بل وكل الكون لانه احد اهم ايام الله الثلاثة التي نسبها الى نفسه لعظيم مقامها واهميتها في عالم التكوين .
فلننظر الى هذه الرواية المعتبرة المتن عن الامام الرضا ع ، وارجوا الانتباه لما يذكره بخصوص الملائكة ع :
قال الرضا (ع) :"يا بن شبيب !.. إن كنت باكيا لشيء فابك للحسين بن علي بن أبي طالب (ع) فإنه ذُبح كما يُذبح الكبش ، وقُتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ، ما لهم في الأرض شبيهون ، ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله ، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره ، فوجدوه قد قُتل ، فهم عند قبره شعثٌ غبْرٌ إلى أن يقوم القائم ، فيكونون من أنصاره ، وشـعارهم :【 يا لثـآرات الـحُـسَـين 】
يا بن شبيب !.. لقد حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده : أنه لما قُتل جدّي الحسين أمطرت السماء دما وترابا أحمر .
يا بن شبيب !.. إن بكيتَ على الحسين حتى تصير دموعك على خديك ، غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيرا كان أو كبيرا ، قليلا كان أو كثيرا ..
يا بن شبيب !.. إن سرك أن تلقى الله عز وجل ولا ذنب عليك فزر الحسين "ع"
يا بن شبيب !.. إن سرّك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي (ص) فالعن قَتَلة الحسين .
يا بن شبيب !.. إن سرّك أن يكون لك من الثواب مثلُ ما لمن استشهد مع الحسين ، فقل متى ما ذكرته : يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما . يا بن شبيب !.. إن سرّك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان ، فاحزن لحزننا ، وافرح لفرحنا ، وعليك بولايتنا ، فلو أن رجلا تولّى حجراً لحشره الله معه يوم القيامة
- الان ومن هذه الرواية علمنا من اين اتى شعار اصاب وجيش الامام المهدي ع ،
انه شعار وحقيقة مذخورة عند الملائكة ع الذين ينتظرون يوم الظهور مع المنتظرين ، وسيكونون من جنود الامام الحجة ع ، وسيكون شعارهم
يا لثارات الحسين ، وسيلبي ويردد وراء هذا الشعار الملائكي كل اصحاب الامام ع وبالطبع فان ولي دمه وحفيده الامام الحجة ع اولهم واخصهم .
بل ان الامام الحجة ع حفيد الامام الحسين ع يعيش كربلاء وفاجعتها كل يوم وعلى طول حياته في غيبته الكبرى التي فاقت اكثر من الف سنة حتى يومنا هذا
ثم انظر كيف إنّ إمام العصر سلام الله عليه خاطب جده سيد الشهداء سلام الله عليه قائلاً: «لأندبنك صباحاً ومساءً» فالندبة هي البكاء مع العويل والصراخ.
فأين تكون هذه الندبة من الإمام الحجة سلام الله عليه لجدّه المظلوم؟ أفي الصحراء أم غيرها؟ وماذا يتذكر الإمام الحجة سلام الله عليه؟ وأي مصيبة يستحضر بحيث انه لا يفتر ولا يبرد لا شتاءً ولا صيفاً؟! إن الإنسان المفجوع قد يهدأ ويبرد تدريجياً، أمّا الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف فلا يهدأ أبداً بل يندب جدّه ليل، نهار.
ثم إنه سلام الله عليه قال: «ولأبكين عليك بدل الدموع دماً» يقال: إن الكيس الموجود خلف العينين إذا جرح، يتحوّل الدم إلى دموع، فلو بكى الإنسان كثيراً وبشدّة تتحول دموعه إلى دم.
