السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
-------------------------------
خرج ابن زياد لعنه الله ودخل المسجد فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله ونصر أمير المؤمنين يزيد وأشياعه وقتل الكذاب ابن الكذاب!!
قال: فما زاد على هذا الكلام شيئا حتى وثب إليه عبد الله بن عفيف الأزدي وكان من رؤساء الشيعة وخيارهم وكانت عينه اليسرى قد ذهبت يوم الجمل والأخرى يوم صفين وكان لا يكاد أن يفارق المسجد الأعظم يصلي فيه إلى الليل ثم ينصرف إلى منزله فلما سمع مقالة اللعين وثب إليه قائماً وقال: يا ابن مرجانة إن الكذاب وابن الكذاب أنت وأبوك ومن استعملك وأبوه يا عدو الله أتقتلون أبناء خير النبيين وتتكلمون بهذا الكلام على منابر المسلمين؟
فغضب ابن زياد ثم قال: من المتكلم؟
فقال: أنا المتكلم يا عدو الله، أتقتل الذرية الطاهرة التي أذهب الله عنها الرجس في كتابه وتزعم أنك على دين الإسلام؟ واغوثاه أين أبناء المهاجرين والأنصار ينتقمون منك و من طاغيتك اللعين بن اللعين على لسان محمد نبي رب العالمين؟
قال: فازداد غضب عدو الله ثم قال: علي به فوثب إليه الجلاوزة فأخذوه فنادى بشعار الأزد وعبد الرحمن بن مخنف الأزدي في المسجد فقال: ويحك أهلكت نفسك وقومك وكان في الكوفة يومئذ سبعمائة مقاتل من الأزد فوثبوا إليه وانتزعوه منهم وانطلقوا به إلى منزله ونزل ابن زياد عن المنبر ودخل القصر ودخل عليه أشراف الناس فقال: أرأيتم ما صنع هؤلاء القوم؟
فقالوا: قد رأينا أصلح الله الأمير وإنما الأزد فعلت ذلك فشد يدك على ساداتهم فهم الذين استنقذوه من يدك فأرسل ابن زياد إلى عبد الرحمن بن مخنف الأزدي فأخذه وأخذ معه جماعة من أشراف الأزد فحبسهم، وقال: لأخرجتم من يدي أن تأتوني بعبد الله بن عفيف، ثم دعا بعمرو بن الحجاج الزبيدي ومحمد بن الأشعث وشبث بن ربعي وجماعة من أصحابه وقال لهم: اذهبوا إلى هذا الأعمى الذي أعمى الله قلبه كما أعمى بصره فائتوني به.
وانطلقت رسل اللعين يريدون ابن عفيف وبلغ ذلك الأزد فاجتمعوا واجتمع معهم قبائل اليمن ليمنعوا صاحبهم عبد الله بن عفيف. وبلغ ذلك ابن زياد فجمع قبائل مضر وضمهم إلى محمد بن الأشعث وأمره بقتال القوم.
قال: فأقبلت قبائل مضر نحو قبائل اليمن فاقتتلوا قتالاً شديداً وبلغ ذلك ابن زياد فأرسل إلى أصحابه يوثبهم ويضعفهم فأرسل إليه عمرو بن الحجاج يخبره باجتماع اليمن عليهم وبعث إليه شبث بن ربعي: أيها الأمير إنك أرسلتنا إلى اسود الآجام فلا تعجل.
قال: واشتد قتال القوم حتى قتل بينهم جماعة من العرب.
ووصل القوم إلى دار عبد الله بن عفيف، فكسروا الباب واقتحموا عليه وصاحت ابنته: يا أباه أتاك القوم من حيث تحذر.
فقال: لا عليك يا ابنتي ناوليني سيفي فناولته السيف فأخذه وجعل يذب عن يمينه وشماله بسيفه ويقول:
أنا ابن ذي الفضل عفيف الطاهر عفيف شــيخي وابــن أم عامـــر
كــم دارع مـن جمعكــم وحاســـــر وبطــــــــل جـــندلـتـه معـــــــاور
وجعلت ابنته تقول: القوم عن يمينك القوم عن يسارك يا ليتني كنت رجلاً فأقاتل بين يديك هؤلاء الفجرة قاتلي العترة البررة.
