السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
*********************
بعد مقتل الإمام الحسين (ع) وأهل بيتهُ (ع) واصحابهُ بقيت الأجساد مطروحة ثلاثة أيام على رمضاء كربلاء. فلما ارتحل عسكر ابن سعد وساروا بالسبايا والرؤوس .نزل بنوا أسد في ارض كربلاء في مكان قريب من المعركة وبنوا بيوتهم ونصبوا خيامهم وقاموا برعاية مواشيهم . وعند حاجتهم لشرب الماء ذهبت النسوةُ لجلب الماء إلى رجالهٌن وليسقين مواشيهن . فعند وصولهن إلى الفرات ليجلبن الماء من المشرعة أردن التوجه إلى الخيام فمررن على المعركة فإذا هُن يشاهدن الجثث على المسناة قريباَ من الفرات ومتناثرة في رمضاء كربلاء فأخذن يلطمن على الخدود ويتصارخن وقلن هذهِ والله جثثُ الحسين واهلُ بيتهُ واصحابهُ .ثم رجعت النسوة إلى البيوت صارخات من هولُ ما رأين من الجثث المذبوحة .فهرع الرجال من بيوتهم من شدة صراخ النساء فسألوهن ماذا حدث ! ماذا جرى!؟فأجابت النساء : لقد شاهدنا جُثث أهل بيت النبوة . شاهدنا جثة الحسين وجُثث أهل بيتهِ واصحابُه.فقال شيخ ُالعشيرة: أنا نخافُ والله من عبيد الله بن زياد تصبحُنا خيولهم وينهبونا أو يقتلوا احدُنا.النساء:بان عليكُم الجبن والخوف فو الله نذهبُ نحنُ لدفن الأجساد ولا نتركُ الحسين مرمياً على الأرض .الشيخ :ارجعنِِِْ أيها النساء. لا والله ما الجبنُ والخوف من شيمُنا فنحن في خدمة الحسين . هيـــــــــــا .هيـــــــــــا احملوا الفؤوس لحفر القبور ودفن الأجساد ولنضع عيناً على طريق الكوفة ولنتولى دفنهم:فتجمع بنو أسد قرب الأجساد الطواهر الزواكي . حول جسد الحسين واهلُ بيتهِ واصحابُه وهم يبكون من هول المصيبة فبركوا على الجثث لينظروا ما حل بها وهي بلا رؤوس وقد سُلبت عليها فناداهم الشيخ قائلاً:هيا تعالوا . اقتربوا لحملِ هذه الجثُة:فاجتمعوا كلهم لحمل الجثة فلم يستطيعوا تحريك عضواُ من أعضائها .وفي هذهِ الإثناء جاء الرجلُ يركضُ خائفاُ ويقول لهم ان شخصاُ ملثماُ راكباُ جوادهُ جاء متجهاُ نحونا الشيخ :يا إخوتي وأبنائي اختبئوا وراء الأشجار لننظر من القادم . هيا اختبئوا:فجاء الإعرابي على متن ِ جواده وقد ضيق لثامهُ واتجه نحو الجثث . إلى جثة الحسين وجثث أهل بيته ونزل عن جواده متجهاُ نحو الأجساد وهو منحنياُ كهيئة الراكع حتى وصل إلى إحدى الجثث ورمى بنفسهِ على الجسد فجعل يشمهُ تارةً ويقبلهُ تارةً أخرى . وقد بُــــــــــــــــــــــل لثامهُ بالدموع: فتقدم بنوا أسد نحو الإعرابي وقال لهم شيخهُم:تقدموا نحو هذا الرجُل:فقال الأمام أيها المسلمون ما وقوفكم حول هذهِ الجثث .الشيخ :يا أخا العرب جئنا لنتفرج عليها .فقال الامام :لا والله ما كان هذا قصدكم .الشيخ :نعم يا أخا العرب . ألان نُطلعك على ما في صدورنا . لقد أتينا لدفن جسد الإمام الحسين فلم نستطع تحريك عضو من أعضائه ثم اجتهدنا لدفن أهل بيته وما فينا من يعرف من هذا ومن ذاك وهم كما ترى جثثً بلا رؤوس:بعد ذلك قام الإمام (ع) فخط خطاُ في الأرض وهُم ينظرون اليهِ ماذا يفعل وقال لهم الإمام:احفروا ها هنــــــــــــــــــــــــا:هيا يا أصحابي احفروا حفرةٍ وافعلوا ما يأمركم به هذا الإعرابي:فقام بنو أسد يحفرون الحفر ليدفنوا بها أصحاب الحسين .