الجدير بالذكر أن الإنسان تارة يفقد عزيز له فيبكي عليه يوماً أو يومين أو أسبوعاً بشدة فتخرج من عينيه قطرة من الدم؛ فإن منبع الدموع عندما تفقد قدرتها على بثّ الدموع يتحول الدمع دماً وتنزل من الإنسان قطرة أو قطرتان من الدم. إلا أن إمام العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف يخاطب جده ولسان حاله: سأبكي عليك حتى تتحول دموعي دماً، أي حتى تجفّ دموعي وتتحوّل دماً. وهذا معناه أن الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف يبكي على الإمام الحسين سلام الله عليه دماً كلَّ يوم وليس فقط يوم عاشوراء؛ إذ إن مصيبة سيد الشهداء وأهل بيته مصيبة استثنائية وشاءت إرادة السماء أن لا يكون لها نظير في الكون منذ الأزل وإلى يوم يبعثون
تذكر بعض الروايات ان الإمام المهدي ع إذا خرج عليه السلام كان له خمسة نداءات عند البيت الحرام:
- ألا يا أهل العالم أنا الإمام القائم.
- ألا يا أهل العالم أنا الصمصام المنتقم.
- ألا يا أهل العالم إن جدي الحسين قتلوه عطشانا.
- ألا يا أهل العالم إن جدي الحسين طرحوه عريانا.
- ألا يا أهل العالم إن جدي الحسين سحقوه عدوانا.
اقــــول : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) - (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ )
بل ان يوم الخروج المقدس للبدأ بالثورة المقدسة وانشاء دولة العدل الإلهية الموعودة في الارض والتي تملئ الارض قسطا وعدلا سيكون تاريخها وكما نعلم هو يوم العاشر من شهر محرم الحرام كيوم استشهاد جده الامام الحسين ع ، وهذا له دلالة على حقيقة جوهرها اصل الهدف الذي قلنا به ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ) ومشروعها الاكبر ومبادئه السامية مستمدّة من عطاء يوم كربلاء ، ومحلها من بيت الله حيث بدأ الدين الاسلامي المحمدي الخاتمي من بيت الله رب الناس اجمعين والى الناس اجمعين ، وبذالك ارتبطت سلسة الاحداث وقادتها ورموزها وزمانها ومكانها في سلسلة واحدة محكمة تتجسد في اعظم واوع صورها بخروج الامام الحجة ع من مكة المكرمة في بيت الله الحرام وهو ملصقا ظهره الشريف على الكعبة بين الركن والمقام ويلقي خطبته الاولى للناس في يوم العاشر من محرم وكما في الرواية التالية :
( عن الإمام الصادق عليه السلام قال : ينادي باسم القائم عليه السلام في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان ، ويقوم في يوم عاشوراء ، وهو اليوم الذي قُتل فيه الحسين عليه السلام ، كأنّي به يوم السبت العاشر من المحرّم قائم بين الركن والمقام ، جبرئيل عليه السلام بين يديه ينادي البيعة .... )
وقد ورد في الروايات والأدعية والزيارات المرويّة عن الأئمّة الطاهرين عليهم السلام أن يسأل الإنسان ربّه أن يجعله من أنصار الإمام المهديّ وأعوانه والمجاهدين بين يديه، وتربطها بكربلاء ،وفيما يلي نذكر بعض النماذج منها:
- "وأسأل الله البرّ الرحيم أن يرزقني مودّتكم، وأن يوفقّني للطلب بثأركم مع الإمام المنتظر الهادي من آل محمّد..." وأن يرزقني طلب ثاري مع إمام هدى (مهدي) ظاهر ناطق بالحقّ منكم..."
فيا لثارات الحسين صرخة المنتظر في انتظاره
ويوم الظهور المبارك ستكون شعاره
وشعارك الملائكة المنتظرين رفقائه
وشعار امام الزمان ع واصحابه
وثأر الامام الحسين ع هو ثأر الله وثار ابائه واحفاده الاطهار وكل شيعتهم ومحبيهم من الاولين والاخرين فضلا عن انبياء ورسل الامم السابقة
وولي دمه حفيده المهدي ع ، وقضيته قضية الاسلام والبشرية .
السلام على الحسين يوم ولد ويوم استشهد ويوم يوبعث حيا
والسلام على بقية الله في ارضه الحجة بن الحسن ، والسلام على يوم ظهوره المبارك
نسال الله ان يجعلنا واياكم من اصحابه وانصاره لتحقيق الوعد واخذ الثار من اعداء الله والقضاء على خط الشيطان .
والسلام عليكم
الباحث الطائي
تعليق