وجعل القوم يدورون حوله عن يمينه وشماله ومن ورائه وهو يذب عن نفسه بسيفه وليس أحد يقدم عليه ثم تكاثروا عليه من كل ناحية حتى أخذوه.
فقال جندب بن عبد الله الأزدي صاحب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): إنا لله وإنا إليه راجعون اخذ والله عبد الله بن عفيف فقبح العيش من بعده وقام ثم قاتل من دونه فاخذ أيضاً وانطلق بهما إلى ابن زياد لعنه الله وعبد الله يقول:
اقسم لو يكشف لي عن بصري ضاق عليكم موردي ومصدري
فلما ادخلا على ابن زياد قال لعبد الله: الحمد لله الذي أخزاك.
قال عبد الله: وبما أخزاني يا عدو الله؟
والله لو يكشف لي عن بصري ضاق عليكم موردي ومصدري
فقال له ابن زياد: يا عدو نفسه ما تقول في عثمان؟
فقال: يا ابن مرجانة ويا ابن سمية الزانية ما أنت وعثمان أساء أم أحسن أصلح أم أفسد؟ والله تعالى ولي خلقه، يقضي بينهم وبين عثمان بالعدل ولكن سلني عنك، وعن أبيك وعن يزيد وأبيه.
فقال ابن زياد: لا أسألك عن شيء إلا أن تذوق الموت.
فقال ابن عفيف: الحمد لله رب العالمين أما إني كنت أسأل ربي أن يرزقني الشهادة قبل أن تلدك مرجانة وسألته أن يجعل ذلك على يد ألعن خلق الله وأبغضه إليه فلما ذهب بصري أيست من الشهادة والآن الحمد لله الذي رزقنيها بعد اليأس منها وعرفني الإجابة منه لي في قديم دعائي.
فقال ابن زياد لعنه الله: اضربوا عنقه فضربت وصلب رحمه الله.
اللهم صل على محمد وال محمد
-------------------------------
خرج ابن زياد لعنه الله ودخل المسجد فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله ونصر أمير المؤمنين يزيد وأشياعه وقتل الكذاب ابن الكذاب!!
قال: فما زاد على هذا الكلام شيئا حتى وثب إليه عبد الله بن عفيف الأزدي وكان من رؤساء الشيعة وخيارهم وكانت عينه اليسرى قد ذهبت يوم الجمل والأخرى يوم صفين وكان لا يكاد أن يفارق المسجد الأعظم يصلي فيه إلى الليل ثم ينصرف إلى منزله فلما سمع مقالة اللعين وثب إليه قائماً وقال: يا ابن مرجانة إن الكذاب وابن الكذاب أنت وأبوك ومن استعملك وأبوه يا عدو الله أتقتلون أبناء خير النبيين وتتكلمون بهذا الكلام على منابر المسلمين؟
فغضب ابن زياد ثم قال: من المتكلم؟
فقال: أنا المتكلم يا عدو الله، أتقتل الذرية الطاهرة التي أذهب الله عنها الرجس في كتابه وتزعم أنك على دين الإسلام؟ واغوثاه أين أبناء المهاجرين والأنصار ينتقمون منك و من طاغيتك اللعين بن اللعين على لسان محمد نبي رب العالمين؟
قال: فازداد غضب عدو الله ثم قال: علي به فوثب إليه الجلاوزة فأخذوه فنادى بشعار الأزد وعبد الرحمن بن مخنف الأزدي في المسجد فقال: ويحك أهلكت نفسك وقومك وكان في الكوفة يومئذ سبعمائة مقاتل من الأزد فوثبوا إليه وانتزعوه منهم وانطلقوا به إلى منزله ونزل ابن زياد عن المنبر ودخل القصر ودخل عليه أشراف الناس فقال: أرأيتم ما صنع هؤلاء القوم؟
فقالوا: قد رأينا أصلح الله الأمير وإنما الأزد فعلت ذلك فشد يدك على ساداتهم فهم الذين استنقذوه من يدك فأرسل ابن زياد إلى عبد الرحمن بن مخنف الأزدي فأخذه وأخذ معه جماعة من أشراف الأزد فحبسهم، وقال: لأخرجتم من يدي أن تأتوني بعبد الله بن عفيف، ثم دعا بعمرو بن الحجاج الزبيدي ومحمد بن الأشعث وشبث بن ربعي وجماعة من أصحابه وقال لهم: اذهبوا إلى هذا الأعمى الذي أعمى الله قلبه كما أعمى بصره فائتوني به.
