السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
**********************
قال بشير بن خزيم الأسدي: نظرت إلى زينب بنت علي (عليه السلام) فلم أر خفرة قط أنطق منها كأنما تفرغ من لسان أمير المؤمنين (عليه السلام)فأومت إلى الناس أن اسكتوا فسكتت الأصوات فقالت:
الحمد لله والصلاة على محمد رسول الله وعلى آله الطيبين الأخيار.
يا أهل الكوفة يا أهل الختل والخذل أتبكون؟ فلا رقأت الدمعة ولا هدأت الرنة فإنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم.
ألا وهل فيكم إلا الصلف (الوقاحة) النطف (التلطخ بالعيب)والصدر الشنف (الكراهة والبغض)وملق الاماء وغمز الأعداء؟ أو كمرعى على دمنة أو كفضة على ملحودة.
ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون.
أتبكون وتنتحبون؟ إي والله فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً فلقد ذهبتم بعارها وشنارها ولم ترحضوها بغسل بعدها أبداً وأنى ترحضون قتل سليل خاتم الأنبياء وسيد شباب أهل الجنة غداً وملاذ خيرتكم ومفزع نازلتكم ومنار حجتكم ومدرة ألسنتكم.
ألا ساء ما تزرون فبعداً لكم وسحقاً فلقد خاب السعي وتبت الأيدي وخسرت الصفقة وبوئتم بغضب من الله وضربت عليكم الذلة والمسكنة.
ويلكم يا أهل الكوفة أتدرون أي كبد لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فريتم؟! وأي دم له سفكتم؟ وأي كريمة له أبرزتم؟! وأي حريم له أصبتم؟! وأي حرمة له انتهكتم؟! (لقد جئتم شيئاً إدّا تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا) إن ما جئتم بها صلعاء عنقاء سوداء فقماء خرقاء شوهاء كطلاع الأرض أو ملء السماء. أعجبتم أن مطرت السماء دماً؟ ولعذاب الآخرة أشد و أخزى وأنتم لا تنصرون.
فلا يستخفنكم المهل فإنه لا يحفزه البدار ولا يخاف فوت الثار كلا وإن ربكم لبالمرصاد فترقبوا أول النحل وآخر صاد.
قال بشير: فوالله لقد رأيت الناس حيارى يومئذ يبكون وقد وضعوا أيديهم في أفواههم ورأيت شيخاً من قدماء أهل الكوفة وقد بكى حتى اخضلت لحيته بدموعه وهو يقول: صدقت المرأة كهولهم خير كهول وشبانهم خير شبان ونساؤهم إذا نطقن أنطق النسوان ونسلكم خير نسل لا يخزى ولا يبزى
اللهم صل على محمد وال محمد
**********************
قال بشير بن خزيم الأسدي: نظرت إلى زينب بنت علي (عليه السلام) فلم أر خفرة قط أنطق منها كأنما تفرغ من لسان أمير المؤمنين (عليه السلام)فأومت إلى الناس أن اسكتوا فسكتت الأصوات فقالت:
الحمد لله والصلاة على محمد رسول الله وعلى آله الطيبين الأخيار.
يا أهل الكوفة يا أهل الختل والخذل أتبكون؟ فلا رقأت الدمعة ولا هدأت الرنة فإنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم.
ألا وهل فيكم إلا الصلف (الوقاحة) النطف (التلطخ بالعيب)والصدر الشنف (الكراهة والبغض)وملق الاماء وغمز الأعداء؟ أو كمرعى على دمنة أو كفضة على ملحودة.
ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون.
أتبكون وتنتحبون؟ إي والله فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً فلقد ذهبتم بعارها وشنارها ولم ترحضوها بغسل بعدها أبداً وأنى ترحضون قتل سليل خاتم الأنبياء وسيد شباب أهل الجنة غداً وملاذ خيرتكم ومفزع نازلتكم ومنار حجتكم ومدرة ألسنتكم.
ألا ساء ما تزرون فبعداً لكم وسحقاً فلقد خاب السعي وتبت الأيدي وخسرت الصفقة وبوئتم بغضب من الله وضربت عليكم الذلة والمسكنة.
ويلكم يا أهل الكوفة أتدرون أي كبد لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فريتم؟! وأي دم له سفكتم؟ وأي كريمة له أبرزتم؟! وأي حريم له أصبتم؟! وأي حرمة له انتهكتم؟! (لقد جئتم شيئاً إدّا تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا) إن ما جئتم بها صلعاء عنقاء سوداء فقماء خرقاء شوهاء كطلاع الأرض أو ملء السماء. أعجبتم أن مطرت السماء دماً؟ ولعذاب الآخرة أشد و أخزى وأنتم لا تنصرون.
فلا يستخفنكم المهل فإنه لا يحفزه البدار ولا يخاف فوت الثار كلا وإن ربكم لبالمرصاد فترقبوا أول النحل وآخر صاد.
قال بشير: فوالله لقد رأيت الناس حيارى يومئذ يبكون وقد وضعوا أيديهم في أفواههم ورأيت شيخاً من قدماء أهل الكوفة وقد بكى حتى اخضلت لحيته بدموعه وهو يقول: صدقت المرأة كهولهم خير كهول وشبانهم خير شبان ونساؤهم إذا نطقن أنطق النسوان ونسلكم خير نسل لا يخزى ولا يبزى