وعند إكمال عملهم أمرهم الإمام (ع) بوضع نيفً وسبعين من أصحاب الإمام الحسين في هذه الحفرة فقام بنوا أسد بجمع الجثث ووضعوها في الحفرة .ثم أمرهم بحفر حفرة ثانية وهو يبكي بكاءٍ شديداً فقاموا بحفر الحفرة الثانية امتثالاُ لأمر الإمام ثم جمعوا إحدى وعشرون جثة وهي مقطعة ووضعوها في الحفرة . وبعدها أمرهم الإمام (ع) بأن يهيلوا التراب على الحفرتين فأخذوا يهيلون التراب ببكاءٍ وعويل .ثم جلس الإمام بقرب جسد الإمام الحسين (ع) وهو يبكي وقد انحنى عليهِ ثم أمرهم الإمام بأن يشقوا ضريحاُ لجسد الإمام الحسين مما يلي الرأس الشريف ففعلوا وقاموا يحفرون الحفرة والبكاء يعلو بينهم . وبعد ذلك قام الإمام ليحمل جسد أبيه فأقبل عليه الشيخ واصحابهُ ليساعدوه في حمل الجسد . فقال الإمام بخضوعْ وخشوع:إنا أكفيكم أمره:يا أخا العرب كيف تكفينا أمره وكلنا اجتهدنا على إن نحرك عضواُ من أعضائه فلم نقدر عليه .فقال الامام :إن معي من يعينني عليه:وقبل إن يحمل جسد أبيه الحسين قال لبني أسد:ائتوني بحصيرة فقال الشيخ: يا أصحابي احضروا الحصيرة . يا أخا العرب ماذا تصنع بالحصيرة فقال الامام :اجمعُ عليها أوصال جسد أبي عبد الله الحسين :عندها ذهب بنو أسد لجلب الحصيرة إلى الإمام السجاد (ع) ليجمع عليها أوصال ابيه المقطعة . وعندما جلبوا الحصيرة قام الإمام بجمع أوصال الإمام الحسين (ع) المقطعة من هنا وهناك ووضعها على الحصيرة .ثم قام الإمام وحمل الجسد الطاهر ووضعهُ على الحصيرة ثم حمل الحصيرة وفيها الجسد المقطع إلى مستودع القبر:فعندما نزل الإمام السجاد(ع) إلى القبر بقي فترة طويلة فقام إليه الشيخ ينظر إليه ماذا يفعل هذا الرجل فوجدهُ واضعاً خدهُ على خد أبي عبد الله الحسين وهو يبكي ويقول ( بسم الله وبالله طوبى لأرض تضمنت جسدك الشريف أما الدنيا فبعدك مُظلمة وأما الآخرة فبنورِ وجهك مُشرقة أما حُزني فســـــــــــــــرمد وأما ليلي فمسهد حتى يختارُ الله لي دارك التي أنت فيها مُقيم).بينما الإمام واضعاً فمهُ على نحر أبيه الحسين فإذا سمع صوتَ يخرجُ من منحر الحسين ( ولدي علي وسد رضيعي على صدري) بعد ذلك نهض الإمام السجاد وحمل الطفل الرضيع ووضع منحرهُ على منحر أبيه وصدرهُ على صدر أبيه:ثم قام الإمام (ع) وهو يبحثُ في الأرض . فقال لهُ الشيخ:عن ماذا تبحث يا أخا العرب .فقال الامام عليه السلام:ابحث عن خنصر أبي عبد الله الحسين:بعد ذلك قام الإمام السجاد عليه السلام وأهال التراب على جسد أبيه الحسين وهو باكياُ مفترشاُ الأرض لا يقوى على حمل جسمهُ النحيف .ثم أهل التراب على جسد المولى أبي عبد الله . وعندما أكملوا دفن الجسد الطاهر . جلس الإمام قرب القبر وكتب ب أصبعهُ الشريف ( هذا قبرُ الحسين بن علي بن أبي طالب المذبوح بأ رض كربلاء عطشاناً غريبا)ثم التفت إلى بني أسد وسألهم:يا بنو أسد هل بقي احد :نعم يا أخا العرب بقي بطلَ على المسناة كلما رفعنا منهُ جانب سقط الجانب الأخر. لكثرة ضرب ُ السيوف وطعنُ الرماح :فذهب الإمام إليه فلما وصل إلى جسدِ عمه العباس انكب عليه يقبلُه:ياقمر بني هاشم على الدنيا بعدك العفى:وافترش الإمام جسد عمهُ العباس ثم صاح:عماه ليتك حاضراً لترى ما حل بنا .