الطف هي : الدنيا بإختصار
بيتان قالهما عمر بن سعد اختصر بهما مسيرة الإنسان في هذه الدنيا وما يعاني بها من صراع داخلي :
فواللّه ما أدري وإني لحائر أفكّر في أمري على خطرين
أأترك ملك الرّي والرّي منيتي أم أرجع مأثوماً بقتل حسين
وليس بعيدا هذا المعنى عن قول الفرزدق لأبي عبدالله الحسين ( آه يا حسين )
واصفا أهل الكوفة : قلوبهم معك وسيوفهم عليك ..
فالقلب هنا لا يعني العاطفة بالتأكيد وانما الوعي والعقل ، فعمر بن سعد كان واعيا تمام الوعي بأن قتل الحسين عبارة عن تجارة ، الثمن فيها الآخرة والمثمن هو الدنيا ويا لها من صفقة خاسرة ..!!
قلوبهم معك تعني العقل الواعي وسيوفهم عليك تعني الإرادة الواهنة والمنكسرة والمغلوب على أمرها والمنهزمة ، وهذا لسان حالنا في هذه الدنيا ، فقلوبنا مع الآخرة وسيوفنا عليها ، فلا نحصر هذا الصراع الانساني في كربلاء فقط وانما كانت الطف تجسيدا خاطفا وواضحا لصراع الانسان في هذه الدنيا .
لا ينفع التعقل بالآخرة ولا بمعتقدات واحكام الدين ولا قيمة له إن كان سلوكنا وعملنا مشهورا ضده لأن السؤال المحرج الذي سنواجهه غدا : لماذا لم تعمل ؟
فقد نكون عمر بن سعد في بعض المواقف والمنعطفات وقليل تلك اللحظات التي نكون فيها زهير بن القين ..
منقوووول للفائدة