" المَرجَعيّةُ الدّينيّةُ العُليا تُباركُ انتصاراتِ المُجَاهدين الأبطال في الحَويجةِ , وتترحمُ على الشُهداءِ الأبرارِ , وتدعو للجرحى بالشِفاءِ العَاجِلِ , وتُبينُ أنَّ من توفيق اللهِ ونعمته أنَّ لنا رجالاً في الوقتِ الحاضرِ يشبهونَ أصحابَ الإمَامِ الحُسَين , عليه السلامُ , ويتسابقون نحو المَنيةِ والمَوتِ دفاعاً عن المُقدّساتِ والبلادِ والأعراضِ "
:.. نصُّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة ,الخامس عشر مِن مُحَرّمٍ الحَرَامِ ,1439هجري , وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي , الشَيخ عَبد المَهدِي الكَربَلائي, خَطيب , وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ:
: الأمرُ الأولُ : - نُباركُ للشعبِ العراقي الكريم وللرجالِ الأبطالِ مِن القواتِ المُسلّحَةِ والقوى المُساندةِ لهم الانتصاراتِ الأخيرةَ في تحريرِ مدينةِ الحويجة ِوالقُرى المُحيطةِ بها مِن سيطرةِ الإرهابيين الدواعش , آملين أنْ يتمَّ تحريرُ ما بَقيَ تحتَ سيطرتهم في وقتٍ قريبٍ وبعونِ اللهِ تعالى.
:.. ونُقدّمُ إجلالنا وإكبارنا لتضحياتِ أعزائنا المُقاتلين بمُختلفِ صنفوهم ومُختلفِ تسمياتهم , ونترحمُ على شُهدائنا الأبرارِ ونسألَ المَولى العليَّ القديرَ أنْ يَحشرَهم مع شُهداءِ الصدرِ الأولِ في الإسلامِ وأنْ يُمنَّ على جرَحانا المَيامين بالشفاءِ العاجلِ .
: الأمرُ الثاني :- ها هي أيامُ عَشرَةِ عاشوراءِ قد انتهتْ وانقضتْ وقد أجهدتُم أنفسَكم في إقامةِ مجالسِ العزاءِ على سيّدِ الشُهداءِ , عليه السلامُ, وتحملتم التعبَ في إحياءِ الشعائرِ , وذلك توفيقٌ من اللهِ تعالى , وهنا نودُّ التذكيرَ بالأمر التالي :
:.. وهو ينبغي أنْ نجعلَ أنفسَنا كيومِ دخولنا فيها , ولا بُدَّ من أنْ تفعلَ هذه الشعائرُ فِعلتها في أنفسِنا ومَواقفِنا وسُلوكِنا , .
:.. علينا أن نتخذَ هذه الأيامَ كموسمٍ للتحولِ والتغييرِ , وذلك بأنْ نجعلَ مَجالِسَنا مَدارسَ نتعلمُّ منا الشيءَ الكثيرَ مِن المَبادئ ونُجسدُها في حياتنا .
:: إنَّ الكثيرَ من المَجالسَ تتعرّضُ لذكرِ سيرةِ أصحابِ الإمامِ الحُسين , عليه السلامُ , وهناك أوصافٌ ومُقوماتٌ وردتْ عن المعصومين في حقِهم ومرتبتهم , لم ترد في غيرهم , فمن أين جاءوا بهذه الصفاتِ العظيمة , وذلك ما يستدعي معرفتها ومعرفةَ مَقامَهُم ,حتى نسعى للوصولِ على الأقلِّ ولو للمرتبةِ الدُنيا مِن مَراتبهم العالية.
وقد قالَ الإمام الحُسَين , عليه السلامُ , فيهم :
(أما بعدُ : فإنّي لا أعلمُ أصحاباً أوفى ,ولا خيراً مِن أصحابي ،ولا أهلَ بيتٍ أبرَّ ولا أوصلَ مِن أهل بيتي فجزاكم اللهُ عني خيرا ،)
: الإرشاد , المفيد, ج2 ,ص 91,.:
وقد وردَ في حقهم أيضاً عن الإمامِ جعفر الصادق , عليه السلامُ ,( أنتم سادةُ الشُهداءِ في الدنيا الآخرة)
: الكافي , الكليني,ج4 ,ص 574,.:
وعن الإمام الحُجّةِ المَهدي المُنتَظَرِ , أرواحُنا فِداه, وردَ ( السلامُ عليكم يا خيرَ أنصارٍ ).