يا بنوا أسد احفروا حفرة هنا:فقام بنو أسد بحفر القبر لجسد العباس قمر العشيرة .ثم قام الإمام برفع الجسد الطاهر ليضعهُ في قبره ثم نزل إلى القبر واخذ يبكي على جسد عمهُ أبو الفضل بعدها نهض الإمام (ع) واخذ الكفين ووضعهما مع الجسد الطاهر .ثم أمرهم الإمام بأن يهيلوا التراب على الجسد الطاهر لأبي الفضل:أهيلوا التراب جزاكم الله خيرا:ثم قام الإمام محني الظهر وبنوا أسد لا يعرفون من هو واتجه نحو القبور وهو يبكي وبني أسد ينظرون اليهِ ما يصنع هذا الرجل.ثم أراد الإمام (ع) إن يتوجه إلى الشام فقال إليه الشيخ:يا أخا العرب نقسم عليك بالله وأصحاب القبور هلا عرفتنا بنفسك:انا عليُ بن الحسينُ بن علي بن أبي طالب:قوموا معي لأعرفكم بأصحاب القبور . هذا( قبر الحسين بن علي وعلي الأكبر والطفل الرضيع) . وهذا ( قبر حبيب بن مظاهر ).وتلك (قبور أصحاب الحسين اللذين ضحوا في كربلاء ). وذاك (قبرُ أبي الفضل العباس حامل لواء الحسين): واخذ بنو أسد راكعين باكين على ما حصل بأهل بيت النبوة واخذ الشيخ يقبل الإمام ويُعزيه بما أصابهم من مصيبة .وبعد ذلك ودعهم الإمام (ع) واخذوا يسلمون عليه ويودعونه .ثم ركب الإمام جواده واتجه إلى عمته زينب . أما بني أسد فقاموا ورجعوا والى خيامهم ......
اللهم صل على محمد وال محمد
*********************
بعد مقتل الإمام الحسين (ع) وأهل بيتهُ (ع) واصحابهُ بقيت الأجساد مطروحة ثلاثة أيام على رمضاء كربلاء. فلما ارتحل عسكر ابن سعد وساروا بالسبايا والرؤوس .نزل بنوا أسد في ارض كربلاء في مكان قريب من المعركة وبنوا بيوتهم ونصبوا خيامهم وقاموا برعاية مواشيهم . وعند حاجتهم لشرب الماء ذهبت النسوةُ لجلب الماء إلى رجالهٌن وليسقين مواشيهن . فعند وصولهن إلى الفرات ليجلبن الماء من المشرعة أردن التوجه إلى الخيام فمررن على المعركة فإذا هُن يشاهدن الجثث على المسناة قريباَ من الفرات ومتناثرة في رمضاء كربلاء فأخذن يلطمن على الخدود ويتصارخن وقلن هذهِ والله جثثُ الحسين واهلُ بيتهُ واصحابهُ .ثم رجعت النسوة إلى البيوت صارخات من هولُ ما رأين من الجثث المذبوحة .فهرع الرجال من بيوتهم من شدة صراخ النساء فسألوهن ماذا حدث ! ماذا جرى!؟فأجابت النساء : لقد شاهدنا جُثث أهل بيت النبوة . شاهدنا جثة الحسين وجُثث أهل بيتهِ واصحابُه.فقال شيخ ُالعشيرة: أنا نخافُ والله من عبيد الله بن زياد تصبحُنا خيولهم وينهبونا أو يقتلوا احدُنا.النساء:بان عليكُم الجبن والخوف فو الله نذهبُ نحنُ لدفن الأجساد ولا نتركُ الحسين مرمياً على الأرض .الشيخ :ارجعنِِِْ أيها النساء. لا والله ما الجبنُ والخوف من شيمُنا فنحن في خدمة الحسين . هيـــــــــــا .