جلست تقلبُ كفّيها التي مجُلت من عجاف سنينها الستين ..
تهمسُ في أذن الليل بصوتِ بُحَّ من فرط الانين ..
لتقول :
(( الآ يا ليلي الشاحب دُلّني .. أينَ الذين أحبُّهم أين ؟؟ ))
تسكبُ ما تبقى من صبرها على قارعة طريق المشتاقين ..
عبراتها رسمت على خديها وجعاً يذوب له الصخر حسرةً ويلين ..
تجلسُ وبين يديها صورة وحيدها الذي خطفه الموت من بين يدها عنوة ..
ولدي الحبيب ، يا فلذةَ الكبدِ النحيل ..
ها أنا قد كبُرتُ ، وبان فجر العمر في ملامحي ..
وانحنى ظهري وبانت خِلتي ..
تتقاذفني أمواج الحياة بلا رحمة ..
ونار الفقد تحرق القلب أسى ..
هل تعلم انّي مسني الضرُّ وانت من الغائبين ؟
هل تعلم أنَّي وحيدة وطريق الموت موحش ؟
أحتاج ان أغمض عيني وانت بجانبي ..
أحتاج ان أمسك يديكَ حتى ألاقي الموت بطمأنينة وسكون ..
أشتاق اليكَ ايها الغائب الحاضر ..
تعليق