بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم صل على محمد وال محمد
وردت الكثير من روايات اهل البيت عليهم السلام من طرق الشيعة ايدهم الله تعالى وسدد خطاهم حول النهي عن لبس السواد بلهجات مختلفة وروايات متعددة فهل هذه الروايات صحيحة ام لا وعلى تقدير صحتها كيف نلبس السواد على مصاب الامام الحسين عليه السلام رغم انه منهي عنه ؟
[نص الشبهة]
وردت العديد من الروايات التي تنهى عن لبس السواد مثلا ما جاء في كتاب ( من لا يحضره الفقيه ) صحفه 81 المجلد الأول: (لا تلبسوا الأسود فإنه لباس فرعون) ، وما دام الامر كذلك فان لبس السواد على الحسين (عليه السلام) منهي عنه ايضا .
الجواب :
نعم روى الصدوق قدس سره في كتاب من لا يحضره الفقيه : 1 / 251 : ( 767 - وقال أمير المؤمنين عليه السلام فيما علم أصحابه : لا تلبسوا السواد فإنه لباس فرعون . 768 - وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يكره السواد إلا في ثلاثة : العمامة والخف والكساء ) . انتهى .
لذلك يتساءل البعض : هل أن لبس السواد حزنا على الإمام الحسين عليه السلام مستحب شرعا في عاشوراء ، وبقية مناسبات عزاء المعصومين عليهم السلام ؟ وهل يتنافى ذلك مع الفتوى المعروفة في فقهنا بكراهة لبس السواد في الصلاة ؟
الجواب : أنه على فرض ثبوت كراهة لبس السواد في بعض الحالات فإن لبسه في عزاء سيد الشهداء عليه السلام مستثنى من الكراهة لأنه من مصاديق الحزن المستحب ، وقد كان هذا المظهر وما زال من مظاهر الحزن على أهل البيت النبوي عليهم السلام من صدر الإسلام إلى يومنا هذا .
فالأخبار الواردة عن الأئمة من أهل البيت عليهم السلام ، في النهي عن لبس السواد لو تمت ، فهي غير ناظرة إلى لبس السواد حزنا على الحسين عليه السلام ، بل ناظرة إلى التشبه بجبابرة بني العباس ، الذين اتخذوا السواد لباسا رسميا لهم وأجبروا المسلمين عليه ! ! فمن الثابت تاريخيا أن العباسيين جعلوا شعارهم في حركتهم الرايات السود ، لكي يطبقوا عليهم أحاديث النبي صلى الله عليه وآله في المهدي عليه السلام والرايات السود التي تمهد له من المشرق ! ثم ألبسوا أنصارهم الثياب السود ، وعللوه بأنه حزن على شهداء كربلاء وغيرهم من شهداء أهل البيت عليهم السلام ولذلك عرفوا باسم ( المسودة) وبعد سيطرتهم ألزموا أعضاء دولتهم بلبس السواد ، ثم ألزموا بذلك عامة الناس ، ومنه لبس قلانس سوداء طويلة!!.. الخ .وردت الكثير من روايات اهل البيت عليهم السلام من طرق الشيعة ايدهم الله تعالى وسدد خطاهم حول النهي عن لبس السواد بلهجات مختلفة وروايات متعددة فهل هذه الروايات صحيحة ام لا وعلى تقدير صحتها كيف نلبس السواد على مصاب الامام الحسين عليه السلام رغم انه منهي عنه ؟
[نص الشبهة]
وردت العديد من الروايات التي تنهى عن لبس السواد مثلا ما جاء في كتاب ( من لا يحضره الفقيه ) صحفه 81 المجلد الأول: (لا تلبسوا الأسود فإنه لباس فرعون) ، وما دام الامر كذلك فان لبس السواد على الحسين (عليه السلام) منهي عنه ايضا .
الجواب :
نعم روى الصدوق قدس سره في كتاب من لا يحضره الفقيه : 1 / 251 : ( 767 - وقال أمير المؤمنين عليه السلام فيما علم أصحابه : لا تلبسوا السواد فإنه لباس فرعون . 768 - وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يكره السواد إلا في ثلاثة : العمامة والخف والكساء ) . انتهى .