هيـــــــــــا احملوا الفؤوس لحفر القبور ودفن الأجساد ولنضع عيناً على طريق الكوفة ولنتولى دفنهم:فتجمع بنو أسد قرب الأجساد الطواهر الزواكي . حول جسد الحسين واهلُ بيتهِ واصحابُه وهم يبكون من هول المصيبة فبركوا على الجثث لينظروا ما حل بها وهي بلا رؤوس وقد سُلبت عليها فناداهم الشيخ قائلاً:هيا تعالوا . اقتربوا لحملِ هذه الجثُة:فاجتمعوا كلهم لحمل الجثة فلم يستطيعوا تحريك عضواُ من أعضائها .وفي هذهِ الإثناء جاء الرجلُ يركضُ خائفاُ ويقول لهم ان شخصاُ ملثماُ راكباُ جوادهُ جاء متجهاُ نحونا الشيخ :يا إخوتي وأبنائي اختبئوا وراء الأشجار لننظر من القادم . هيا اختبئوا:فجاء الإعرابي على متن ِ جواده وقد ضيق لثامهُ واتجه نحو الجثث . إلى جثة الحسين وجثث أهل بيته ونزل عن جواده متجهاُ نحو الأجساد وهو منحنياُ كهيئة الراكع حتى وصل إلى إحدى الجثث ورمى بنفسهِ على الجسد فجعل يشمهُ تارةً ويقبلهُ تارةً أخرى . وقد بُــــــــــــــــــــــل لثامهُ بالدموع: فتقدم بنوا أسد نحو الإعرابي وقال لهم شيخهُم:تقدموا نحو هذا الرجُل:فقال الأمام أيها المسلمون ما وقوفكم حول هذهِ الجثث .الشيخ :يا أخا العرب جئنا لنتفرج عليها .فقال الامام :لا والله ما كان هذا قصدكم .الشيخ :نعم يا أخا العرب . ألان نُطلعك على ما في صدورنا . لقد أتينا لدفن جسد الإمام الحسين فلم نستطع تحريك عضو من أعضائه ثم اجتهدنا لدفن أهل بيته وما فينا من يعرف من هذا ومن ذاك وهم كما ترى جثثً بلا رؤوس:بعد ذلك قام الإمام (ع) فخط خطاُ في الأرض وهُم ينظرون اليهِ ماذا يفعل وقال لهم الإمام:احفروا ها هنــــــــــــــــــــــــا:هيا يا أصحابي احفروا حفرةٍ وافعلوا ما يأمركم به هذا الإعرابي:فقام بنو أسد يحفرون الحفر ليدفنوا بها أصحاب الحسين .وعند إكمال عملهم أمرهم الإمام (ع) بوضع نيفً وسبعين من أصحاب الإمام الحسين في هذه الحفرة فقام بنوا أسد بجمع الجثث ووضعوها في الحفرة .ثم أمرهم بحفر حفرة ثانية وهو يبكي بكاءٍ شديداً فقاموا بحفر الحفرة الثانية امتثالاُ لأمر الإمام ثم جمعوا إحدى وعشرون جثة وهي مقطعة ووضعوها في الحفرة . وبعدها أمرهم الإمام (ع) بأن يهيلوا التراب على الحفرتين فأخذوا يهيلون التراب ببكاءٍ وعويل .ثم جلس الإمام بقرب جسد الإمام الحسين (ع) وهو يبكي وقد انحنى عليهِ ثم أمرهم الإمام بأن يشقوا ضريحاُ لجسد الإمام الحسين مما يلي الرأس الشريف ففعلوا وقاموا يحفرون الحفرة والبكاء يعلو بينهم . وبعد ذلك قام الإمام ليحمل جسد أبيه فأقبل عليه الشيخ واصحابهُ ليساعدوه في حمل الجسد . فقال الإمام بخضوعْ وخشوع:إنا أكفيكم أمره:يا أخا العرب كيف تكفينا أمره وكلنا اجتهدنا على إن نحرك عضواُ من أعضائه فلم نقدر عليه .فقال الامام :إن معي من يعينني عليه:وقبل إن يحمل جسد أبيه الحسين قال لبني أسد:ائتوني بحصيرة فقال الشيخ: يا أصحابي احضروا الحصيرة . يا أخا العرب ماذا تصنع بالحصيرة فقال الامام :اجمعُ عليها أوصال جسد أبي عبد الله الحسين :عندها ذهب بنو أسد لجلب الحصيرة إلى الإمام السجاد (ع) ليجمع عليها أوصال ابيه المقطعة . وعندما جلبوا الحصيرة قام الإمام بجمع أوصال الإمام الحسين (ع) المقطعة من هنا وهناك ووضعها على الحصيرة .