حرب المياه في معركة كربلاء..
رحمن الفياض..
شهد العالم عبر تاريخه القديم والحديث ، ومنذ أن وطأت قَدم الإنسان هذه المعمورة، حروباً عديدة ، دينيةً ، وقوميةً ، وأُخرى قَبَلية . وليس بالضرورة أن تكون جميع الحروب غير محقّة في أهدافها ، وإن خلَّفت الويلات والدمار وتركت الآثار السلبية على الإنسان في تفكيره نحو النمو والبناء واالتقدم والرقي والاعمار.
معظم تلك الحروب او فلنقل أغلبها كانت بعض الأخلاقيات سائدة فيها, من قبيل عدم الأعتداء على النساء والأطفال وكبار السن, وأستخدام المياه في الحروب, كونها ليس من أخلاقيات الفرسان, ونحن نتحدث عن الرجال هنا في معرض ذكرنا الفرسان وقادة الجيوش في تلك المعارك.
في معركة كربلاء تباينت المواقف الأنسانية, مابين معسكر الإمام الحسين عليه السلام, ومعسكر الأعداء, في أستخدام واحدة من أخلاقيات الحرب والفرسان, الا وهي المياة, فالحسين عليه السلام, عمل بأخلاقه وفروسية, من خلال المحطة الأولى في السيطرة على منابع مياة الشرب,حيث: إنّ الإمام الحسين عليه السلام سار من «بطن العقبة حتّى نزل شراف، فلمّا كان في السحر أمر فتيانه فاستقوا من الماء فأكثروا منه,وجاء القوم زهاء ألف فارس مع الحرّ بن يزيد التميمي حتّى وقف هو وخيله مقابل الحسين عليه السلام في حَرِّ الظهيرة، والحسين وأصحابه معتمّون متقلدوا أسيافهم مسيطرين على منابع المياه.
الحسين عليه السلام ينفذ أعدائه من الموت فيقول لفتيانه: اسقوا القوم وأرووهم من الماء، ورشفوا الخيل ترشيفاً. ففعلوا وأقبلوا يملؤون القصاع والطساس من الماء، ثمّ يدنونها من الفرس، فإذا عبّ فيها ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً عُزِلَت عنه وسقوا آخر، حتّى سقوها كلّها, وهنا كان بإمكان الإمام عليه السلام أن يبيدهم عن آخرهم، ويغنم كلّ ما معهم من خيول وجمال ومتاع، وكان ذلك عليه سهلاً يسيراً، إلّا أنّ أخلاقه العالية دعته لأن يسقيهم ويرشّف خيولهم، مع علمه بأنّهم سيقاتلونه في نهاية المطاف.
إنّ مثل هكذا مواقف تتزاحم فيها القيم الأخلاقيّة لكثرتها، فتجد فيها الرحمة والعطف والشفقة والإحسان والكرم من قِبَل الإمام الحسين عليه السلام على هؤلاء القوم في تلك الصحراء المقفرة التي تعزُّ فيها الجرعة الواحدة من الماء، وهو عالم بحراجة الموقف ونفاد الماء، وأنّ غداً دونه تسيل النفوس، ولكن الأخلاق النبوية والكرم العلوي لم يتركا صاحبهما إلّا أن يحوز الفضل.
النقيض الثاني لموقف الإمام الحسين عليه السلام هو موقف تتجلى فيه, كل صفات الخسة والنذالة والأنحطاط الأخلاقي لدى أعداء الحسين في ملحمة كربلاء, عندما حالو بينه وبين الماء ومنعوه عن الاطفال والنساء بل حتى عن الطفل الرضيع,
فقد بعث عمر بن سعد خمسمائة فارس بقيادة عمرو بن الحجاج، فنزلوا على الشريعة، وحالوا بين الحسين (عليه السلام) واصحابه، وبين الماء، ومنعوهم ان يستسقوا منه قطرة واحدة.
كانت تلك المقارنه لبيان أخلاقيات المعسكريين, معسكر الأخلاق ومعسكر الأنحطاط, لامجال للمقارنة ولكن لتبيان مدى الأنحلال الأخلاقي في طرف الجيش الأموي, وأستخدامه احد أساليب الأذلال في المعركة والتي كانت يتوقع ان تكون لها نتائج في حسم المعركة, الا أنه تناسى من يقاتل, فالحسين أبن علي عليه السلام وتلك الثلة, كانت تقاتل لايصال هذه الرسالة لنا,ماخرجت الا لطلب الأصلاح.