لذلك يتساءل البعض : هل أن لبس السواد حزنا على الإمام الحسين عليه السلام مستحب شرعا في عاشوراء ، وبقية مناسبات عزاء المعصومين عليهم السلام ؟ وهل يتنافى ذلك مع الفتوى المعروفة في فقهنا بكراهة لبس السواد في الصلاة ؟
الجواب : أنه على فرض ثبوت كراهة لبس السواد في بعض الحالات فإن لبسه في عزاء سيد الشهداء عليه السلام مستثنى من الكراهة لأنه من مصاديق الحزن المستحب ، وقد كان هذا المظهر وما زال من مظاهر الحزن على أهل البيت النبوي عليهم السلام من صدر الإسلام إلى يومنا هذا .
فالروايات الناهية عن لبس السواد ناظرة إلى التشبه بهم . ولا تشمل لبس السواد حزنا على الإمام الحسين عليه السلام .
( قال المحقق البحراني في الحدائق الناضرة : 7 / 116 : ( ومنها : أنه يكره الصلاة في الثياب السود ، عدا العمامة والخف والكساء ، وهو ثوب من صوف ومنه العباء ، كذا نقل عن الجوهري . . .
ثم أقول : لا يبعد استثناء لبس السواد في مأتم الحسين عليه السلام من هذه الأخبار ، لما استفاضت به الأخبار من الأمر بإظهار شعائر الأحزان .
ويؤيده ما رواه شيخنا المجلسي قدس سره عن البرقي في كتاب المحاسن أنه روى عن عمر بن زين العابدين عليه السلام أنه قال : لما قتل جدي الحسين المظلوم الشهيد لبس نساء بني هاشم في مأتمة ثياب السواد ، ولم يغيرنها في حر أو برد . وكان الإمام زين العابدين يصنع لهن الطعام في المأتم ) . انتهى .
وقال الحر العاملي في وسائل الشيعة : 2 / 357 : ( عن الحسن بن ظريف بن ناصح ، عن أبيه ، عن الحسين بن زيد ، عن عمر بن علي بن الحسين قال : لما قتل الحسين بن علي عليه السلام لبس نساء بني هاشم السواد والمسوح ، وكن لا يشتكين من حر ولا برد ، وكان علي بن الحسين عليه السلام عمل لهن الطعام للمأتم .
وفي بحار الأنوار : 45 / 195 : ( وفي رواية أخرى . . . قال : فلما أصبح استدعى حرم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لهن أيما أحب إليكن : المقام عندي أو الرجوع إلى المدينة ولكم الجائزة السنية ؟ قالوا : نحب أولا أن ننوح على الحسين ، قال : افعلوا ما بدا لكم ، ثم أخليت لهن الحجر والبيوت في دمشق ، ولم تبق هاشمية ولا قرشية إلا ولبست السواد على الحسين، وندبوه على ما نقل سبعة أيام ، فلما كان اليوم الثامن دعاهن يزيد ، وعرض عليهن المقام فأبين ، وأرادوا الرجوع إلى المدينة ، فأحضر لهم المحامل وزينها ، وأمر بالأنطاع الأبريسم .
وفي وفيات الأئمة عليهم السلام ص 85 : ثم رجع الحسن والحسين صلى الله عليه وآله وأخوتهما من دفنه ، وقعد في بيته ولم يخرج ذلك اليوم ، ثم خرج عبد الله بن العباس بن عبد المطلب إلى الناس فقال : إن أمير المؤمنين قد توفى وانتقل إلى جوار الله ، وقد ترك بعده خلفا ، فإن أحببتم خرج إليكم وإن كرهتم فلا أحد على أحد ، فبكى الناس وضجوا بالبكاء والنحيب ، فقالوا : بل يخرج إلينا ، فخرج إليهم الحسن وعليه ثياب سود وهو يبكى لفقد أبيه ، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر النبي فصلى عليه ، ثم قال : أيها الناس : اتقوا الله فإنا أمراؤكم وساداتكم وأهل البيت الذين قال الله فيهم : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا . أيها الناس : لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون ، ولا يلحقه الآخرون . لقد كان يجاهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله فيفديه بنفسه ، لقد كان يوجهه برايته فيكنفه جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن شماله ، فلا يرجع حتى يفتح الله عليه ) . انتهى .