ثم قام الإمام وحمل الجسد الطاهر ووضعهُ على الحصيرة ثم حمل الحصيرة وفيها الجسد المقطع إلى مستودع القبر:فعندما نزل الإمام السجاد(ع) إلى القبر بقي فترة طويلة فقام إليه الشيخ ينظر إليه ماذا يفعل هذا الرجل فوجدهُ واضعاً خدهُ على خد أبي عبد الله الحسين وهو يبكي ويقول ( بسم الله وبالله طوبى لأرض تضمنت جسدك الشريف أما الدنيا فبعدك مُظلمة وأما الآخرة فبنورِ وجهك مُشرقة أما حُزني فســـــــــــــــرمد وأما ليلي فمسهد حتى يختارُ الله لي دارك التي أنت فيها مُقيم).بينما الإمام واضعاً فمهُ على نحر أبيه الحسين فإذا سمع صوتَ يخرجُ من منحر الحسين ( ولدي علي وسد رضيعي على صدري) بعد ذلك نهض الإمام السجاد وحمل الطفل الرضيع ووضع منحرهُ على منحر أبيه وصدرهُ على صدر أبيه:ثم قام الإمام (ع) وهو يبحثُ في الأرض . فقال لهُ الشيخ:عن ماذا تبحث يا أخا العرب .فقال الامام عليه السلام:ابحث عن خنصر أبي عبد الله الحسين:بعد ذلك قام الإمام السجاد عليه السلام وأهال التراب على جسد أبيه الحسين وهو باكياُ مفترشاُ الأرض لا يقوى على حمل جسمهُ النحيف .ثم أهل التراب على جسد المولى أبي عبد الله . وعندما أكملوا دفن الجسد الطاهر . جلس الإمام قرب القبر وكتب ب أصبعهُ الشريف ( هذا قبرُ الحسين بن علي بن أبي طالب المذبوح بأ رض كربلاء عطشاناً غريبا)ثم التفت إلى بني أسد وسألهم:يا بنو أسد هل بقي احد :نعم يا أخا العرب بقي بطلَ على المسناة كلما رفعنا منهُ جانب سقط الجانب الأخر. لكثرة ضرب ُ السيوف وطعنُ الرماح :فذهب الإمام إليه فلما وصل إلى جسدِ عمه العباس انكب عليه يقبلُه:ياقمر بني هاشم على الدنيا بعدك العفى:وافترش الإمام جسد عمهُ العباس ثم صاح:عماه ليتك حاضراً لترى ما حل بنا .يا بنوا أسد احفروا حفرة هنا:فقام بنو أسد بحفر القبر لجسد العباس قمر العشيرة .ثم قام الإمام برفع الجسد الطاهر ليضعهُ في قبره ثم نزل إلى القبر واخذ يبكي على جسد عمهُ أبو الفضل بعدها نهض الإمام (ع) واخذ الكفين ووضعهما مع الجسد الطاهر .ثم أمرهم الإمام بأن يهيلوا التراب على الجسد الطاهر لأبي الفضل:أهيلوا التراب جزاكم الله خيرا:ثم قام الإمام محني الظهر وبنوا أسد لا يعرفون من هو واتجه نحو القبور وهو يبكي وبني أسد ينظرون اليهِ ما يصنع هذا الرجل.ثم أراد الإمام (ع) إن يتوجه إلى الشام فقال إليه الشيخ:يا أخا العرب نقسم عليك بالله وأصحاب القبور هلا عرفتنا بنفسك:انا عليُ بن الحسينُ بن علي بن أبي طالب:قوموا معي لأعرفكم بأصحاب القبور . هذا( قبر الحسين بن علي وعلي الأكبر والطفل الرضيع) . وهذا ( قبر حبيب بن مظاهر ).وتلك (قبور أصحاب الحسين اللذين ضحوا في كربلاء ). وذاك (قبرُ أبي الفضل العباس حامل لواء الحسين): واخذ بنو أسد راكعين باكين على ما حصل بأهل بيت النبوة واخذ الشيخ يقبل الإمام ويُعزيه بما أصابهم من مصيبة .وبعد ذلك ودعهم الإمام (ع) واخذوا يسلمون عليه ويودعونه .ثم ركب الإمام جواده واتجه إلى عمته زينب . أما بني أسد فقاموا ورجعوا والى خيامهم ......
تعليق