:.. إنَّ لأوصافِ ومقامِ أصحابِ الإمامِ الحُسَين , عليه السلامُ, مُقدماتٍ ومُقوماتٍ سبقَ أن تحققتْ في شخصياتهم وفي حياتهم وهي ترتكزُ على أسسٍ عقائدية وفكرية واجتماعية وعبادية وسلوكية صالحةٍ , تمكنوا معها من نصرةِ الإمام الحُسين , والتضحيةِ بين يديه .:
:. وعلينا أنْ نتأمّلَ ونتفكّرَ في سيرةِ وأقوالِ ومواقفِ وأفعالِ أصحابِ الإمامِ الحُسين , عليه السلامُ ,لأنّها تمثّلُ مدرسةً تربوية نتعلّمُ منها الكثيرَ من المبادئ الصالحةِ ..:
:.. وفي كلِّ زمانٍ ومكانٍ هناك اختبارٌ وابتلاءٌ يَشبَهُ مَا مَرَّ به أصحابُ الإمامِ الحُسَين ,إلى حدٍّ ما ,
وحتى في زماننا هذا , وفي هذا الاختبار نحنُ إمّا أنْ ننجحَ أو نفشلَ لا سمحَ اللهُ , وإذا أردنا أنْ ننجحَ فعلينا أن نتعلّمَ من أصحاب الإمام الحُسَين , كيفيةَ بلوغِهم هذا المَقامِ العظيمِ,.
:.. وفي كلِّ زمانٍ هناك أولياءٌ للهِ تعالى يُمثّلونَ امتداداً لأولياءِ الإمامِ الحُسين , عليه السلامُ , ..:
وهناك مَن يتزينُ بالإيمانِ ظاهراً ويتشبهُ بأهلِّ الحَقِّ ويُقيمُ المَجَالسَ ويبكي , ولكن في ساعةِ الاختبارِ تنكشفُ حقيقته ,
وقد يكون أغرى الناسَ بسلطته وإعلامِه.
: إنَّ مِن أهمّ مُقومات أصحابِ الإمامِ الحُسَين , عليه السلامُ , هي :
:1:- الوعي والبصيرةُ بحقائق الدّين ِومعرفةِ القياداتِ الحقةِ .
وتتأتى البصيرةُ من الفَهمِ القويمِ وبالدليلِ والبرهانِ , وينبغي الحذرُ من التشكيكِ بالقياداتِ الحقة والصالحةِ وما يطرحُ في الإعلامِ من التشكيكِ بالقضايا الدّينيةِ .:
:2:- الشجاعةُ والجرأةُ في اتخاذِ الموقفِ الحق والثباتِ عليه , وكما حصلَ مع أصحاب الإمامِ الحسين , وقد خيّرَهم في أصعبِ الظروفِ وأخرها شدّةً بين تركه و البقاء معه , وقد اختاروا البقاءَ معه واستشهدوا بين يديه أبراراً و وفاءاً .
وأما من تركَ الإمامَ الحُسينَ , عليه السلامُ , فليس له موقفاً ثابتاً وإيماناً راسخاً ,,.
قال: عليه السلامُ ,:
(واني قد اذنتُ لكم فانطلقوا جميعاً في حِلٍّ ليس عليكم مني ذمامٌ , هذا الليلُ قد غشيكم فاتخذوه جملاً , وليأخذ كُلُّ رجلٍ بيد رجلٍ مِن أهل بيتي , وتفرقوا في سوادِكم ومدائنكم , فإنَّ القومَ إنمّا يطلبونني, ولو قد أصابوني لهوا عن طلبِ غيري . فأبوا ذلك كلهم,)
:مناقبُ ألِ أبي طالب, ابن شهر آشوب ,ج3,ص248,:
وقد كانَ جوابُ الأصحابُ , رضوانُ اللهِ عليهم, :
( وقامَ إليه مُسلمٌ بن عوسجة فقال : أنُخَلّي عنكَ ولَمّا نَعذرُ إلى اللهِ سبحانه في أداءِ حقكِ ؟ ! أما واللهِ حتى أطعنَ في صدورِهم برمحي ، وأضربهم بسيفي ما ثبتَ قائمه في يَدي ، ولو لم يكن معي سلاحٌ أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارةِ ، واللهِ لا نُخليك حتى يعلمَ اللهُ أنَّ قد حفظنا غيبةَ رسول الله , صلى الله عليه وآله فيكَ ، واللهِ لو عَلِمتُ أنّي أقتلُ ثم أحيا ثم أحرقُ ثم أحيا ثم أذرى ، يفعلُ ذلك بي سبعين مرةً ما فارقتك حتى ألقى حِمامي دونك ، فكيف لا أفعلُ ذلك وإنّما هي قتلةٌ واحدة , ثم هي الكرامة التي لا انقضاءَ لها أبدا .)