وقال الحر العاملي في وسائل الشيعة : 2 / 357 : ( عن الحسن بن ظريف بن ناصح ، عن أبيه ، عن الحسين بن زيد ، عن عمر بن علي بن الحسين قال : لما قتل الحسين بن علي عليه السلام لبس نساء بني هاشم السواد والمسوح ، وكن لا يشتكين من حر ولا برد ، وكان علي بن الحسين عليه السلام عمل لهن الطعام للمأتم .
وفي بحار الأنوار : 45 / 195 : ( وفي رواية أخرى . . . قال : فلما أصبح استدعى حرم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لهن أيما أحب إليكن : المقام عندي أو الرجوع إلى المدينة ولكم الجائزة السنية ؟ قالوا : نحب أولا أن ننوح على الحسين ، قال : افعلوا ما بدا لكم ، ثم أخليت لهن الحجر والبيوت في دمشق ، ولم تبق هاشمية ولا قرشية إلا ولبست السواد على الحسين، وندبوه على ما نقل سبعة أيام ، فلما كان اليوم الثامن دعاهن يزيد ، وعرض عليهن المقام فأبين ، وأرادوا الرجوع إلى المدينة ، فأحضر لهم المحامل وزينها ، وأمر بالأنطاع الأبريسم .
***بحار الأنوار / جزء 31 / صفحة[530]( قال المحقق البحراني في الحدائق الناضرة : 7 / 116 : ( ومنها : أنه يكره الصلاة في الثياب السود ، عدا العمامة والخف والكساء ، وهو ثوب من صوف ومنه العباء ، كذا نقل عن الجوهري . . .
ثم أقول : لا يبعد استثناء لبس السواد في مأتم الحسين عليه السلام من هذه الأخبار ، لما استفاضت به الأخبار من الأمر بإظهار شعائر الأحزان .
ويؤيده ما رواه شيخنا المجلسي قدس سره عن البرقي في كتاب المحاسن أنه روى عن عمر بن زين العابدين عليه السلام أنه قال : لما قتل جدي الحسين المظلوم الشهيد لبس نساء بني هاشم في مأتمة ثياب السواد ، ولم يغيرنها في حر أو برد . وكان الإمام زين العابدين يصنع لهن الطعام في المأتم ) . انتهى .
وقال الحر العاملي في وسائل الشيعة : 2 / 357 : ( عن الحسن بن ظريف بن ناصح ، عن أبيه ، عن الحسين بن زيد ، عن عمر بن علي بن الحسين قال : لما قتل الحسين بن علي عليه السلام لبس نساء بني هاشم السواد والمسوح ، وكن لا يشتكين من حر ولا برد ، وكان علي بن الحسين عليه السلام عمل لهن الطعام للمأتم .
وفي بحار الأنوار : 45 / 195 : ( وفي رواية أخرى . . . قال : فلما أصبح استدعى حرم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لهن أيما أحب إليكن : المقام عندي أو الرجوع إلى المدينة ولكم الجائزة السنية ؟ قالوا : نحب أولا أن ننوح على الحسين ، قال : افعلوا ما بدا لكم ، ثم أخليت لهن الحجر والبيوت في دمشق ، ولم تبق هاشمية ولا قرشية إلا ولبست السواد على الحسين، وندبوه على ما نقل سبعة أيام ، فلما كان اليوم الثامن دعاهن يزيد ، وعرض عليهن المقام فأبين ، وأرادوا الرجوع إلى المدينة ، فأحضر لهم المحامل وزينها ، وأمر بالأنطاع الأبريسم .