وانطلقت رسل اللعين يريدون ابن عفيف وبلغ ذلك الأزد فاجتمعوا واجتمع معهم قبائل اليمن ليمنعوا صاحبهم عبد الله بن عفيف. وبلغ ذلك ابن زياد فجمع قبائل مضر وضمهم إلى محمد بن الأشعث وأمره بقتال القوم.
قال: فأقبلت قبائل مضر نحو قبائل اليمن فاقتتلوا قتالاً شديداً وبلغ ذلك ابن زياد فأرسل إلى أصحابه يوثبهم ويضعفهم فأرسل إليه عمرو بن الحجاج يخبره باجتماع اليمن عليهم وبعث إليه شبث بن ربعي: أيها الأمير إنك أرسلتنا إلى اسود الآجام فلا تعجل.
قال: واشتد قتال القوم حتى قتل بينهم جماعة من العرب.
ووصل القوم إلى دار عبد الله بن عفيف، فكسروا الباب واقتحموا عليه وصاحت ابنته: يا أباه أتاك القوم من حيث تحذر.
فقال: لا عليك يا ابنتي ناوليني سيفي فناولته السيف فأخذه وجعل يذب عن يمينه وشماله بسيفه ويقول:
أنا ابن ذي الفضل عفيف الطاهر عفيف شــيخي وابــن أم عامـــر
كــم دارع مـن جمعكــم وحاســـــر وبطــــــــل جـــندلـتـه معـــــــاور
وجعلت ابنته تقول: القوم عن يمينك القوم عن يسارك يا ليتني كنت رجلاً فأقاتل بين يديك هؤلاء الفجرة قاتلي العترة البررة.
وجعل القوم يدورون حوله عن يمينه وشماله ومن ورائه وهو يذب عن نفسه بسيفه وليس أحد يقدم عليه ثم تكاثروا عليه من كل ناحية حتى أخذوه.
فقال جندب بن عبد الله الأزدي صاحب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): إنا لله وإنا إليه راجعون اخذ والله عبد الله بن عفيف فقبح العيش من بعده وقام ثم قاتل من دونه فاخذ أيضاً وانطلق بهما إلى ابن زياد لعنه الله وعبد الله يقول:
اقسم لو يكشف لي عن بصري ضاق عليكم موردي ومصدري
فلما ادخلا على ابن زياد قال لعبد الله: الحمد لله الذي أخزاك.
قال عبد الله: وبما أخزاني يا عدو الله؟
والله لو يكشف لي عن بصري ضاق عليكم موردي ومصدري
فقال له ابن زياد: يا عدو نفسه ما تقول في عثمان؟
فقال: يا ابن مرجانة ويا ابن سمية الزانية ما أنت وعثمان أساء أم أحسن أصلح أم أفسد؟ والله تعالى ولي خلقه، يقضي بينهم وبين عثمان بالعدل ولكن سلني عنك، وعن أبيك وعن يزيد وأبيه.
فقال ابن زياد: لا أسألك عن شيء إلا أن تذوق الموت.
فقال ابن عفيف: الحمد لله رب العالمين أما إني كنت أسأل ربي أن يرزقني الشهادة قبل أن تلدك مرجانة وسألته أن يجعل ذلك على يد ألعن خلق الله وأبغضه إليه فلما ذهب بصري أيست من الشهادة والآن الحمد لله الذي رزقنيها بعد اليأس منها وعرفني الإجابة منه لي في قديم دعائي.
فقال ابن زياد لعنه الله: اضربوا عنقه فضربت وصلب رحمه الله.