: الإرشادُ , الشيخُ المفيدُ ,ج 2 , ص92,.:
وعندما سألتْ السيدةُ زينبٌ , عليه السلامُ ,أخيها الإمامَ الحُسين , عليه السلامُ , أجابها:
(هل استعلمتَ مِن أصحابك نيّاتهم فإنّي أخشى أن يسلموك عند الوثبة واصطكاك الأسنّة !فبكى, عليه السلام, وقال : أَما وَاللهِ ! لَقَدْ نَهَرْتُهُمْ وَبَلَوْتُهُمْ وَلَيْسَ فيهِمُ إِلاَّ الأَْشْوَسَ- الجريء- الأَْقْعَسَ - الثابت- يَسْتَأْنِسُونَ بِالْمَنِيَّةِ دُوني اسْتِئْناسَ الطِّفْلِ بِلَبَنِ أُمِّهِ .): موسوعةُ كلماتِ الإمام الحسين, ص493,.:
:: والحمدُ للهِ تعالى الذي وفقنا لئن نرى رجالاً فيه شبهٌ من أصحابِ الإمام الحُسَين , عليه السلامُ , وهم الأبطالُ الذين سارعوا إلى ساحاتِ الوغى , وحملوا أرواحَهم على أكفِهم استجابةً لنداءِ المرجعيّةِ الدينية ِالعُليا ,ودفاعاً عن البلادِ والمُقدّسَاتِ , والأعراض , فجزاهم اللهُ خيرَ جزاءِ المُحسنين,::
_________________________________________________
:, الجُمْعَةَ, الخامس عشر مِن مُحرّمِ الحَرَامِ ,1439 هِجرِي, المُوافِقَ ,السادس مِن تشرين الأوّل ,2017م ,.:
________________________________________________
- تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
:: كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ ::
_______________________________________________
:.. نصُّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة ,الخامس عشر مِن مُحَرّمٍ الحَرَامِ ,1439هجري , وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي , الشَيخ عَبد المَهدِي الكَربَلائي, خَطيب , وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ:
: الأمرُ الأولُ : - نُباركُ للشعبِ العراقي الكريم وللرجالِ الأبطالِ مِن القواتِ المُسلّحَةِ والقوى المُساندةِ لهم الانتصاراتِ الأخيرةَ في تحريرِ مدينةِ الحويجة ِوالقُرى المُحيطةِ بها مِن سيطرةِ الإرهابيين الدواعش , آملين أنْ يتمَّ تحريرُ ما بَقيَ تحتَ سيطرتهم في وقتٍ قريبٍ وبعونِ اللهِ تعالى.
:.. ونُقدّمُ إجلالنا وإكبارنا لتضحياتِ أعزائنا المُقاتلين بمُختلفِ صنفوهم ومُختلفِ تسمياتهم , ونترحمُ على شُهدائنا الأبرارِ ونسألَ المَولى العليَّ القديرَ أنْ يَحشرَهم مع شُهداءِ الصدرِ الأولِ في الإسلامِ وأنْ يُمنَّ على جرَحانا المَيامين بالشفاءِ العاجلِ .
: الأمرُ الثاني :- ها هي أيامُ عَشرَةِ عاشوراءِ قد انتهتْ وانقضتْ وقد أجهدتُم أنفسَكم في إقامةِ مجالسِ العزاءِ على سيّدِ الشُهداءِ , عليه السلامُ, وتحملتم التعبَ في إحياءِ الشعائرِ , وذلك توفيقٌ من اللهِ تعالى , وهنا نودُّ التذكيرَ بالأمر التالي :
:.. وهو ينبغي أنْ نجعلَ أنفسَنا كيومِ دخولنا فيها , ولا بُدَّ من أنْ تفعلَ هذه الشعائرُ فِعلتها في أنفسِنا ومَواقفِنا وسُلوكِنا , .