وفي وفيات الأئمة عليهم السلام ص 85 : ثم رجع الحسن والحسين صلى الله عليه وآله وأخوتهما من دفنه ، وقعد في بيته ولم يخرج ذلك اليوم ، ثم خرج عبد الله بن العباس بن عبد المطلب إلى الناس فقال : إن أمير المؤمنين قد توفى وانتقل إلى جوار الله ، وقد ترك بعده خلفا ، فإن أحببتم خرج إليكم وإن كرهتم فلا أحد على أحد ، فبكى الناس وضجوا بالبكاء والنحيب ، فقالوا : بل يخرج إلينا ، فخرج إليهم الحسن وعليه ثياب سود وهو يبكى لفقد أبيه ، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر النبي فصلى عليه ، ثم قال : أيها الناس : اتقوا الله فإنا أمراؤكم وساداتكم وأهل البيت الذين قال الله فيهم : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا . أيها الناس : لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون ، ولا يلحقه الآخرون . لقد كان يجاهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله فيفديه بنفسه ، لقد كان يوجهه برايته فيكنفه جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن شماله ، فلا يرجع حتى يفتح الله عليه ) . انتهى .
وقال الحر العاملي في وسائل الشيعة : 2 / 357 : ( عن الحسن بن ظريف بن ناصح ، عن أبيه ، عن الحسين بن زيد ، عن عمر بن علي بن الحسين قال : لما قتل الحسين بن علي عليه السلام لبس نساء بني هاشم السواد والمسوح ، وكن لا يشتكين من حر ولا برد ، وكان علي بن الحسين عليه السلام عمل لهن الطعام للمأتم .
وفي بحار الأنوار : 45 / 195 : ( وفي رواية أخرى . . . قال : فلما أصبح استدعى حرم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لهن أيما أحب إليكن : المقام عندي أو الرجوع إلى المدينة ولكم الجائزة السنية ؟ قالوا : نحب أولا أن ننوح على الحسين ، قال : افعلوا ما بدا لكم ، ثم أخليت لهن الحجر والبيوت في دمشق ، ولم تبق هاشمية ولا قرشية إلا ولبست السواد على الحسين، وندبوه على ما نقل سبعة أيام ، فلما كان اليوم الثامن دعاهن يزيد ، وعرض عليهن المقام فأبين ، وأرادوا الرجوع إلى المدينة ، فأحضر لهم المحامل وزينها ، وأمر بالأنطاع الأبريسم .
منشور، وآخرها مثبور (1). تاريخ الطبري: إن ابراهيم الامام أنفذ إلى أبي مسلم لواء
النصرة وظل السحاب، وكان أبيض، طوله أربعة عشر ذراعا (2)، مكتوب عليها بالحبر: [أذن
للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصر هم لقدير] (3)، فأمر أبو مسلم غلامهأرقم أن يتحول بكل لون من الثياب، فلما لبس السواد قال: معه هيبة، فاختاره خلافالبني أمية وهيبة للناظر، وكانوا يقولون: هذا السواد حداد آل محمد، وشهداء كربلاء ،وزيد ويحيى.
***الكتاب : الفصول المهمة في أصول الأئمة - الحر العاملي
المؤلف : الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي
المحقق : محمد بن محمد الحسين القائينى
الناشر : لمؤسسة معارف اسلامي امام رضا (ع)
الطبعة : الاولى - 1418 ه. ق. (1376 ه. ش.) نگين قم
عدد الأجزاء : 3
ج1/ص328 :
باب 45 - جواز لبس كل لون من الثياب (3006) 1 - محمد بن علي بن الحسين في العلل عن محمد بن الحسن، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن احمد، عن علي بن ابراهيم الجعفري، عن محمد بن الفضل، عن داود الرقي قال: كانت الشيعة تسئل ابا عبد الله (ع) عن لبس السواد قال: فوجدناه قاعدا عليه جبة سوداء وقلنسوة سوداء وخف اسود مبطن بسود ثم فتق ناحية منه وقال: اما ان قطنه اسود واخرج منه قطنا أسود ثم قال: بيض قلبك والبس ما شئت. اقول: روى النهى عن بعض الألوان (1)، وهذا يدل على نفى التحريم فلا منافاة.