رحمن الفياض..
شهد العالم عبر تاريخه القديم والحديث ، ومنذ أن وطأت قَدم الإنسان هذه المعمورة، حروباً عديدة ، دينيةً ، وقوميةً ، وأُخرى قَبَلية . وليس بالضرورة أن تكون جميع الحروب غير محقّة في أهدافها ، وإن خلَّفت الويلات والدمار وتركت الآثار السلبية على الإنسان في تفكيره نحو النمو والبناء واالتقدم والرقي والاعمار.
معظم تلك الحروب او فلنقل أغلبها كانت بعض الأخلاقيات سائدة فيها, من قبيل عدم الأعتداء على النساء والأطفال وكبار السن, وأستخدام المياه في الحروب, كونها ليس من أخلاقيات الفرسان, ونحن نتحدث عن الرجال هنا في معرض ذكرنا الفرسان وقادة الجيوش في تلك المعارك.
في معركة كربلاء تباينت المواقف الأنسانية, مابين معسكر الإمام الحسين عليه السلام, ومعسكر الأعداء, في أستخدام واحدة من أخلاقيات الحرب والفرسان, الا وهي المياة, فالحسين عليه السلام, عمل بأخلاقه وفروسية, من خلال المحطة الأولى في السيطرة على منابع مياة الشرب,حيث: إنّ الإمام الحسين عليه السلام سار من «بطن العقبة حتّى نزل شراف، فلمّا كان في السحر أمر فتيانه فاستقوا من الماء فأكثروا منه,وجاء القوم زهاء ألف فارس مع الحرّ بن يزيد التميمي حتّى وقف هو وخيله مقابل الحسين عليه السلام في حَرِّ الظهيرة، والحسين وأصحابه معتمّون متقلدوا أسيافهم مسيطرين على منابع المياه.
الحسين عليه السلام ينفذ أعدائه من الموت فيقول لفتيانه: اسقوا القوم وأرووهم من الماء، ورشفوا الخيل ترشيفاً. ففعلوا وأقبلوا يملؤون القصاع والطساس من الماء، ثمّ يدنونها من الفرس، فإذا عبّ فيها ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً عُزِلَت عنه وسقوا آخر، حتّى سقوها كلّها, وهنا كان بإمكان الإمام عليه السلام أن يبيدهم عن آخرهم، ويغنم كلّ ما معهم من خيول وجمال ومتاع، وكان ذلك عليه سهلاً يسيراً، إلّا أنّ أخلاقه العالية دعته لأن يسقيهم ويرشّف خيولهم، مع علمه بأنّهم سيقاتلونه في نهاية المطاف.
إنّ مثل هكذا مواقف تتزاحم فيها القيم الأخلاقيّة لكثرتها، فتجد فيها الرحمة والعطف والشفقة والإحسان والكرم من قِبَل الإمام الحسين عليه السلام على هؤلاء القوم في تلك الصحراء المقفرة التي تعزُّ فيها الجرعة الواحدة من الماء، وهو عالم بحراجة الموقف ونفاد الماء، وأنّ غداً دونه تسيل النفوس، ولكن الأخلاق النبوية والكرم العلوي لم يتركا صاحبهما إلّا أن يحوز الفضل.
النقيض الثاني لموقف الإمام الحسين عليه السلام هو موقف تتجلى فيه, كل صفات الخسة والنذالة والأنحطاط الأخلاقي لدى أعداء الحسين في ملحمة كربلاء, عندما حالو بينه وبين الماء ومنعوه عن الاطفال والنساء بل حتى عن الطفل الرضيع,
فقد بعث عمر بن سعد خمسمائة فارس بقيادة عمرو بن الحجاج، فنزلوا على الشريعة، وحالوا بين الحسين (عليه السلام) واصحابه، وبين الماء، ومنعوهم ان يستسقوا منه قطرة واحدة.
كانت تلك المقارنه لبيان أخلاقيات المعسكريين, معسكر الأخلاق ومعسكر الأنحطاط, لامجال للمقارنة ولكن لتبيان مدى الأنحلال الأخلاقي في طرف الجيش الأموي, وأستخدامه احد أساليب الأذلال في المعركة والتي كانت يتوقع ان تكون لها نتائج في حسم المعركة, الا أنه تناسى من يقاتل, فالحسين أبن علي عليه السلام وتلك الثلة, كانت تقاتل لايصال هذه الرسالة لنا,ماخرجت الا لطلب الأصلاح.
تعليق