بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
البصرة الموالية هذه المدينة المجاهدة قديما وحديثا كان لها ادوار في الجهاد والوقوف مع الحق بوجه الباطل ولطالما اعطت الدماء الزاكية رخيصة من اجل الدفاع عن المبادىء ومن اجل الحفاظ على الدين الحنيف ولقد كان للبصرة في ثورة الامام الحسين عليه السلام الدور الناصع حيث شهد لها التاريخ ان اهلها بذلوا الغالي والنفيس من اجل امامهم رجالا ونساء كبارا وصغارا..وان بيوتها كانت مقرات للتعبئة والتحشيد من اجل نصرة الحسين عليه السلام ومن هذه البيوت بيت مارية بنت منقذ العبدي هذه السيدة الجليلة التي اعطت ابنائها وزوجها مع الامام علي عليه السلام يوم الجمل ولم يبقى لها من تعطيه فاعطت مالها وجعلت بيتها منبرا لنصرة الامام عليه السلام وسيأتي بيان موقفها . هذه المدينة المجاهدة قد اعطت الشهداء الابرار من ابنائها الذين ناصروا الامام الحسين عليه السلام ووقفوا الى جانبه ومنهم من التقى به وهو في مكة ومنهم من التحق به في الطريق ومنهم من التحق به في كربلاء بل ان البعض مهم وصل متأخرا وبعد انتهاء المعركة ومع هذا جاهد اعداء الله وحيدا مدافعا عن حرم الامام الحسين عليه السلام ومن هؤلاء الابرار
عبدالله الفقعسي, وولده أربعة
وكان شيخاً كبيراً طاعناً في السن, أما سبب خروج هذا الشيخ وولده على ما يروى أن مارية بنت منقذ العبدي , وهي من ذوي البيوت والشرف, وقد قتل زوجها وأولادها يوم الجمل مع أمير المؤمنين (عليه السلام), وقد بلغها إن الحسين (عليه السلام) كاتب أشراف أهل البصرة ودعاهم إلى نصرته, وكان عندها نادٍ يجتمع فيه الناس فجاءت وجلست بباب مجلسها وجعلت تبكي, حتى علا صراخها فقام الناس في وجهها وقالوا لها: ما عندك ومن أغضبك؟ قالت: ويلكم, ما أغضبني أحد, ولكن أنا امرأة ما أصنع, ويلكم سمعت إن الحسين بن بنت نبيّكم استنصركم وأنتم لا تنصروه, فأخذوا يعتذرون منها لعدم السلاح والراحلة, فقالت: أهذا الذي يمنعكم؟ قالوا: بلى؛ فالتفتت إلى جاريتها وقالت لها: أنطلقي إلى الحجرة وآتيني بالكيس الفلاني، فانطلقت الجارية وأقبلت بالكيس إلى مولاتها , فأخذت مولاتها الكيس وصبته وإذا هو دنانير ودراهم , وقالت: فليأخذ كل رجل منكم ما يحتاجه وينطلق إلى نصرة سيدي ومولاي الحسين.
فقام عبدالله الفقعسي وهو يبكي ـ وكان عنده أحد عشر ولداً ـ فقاموا في وجهه وقالوا: إلى أين تريد؟ قال: إلى نصرة ابن بنت رسول الله. ثم التفت إلى من حضر وقال: ويلكم هذه امرأة أخذتها الحمية وأنتم جلوس؟ ما عذركم عند جده رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يوم القيامة.
ثم خرج من عندها وتبعه من ولده أربعة فأقبلوا يجدون السير , حتى استخبروا بأن الحسين عليه السلام ورد كربلاء , فجاء الشيخ بأولاده إلى كربلاء ورزقوا الشهادة).
كما تذكر التواريخ أن هناك شهيدا آخر خرج مع الحسين لما رأى خروج الشيخ عبد الله الفقعسي وأولاده لنصرة الحسين وهذا الشهيد سعيد بن عبد الله الحنفي الذي كان جديد العهد بالزواج فترك زوجته ليلتحق بالحسين، وهو الذي وقف بين يدي الحسين يوم العاشر عندما صلى (عليه السلام) بمن بقي من أصحابه فكان يتلقى السهام بصدره فلما سقط قال للحسين: هل وفيت يا أبا عبد الله؟ فقال له الحسين: نعم أنت أمامي في الجنة ومنهم
الادهم بن أمية العبدي، وكان من شهداء الحملة الأولى، جاء إلى الحسين مِن البصرة والتحق به في كربلاء، ومنهم عامر بن مسلم بن حسان بن شريح العبدي وسالم مولى عامر بن مسلم بن حسان بن شريح العبدي ،
وسيف بن مالك العبدي ويزيد بن ثُبيط العبدي، وعبدالله وعبيد الله أولاد يزيد بن ثُبيط العبدي
وقد ذكرت التواريخ قصة خروج يزيد بن نبيط بما نصه: (إنها ــ أي مارية ــ لما قالت كلمتها قال يزيد بن نبيط وهو من عبد القيس لأولاده وهم عشرة: أيكم يخرج معي؟ فانتدب منهم اثنان عبد الله وعبيد الله، وقال له أصحابه في بيت تلك المرأة نخاف عليك أصحاب ابن زياد، فقال: والله لو استوت إخفاقها بالجدد لهان علي طلب من طلبني وصحبه مولاه عامر وسيف بن مالك والأدهم بن أمية فوافوا الحسين بمكة وضمّوا رحالهم إلى رحله حتى وردوا كربلاء وقتلوا معه).