***الكتاب : شرائع الاسلام في مسائل الحلال والحرام - المحقق الحلي
عدد الأجزاء : 4 .....ج1/ص71 :
قيدها بعضهم بها اذا اتخذ السواد شعارا كبنى العباس، لا فيما اذا لبس السواد صدفة، أو حزنا على ميت، أو لجمال فيه، وهيبة أحيانا، وليس بعيدا، لانصراف اولها إلى نحو لبس بنى العباس وهم اتخذوه شعارهم(واستثنى)بعضهم ما لبسه للحسين عليه الصلاة والسلام، فإنه لا يكره، بل يرجح لغلبة جانب تعظيم شعائر الله على ذالك، مضافا إلى روايات متظافرة في موارد مختلفة يستفاد منها ذالك.وهو في محله.
***إرشاد العبادالى استحباب لبس السواد على سيد الشهداء والائمة الامجاد عليهم السلام .
تأليف : سماحة حجة الاسلام آية الله في الانام السيد ميرزا جعفر الطباطبائي الحائري : حفيد صاحب الرياض قدهما المتوفى سنة 1321 هـ
صححه وعلق عليه : السيد محمد رضا الحسيني الاعرجي الفحام عفى عنه الملك العلام .
ج3/ص15 :
كيف كان فقد بان من ذلك كله انه لا وجه للحكم بكراهة لبس السواد في مصيبة سيد شباب أهل الجنة ارواحنا له الفداء بقصد التبلبس بلباس الحزن المتعارف من قديم الزمان كما هو المفروض تمسكاً بعموم أدلة كراهته ولا لجعل معارضتهما من قبيل معارضة دليل حرمة الغناء ودليل رجحان رثاء مولانا الحسين عليه السلام كما هو صريح خالي العلامة أعلى الله مقامه لسلامة رجحان لبسه في المقام عن معارضته بأدلة الكراهة من جوه شتى كما وقفت عليها وعمدتها عدم دخوله في موضوع أدلة الكراهة فلا يكون حينئذ من قبيل معارضة دليل حرمة الغناء المحرم ذاتاً مطلقاً من حيث كونه غناء ودليل رجحان رثائه بطريق الغناء ولو أشعر بعض الاخبار بتعليل تحريمه بكونه مورثاً للفساد من حيث كونه مطرباً الا أنه ليس بحيث يدور الحكم معه وجودا وعدماً اجماعاً منا على الظاهر المصرح به كذلك في ألسنة الاصحاب قديماً وحديثاً :
فما رجحه شيخنا المحدث البحراني قدس سره في حدايقه من رجحان لبسه في ماتم مولانا الحسين عليه الصلاة والسلام ومصيبته هو الاظهر لكن لا لتخصيصه أدلة الكراهة كما هو قضية قوله لايبعد استثناء لبس السواد في مأتم الحسين عليه السلام معللا باستفاضة الاخبار بشعار الحزن عليه عليه السلام مؤيداً له بالحديث الذي رواه عن خالنا العلامة المجلسي رحمه الله المتضمن للبس نساء بني هاشم السواد بعد قتله اذ هو انما يتجه على تقدير شمول عموم أدلة الكراهة لمثله ودخوله في موضوعها وقد عرفت عدمهما فلا يحتاج معه الى استثناء المذكور الذي لا يخلو على تقديره عن نوع تأمل واشكال لان التعارض بينهما حينئذ تعارض العامين من وجه .