:.. علينا أن نتخذَ هذه الأيامَ كموسمٍ للتحولِ والتغييرِ , وذلك بأنْ نجعلَ مَجالِسَنا مَدارسَ نتعلمُّ منا الشيءَ الكثيرَ مِن المَبادئ ونُجسدُها في حياتنا .
:: إنَّ الكثيرَ من المَجالسَ تتعرّضُ لذكرِ سيرةِ أصحابِ الإمامِ الحُسين , عليه السلامُ , وهناك أوصافٌ ومُقوماتٌ وردتْ عن المعصومين في حقِهم ومرتبتهم , لم ترد في غيرهم , فمن أين جاءوا بهذه الصفاتِ العظيمة , وذلك ما يستدعي معرفتها ومعرفةَ مَقامَهُم ,حتى نسعى للوصولِ على الأقلِّ ولو للمرتبةِ الدُنيا مِن مَراتبهم العالية.
وقد قالَ الإمام الحُسَين , عليه السلامُ , فيهم :
(أما بعدُ : فإنّي لا أعلمُ أصحاباً أوفى ,ولا خيراً مِن أصحابي ،ولا أهلَ بيتٍ أبرَّ ولا أوصلَ مِن أهل بيتي فجزاكم اللهُ عني خيرا ،)
: الإرشاد , المفيد, ج2 ,ص 91,.:
وقد وردَ في حقهم أيضاً عن الإمامِ جعفر الصادق , عليه السلامُ ,( أنتم سادةُ الشُهداءِ في الدنيا الآخرة)
: الكافي , الكليني,ج4 ,ص 574,.:
وعن الإمام الحُجّةِ المَهدي المُنتَظَرِ , أرواحُنا فِداه, وردَ ( السلامُ عليكم يا خيرَ أنصارٍ ).
:.. إنَّ لأوصافِ ومقامِ أصحابِ الإمامِ الحُسَين , عليه السلامُ, مُقدماتٍ ومُقوماتٍ سبقَ أن تحققتْ في شخصياتهم وفي حياتهم وهي ترتكزُ على أسسٍ عقائدية وفكرية واجتماعية وعبادية وسلوكية صالحةٍ , تمكنوا معها من نصرةِ الإمام الحُسين , والتضحيةِ بين يديه .:
:. وعلينا أنْ نتأمّلَ ونتفكّرَ في سيرةِ وأقوالِ ومواقفِ وأفعالِ أصحابِ الإمامِ الحُسين , عليه السلامُ ,لأنّها تمثّلُ مدرسةً تربوية نتعلّمُ منها الكثيرَ من المبادئ الصالحةِ ..:
:.. وفي كلِّ زمانٍ ومكانٍ هناك اختبارٌ وابتلاءٌ يَشبَهُ مَا مَرَّ به أصحابُ الإمامِ الحُسَين ,إلى حدٍّ ما ,
وحتى في زماننا هذا , وفي هذا الاختبار نحنُ إمّا أنْ ننجحَ أو نفشلَ لا سمحَ اللهُ , وإذا أردنا أنْ ننجحَ فعلينا أن نتعلّمَ من أصحاب الإمام الحُسَين , كيفيةَ بلوغِهم هذا المَقامِ العظيمِ,.
:.. وفي كلِّ زمانٍ هناك أولياءٌ للهِ تعالى يُمثّلونَ امتداداً لأولياءِ الإمامِ الحُسين , عليه السلامُ , ..:
وهناك مَن يتزينُ بالإيمانِ ظاهراً ويتشبهُ بأهلِّ الحَقِّ ويُقيمُ المَجَالسَ ويبكي , ولكن في ساعةِ الاختبارِ تنكشفُ حقيقته ,
وقد يكون أغرى الناسَ بسلطته وإعلامِه.
: إنَّ مِن أهمّ مُقومات أصحابِ الإمامِ الحُسَين , عليه السلامُ , هي :
:1:- الوعي والبصيرةُ بحقائق الدّين ِومعرفةِ القياداتِ الحقةِ .