روى الطبري في (تاريخ الأمم والملوك) (ج 4 / ص 263)، وابن الأثير في (الكامل في التاريخ ج 4 / ص 21) هذا الموقف من مارية مع قومها بما نصه: (واجتمع ناس من الشيعة بالبصرة في منزل امرأة من عبد القيس يقال لها مارية بنت منقذ وكانت تتشيّع، وكان منزلها لهم مألفاً يتحدّثون فيه، فعزم يزيد بن نبيط على الخروج إلى الحسين عليه السلام، وهو من عبد القيس، وكان له بنون عشرة، فقال لهم: أيكم يخرج معي؟ فخرج معه ابنان له: عبد الله وعبيد الله، فساروا فقدموا عليه بمكّة ثمّ ساروا معه فقتلوا معه) ومنهم الحجّاج بن بدر التميمي، وقُعنب بن عمرو النّمريّ، وسعيد بن مرة التميمي, والهفهاف بن المهنّد الراسبي الأزدي البصري،
الذي وصل كربلاء بعد مقتل سيِّد الشهداء وفي ذلك الجو المشحون، وقت قطع الرؤوس وإحصائها، وتنافس القبائل في حيازة الرؤوس تقرُّباً لأميرهم، في ذلك الوقت يصِل ذلكَ الفارِس الشُّجَاع البصري الذي برَزَ اسمُه مُدافِعَاً عنَ نهج عليٍّ والحسين عيه السلام. والذي دافع عن حرم رسول الله عندما شاهد الاعداء يحرقون الخيام ويسلبون النساء فصلت سيفه واخذ يقاتلهم وهو يرتجز
يا ايها الجند المجند
انا الهفهاف ابن المهند
أحمي عيالات بني محمد
حتى أحتوشوه من كل جانب وسقط شهيدا مضرجا بدمه
فسلام عليهم يوم وقفوا مع الحسين عليه السلام وسلام عليهم يوم سقطوا شهداء بين يدي ابي عبد الله الحسين عليه السلام .
البصرة الموالية هذه المدينة المجاهدة قديما وحديثا كان لها ادوار في الجهاد والوقوف مع الحق بوجه الباطل ولطالما اعطت الدماء الزاكية رخيصة من اجل الدفاع عن المبادىء ومن اجل الحفاظ على الدين الحنيف ولقد كان للبصرة في ثورة الامام الحسين عليه السلام الدور الناصع حيث شهد لها التاريخ ان اهلها بذلوا الغالي والنفيس من اجل امامهم رجالا ونساء كبارا وصغارا..وان بيوتها كانت مقرات للتعبئة والتحشيد من اجل نصرة الحسين عليه السلام ومن هذه البيوت بيت مارية بنت منقذ العبدي هذه السيدة الجليلة التي اعطت ابنائها وزوجها مع الامام علي عليه السلام يوم الجمل ولم يبقى لها من تعطيه فاعطت مالها وجعلت بيتها منبرا لنصرة الامام عليه السلام وسيأتي بيان موقفها . هذه المدينة المجاهدة قد اعطت الشهداء الابرار من ابنائها الذين ناصروا الامام الحسين عليه السلام ووقفوا الى جانبه ومنهم من التقى به وهو في مكة ومنهم من التحق به في الطريق ومنهم من التحق به في كربلاء بل ان البعض مهم وصل متأخرا وبعد انتهاء المعركة ومع هذا جاهد اعداء الله وحيدا مدافعا عن حرم الامام الحسين عليه السلام ومن هؤلاء الابرار
عبدالله الفقعسي, وولده أربعة
وكان شيخاً كبيراً طاعناً في السن, أما سبب خروج هذا الشيخ وولده على ما يروى أن مارية بنت منقذ العبدي , وهي من ذوي البيوت والشرف, وقد قتل زوجها وأولادها يوم الجمل مع أمير المؤمنين (عليه السلام), وقد بلغها إن الحسين (عليه السلام) كاتب أشراف أهل البصرة ودعاهم إلى نصرته, وكان عندها نادٍ يجتمع فيه الناس فجاءت وجلست بباب مجلسها وجعلت تبكي, حتى علا صراخها فقام الناس في وجهها وقالوا لها: ما عندك ومن أغضبك؟ قالت: ويلكم, ما أغضبني أحد, ولكن أنا امرأة ما أصنع, ويلكم سمعت إن الحسين بن بنت نبيّكم استنصركم وأنتم لا تنصروه, فأخذوا يعتذرون منها لعدم السلاح والراحلة, فقالت: أهذا الذي يمنعكم؟ قالوا: بلى؛ فالتفتت إلى جاريتها وقالت لها: أنطلقي إلى الحجرة وآتيني بالكيس الفلاني، فانطلقت الجارية وأقبلت بالكيس إلى مولاتها , فأخذت مولاتها الكيس وصبته وإذا هو دنانير ودراهم , وقالت: فليأخذ كل رجل منكم ما يحتاجه وينطلق إلى نصرة سيدي ومولاي الحسين.