***الكتاب : الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية .
ج1/ص20 :
حكم لبس السواد واللطم على الصدور في مراسيم العزاء لسيد الشهداء (عليه السلام) :
ما هو رأيكم المبارك في لبس السواد واللطم على الصدور أثناء إحياء مراسيم العزاء لسيد الشهداء (عليه السلام) في شهر محرم الحرام وباقي الأئمة الأطهار (عليهم السلام)؟
بسمه تعالى; لا إشكال ولا ريب ولا خلاف بين الشيعة الإمامية في أن اللطم ولبس السواد من شعائر أهل البيت (عليهم السلام) ومن المصاديق الجلية للآية: (ذلك ومن يعظم شعائر اللّه فإنها من تقوى القلوب)، كما أنّها من مظاهر الجزع الذي دلت النصوص الكثيرة على رجحانه في مصائب أهل البيت (عليهم السلام) ومآتمهم ، ومن يحاول تضعيف هذه الشعائر أو التقليل من أهميتها بين شباب الشيعة فهو من الآثمين في حق أهل البيت (عليهم السلام) ومن المسؤولين يوم القيامة عمّا اقترفه في تضليل الناس من جهة مظالم الأئمة (عليهم السلام) ، ثبت اللّه المؤمنين على الإيمان والولاية واللّه الهادي إلى سواء السبيل.
هل ترون ما ذهب إليه صاحب الحدائق من أن لبس السواد في عزاء سيدالشهداء (عليه السلام) وبقية الأئمة (عليهم السلام) راجح شرعاً؟
بسمه تعالى; ما ذهب إليه صاحب الحدائق (قدس سره) صحيح، فإن لبس السواد من مظاهر الحزن على ما أصاب سيد الشهداء (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه (عليهم السلام) وكذا سائر الأئمة (عليهم السلام)وإظهار الحزن في مصائبهم مندوب شرعاً للنصوص الكثيرة وفيها الصحيح، واللّه العالم.
ألا يكره للمصلي لبس السواد؟ كيف نجمع بين هذا الحكم الشرعي وبين استحباب لبس السواد عزاءً على الحسين (عليه السلام)؟
بسمه تعالى; لم يثبت كراهية لبس السواد لا في الصلاة ولا في غيرها. نعم، ورد في بعض الروايات ما يستفاد منها كراهية لبس السواد، ولكنها ضعيفة السند، ومع الإغماض عن ضعفها فالكراهة في الصلاة بمعنى كونها أقل ثواباً، ولبس السواد في عزاء الحسين والأئمة (عليهم السلام) لأجل إظهار الحزن وإقامة شعائر المذهب مستحب نفسي، وثوابه أكثر من نقص الثواب في الصلاة، واللّه العالم.
ما حكم اللباس الأسود في الصلاة أيام وفيات الأئمة (عليهم السلام) ، هل هو مكروه؟
بسمه تعالى; إذا كان اللبس بداعي إظهار الحزن وتعظيم الشعائر فليس بمكروه، واللّه العالم.
***الشعائر الحسينيّة سنة أم بدعة ؟ طبقاً لأسس وقواعد أهل السنة والجماعة .
محاضرات الشيخ : أحمد الماحوزي .
إعداد وتدوين : بشار الداود راضي حبيب .
ج1/ص29 :
/ لبس السواد .
فإنه وإن قيل بكراهة الثياب السوداء إلا أن ذلك مختص بلباس المصلي لا مطلقا ، نعم ذهب جماعة من الفقهاء بكراهيته مطلقا ، فعلى القول بإباحته في غير الصلاة فإن تعنون بعنوان أنه حزناً عل الحسين عليه السلام خرج من حكم الإباحة إلى حكم الاستحباب .
وعلى القول بكون لبس السواد مطلقا مكروه سواء في حالة الصلاة أم غيرها ، فإذا لبس الإنسان السواد ، واستحباب الحزن على الحسين ، وهاذان العنوانان اجتمعا على مصداق واحد وهي الثياب السوداء التي لبسها المعزي ، فيحصل هنا تزاحم بين ملاك الاستحباب ، فيقدم أقواهما ملاكاً ومنفعة ومصلحة ، ولا ريب أن الحزن على الحسين كاسح ومقدم على ملاك الكراهة من لبس الثياب السوداء .... نعم على القول بكون لبس السواد من المحرمات - ولا قائل به - فإن ملاك الاستحباب لا يزاحم ملاك الحرمة ، بل ملاك الحرمة متقدم رتبة عليه ، فلا يمكن الحكم بالاستحباب ، ولذا كما تقدم بيانه لا يمكن أن نتوصل إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين بالتصدق عليهم بالأموال المغصوبة ، وإن تصدقن بها فلا ثواب بل هناك عقاب للتصرف في أموال الآخرين بلا أذن منهم .