وتتأتى البصيرةُ من الفَهمِ القويمِ وبالدليلِ والبرهانِ , وينبغي الحذرُ من التشكيكِ بالقياداتِ الحقة والصالحةِ وما يطرحُ في الإعلامِ من التشكيكِ بالقضايا الدّينيةِ .:
:2:- الشجاعةُ والجرأةُ في اتخاذِ الموقفِ الحق والثباتِ عليه , وكما حصلَ مع أصحاب الإمامِ الحسين , وقد خيّرَهم في أصعبِ الظروفِ وأخرها شدّةً بين تركه و البقاء معه , وقد اختاروا البقاءَ معه واستشهدوا بين يديه أبراراً و وفاءاً .
وأما من تركَ الإمامَ الحُسينَ , عليه السلامُ , فليس له موقفاً ثابتاً وإيماناً راسخاً ,,.
قال: عليه السلامُ ,:
(واني قد اذنتُ لكم فانطلقوا جميعاً في حِلٍّ ليس عليكم مني ذمامٌ , هذا الليلُ قد غشيكم فاتخذوه جملاً , وليأخذ كُلُّ رجلٍ بيد رجلٍ مِن أهل بيتي , وتفرقوا في سوادِكم ومدائنكم , فإنَّ القومَ إنمّا يطلبونني, ولو قد أصابوني لهوا عن طلبِ غيري . فأبوا ذلك كلهم,)
:مناقبُ ألِ أبي طالب, ابن شهر آشوب ,ج3,ص248,:
وقد كانَ جوابُ الأصحابُ , رضوانُ اللهِ عليهم, :
( وقامَ إليه مُسلمٌ بن عوسجة فقال : أنُخَلّي عنكَ ولَمّا نَعذرُ إلى اللهِ سبحانه في أداءِ حقكِ ؟ ! أما واللهِ حتى أطعنَ في صدورِهم برمحي ، وأضربهم بسيفي ما ثبتَ قائمه في يَدي ، ولو لم يكن معي سلاحٌ أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارةِ ، واللهِ لا نُخليك حتى يعلمَ اللهُ أنَّ قد حفظنا غيبةَ رسول الله , صلى الله عليه وآله فيكَ ، واللهِ لو عَلِمتُ أنّي أقتلُ ثم أحيا ثم أحرقُ ثم أحيا ثم أذرى ، يفعلُ ذلك بي سبعين مرةً ما فارقتك حتى ألقى حِمامي دونك ، فكيف لا أفعلُ ذلك وإنّما هي قتلةٌ واحدة , ثم هي الكرامة التي لا انقضاءَ لها أبدا .)
: الإرشادُ , الشيخُ المفيدُ ,ج 2 , ص92,.:
وعندما سألتْ السيدةُ زينبٌ , عليه السلامُ ,أخيها الإمامَ الحُسين , عليه السلامُ , أجابها:
(هل استعلمتَ مِن أصحابك نيّاتهم فإنّي أخشى أن يسلموك عند الوثبة واصطكاك الأسنّة !فبكى, عليه السلام, وقال : أَما وَاللهِ ! لَقَدْ نَهَرْتُهُمْ وَبَلَوْتُهُمْ وَلَيْسَ فيهِمُ إِلاَّ الأَْشْوَسَ- الجريء- الأَْقْعَسَ - الثابت- يَسْتَأْنِسُونَ بِالْمَنِيَّةِ دُوني اسْتِئْناسَ الطِّفْلِ بِلَبَنِ أُمِّهِ .): موسوعةُ كلماتِ الإمام الحسين, ص493,.:
:: والحمدُ للهِ تعالى الذي وفقنا لئن نرى رجالاً فيه شبهٌ من أصحابِ الإمام الحُسَين , عليه السلامُ , وهم الأبطالُ الذين سارعوا إلى ساحاتِ الوغى , وحملوا أرواحَهم على أكفِهم استجابةً لنداءِ المرجعيّةِ الدينية ِالعُليا ,ودفاعاً عن البلادِ والمُقدّسَاتِ , والأعراض , فجزاهم اللهُ خيرَ جزاءِ المُحسنين,::
_________________________________________________
:, الجُمْعَةَ, الخامس عشر مِن مُحرّمِ الحَرَامِ ,1439 هِجرِي, المُوافِقَ ,السادس مِن تشرين الأوّل ,2017م ,.:
________________________________________________
- تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
:: كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ ::
_______________________________________________
تعليق