فقام عبدالله الفقعسي وهو يبكي ـ وكان عنده أحد عشر ولداً ـ فقاموا في وجهه وقالوا: إلى أين تريد؟ قال: إلى نصرة ابن بنت رسول الله. ثم التفت إلى من حضر وقال: ويلكم هذه امرأة أخذتها الحمية وأنتم جلوس؟ ما عذركم عند جده رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يوم القيامة.
ثم خرج من عندها وتبعه من ولده أربعة فأقبلوا يجدون السير , حتى استخبروا بأن الحسين عليه السلام ورد كربلاء , فجاء الشيخ بأولاده إلى كربلاء ورزقوا الشهادة).
كما تذكر التواريخ أن هناك شهيدا آخر خرج مع الحسين لما رأى خروج الشيخ عبد الله الفقعسي وأولاده لنصرة الحسين وهذا الشهيد سعيد بن عبد الله الحنفي الذي كان جديد العهد بالزواج فترك زوجته ليلتحق بالحسين، وهو الذي وقف بين يدي الحسين يوم العاشر عندما صلى (عليه السلام) بمن بقي من أصحابه فكان يتلقى السهام بصدره فلما سقط قال للحسين: هل وفيت يا أبا عبد الله؟ فقال له الحسين: نعم أنت أمامي في الجنة ومنهم
الادهم بن أمية العبدي، وكان من شهداء الحملة الأولى، جاء إلى الحسين مِن البصرة والتحق به في كربلاء، ومنهم عامر بن مسلم بن حسان بن شريح العبدي وسالم مولى عامر بن مسلم بن حسان بن شريح العبدي ،
وسيف بن مالك العبدي ويزيد بن ثُبيط العبدي، وعبدالله وعبيد الله أولاد يزيد بن ثُبيط العبدي
وقد ذكرت التواريخ قصة خروج يزيد بن نبيط بما نصه: (إنها ــ أي مارية ــ لما قالت كلمتها قال يزيد بن نبيط وهو من عبد القيس لأولاده وهم عشرة: أيكم يخرج معي؟ فانتدب منهم اثنان عبد الله وعبيد الله، وقال له أصحابه في بيت تلك المرأة نخاف عليك أصحاب ابن زياد، فقال: والله لو استوت إخفاقها بالجدد لهان علي طلب من طلبني وصحبه مولاه عامر وسيف بن مالك والأدهم بن أمية فوافوا الحسين بمكة وضمّوا رحالهم إلى رحله حتى وردوا كربلاء وقتلوا معه).
روى الطبري في (تاريخ الأمم والملوك) (ج 4 / ص 263)، وابن الأثير في (الكامل في التاريخ ج 4 / ص 21) هذا الموقف من مارية مع قومها بما نصه: (واجتمع ناس من الشيعة بالبصرة في منزل امرأة من عبد القيس يقال لها مارية بنت منقذ وكانت تتشيّع، وكان منزلها لهم مألفاً يتحدّثون فيه، فعزم يزيد بن نبيط على الخروج إلى الحسين عليه السلام، وهو من عبد القيس، وكان له بنون عشرة، فقال لهم: أيكم يخرج معي؟ فخرج معه ابنان له: عبد الله وعبيد الله، فساروا فقدموا عليه بمكّة ثمّ ساروا معه فقتلوا معه) ومنهم الحجّاج بن بدر التميمي، وقُعنب بن عمرو النّمريّ، وسعيد بن مرة التميمي, والهفهاف بن المهنّد الراسبي الأزدي البصري،
الذي وصل كربلاء بعد مقتل سيِّد الشهداء وفي ذلك الجو المشحون، وقت قطع الرؤوس وإحصائها، وتنافس القبائل في حيازة الرؤوس تقرُّباً لأميرهم، في ذلك الوقت يصِل ذلكَ الفارِس الشُّجَاع البصري الذي برَزَ اسمُه مُدافِعَاً عنَ نهج عليٍّ والحسين عيه السلام. والذي دافع عن حرم رسول الله عندما شاهد الاعداء يحرقون الخيام ويسلبون النساء فصلت سيفه واخذ يقاتلهم وهو يرتجز
يا ايها الجند المجند
انا الهفهاف ابن المهند
أحمي عيالات بني محمد
حتى أحتوشوه من كل جانب وسقط شهيدا مضرجا بدمه
فسلام عليهم يوم وقفوا مع الحسين عليه السلام وسلام عليهم يوم سقطوا شهداء بين يدي ابي عبد الله الحسين عليه السلام .
تعليق