***الكتاب : صوم عاشوراء بين السنة النبوية والبدعة الاموية
تاليف :الشيخ نجم الدين الطبسي .
ج1/ص124 :
لبس السواد: «ذهب جماعة كثيرة من علمائنا الاعلام و فقهائنا الكرام الى استحباب لبس السواد فى مأتم مولانا الحسين قولا و فعلاً: كالفقيه المحدث البحرانى، فى الحدائق و الدربندى فى الاسرار و السيد اسماعيل العقيلى النورى فى وسيلة المعاد فى شرح نجات العباد و المحدث النورى فى المستدرك و الشيخ زين العابدين المازندارنى فى ذخيرة المعاد و الشيخ محمد تقى الشيرازى و الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء فى حاشيته على العروة و الشيخ محمد على النخجوانى فى الدعات الحسينية و السيد حسن الصدر فى تبيين الرشاد فى لبس السواد على الائمة الامجاد و الشيخ ابوالفضل الطهرانى فى شفاء الصدر و قد كان بعض الفقهاء يلبس السواد طيلة هذين الشهرين كالفقيه السيد حسين القمى و السيد الحكيم و غيره ...(1) .
***الكتاب : استفتاءات
المؤلف :السيد السيستاني (دام ظله الوارف ).
مصدر الكتاب :مكتبة أهل البيت - عليهم السلام -
[ الكتاب مرقم آلياً موافق للمطبوع]
743. السؤال :
ج1/ص 192 :
ما هو رأيكم في لبس السواد في عزاء خامس أصحاب الكساء ؟
الجواب :لبس السواد في عزاء سيد الشهداء - روحي فداه - أمر مطلوب .
قصص وكرامات من لبس السواد
لبس السواد من الاعلى الى الاسفل
منقول من الاخت الفاضلة المؤمنة : خادمة ام ابيها .
فهل فهمت الان لماذا البس السواد من الاعلى الى الاسفل في شهري محرم و صفر ؟؟
احد ممثلي سماحة المرجع الديني الكبير اية الله السيد ابو القاسم الخوئي قدس سره يقول:
في احد السنوات في ايام شهري محرم و صفر كنت بخدمة السيد الخوئي رأيته حينها يتصبب عرقا حيث الحر الشديد و لاحظت انه يلبس السواد من فوق الى الاسفل حتى الساية التي تحت الجبة و جواربه كانت سوداء فتعجبت من الثياب السوداء و قلت للسيد انه و انتم بهذه الحالة ممكن ان تؤذيكم الثياب السوداء و تسبب لكم ضربة شمس او تمرضكم فاجاب سماحته قدس الله سره : ان كل ما لدي هو من لبس السواد على الامام الحسين عليه السلام اجلس لاخبرك قصتي فقال لي :
ان اباه السيد علي اكبر الخوئي كان خطيبا منبريا معروفا في زمانه و زوجته التي هي امي كانت تحمل و لكن بعد شهرين او ثلاث يسقط ذلك الحمل و هكذا ظلوا لفترة طويلة بدون ابناء و في يوم من الايام اعتلى والدي المنبر و صار يحدث الناس عن فضائل اهل البيت عليهم السلام و انهم ابواب الله و الكرماء الذين ما خاب من تمسك بهم و ما ضل من طلب حاجاته منهم و امن من يلجأ اليهم في معضلاته و مشاكله فلا تطلبوا حوائجكم الا منهم و لا تبحثوا عن حل عند غيرهم فهم حلالوا المشاكل
و بعد انتهاء المجلس اتته احدى المستمعات في المجلس و قالت له يا سماحة السيد علي اكبر انت الذي توصي الناس بطلب الحوائج و حل المشاكل من اهل البيت و الامام الحسين عليهم السلام فلماذا لا تطلب من الامام الحسين عليه السلام ان يعطيك ولدا؟
فتضايق والدي السيد علي اكبر و انكسر خاطره فذهب المنزل و هو متكدر فبان ذلك عليه فسألته زوجته (والدتي)
سيدنا لماذا انت حزين ؟
فاخبرها بكلام المراة و ماذا جرى فقالت والدتي ان كلام المراة صحيح لماذا لا تنذر للامام الحسين عليه السلام حتى يتلطف علينا و نرزق بالابناء فرد والدي السيد علي اكبر نحن لا نملك شيئا حتى ننذر للامام الحسين عليه السلام . فقالت له الوالدة انه ليس من اللازم ان نملك شيئا حتى ننذر للامام الحسين عليه السلام فقط انذر انك اذا رزقت بالابن ان تلبس السواد من فوق الى الاسفل حتى الجوارب و الحذاء طوال شهري محرم و صفر عزاءا على الامام الحسين عليه السلامو لما نذر والدي ذلك حملت الوالدة نفس السنة و مضت 7 اشهر و لم يسقط الجنين و في احدى الليالي طرق احد تلاميذ والدي الباب و كان الوقت متاخراً فقال لوالدي ان لديه سؤال فاعتقد والدي ان لديه مسأله علمية او فقهية فانصدم من ذلك الطالب انه يسأل هل زوجتكم حامل ؟!؟!
فاجابه الوالد متعجبا نعم حامل !!! و من اين علمت ذلك ؟؟ لانه لم يكن احدا يعلم بذلك من الناس فرد الطالب و سأل و هل هي في شهرها السابع ؟ فتعجب الوالد اكثر و اجاب نعم في شهرها السابع !!!
فشرع الطالب بالبكاء و قال انه كنت نائما قبل قليل و رايت النبي الاكرم محمد صلى الله عليه و اله في عالم الرؤيا و كنت في محضره الشريف فقال لي النبي الاكرم ان اذهب الى السيد علي اكبر الخوئي و قل له لانه نذر لبس السواد على ابني الحسين شهري محرم و صفر من الراس الى القدم فنحن سنحفظ له هذا الجنين الذي في بطن زوجته سبعة اشهر و سيبقى سالماً و سنرفع شأنه و نجعله فقيهاً و عالما دينيا و نعطيه شهرةً و ليسمِّ هذا الولد" ابو القاسم"انتهى....
فهل فهمت الان لماذا البس السواد من الاعلى الى الاسفل في شهري محرم و صفر ؟؟
رحم الله من يبعث الى روح علمائنا الاعلام و حملة الشعائر الحسينية و خدام الحسين ثواب الفاتحة مع الصلوات .
قصة المنديل الاسود :
منقول من الاخت المؤمنة الفاضلة ام كرار:
*الفقيه المقدس الميرزا جواد التبريزي ومنديله الاسود بالمجالس الحسينية :
?ان الفقيه المقدس الميرزا جواد التبريزي(رحمه الله) ملتزماً باصطحاب منديل أسود خاص لمسح دموع الب?اء على مصائب أهل البيت(ع)، وقلّما ينسى اصطحابه معه، فقد يتفق أن يشارك فجأه في مجلس من مجالس العزاء ولاي?ون معه ذلك المنديل، ل?ن بالنسبه للمجالس التي ي?ون عنده علم مسبق بها فإنه يصطحب معه منديلان يمسح به دموع الب?اء على مصائب أهل البيت(ع)، و?ان ملتزماً بمسح دموع الحزن بذلك المنديلان و?ان يقول دائماً: «إنني اُريد هذين المنديلين لقبري وقد أوصيت بدفنهما معي لي?ونا أماناً لي في قبري ويوم معادي». وقد وفق أبناء الميرزا(ره) بحمد الله إلى تنفيذ هذه الوصية فوضعا منديل في يده المبار?ه والآخر على صدره.
ترجمة الميرزا جواد التبريزي (رحمه الله).
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين .والسلام .